تسليم الحربى إلى السعودية يكشف عن تغير إيرانى كبير تجاه قادة طالبان

مصدر بالرئاسة الإيرانية: الحربي نقل من فيلات الحرس إلى مكان قرب قم وخُيّر بين تسليم نفسه أو ترحيله للرياض

كشف مصدر برئاسة الجمهورية الايرانية عن بعض ما دار خلف الكواليس قبل ان يبادر احد قياديي تنظيم «القاعدة» «خالد الحربي» بتسليم نفسه الى السفارة السعودية في طهران. واشار في حديث هاتفي لـ«الشرق الأوسط» الى ان استخبارات الحرس الثوري التي تتولى ملف عناصر «القاعدة» الموجودين في ايران قد تعرضت لضغوط شديدة من قبل الرئيس خاتمي ووزير امنه علي يونسي، لتسليم ارهابيي «القاعدة» الى وزارة الامن.

غير انها قاومت هذه الضغوط، معتمدة على دعم المحافظين والقيادات الدينية. ولكن ما تسبب في تغيير الوضع كان سفر وزير العدل السعودي الى ايران حيث التقى برئيس السلطة القضائية آية الله محمود الهاشمي القريب من مرشد النظــام على خامنئي. ورغم وجود اتفاقية امنية بين البلدين الا ان السلطات الايرانية رفضت تسليم المطلوبين السعوديين من قادة «القاعدة» الى المملكة بذريعة عدم معرفتها. بهوية عناصر «القاعدة» الموجودين في ايران، مكتفية بطرد متطوعين عاديين في صفوف «القاعدة» ممن لجأوا الى ايران بعد سقوط حكم طالبان في افغانستان الى بلدانهم بما فيها السعودية.

وقد اسفرت مباحثات وزير العدل السعودي مع الهاشمي عن توقيع مذكرة تعاون بين السلطتين القضائيتين، الايرانية والسعودية، وقد انضم محمود الهاشمي بعد ذلك الى خاتمي مطالبا بتسليم عناصر «القاعدة» السعوديين الى المملكة. وتم ابلاغ خالد الحربي (ابو سليمان المكي) بقرار ايراني لتسليمه قبل اسبوعين. حين نقله من احدى فيللات الحرس شمال طهران الى مكان آمن بالقرب من مدينة قم. وخيّرت السلطات الايرانية المدعو خالد الحربي بتسليم نفسه طوعا الى السفارة السعودية او يجري نقله الى الرياض. وقرر الحربي، حسب المسؤول الايراني، ان يقدم نفسه الى السفارة. وهكذا انتهت العملية الاولى لتسليم قياديي «القاعدة» السعوديين الى سلطات بلدهم.