النجف في قبضة النار.... عدد الـجواسيس في المدينة يتجاوز عدد زوارها
النجف: موفد القبس د.جمال حسين
http://www.alqabas.com.kw/images/310804/1.jpeg
للمرة الأولى بعد كل الحروب الشمطاوات التي تذوقنا مرارتها، تسري بنا حرب النجف في مجال ليس له علاقة بالأخريات. وبدون أي تأنيب لضمير العين والعدسة، نسجل لكم، حكاية حرب فاشلة، لا قيمة لها، قاسية في المفرد والمجموع، بأساور الأكباد ولمن يهوى جرّ النار على أطراف ثيابه البالية واستدراج الدم النافر من حلق المدينة وروادها وأهلها النابغين، بالأحجار الممزقة بوابل الأخطاء والأسارير المتهيجة الجراحات والتهليل للكلمات والصواريخ والأرض المحروقة، صور مكانها النجف، أسوأ ما يتنبأ به التحليل السياسي ويبتكره التقرير الإخباري. أن مطحنة النجف، كانت مريعة كطائف للمرقد خيطوا فمه، خارجة عن المألوف، بعيدة عن الأمل، قريبة من الضياع والعذاب.
سنروي لكم على حلقات، نتمنى قبل غيرنا نهايتها، لنلقي قهرها في أحزاننا الساهرة وأسرار التاريخ عندما يهوى التمويه والتدجين والحدس، حكايات التحريم والتحليل، القتل كقدر مصبوب وما تنأى عنه النجوم فوق كوفة الثائرين وأحشائهم في أيديهم وهم نائمون، عن الموت كسخرية ومقدمة ووجنتين شاحبتين، عن تلك المدينة التي سلقوها وحمصـّـوها وغلوها بالغيّ وعلقوها بخيوط اليأس، عن النار مأوى للجماجم والبيوت المنحدرة على رقاب الأطفال والمسافات المبطئة والتضاريس، حالما يحلو لها النيل من البشر، عن الركـّـع الخاشعين والسماسرة المسرفين ومن استمرأ الموت من كل فج عميق، في جوانحها وتصبب ارتعاشاتها ما ان يبحث الرحالة يوم يبعثون عن تلك التي سيسمونها : معركة النجف الأغر!
للمرة الأولى بعد كل الحروب الشمطاوات التي تذوقنا مرارتها، تسري بنا حرب النجف في مجال ليس له علاقة بالأخريات. وبدون أي تأنيب لضمير العين والعدسة، نسجل لكم، حكاية حرب فاشلة، لا قيمة لها، قاسية في المفرد والمجموع، بأساور الأكباد ولمن يهوى جرّ النار على أطراف ثيابه البالية واستدراج الدم النافر من حلق المدينة وروادها وأهلها النابغين، بالأحجار الممزقة بوابل الأخطاء والأسارير المتهيجة الجراحات والتهليل للكلمات والصواريخ والأرض المحروقة، صور مكانها النجف، أسوأ ما يتنبأ به التحليل السياسي ويبتكره التقرير الإخباري. أن مطحنة النجف، كانت مريعة كطائف للمرقد خيطوا فمه، خارجة عن المألوف، بعيدة عن الأمل، قريبة من الضياع والعذاب.
سنروي لكم على حلقات، نتمنى قبل غيرنا نهايتها، لنلقي قهرها في أحزاننا الساهرة وأسرار التاريخ عندما يهوى التمويه والتدجين والحدس، حكايات التحريم والتحليل، القتل كقدر مصبوب وما تنأى عنه النجوم فوق كوفة الثائرين وأحشائهم في أيديهم وهم نائمون، عن الموت كسخرية ومقدمة ووجنتين شاحبتين، عن تلك المدينة التي سلقوها وحمصـّـوها وغلوها بالغيّ وعلقوها بخيوط اليأس، عن النار مأوى للجماجم والبيوت المنحدرة على رقاب الأطفال والمسافات المبطئة والتضاريس، حالما يحلو لها النيل من البشر، عن الركـّـع الخاشعين والسماسرة المسرفين ومن استمرأ الموت من كل فج عميق، في جوانحها وتصبب ارتعاشاتها ما ان يبحث الرحالة يوم يبعثون عن تلك التي سيسمونها : معركة النجف الأغر!
طوال أسابيع قاهرة، طويلة، غاشمة، تردد على كل ألسنة المعنيين مفردة جائلة، سريعة براقة كلآلئ وزبرجد وأحجار لها من القدسية والاحترام، ما يمكن أن تحمل كل هموم الكوكب ما ان تنقشع غيومه.
انه ضريح الامام علي بن ابي طالب.
ما أصعب الوصول
ضمن مبادرة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني، قررت قوى الأمن العراقية، بأفرعها المتعددة، منع دخول أي شخص مهما بلغت منزلته، الى الطرق المؤدية الى ضريح الإمام، وكانت هذه مقدمة لسطو الكلام ورشاقة التعبير وعمق البرهان، للوصول الى مكان الحدث مهما كلف الأمر.
ليس مبالغة القول، أن الأمور في النجف، ليست على ما يرام تماما، ولم تمر عشر خطوات ونيف دون سماع رشقات رصاص، قراءتنا لموسيقاها، ليست تبادل إطلاق نار، لكن الذين منعوا دخول العابرين الى كل الطرق المؤدية الى الضريح، كانوا يطلقون النار بكثافة مرة وبانفراد مرة أخرى، لأسباب، قد نوجزها حسب الخبرة بأنها التفاهم بالنار.
توتر سائد
هو عنوان اليوم الأول من السلام المبيـّت والمتفق عليه بعد انبساط الأرض بالحرائق، وهو سلام اللحظة الأخيرة الذي لا يزال مبكرا كحمرة باهتة ومثل كفن لم يخط جيدا.
وهكذا هم الحرس الوطني، أي بعض كتائب الجيش العراقي الفتي والشرطة العراقية وقوى أمنية كثيرة مختلفة، سنتوقف عندها حتما لاحقا، بملابس مدنية أو نصف عسكرية، وأحيانا شبيهة بالميليشيات وغيرها من تقليعات القوة.
والعنوان هو القلق يزيده التوتر عصبية وعربدة وزفرات من لم يتذوق الماء طويلا، فلا أحد يرغب في رؤية الغرباء، وفوق ذلك بكاميرات.
الطرق المتوعكة
وهي المؤدية الى الضريح والبادية كشبح غامض، أو مثل «روبوت» عملاق انتزعوا منه أسلاكه. يزيد عدد المسلحين على الأعمدة واليافطات والمحلات المحروقة والمنهوبة.
محيرة تلك المعركة المكعبة بصعوبتها البالغة للغاية، فقد كانت عناصر جيش المهدي، وقادته مدركون من الناحية التعبوية عناد موقفهم، فأي مهاجم يحاول اقتحام الضريح عليه تحمل الكثير من الخسائر، فإلى جانب الأزقة الضيقة التي تؤدي إليه وسهولة رصد المهاجمين، فان كل المباني التي تحيط بتلك المنطقة مزودة بالمعمار النجفي المعروف والذي يسمونه العساكر الملاجئ، فيما يسميه المحليون : السراديب.
والسراديب تشكل مدينة متكاملة تحت أرض النجف، ومنها سرية للغاية ولا يعرفها سوى قلة، تلك التي تؤدي الى مركز الضريح ومنه تلقي بك الى فؤاد المدينة.
كان الاقتحام، إذاً، عبارة عن معركة شوارع غير مضمونة النتائج، وعلى الأرجح، فان هندسة المكان، عقـّدت من خطط المهاجمين ومنحت المدافعين المنتشرين في المدينة القديمة والسوق والشوارع المتفرعة من الضريح، كما الضريح نفسه، قدرا هائلا من المناورة يدركه أي شخص ذي حس عسكري وخبرة كافية.
كفاية السلاح
ولجيش المهدي والقائمين عليه والمنفذين لأوامر قيادته، السلاح الفعال الكافي، من ناحية النوع والكم. وهو السلاح المنسجم تماما مع المكان الشديد التعقيد.
فالصواريخ المضادة للدروع والبي كي سي وبنادق القنص والرشاشات ومدافع الهاون السهلة الحركة وغيرها من الأسلحة الخفيفة، كافية جدا للمشاغلة في حرب الشوارع.
فالدبابات الأميركية لو تدخل الى الفروع المؤدية للضريح ستّضرب بسهولة ويسر، فعرضها يغلق الشارع، وستنهمر عليها الصواريخ من الشبابيك وأسطح المنازل.
ولو طارت لتغطيتها المروحيات، فسيتحتم عليها اتباع تكتيك الأرض المحروقة وتدمير كل المباني وتسويتها بالأرض، وهذا لا يستطيع أحد فعله بالقرب من المرقد، على الرغم من أنهم فعلوا ذلك كما سنريكم في حلقة قادمة، ولكن مهما بلغ حجم التدمير، فمن الصعب الوصول الى السراديب.
شبه التحليل العسكري هذا، نراه مفيدا جدا، لإدراك أسباب ما آلت إليه الأمور نحو «السلام البارد». فالفرقاء وصلوا الى مرحلة من تدمير بعضهم البعض، لا يستطيعون بعدها القيام بتدمير شامل، إلا في حالة قلع الضريح من على وجه الأرض، وهذه الخطوة لا يستطيع أحد على قيد الحياة الآن القيام بها، ووصلت الحالة، أن الضريح نفسه، اتكأ على جراحه بين الحين والآخر.
تنظيف وجرد
يمر الضريح هذه اللحظات، التي سجلناها، بمرحلة نقاهة وتنظيف وتلميع ونقل مخلفات المعركة، وعلمنا بأن الحكومة ستباشر فورا بتصليح الأضرار التي تعرض لها، على الرغم من صعوبة تنفيذ هذا الأمر من دون مختصين وخطاطين ونقاشين وتوفير مستلزمات كالكاشي الكربلائي الخاص ووضعه في الأماكن نفسها وبطريقة تشبه عملية التجميل، وهذا الأمر يتطلب وقتا ومعرفة وجهودا محترفة.
وبالنسبة لعملية الجرد، فقد تحدثوا عنها كثيرا، لكننا علمنا بأن عملية الجرد الفعلية لم تبدأ بعد، لأن على اللجنة المكلفة بهذا الأمر العمل في ظروف طبيعية، ناهيك أن هذه اللجنة غير مكتملة حتى الآن، فالجماعة في جيش المهدي، تولوا مهمة ترحيل بعض العارفين بحيثيات الصحن الحيدري من على وجه الأرض ابتداء من سادن الحضرة حيدر الكيدار الذي قتل مع السيد عبد المجيد الخوئي في معركة السيطرة على «المفاتيح» ابان سقوط النظام، وآخرين غادروا النجف وأكثرهم الى إيران، التي وجدت لها منفذا جديدا لفتح صفحة جديدة للصراع من أجل الضريح.
ترميم وتضميد
وملخص المسألة، بدأ عندما اقترحت إيران ووفق نوايا لا نجد ثمة ضرورة للتوقف عندها الآن، القيام بترميم ضريح الإمام بنفسها.
وهذا الاقتراح اعتبره الرسميون وغير الرسميين في العراق، تدخلا ليس له داع في ظروف يتهم فيها وزراء سيادة عراقيون إيران بالتدخل في شؤون بلادهم، لاسيما في المناطق المقدسة.
فالعراقيون لابد أن يعثروا على بعض قطع الكاشي الخاص يضمدون بها جراح الإمام التي لم تندمل بعد، ولا يجدون ثمة ضرورة استراتيجية لاستيراد عدد من الطابوقات لوضعها في مكان المدمرة منها، فلماذا الظهور الإيراني مجددا في باحة الضريح؟!
جواسيس وضح النهار
نسأل العقيد والمقدم والرائد والنقيب في الحرس الوطني، المنهار تعبا أو المتوتر قلقا، الزائغة نظراته، والمتوجس خشية، الواضع أصابعه على زناد اللحظة المقبلة، والملثم من غدر الغادرين، لمن يتبع هؤلاء الممغنطون بدشداشات رثة ويحملون معهم أحدث أجهزة الاتصالات وكاميرات التجسس : هل تعرفون هؤلاء المتسولين وكيف وصلوا الى جدران الضريح؟ فالمنطق لا يفرض وجود متسولين عند بوابة ضريح لا يصل إليه أحد، والمتسول يفترض أن يمارس مهنته بين زحمة الناس وحتى في المقابر، فلماذا يتعاطاها في منطقة عسكرية محظورة؟!
وغيرهم وغيرهم، لكن ما لا يقبل الشك والجدل، أن بعض الدول والكثير من القوى ترسل من يصور لها ما يجري في تلك اللحظات الرهيبة التي تعيشها المدينة ولا تعتمد على التغطية الإعلامية المحدودة، فلكل طرف حساباته وأجندته ومقاييسه في تقييم الآتي، وعليه الاستناد بالحجة والتبرير على الصور واستنساخ ما يجري بالمليمتر، فهنيئا للمدينة المدمرة جواسيسها الذين تجاوز عددهم عدد الزوار الطائعين.
مرور عرضي
كان من الصعب في تلك اللحظات المضطربة والوقت النازف أسابيع من الدماء، العثور على من يحكي لك حقيقة «واقعة الضريح».
غير أن للصدف وقعها الأفضل من ألف ميعاد، فقد مر رجلان بالملابس الدينية التقليدية عبر ساحة الضريح، وكانا يتطلعان نحونا، الأمر الذي شجعنا الى استنفار بعض الأسئلة.
بداية لم يكن هذا التوقف العابر بحاجة الى المزيد من التعريف، فهما من العاملين في الحضرة، والمحظور عليهما أيضا دخولها في الوقت الراهن.
وأبدا الشيخان الشابان معرفة حسنة بما حصل، لكونهما يسكنان في الحي نفسه المطل على المرقد المقدس، وعلى حد قولهما فان الأصوات التي كانا يسمعانها (والمقصود أصوات القتال )، كانت كافية لمعرفة ما يجري، وليس الرؤية فقط. وأكدا على فضل المرجعية لتجنب موقف صعب جدا، كاد الضريح ومن فيه التعرض إليه، وحسب قولهما، فان تدخل المرجعية في اللحظة التاريخية والمصيرية أوقف عاصفة كادت تبعثر كل التاريخ الماضي والمستقبل الغامض.
ولأول مرة نسمع صراحة من أحد عبارة «جرائم جيش المهدي» بقولهما: إنها واحدة من جرائم جيش المهدي !
ومن الواضح أنهما يتبعون للحوزة، غير المتفقة تماما مع الصدريين، لكن ما أثار في هذه المسألة أن عبارتهما كانت مباشرة وصريحة وشجعتهما على إرشادنا الى بعض من هذه «الجرائم» حسب وصفهم إياها والتي سنتحاسب معها في مناسبة قادمة بلا شك.
جراح الضريح
لعدستنا نحو عشرين لقطة لآثار تدمير حلت بجدران الضريح، أشار إليها الزميل نزار حاتم في رسالته أمس، أكبرها فتحة يمكن لشخصين المرور عبرها بالقرب من بوابتها الخلفية وثقب قطره نصف متر حطم الواجهة الغربية منه، أما الضربات الأخرى فقد أحدثت شقوقا وحفرا لأثمن نقوشه المزينة.
ولابد من الإقرار بأن التصريحات التي كان يطلقها الناطقون باسم جيش المهدي حول تعرض الضريح للقصف كانت صحيحة، ويبقى السؤال : من الذي قام بقصف الضريح؟
المساحة المخصصة لجلوس ومرور الزوار حول الضريح والمبلطة بالطابوق الخاص، كانت مليئة بحفر نتيجة سقوط قذائف.
تفحصنا هذه الحفر وآثارها بمساعدة استشارية من بعض العالمين بشؤون القذائف إضافة الى بعض المعرفة بالشيء قادنا لافتراض أنها بفعل قنابل عنقودية، فهي تتوزع بشكل عادل على منطقة واسعة، ولا يوجد تأثير إلا لمثل هذا النوع من القنابل.
وبما أن جيش المهدي لا يمتلك العنقودي ولا وسائل إيصاله لأرض العدو، فالاستنتاج الوحيد، أن الطائرات الأميركية ألقت بالقنابل العنقودية فعلا على المساحة القريبة للغاية من جدران الضريح. ويحتمل جدا، أنها أصابت بقذائف أخرى جدران الضريح وأحدثت فيه الأضرار التي تبينها الصور الصريحة.
لسبب منطقي وحيد، هو أن عناصر جيش المهدي لا يستطيعون قصف أنفسهم وهم المنتشرون بكثافة في هذه المنطقة.
ولكوننا لا نبرر لأحد في هذه الحرب السيئة الصيت على الجميع، فأن وجود الضريح بحد ذاته، في مكان يطلق عليه العسكريون : مجال الرمي أو ساحة المعركة، فمن غير الممكن عدم إصابته بأي «طشـّـار»، نفترض أنه غير متعمد لإنهاء الجدل حول هذه المسألة.
كل هذا البهاء
تنحني أمام الضريح وتداري بعض الدموع، حتى تدرك كل هذا البهاء الذي رؤيته تعادل إلقاء ماء على عين سلكت صحراء، بأقواسه الساحرة التي تفكك الأسرار وتضمد الجراح.
وأبهى ما حدث، سلامته وخروجه معافى، كعطايا جديدة.
تدخلت المعجزات لتنفض الفرقاء عن قبر ابن عم رسول الله وصديقه.
تنساب المياه التي غسلت الصحن والجدران، مداوية آلام ما تبقى من مدينة عبر فضاء نظر وجه أجنحتنا لملاقاة ملائكة التعب للبدء في رواية الجزء الآخر من حكايات المدينة المحروقة.
http://www.alqabas.com.kw/news_detai...id=81456&cat=2
مشاركة: النجف في قبضة النار.... عدد الـجواسيس في المدينة يتجاوز عدد زوارها
النجف في قبضة النار - 3
النجف ـ موفد القبس د. جمال حسين
لاقت النجف حتفها، غادية زهرا مكرها على الذبول، وأحجاراً محترقة منخورة، وعبر طرقها الدهماء ترتعش المقارنة مع مدن مقهورة أخرى في الأرض وأقربها بيروت قبل ان تستعيد سلامها المفقود، متطوعة للغفران منتظرة العون لتستعيد أمانها وسلامها والبهاء.
وحريق النجف يؤدي إلى التحليل المر المستنتج بكيمياء البارود، بأن وقف إطلاق النار حل متأخرا جدا، وبعد خراب المدينة البادية كما لو أن هراوة عملاقة ضربتها وبرّحت في إيذائها.
عبر المدينة القديمة
إنها قديمة جدا، أحياء النجف المسماة بالمدينة القديمة والتي كانت المعارك تدور فيها.
تجاوزا على الأعراف المعتادة نسميها معارك، فقد كان الأمر أشبه بسيل نار يتدفق على نار أخرى، فتحسر البيوت رأسها وتستسلم للدمار والانهيار، كما لو كانت في زاوية عاثرة فيها، فجرت قنبلة.
والشيوخ الذين سمرّهم الزمن عند عتبات البيوت، لم يبالوا بالغريب الطارئ، كالشبان الذين تطوعوا لشرح أدق التفاصيل، باضطراب واستعجال كما لو كانت أصواتهم ستصل مباشرة الى الدول المانحة.
بداية كانت أصوات الشبان العاملين في سوق الجملة غاضبة كحركاتهم وملامحهم التي تحمـّـل الغريب أكثر مما يرى، فانشغل بالسماع وتسجيل الصور وترديد عبارات التضامن وبث الحرقة في النفس وتجهم العيون.
كان الشرح يتدفق على حامل العدسة من شبان السوق:
ـ كل بضاعتنا نأخذها «على التصريف»، لقد تحملنا ديونا بالملايين..
ـ انظر هنا، صوّر هناك، تعال وشاهد ماذا فعلوا.
ـ في هذا المحل مات رجل وابنه، وعند المنعطف احترق كل شيء.
ـ من يعوضنا، من يعيد لنا أموالنا؟ هل ستكتب الحقيقة؟
ـ هل يعوضنا علاوي؟ هل يعوضنا الصدر؟
ـ هل تعرف كم من العوائل تعيش على هذا السوق؟
إن الناس الذين شمروا عن كلماتهم التي لم تخرج عما ذكرناه، أبدوا تعاونا عالي اللياقة، بعد دقائق من انسجامهم مع الغريب، ولم يتركوه وحده أبدا، وأرشدوه إلى كل الخطوات التي تسهّل مهمته في تسجيل الدمار المرعب الذي ألحق بأكبر سوق في المدينة.
دمار شامل
وهو كذلك، فلم يسلم شيء أبدا من سوق يمتد على مساحة شاسعة للغاية وسط المدينة. وإزاء هذا المنظر، تعجز الذاكرة عن المقارنة الملحة حول أي حرب خلفت مثل هذا الدمار. لم نر مثله لا في أفغانستان ولا في الشيشان، ولم تخلفه حتى حرب الإطاحة بنظام صدام، عندما تقاتل جيشان نظاميان يحتمي أحدهما بالمدنيين أيضا.
ويبرز سؤال غير سياسي بالمرة: لماذا قصف الأميركان النجف بقسوة شديدة هذه المرة؟!
ويتساءل العابر الجوال: أي نوع من القصف يحرق منطقة واسعة بأسرها؟
بداية، لا يستطيع العابر تخيل أن جيش المهدي (كجيش عدو للقوات المهاجمة التي هي أميركية في حالتنا) يتحصن في السوق، لسبب بسيط، أن سوق الجملة، عبارة عن مظلات من الصفيح ورفوف من الخشب، ولا تصلح أبدا للاحتماء حتى لمدافع أهوج، وهذا ما أكده الشبان الذين صادقوا المصور العابر في هذه اللحظات، حيث قالوا له، إن أفراد جيش المهدي كانوا في بنايات شارع الطوسي وشارع زين العابدين متخندقين عند ساحة العشرين.
فلماذا قصف الأميركان تلك المناطق التي بمجملها فنادق حديثة، وزادوا عليها بإحراق السوق الكبيرة وكل ما يمت الى مركز المدينة بصلة؟
ومع كل المناظر المؤلمة، أصر احد أصحاب المحال على إطلاع العابر على ما حل بأملاكه. وتبين أنه محل لبيع الكرزات والفستق، وقد حمَّصت النيران الفستق وبقي متفحما تماما دون أن يمسه أحد غير النار.
لقد حمّـصوا البلدة، بهذه القسوة لكي يرعبوا جيش المهدي وليعمقوا كراهية الناس له جراء تضررهم الرهيب، وهم بذلك حققوا هدفين بقنبلة واحدة.
السبب المعتق
هو أسلوبهم، ولا يوجد أعتى متطرف في جيش المهدي يجرؤ على إنكاره، وهو أنهم حينما يقررون الدخول في مبنى أو بيت أو شارع، فانهم يحتلونه بالقوة، منكلين أولا بأصحاب البيت أو الملك المعين في حالة اعتراضه، وفي أحسن الأحوال تركه يهرب على وجهه. وبعدها تكون البناية أو أي مكان يتمركزون فيه تحت تصرفهم بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فلا يستأذنون صاحب المبنى بالقيام ولا بالقعود ولا نصب مدافعهم ولا مد فوهات قناصاتهم.
ومن هنا تبدأ مشكلة القوات الحكومية والأميركية في كيفية إخراجهم من هذه المنطقة التي احتلوها. فالأنباء عندما تتحدث «عن سيطرة جيش المهدي على المدينة القديمة»، أو «نجاح القوات الأميركية في استعادة بعض أحياء المدينة» وجزء مهم من الشارع الفلاني وفرض السيطرة على العلاني، فإن هذا يعني الدمار الفظيع، والنار التي لا ترحم، والجحيم الذي لا يقاوم، إن ذلك يعني قصفا أميركيا بلا رحمة، ودك مواقع بلا شفقة، وتسوية دور ومبان بالأرض، بلا أي عودة ومراجعة قوانين الحرب.
وقالها القادة الميدانيون الأميركيون صراحة ؛ إنهم لا يستطيعون عدم الرد على النيران التي تصوب ضدهم، أولا، وثانيا، ان الرد سيكون ساحقا ومدمرا.
فالمبنى الذي تنطلق منه النيران، يعد مدمرا بعد لحظات من قبل دبابات الأبرام وعربات برادلي والأباتشي ومدافع الهوارتز 155 ملم ومدافع 12 سم وقاذفات القنابل التي تصيب أهدافها عن بعد.
هي إذن، معركة تدمير النفس وقضم لسانك بأنيابك، بما يشبه ترك المقابل يقتلك ومن معك، وعودة الى حساب مجمل الخسائر بين الجانبين، فانها ستكون أكثر من 1 الى 200، وهي النسبة التي تدخل في خانة العمليات الانتحارية.
فمعركة النجف، لم تخرج من أهوال حروب المدن المأهولة التي يتحمل فيها السكان العبء الأول والأخير، بأرواحهم وممتلكاتهم. ولسوء الحظ، تكرر هذا التخطيط والسيناريو الدموي، بلغة نار عنيفة، في النجف.
التزام أميركي
لقد نصّ احد بنود الاتفاق الخمسة على خروج جميع القوات الأجنبية من النجف والكوفة. وخلال المطالعة الميدانية، يمكن التأكيد أن الأميركان التزموا كليا بهذا البند، وخرجت جميع قواتهم من كل أراضي النجف والكوفة، وأخلت مواقعها حتى في المقابر والسماء.
الالتزام الأميركي أنعش المبادرة وشجع على صمود وقف إطلاق النار حتى الآن.
غير أن القوات الأميركية تمركزت في نقاط تفتيش تبعد عددا من الكيلومترات في كل الطرق المؤدية الى النجف، الأمر الذي أحدث زحاما هائلا، قد يطول ساعات، للشاحنات والمركبات العادية التي تسلك الطريق الدولي المار بالنجف، وهذا أثّر نفسيا وعصبيا في الناس الذين يرومون الانتقال على هذه الطرق، ويصابون بطوابير طويلة جدا من السيارات حتى لتلك التي لا تمثّل النجف أو الكوفة هدفا لها.
وإلى جانب الأميركان، فقد رصدت القوات البولونية وهي تعزز من تحركاتها في هذه المنطقة، التي كانت في وقت سابق تحت سيطرتها ومسؤوليتها، لكن أيا من القوتين لم تدخل النجف ـ المدينة واكتفت بالتواجد في القرى المحاذية لها.
يقظة مقتولة
إن الاتفاق جاء متأخرا ولم ينقذ النجف، وهذا شأن حديث الصور التي ستختصر علينا الكثير من الشرح. وأوجع ما في نتائج معركة الأسابيع الثلاثة، أنها دمرت كل الاستثمارات التي ازدهرت بعد أكثر من عام.
فقد وضع كل أصحاب الأموال ما يملكون في مشروعات لدعم السياحة الدينية، ويبدو أن هذه السياحة قد أجهضت عن عمد، كون التخريب قد طال عشرات الفنادق السياحية الحديثة وجميع المرافق التي اعتاد الزوار ارتيادها، كالمطاعم والمحال ودور الاستراحة.
ومراجعة مع أصحاب أملاك مركز النجف بيّنت، أن أغلبهم مماشاة للتغيير الإيجابي الحاصل، هدموا أملاكهم السابقة من مطاعم وفنادق وغيرها، وأقاموا مكانها مباني جديدة تواكب العصر وتنسجم مع راحة الزائرين الباحثين عنها.
زد على ذلك المعامل البسيطة المتخصصة بالتذكارات والصور والمسابح والقطع الأثرية والباعة المتجولين والبسطات. ولا يمكن تغافل، جيش كامل من الشبان الذين وجدوا لهم أعمالا متعددة لدى شركات السياحة، كمترجمين ومرشدين ومرافقين وسائقين وطباخين وكل ما تحمله السياحة من خدمات، تدر ربحا كبيرا على أبناء المدينة الذين تعودوا على هذه المهن وتوارثوها، لغاية اليوم الذي وجدوا كل شيء يحترق أمامهم.
مبان منقذة
أن البنايات الحديثة التي شيدت عند إطار الصحن الحيدري، حمته دون أن تدري. فقد حاول أصحاب العقارات والمشاريع بناء فنادق عالية في مساحات صغيرة يملكونها، لذلك تجاوزوا في ظل غياب القوانين، في الارتفاع وسرقوا من السماء وليس من الأرض.
هذه البنايات العالية أنقذت الصحن الحيدري من إصابته أكثر، فامتصت النيران بدلا عنه، فيما ساعدت بنايات عالية أخرى القناصة الأميركيين على استغلالها والإشراف على المدينة القديمة والتركيز أكثر وتجنب إصابة الصحن الحيدري، زائدا وجود مثل هذه المباني بالقرب من الصحن التي أصبحت كمصد ّ للنيران قبل وصولها الى الصحن.
فهي علاقة عسكرية ـ دراماتيكية ـ قدسية ـ دينية ـ سياسية ـ تكتيكية، ولعلها تتحمل عوامل كثيرة أخرى، تلك التي تربط المعركة المعقدة التي تدور على مبعدة أمتار من مكان يقدسه شعب يفترض أنهم قطعوا آلاف الأميال لكي يساعدوه.
مبان تعيسة
كالمدارس التي رمموها وطلوها من أموال إعادة الإعمار قبل عام دراسي واحد، فقد حولها جيش المهدي الى ثكنات ومخازن لأسلحتهم ومرابط راحتهم، وجدت نفسها من جديد في جوف النار وحلق الرمي. وربما كان لقرار تأجيل بدء العام الدراسي الى مطلع أكتوبر بدلا من منتصف سبتمبر، وهو الموعد المعتاد لبدء العام الدراسي، علاقة بما يحصل في البلاد، من هواية استغلال المدارس والمساجد لمقارعة «الكفار»، وهي طريقة موروثة من النظام السابق بلا شك.
الحيرة القاتلة
إن الكلمات لا بد أن تسير بالعابر الجوال، لكي يدرك أسباب هذه المحرقة، نحو السبب الأخلاقي لها، وملخصه أن الحكومة تريد فرض النظام على جزء من البلاد تقع مسؤوليته على عاتقها، لكن مرارة المنطق الذي حصل تكمن في أن فرض الحكومة المحلية النظام ضد أناس يمارسون سلطة مدنية وعسكرية خارجة عن إرادتهم، حررت يد المارينز ليحيلوا المدينة الى تل من الركام والدمار.
والواقع يقول إن الدمار هو بداية لمرحلة جديدة من الإعمار تكفلت بها السلطة القانونية، بعد مساهمتها في هذا الدمار!! وهذا منطق الحال، الذي من الصعب أن تلقي اللوم فيه على طرف بعينه.
مقابر مؤقتة
وكباقي حروب المدن المحاصرة، يجد المدنيون أنفسهم محاصرين مع المدافعين. ولأنهم يموتون يوميا، ومقبرة المدينة تحولت هي الأخرى الى ساحة قتال، فلابد من دفن أمواتهم في أي مكان.
لذلك شهدت الساعات الأولى من بداية وقف إطلاق النار، عمليات البحث عن المقابر المؤقتة والجثث التي دفنت على عجالة.
وتجاوزا لحكاية «جثث المحكمة الشرعية» التي سنبحثها لاحقا، فقد انتشرت ظاهرة المقابر المؤقتة، التي أرشدنا إليها أفراد الحرس الوطني والشرطة، وقالوا إنهم اكتشفوها بمعرفتهم ولم تساعدهم عناصر جيش المهدي بالاستدلال عليها.
وشعرنا بتحمل بعض العار، عندما كنا نهتف لمسؤولي هذه الأجهزة، عندما يصعب علينا العثور على المكان المحدد وكأننا نسأل عن مطعم أو سينما: أين المقبرة الجماعية؟!
مقابر الأنقاض
وللناظر والماشي والعابر والمصور المزيد والمزيد من الحزن ليسجله، ما أن يشير أحدهم إليه: توقف وصوِّر هنا، تحت هذا المبنى 14 جثة!
تنظر إليه، جاثم بأسقفه وجدرانه على الأرض ومن غير الممكن إزالة هذا المبنى الذي تحول اسمه الآن الى أنقاض كما تحول سكانه من أسماء الى جثث، بالنظر للإمكانات المحدودة التي تمتلكها سلطة السلطة في المدينة والتي لا تتجاوز بعض الشاحنات وتركتورات تصلح ما تصلح للحرث وليس لرفع أطنان من الإسمنت.
سرقات
وتوقفك مجموعة من الشبان الذين حولتهم الحرب الى رجال ابيضت لحاهم، ليقرروا عدم موضوعيتك وحياديتك، فبينما أنت منشغل بتصوير أنقاض الحرب ومقابرها الجماعية يهتفون بك: لماذا لا تصور السرقات؟ وتسأل: أي سرقات؟
ليجيبك أكثر من صوت: عربات الجيش والشرطة، ألم تشاهدها محملة؟!
لا دفاع ممكنا في مثل هذه المواقف غير الاستسلام للعبارة الفضفاضة: لم أر أي عربات تحمل سرقات؟ ويهددونك داخل السؤال: كيف لم ترها؟ فتضطر إلى التبرير من موقف لا حول لك به ولا ناقة ولا حتى جمل: أمتلك عينين فقط ولا تستطيع العينان رؤية ورصد كل ما يجري في البلد!
http://www.alqabas.com.kw/news_detai...id=81584&cat=2
مشاركة: النجف في قبضة النار.... عدد الـجواسيس في المدينة يتجاوز عدد زوارها
اقتباس:
القبس : د.جمال حسين:: كانت عملية تفخيخ الضريح بداية انهيار جيش المهدي وخروجه الصاخب من المرقد، وهي التي جلبت السيستاني على وجه السرعة الفائقة، فالسيد مقتدى الصدر قد توعَّد الأميركان في خطبة الكوفة بأن مجاهدي جيش المهدي سيتحولون الى قنابل حية ومتحركة ضد المحتلين أينما ثقفوهم. فماذا لو نفذ انتحاريو جيش المهدي هذه التهديدات؟!
أضف الى هذا التهديد العلني ما قاله الصدر في جلسة خاصة نورده بالحرف: «ما نفعله الآن أقل بكثير من أن يوصف بالمقاومة، فلو فعلنا ذلك لن يبقى لقوات الاحتلال بقوة الله، باقية».
ماذا كان يقصد السيد مقتدى بعبارته: «فلو فعلنا ذلك...»؟!
الذي كان يقصده، شيء رهيب يقض سكون الشيعة والمسلمين عموما، شيء لا يمكن لأحد السكوت عنه، سيؤدي الى وقفة واحدة للشيعة ضد الاحتلال، ولا يوجد مثل هذا الشيء، سوى ما كادت الأمور تؤول إليه، ذلك الشيء المفزع الذي جعل السيستاني ومن معه يجتازون سرعة الصوت لكي يصلوا، أمر سيهز العراق والعالم: تفجير مرقد الإمام!!
إنذار الرابية
هو الأمر المريع نفسه الذي دفع بوزير الدفاع العراقي حازم الشعلان، الذي لم ينصفه أحد لصراحته حتى الآن، الهبوط على رابية للحرس الوطني متجحفلة في بحر النجف والإعلان من هناك عن نبأ تلغيم الحضرة.
الغريب، أن هذه الأمور سارت بلا تدوين ولا رد فعل من الرأي العام، ووجدت الحكومة العراقية ووزراء القوة المتكفلين بحل هذه المعضلة، نفسها، أمام خيارات مريرة، أوصلت مستشار الأمن الوطني موفق الربيعي الى المستشفى بعد أن أصيب بجلطة لم يتحمل قلبه هول ما سيحدث، فيما كان الشعلان وقاسم داود ومن ورائهم اياد علاوي في أقسى درجات الحيرة، فما الذي سيحدث لو فجروا الإمام؟
إدراك مقتدى
والسيد مقتدى الصدر يعلم بأن أحداثا جساما لم تحرك الشيعة في العراق، سواء في ظل النظام السابق أو في أوقات الاحتلال، وكان لابد من عملية كبرى لهزّ الضمير الشيعي.
أما السيد السيستاني فقد أنجز مبادرته على الوتر نفسه، فإذا كان يكفيه وهو المرجع الأعلى إصدار فتوى أو إطلاق مبادرة، فلماذا دعا العراقيين الى الزحف نحو النجف «لإنقاذ الضريح الشريف».
ليلة مقتدى الليلاء
«فلو فعلنا ذلك ..»، لن يبقى للاميركان باقية، وهو السيناريو الأخير للحرب الأخيرة. فالسيد مقتدى يعرف أن هذا السكون الشيعي لم يزحزحه مقتل عمه وعمته: السيد محمد باقر الصدر والعلوية آمنة السيد حيدر الصدر (نور الهدى)، ولم يحدث الأمر بمقتل والده وشقيقيه. ما زالت تلك الليلة الدامية تؤثر في مقتدى الشاب الذي اندفع مع الشيخ محمد النعماني الى غرفة الطوارئ التي كان والده وشقيقاه ممددين فيها بدمائهم الطاهرة، وشاهد شقيقه السيد مصطفى الصدر مفتوح العينين وأشار نحوه وقد كان حيا، نظر إليه ثم أغمض عينيه من عمق الجراح. بعدها أخرجوا السيد مقتدى والنعماني بالقوة من غرفة الطوارئ، ولم يرهم أحياء بعدها.
الكاتب الصحفي يهين عقلية القاريء بهذا الخرط الواضح! شنو احنا يهال حتى اقص علينا بهالشخبطة الي اسميها تقرير !!! لا والاسلوب روائي يعني ناقص اطفي الليت وابطل الاباجورة واقراه وانا اشرب نص جلاص جاي!
مشاركة: النجف في قبضة النار.... عدد الـجواسيس في المدينة يتجاوز عدد زوارها
أصاب الكاتب في بعض المواضع .. واخطا كثيرا في مواضع اخرى
مشاركة: النجف في قبضة النار.... عدد الـجواسيس في المدينة يتجاوز عدد زوارها
اخوي هاشم...جلاص كامل! ..خو آنا قلت جاي مو شربت :)
انت اشرب الجاي بجلاص مثلي ومايصير استكانة (هذا جزء من العلاج الروحي ) واقطع عنك خرابيط عواميد ومقالات الجرايد الجاهزة وركز في الاحداث وصدقني كل الاوهام والخزعبلات الي انتقلت لك بالعدوى عن مقتدى بتروح وبتكون من اشد منتقدي نادي علاوي الامريكي الرياضي الثقافي :D
اخوي بوحسين..
الاسلوب الروائي يعتمد على خلط الحابل بالنابل وشوية عواطف من هنيه واسلوب بلاغي من هناك يحاول جعل بعض العبارات الغير مقنعة او التي عليها علامات استفهام تتسلل الى القاريء من خلال عواطفه بدلا من بوابة عقله لصعوبة الاقناع من خلاله وبعدين اقولك بالهنا والشفا يامغفل ..والي يقرأ مايدري لو دقق شوي في بعض الحيثيات وطريقة تركيبها لوجد انها سم هاري مدسوس بالعسل لا اكثر وهالاساليب الصحفية المسيسة او المشخصنة معروفة!
مشاركة: النجف في قبضة النار.... عدد الـجواسيس في المدينة يتجاوز عدد زوارها
كيف عرف البعض قبل ان يتثبت ان تفاصيلها هامة وحكم ( كما انتقد الاخر الذي علق على بعض مبالغاتها واكاذيبها المضحكة ) انها بالمطلق صحيحة مع انه ذكر بانه يسمعها لاول مرة ؟!