الوكالة الذرية تحتج على تقرير للكونغرس: لم يثبت وجود 'نووي عسكري' لدى إيران
أحمدي نجاد يستبعد العقوباتِِ ومندوبه يتهم واشنطن بالابتزاز.
15/09/2006
احتجت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشدة على قيام لجنة من الكونغرس الاميركي بنشر معلومات خاطئة حول البرنامج النووي الايراني في الوقت الذي دعت فيه ايران القوى العالمية الى الاستجابة لدعوتها الى اجراء محادثات دون شروط مسبقة بشأن انشطتها النووية، ونددت بتدخل مجلس الامن الدولي بوصفه قائما على دوافع سياسية 'سخيفة'.
جاء احتجاج الوكالة في رسالة حصلت عليها وكالة الصحافة الفرنسية امس، وذكرت فيها ان التقرير الذي يعود تاريخه الى 23 اغسطس والصادر عن لجنة الاستخبارات الدائمة في مجلس النواب والذي قدم ايران على انها تشكل تهديدا استراتيجيا 'تضمن معلومات خاطئة ومضللة ولا تستند الى اي اساس'، وخاصة في قوله، قامت بتخصيب اليورانيوم من النوع العسكري، فيما خلصت عمليات التفتيش التي قامت بها الوكالة الى ان طهران قامت بالتخصيب بمعدل 3.6% وهو اقل بكثير من نسبة 90% المطلوبة لصنع اسلحة ذرية.
وتضمنت الرسالة التي وقعها مدير العلاقات الخارجية في الوكالة الذرية فيلموس سيرفني احتجاجا 'شديدا على التأكيد المضلل الذي يفيد ان المدير العام محمد البرادعي قرر نقل عمل البلجيكي كريس شارلليه وهو مفتش محنك في الوكالة لانه عبر لايران عن 'خيبة امله بخصوص برنامجها النووي'.
تكرار التباسات
ما قبل حرب العراق
وافاد مسؤولون في الوكالة ان لايران الحق في طلب تغيير المفتشين، وان على 'الذرية' ان تنصاع لمثل هذه المطالب.
وافادت المتحدثة باسم الوكالة الدولية ميليسا فيلمينغ ان الوكالة وجهت هذه الرسالة الى مجلس النواب لتصحيح الامور، لاسيما وان القضية تتعلق بنزاهة الوكالة.
وبحسب دبلوماسي غربي فان هذه المعلومات الخاطئة، 'تعطي انطباعا سبق ان سجل بالنسبة للعراق'، وكانت الوكالة الذرية نأت بنفسها عن التأكيدات الاميركية التي افادت ان نظام صدام حسين كان يملك اسلحة دمار شامل.
تقويض المناخ
وفي كلمته امام مجلس محافظي 'الذرية' قال المندوب الايراني علي اصغر سلطانيه امس ان بلاده لديها رغبة صادقة في التوصل الى حل عن طريق التفاوض، لكن واشنطن تحاول تقويض ذلك.
ودعا مجلس الامن الى اعادة الملف الى الوكالة، وحث القوى الدولية الست على 'بدء المفاوضات دون اي شروط مسبقة او مزيد من التأجيل'.
واتهم سلطانية الولايات المتحدة بمحاولة تسميم 'المناخ الايجابي' لاجراء محادثات بين المفاوض علي لاريجاني ومنسق السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، والتي تأجلت اول امس.
دون شروط
ونقل مندوبون في قمة حركة عدم الانحياز عن وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي قوله الليلة قبل الماضية لدبلوماسيين في هافانا ان بلاده مستعدة لاستئناف المفاوضات من دون شروط لتوضيح المسائل العالقة بهدف زيارته، واوضحوا ان متقي اعلن في كلمة القاها في اجتماع مغلق لوزراء الخارجية ان ايران 'تابعت تعاونها مع الوكالة الدولية لتسهيل حل المسائل العالقة'، وان 'حركة عدم الانحياز رفضت الجهود التي يبذلها البعض للحد من حق الدول في تطوير الطاقة النووية لغايات سلمية'.
دعوة للتروي
وردا على تصريحات المتحدث باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك الذي ذكر فيها ان واشنطن لديها كامل الثقة بان الدول الست الكبرى تؤيد فكرة فرض عقوبات. دعا المتحدث الجديد باسم الخارجية الايرانية محمد علي حسيني الولايات المتحدة الى 'التروي' وعدم 'تسميم المفاوضات' الجارية حاليا، باطلاق التهديدات.
واتهم واشنطن بانها 'تلجأ الى التهديد والضغوط والابتزاز'.
وفي ختام زيارته الى السنغال، اعلن الرئيس محمود احمدي نجاد مساء الاربعاء انه 'لا يعتقد انه سيتم فرض عقوبات'، لانه ليس هناك ما يدعو الى ذلك.
وفي واشنطن اكد البيت الابيض ضرورة وقف تخصيب اليورانيوم قبل أي تفاوض جديد مع طهران.
فرنسا: يراهنون
على الانقسام
إلى ذلك وفي مقابلة مع الاسبوعية الفرنسية 'نالور اكتوبيل' قال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي ان ايران تعول على حدوث انقسام في المجتمع الدولي حول ملفها النووي حتى تتمكن من مواصلة نشاطاتها الحساسة.
وقال دوست بلازي في المقابلة: 'هذا ما يعول عليه البعض في طهران حتى يعيدوا النظر في نظام منع انتشار الاسلحة النووية'، مطالبا بمواصلة الحوار مع ايران ومحذرا الولايات المتحدة ضمنا من محاولة الخوض في مواجهة، قبل استنفاد الوسائل الدبلوماسية.
