نايف كريم قدم إستقالته من حزب الله بعد عزله من وظيفته
أنقل إليكم آخر أخبار رئيس مجلس إدارة قناة المنار والمجموعة اللبنانية للإعلام الذى إستقال من حزب الله بعد أن تم تجميده وظيفيا وحزبيا بسبب مقال نشره فى جريدة السفير واعادت ( كتابات ) نشره على موقعها قبل فترة ، ويتبين من المقال شدة المعاناة ومرارة الوضع الذى يشتكى منه السيد نايف كريم من الخط السلفى الشيعى الطالبانى المتغلغل فى مفاصل القرار لدى حزب الله .
شاكر الموسوى الحسينى
نايف كريّم قدم استقالته من «حزب الله» تزامناً مع زيارة خاتمي
قرار لإذلالي إذ انكشف أنني خاتميّ التفكير وفضل اللهّي الفكر
الرأى العام 13/5/2003
بالتزامن مع زيارة الرئيس الايراني محمد خاتمي لبيروت، قدّم المسؤول في «حزب الله» نايف كريّم استقالته من الحزب على خلفية ما وصفه بانه «قرار تعسفي» اصدره المكتب التنظيمي بحقه بإعفائه من جميع مهماته ومسؤولياته بعد نشره مقالاً يتضمن مقتطفات من محاضرات للمفكر الشيعي الاصلاحي الراحل الشيخ مرتضى المطهري متهماً المكتب بالسعي لـ «إذلالي لا لشيء الا لانه انكشف في السنوات الاخيرة على ما يبدو اني خاتميّ (نسبة الى الرئيس الايراني) الفكر والتفكير واتهمتُ في الاشهر الاخيرة بأني فضل اللهي (نسبة الى السيد محمد حسين فضل الله) الفكر والاسلوب وفي ذلك جرم كبير في رأي البعض واختراق كبير ينبغي اجتثاثه او الحجر عليه حتى يبرأ».
إقفال كريّم باب نشاطه الحزبي جاء في «استقالة مفتوحة من «حزب الله» نشرت امس في صحيفة «النهار» وشكلت الفصل الاخير من «شد الحبال» التنظيمي الفكري الذي دار بينه وبين الحزب على خلفية مقال نشره في 5/3/2003 في صحيفة «السفير» تحت عنوان «قاطعوا صنّاع الاساطير» تضمن «مجموعة افكار وأقوال نقدية منشورة من المحاضرات التي ألقاها المفكر الشهيد الشيخ مرتضى مطهري» بحسب كريّم الذي عاود نشر مقال «توضيحي» في «السفير» (18/3/2003) حمل عنوان «المطهري قارئ العزاء».
وفي ابريل الفائت اتخذ المكتب التنظيمي في «حزب الله» مجموعة قرارات «عقابية» بحق كريّم في قضية نشر مقال «قاطعوا صنّاع الاساطير» الذي اعتبر الحزب انه اقتصر على الجوانب السلبية في كلام المطهري وأساء للمذهب الشيعي, وقضت «العقوبة» التنظيمية بمنعه من نشر اي مقال او المشاركة في اي ندوة او محاضرة، وبمنعه من تمثيل الحزب مطلقاً داخلياً وخارجياً، وإلغاء اي صفة تمثيلية له عن حزب الله، وبعدم تعيينه في اي موقع من مواقع الحزب داخلي او خارجي وعدم انتدابه لأي موقع او نشاط يستوجبان حضوراً علنياً سواء كان الموقع اعلامياً او غير اعلامي وعزله عن هكذا موقع ايا يكن, على ان يعمل بهذه القرارات لمدة سنة ينظر بعدها المكتب التنظيمي بتجديدها او انهائها.
وجاء في كتاب استقالة كريّم الذي اضطلع بمسؤوليات عدة بينها رئيس مجلس ادارة «المجموعة اللبنانية للاعلام», والمدير العام لقناة «المنار»، والمسؤول الاعلامي المركزي لـ «حزب الله» وعضو المجلس السياسي وممثل الحزب في مؤسسة «إليسار»:
«نظراً للتعسف الذي مارسه ضدي المكتب التنظيمي في حزب الله بتوجيه اتهامات ظالمة وبإعفائي من كل مهامي وتجميد عضويتي لمدة سنة خلافاً لما ينص عليه نظام العقوبات, ونظراً لطريقة تعميم القرار تنظيمياً بصورة مهينة وموسعة, ونظراً الى ان جهود 16 عاماً في تطوير وتفعيل عدد من مؤسسات الحزب قد ألغيت بمسحة قلم لمجرد اني اكتب افكاراً نقدية حول ظواهر ثقافية عامة غير سليمة وغير خاصة بالحزب لوحده ومستنداً الى آراء علماء الدين المتنورين.
ونظراً الى حدة القمع الفكري والثقافي الذي كشف عنه القرار وأسلوب التعميم المهين فاني اعلن بكل اسى تقديم استقالتي من حزب الله داعياً الله ليحميه من السلفية الشيعية ومن الهجمة الاميركية الصهيونية وان يوفق قيادته لتواكب انفتاحها السياسي ورقيها النضالي بانفتاح ورقي ثقافي يعيد للدين دوره في «اثارة دفائن العقول» كما قال الامام علي بن ابي طالب عليه السلام, بدل تعطيلها واغلاقها».
وفي سياق متصل، كتب كريّم مقالاً نشر في عدد «النهار» الصادر امس تحت عنوان «هل من منصف» اعتبر فيه ان قرار المكتب التنظيمي «لأكون عبرة لكل من تسوّل له نفسه ان يستغل بفكره ولا بنسبة عشرة في المئة او ينهل من مصادر دينية غير مقررة حتى ولو بذل جهده وافنى شبابه في سبيل الجماعة مئة في المئة».
وقال: «لم يكن كافياً بيان احد المشايخ المغمورين الذين انهال باللعن والسب والشتم عليّ وعلى الشهيد الشيخ مرتضى مطهري وعلى المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله وعلى ناشر جريدة «السفير» الاستاذ طلال سلمان, ولم يكن كافياً إلغاء محاضرة لي في الضاحية الجنوبية عن «دور الاعلام في نشر ثقافة عاشوراء» بعدما وزعت بطاقات الدعوة (,,,) بل كان لا بد فوق ذلك كله من اعدامي معنوياً والحجر عليّ وكأني وباء فأعفى من جميع مهماتي ومسؤولياتي ويمنع عليّ الكتابة والنشر والمشاركة في المحاضرات والندوات ويمنع علي الظهور الاعلامي والحضور باسم حزب الله او اي من مؤسساته في اي مكان داخل لبنان وخارجه ويحظر تعييني في اي موقع من مواقع المسؤولية مهما صغرت».
وختم: «سأبقى الاعلامي العامل في مواجهة الاحتلال لبلاد العرب والمسلمين أكان احتلالاً صهيونياً ام اميركياً, وسأبقى الاعلامي الملتزم الداعي الى حرية الرأي والتعبير استناداً لآراء علماء الدين المتنورين وليس تقليداً للغرب والغربيين, والرافض لتدمير العقول وللاستبداد بوجهيه الطالباني والاميركي».