حقوقي سعودي: الثورة في السعودية ستنفجر بالمناطق المهمشة
الاربعاء
2013 March 27
http://media.farsnews.com/Media/9201...3/A1137558.jpg
في تصريح خاص لـ"فارس":
أكد الناشط السياسي والحقوقي السعودي ماجد فهد الهزاع، ان المزاج السياسي لدى الشعب في السعودية قد تغير ويطمح الى دولة برلمانية ديموقراطية، واصفا الثورة في السعودية بانها غير ظاهرة، معربا عن اعتقاده بان "الشارع السعودي سينفجر حتما وخصوصا في المناطق المهمشة وذات التكوين القبلي".
- السعودية (فارس)
وتحدث الهزاع في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء فارس، عن الوضع الحالي في السعودية وتطلع الشعب الى التغيير والوصول الى دولة ديموقراطية على اساس دستور مكتوب وحقيقي، حيث قال: ان الدولة تفتقر الى الدستور المؤسس للانظمة - والتشريعات والدولة تفتقر لنظام القضاء المكتوب وقانون الحقوق المدنية التي تؤسس الحق والباطل في قضايا التعامل بين الناس وتؤسس النظم البشرية والحدود والجزاءات.
واعتبر الهزاع حدوث الثورة في السعودية امرا حتميا فيما وصف الثورة بانها "غير ظاهرة"، حيث قال: هي ثورة تمتد فكريا وثقافيا بسرعة كبيرة جدا وتنتظر حدثا ملهما يخرج الناس من صمتهم وسكوتهم الممتد الى عشرات السنين.
وقال الهزاع "ان الشارع السعودي سينفجر حتما وخصوصا في المناطق المهمشة وذات التكوين القبلي في نجد والحجاز ومناطق قبيلة قحطان في الجنوب"، مضيفا ان "الثورة تعتمد على اهم القبائل المهمشة في الجزيرة العربية وهي قحطان وعتيبة وشمر، التي تعتبر وقود الثورة ان اشتعلت نارها وهي المكون الرئيس للحرس الوطني والجيش السعودي والمرجح انشقاقه في اي لحظة".
وفيما يلي نص الحوار ؛
* كيف تقيم الوضع السياسي بالمملكة؟
- - الوضع في المملكة العربية السعودية هو وضع يشهد تغييرا سياسيا كما في العالم العربي الذي تبدلت فيه انظمة دكتاتورية باخرى ديموقراطية. وقد واكب هذا التغيير تبدل في المزاج في الداخل السعودي وتشرب الدرس العربي في مصر وتونس واليمن. وقد ثارت غريزته الديموقراطية بعد ان وجد الشارع المصري ينزل بالملايين ووجد الرئيس المصري قابع خلف القضبان؛ لقد تبلورت في نفسه امكانية التغيير وامكانية الاصلاح فخلق واقعا آخر جديدا لم يكن له امكانية الوجود قبل ذلك. لقد اصبح الواقع السياسي في السعودية بقناعة جديدة وفكر جديد وانفصام متباين بين الدولة والشعب.
هناك عملية بناء مفاهيم وقيم حقوقية وسياسية بين اوساط الشباب على الوسائط الاجتماعية ما قد يكرس في حالة التواصل بصناعة الحراك الممنهج للمطالبة بالاصلاح وبناء الواقع السياسي المتوقع في السعودية.
* هناك احتجاجات في المملكة تقول السلطات السعودية بان من يقوم بهذه الاحتجاجات يسعى الى الفوضى؛ ما صحة ذلك ولماذا؟
- ان الاحتجاجات في السعودية لها دافع، يعود الى التصرفات السلبية التي تمارسها اجهزة الامن السعودي بسبب غياب الثقافة الحقوقية عن المجتمع. فالمجتمع اصبح يبدل ثقافته الحقوقية من مبدأ الاستسلام للحاكم وقبول ظلمه وان جلدك واخذ مالك، وهو مبدأ ضعيف وقول لا يصح عن الرسول صلوات الله وسلامه عليه، الى مبدأ المطالبة بالحقوق السياسية اقتداء بخروج الحسين بن علي (عليه السلام) على حكم يزيد وبطلان بيعته حاكما على المسلمين.
لقد تغير المزاج السياسي لدى الشعب في السعودية لكي يطمح الى دولة برلمانية ديموقراطية تشمل كل الاطياف الاجتماعية في الدولة ومحاسبة المخالفين والفاسدين. لقد اصبح الشعب السعودي يبني ثقافته من جديد بفضل الاحداث في الوطن العربي والثورات العربية التي اختصرت مسافات كبيرة وسنوات كثيرة حاول النظام عزله عن الواقع الحقوقي في العالم.
ان الشعب السعودي امام استحقاق كبير وهو اما انتزاع حقوقه الكاملة من النظام او اجبار النظام على تبديل قناعاته السياسية ومواكبة التطور السياسي في العالم.
* هل هناك ثورة في السعودية على المدى القريب او البعيد؟
بل هي ثورة حقيقية على المدى القريب ولكنها غير ظاهرة وغير معلنة خطواتها، فهي ثورة تمتد فكريا وثقافيا بسرعة كبيرة جدا وتنتظر حدثا ملهما يخرج الناس من صمتهم وسكوتهم الممتد الى عشرات السنين. اذن هي عملية ولادة طويلة جدا ولكنها متعسرة ولها اثار قاسية خصوصا ان المواطن السعودي ذكي جدا ويتشرب الفكر الثوري بكل صوره. فلقد تعلم من الثورة العراقية والثورة المصرية والثورة التونسية. وتعلم ان هنالك مراحل لانجاز الثورة وان هنالك اساليب لانجاحها. وهو اعلم الناس بواقع دولته وضعفها فهو يعلم ان كل الامن والجيش والمؤيدين هم مرتزقة يحمون النظام مقابل العطاءات والرواتب فقط ولا يوجد هناك حب حقيقي او ولاء بمعنى الكلمة.
فاي ثورة في السعودية ستعتمد على القفز المباشر للاعمال التكتيكية والعصيان المدني الذي سيستهدف بشكل مباشر البنوك ومحطات ومخازن الوقود لاحداث شلل في التحرك المضاد للثورة وتحفيز الشارع للخروج للتظاهر في الاعمال الميدانية او مرحلة العصيان المدني، كما انه يسهل عمليات الانشقاقات العسكرية وعدم اتباع الاوامر بمحاربة اخوتهم المتظاهرين وخصوصا ان كثيرا من افراد الحرس الوطني من القبائل النجدية والحجازية قد صرح بذلك في بداية ظهور انشقاقات بين اصحاب العرق القبائلي وبين القبائل ذات الجذور المختلطة بين العرب والاحباش التي يعتمد عليها النظام السعودي والذين يطلق عليهم اللحوج نسبة لقبيلة لحج.
فكثير من ابناء القبائل يعتقد ان هذه الفئة تم تسليطها على باقي المناطق في المملكة لاسباب سياسية وهي اخراجهم من منطقتهم جيزان (التي اخذت من اليمن ولها حق الرجوع الى اليمن بعد انتهاء عقد الايجار المبرم بين آل سعود والامام الحاكم السابق لليمن الذي تامر عليه صالح بعد ذلك) وكذلك الامر لنجران وباقي عسير. لقد عمد النظام تسليط بعض الشعب على بعض واهانة بعضه ببعضه الاخر بهدف اشغال اهالي جيزان عن حقهم الشرعي بالاستقلال او الرجوع لليمن هم ونجران والعسير، وابقاء باقي المناطق تحت السيطرة والاهانة والقمع.
* هل يمكن ان تصف لنا حقوق الانسان في المملكة؟
- واقع حقوق الانسان في المملكة العربية السعودية، انه بلا تاسيس تعليمي او تاسيس مؤسساتي او تاسيس اجتماعي؛ فلا يوجد في منهج التعليم اي برامج لتعليم الناس بحقوقهم. كما انه لا يوجد في مؤسسات الدولة ما يشفع بان يكون هنالك تاسيس لمبدا الحقوق الانسانية او غيرها. فالدولة تفتقر الى الدستور المؤسس للانظمة والتشريعات والدولة تفتقر لنظام القضاء المكتوب وقانون الحقوق المدنية التي تؤسس الحق والباطل في قضايا التعامل بين الناس وتؤسس النظم البشرية والحدود والجزاءات. كما ان غياب هذه المؤسسات في الدولة وغياب ثقافتها انعكس على المجتمع بمؤسساته مثل المساجد والصحف والمجالس والديوانيات والمتلقيات وغيرها. فاصبح المجتمع مشوها لا يعرف حقوقه ولا يعرف ما له وما عليه.
ان هذا التهميش الاعلامي والمؤسساتي للحقوق السياسية والانسانية في المملكة خلق بيئة سلبية تمرس فيها النظام بهتك الحقوق واستباحة الحريات.
* كيف تصف لنا معاناه المعتقلين في السجون السعودية؟
- المعتقلون في السعودية تمارس ضدهم ابشع الممارسات القمعية واهمها الاتهامات الباطلة والمحاكمات الامنية وعدم وجود قانون يحميهم كما اسلفنا سابقا. بل ان المحاكم كلها موجهة من قبل وزارة الداخلية والممارسات في حقهم تمادت لملاحقة اهاليهم المعتصمين المطالبين بخروجهم او محاكمتهم محاكمة عادلة بل ان الامر لم يقف عند هذا الحد بل تمادى الى ملاحقة الحقوقيين والناشطين المطالبين باقل الحقوق المدنية لهم وهو محاكمتهم محاكمة عادلة. ولقد حكم بعض القضاة النزيهيين ببراءة البعض ولكن الدولة قضت وحكمت بخلاف ما ذهب اليه القاضي وهو تجاوز حقيقي لسلطة القضاء.
فكيف بحاله في السجن وما يمارس من حرب نفسية واهانة وتعذيب وحالة لا يقبلها بشر في السجون من تكدس السجناء وسوء الخدمات والممارسات اللاخلاقية في السجن من حالات اغتصاب وهتك للاعراض وغير ذلك كثير.
* وعي المواطن السعودي، هل تعتقد بانه يدرك سياسة السلطة ويطمح للتغيير؟
- المواطن السعودي ذكي جدا ويعرف جيدا اسلوب وسياسة السلطة منذ زمن بعيد وحاول ان يتعايش معها ويتامل بالتغيير من داخل السلطة؛ وكان يتعلق بالوعود بالاصلاح وكان يتامل خيرا دائما. فهو شعب طيب ولكن مع تطور الاحداث وتبدل الصورة الطيبة للحاكم الى صورة تثير الاشمئزاز اصبحت هناك ضرورة لاعادة تقييم الشارع السعودي للاصلاح بل انه اصبح يتدرج في السلوكيات الاصلاحية السياسية والحقوقية شيئا فشيئا. ان هذا التطور في تكوين المواطن السعودي الفكري والنفسي يعني ان هنالك احتقانا شديدا يتنامى بشكل مطرد يوما بعد يوم تؤججه عوامل خارجية من ظواهر فساد وبطالة وتضخم وازمة اقتصادية صعبة لن يكون بمقدور النظام التحكم بها بعد ذلك.
الشارع السعودي سينفجر حتما وخصوصا في المناطق المهمشة وذات التكوين القبلي في نجد والحجاز ومناطق قبيلة قحطان في الجنوب. تعتمد الثورة على اهم القبائل المهمشة في الجزيرة العربية وهي قحطان وعتيبة وشمر التي تعتبر وقود الثورة ان اشتعلت نارها وهي المكون الرئيس للحرس الوطني والجيش السعودي والمرجح انشقاقه في اي لحظة.
* ما دور وسائل الاعلام الخارجية في تغطية الاحداث في السعودية ؟ هل لها دور ايجابي ام سلبي؟
- وسائل الاعلام الخارجية تساهم في نقل الصورة الحقيقية الى اكبر شريحة سعودية ما يساهم في نشر الثقافة الثورية كما انها تعكس الراي العام الدولي وتساهم في تحفيز المنظمات الدولية لبلورة خطاب رادع للنظام السعودي. هذا الامر قد يساهم في تحفيز الشارع السعودي لكي يتلقف مثل هذا الاهتمام وهذا الخطاب لكي يقوم بمحاصرة النظام السعودي اكثر فاكثر.
كثير من الشعب السعودي متابع جيد للاعلام الخارجي بل هو الوسيلة التي يراقبها اكبر شريحة من المواطنين السعوديين ما قد يساهم في زيادة اثر الثقافة الثورية والوعي السياسي. فان كان الفيسبوك والتويتر يخاطب شريحة مثقفة ومتعلمة ولكنه يبقى محدودا بقدر معين بينما الاثر الاعلامي التلفزيوني يكون اثره اكثر تغلغلا في واقع الشارع السعودي وتنعكس بالتالي الاثار المترتبة على هذا الاثر على سلوك الفرد السعودي.
* يقال بان بلد النفط فيه بطالة هل هذا صحيح؟ وكيف تقراون مسالة تسخير السعودية الاموال لدعم الاحداث في المنطقة ؟
- يشكل الشعب السعودي ما يقارب 25 مليون نسمة؛ 70% من الشعب شباب بين عمر 18 و 30 سنة. تشكل الوظائف في الدولة حسب الاحصائيات الرسمية ما يقارب 8 ملايين وظيفة في القطاعين العام والخاص. عدد منسوبي القطاع العام يعادل 900 الف موظف لم يتغير عددهم منذ اكثر من 30 عاما. بينما تشكل باقي الوظائف (7 ملايين وظيفة) ما يشكله القطاع الخاص من عامل حيوي في انقاذ الاقتصاد والمجتمع. تشكل العمالة الاجنبية من هذه النسبة 4 ملايين وظيفة من هذا القطاع ويتبقى 3 ملايين وظيفة في القطاع الخاص للسعوديين.
مع دخول اجيال وملايين من الخريجين والشباب السعودي مرحلة العمل لم تجد الدولة الاستعداد الكافي في الاستجابة لهذه الجموع من الشباب الذي يقدر عدد البطالة فيهم ما يقارب 13.1 مليون عاطل وعاطلة ( 70%من الشعب اي 25 مليون نسمة منهم 17 مليون شاب وشابة مستعدون للعمل - 900 الف عامل في القطاع العام
، 3 ملايين عامل في القطاع الخاص ، 13.1 مليون عاطل عن العمل).
تقع المشكلة في مرونة الحكومة وقابليتها لامتصاص هذه الاجيال حيث ان الدولة ترفض كل انواع التغيير والتطوير في هيكلها الاداري وهو ما انعكس تباعا على القطاع الخاص وعدم ايجاد تطور في فلسفة الاستثمار الصناعي والاقتصادي واصبح الاقتصاد السعودي من اكبر الاقتصاديات المستهلكة في العالم وغير المنتجة.
* يقال بان حملة واسعة للاعتقالات شنتها السلطات السعودية مؤخرا خاصة في مدينتي الرياض وجدة، ما أسباب حملة الاعتقالات الأخيرة؟
- هي عملية صرف النظر عن معتقلي بريدة من النساء، وربطها تارة بالارهاب وتارة بالعمالة للخارج. هي محاولة قديمة جديدة لاثارة الطائفية التي رعتها الحكومة لسنوات طويلة جدا وباقتدار. يبحث النظام عادة عن قشة ليتذرع بها في سبيل حمايته من حالة التغيير وحالة الربيع العربي الجامحة.
ولكن يبدو ان النظام الامني في السعودية بدأ يترهل بعد الوزير الاسبق نايف بن عبدالعزيز الذي كان عصره اكثر تماسكا واكثر عقلانية مما هو الان. فيبدو ان ادارة الوزير الحالي واستخدام العمليات الارهابية لتحقيق مكاسب سياسية اصبحت مكشوفة. فعملية تفجير شاحنة الغاز لازاحة الوزير السابق القت باثرها على كيان الداخلية نفسه وبينت الصدع والخلاف والنزاع الذي حصل بسبب هذه العملية. ما قد ينذر بانشقاقات اكبر بين اركان الداخلية.
* هناك العديد من النساء المعتقلات في السجون كيف تصف لنا ممارسات السلطة ازاء المرأة السعودية؟
- المرأة السعودية لا تتمتع باي حقوق ولا اي احترام من النظام بل هو يمارس الارهاب عليها في المحاكم منذ زمن بعيد، وتمارس عليها علميات استغلال حالتها الاجتماعية ماديا وجسديا من الدولة تارة و من العائلة تارة اخرى.
لا توجد هناك انظمة ولا توجد هناك حقوق للمرأة في دولة تدعي الاسلام وتطبيقه. المرأة في الشوارع تتعرض يوميا للتحرش ولا حماية لها ابدا.
* يبدو واضحا ان الولايات المتحدة الاميركية منحازة تماما للسلطة السعودية وتقف صامتة امام ما يجري في الشارع، لماذا برايك؟
- الولايات المتحدة الاميركية لها اجندة ولها اولويات... تحاول الولايات المتحدة التغلغل في اعماق النظام السعودي عبر ابرام اتفاقيات امنية لها طابع نافذ في اعماق النظام الامني.
* ما هي الاساليب التي يمكن ان تحقق التغيير في السعودية؟
- هناك عدة طرق، اولها التحرك في الشارع عبر القفز المباشر على الاعمال الميدانية الذكية والعصيان المدني. وتستهدف هاتان الطريقتان اوردة النظام وهي البنوك ومخازن الوقود في المنطقة.
الطريقة الثانية هي الضغوط الخارجية وخصوصا من الدولة الاكثر نفوذا وهي الولايات المتحدة عبر توجيه المعارضة في الداخل خطابا يعكس الحالة الماسة لهذا الشعب في ضرورة التغيير في السعودية.
ثالثا وهو توجه وجهاء وامراء القبائل واصحاب الحق التاريخي في البلاد واصحاب النفوذ الاكبر في الجيش والامن الى الملك بالمطالبة بالتغيير السلمي للنظام الحاكم واشراك المواطنين في ادارة صناعة القرار في هذا البلد.
* ما هي الدولة السعودية التي تطمحون ان تكون؟
ان تتحول الدولة الى نظام فدرالي برلماني دستوري... ان تتحول الدولة الى كيان برلماني يفتخر كل فرد انه ينتمي اليه، لا يعاني فيه البطالة ولا سلب الحقوق ولا سلب الحريات، انه بكل تاكيد وطن للاحرار والنفوس الابية.. ان تكون السعودية بلدا جامعا للامة العربية والاسلامية، تؤسس فيها القيم والاخلاق.
