حالة طوارئ سعودية لمواجهة انتشار "السكري" وارتفاع نسبة المصابين إلى 16%
دق عدد من الاستشاريين في امراض السكر والتغذية بالمملكة العربية السعودية, جرس الانذار الصحي معلنين حالة الطوارئ لاستقبال كارثة صحية واقتصادية بسبب التزايد السريع والمخيف لعدد المصابين بامراض السكري في المجتمع السعودي حيث بلغت نسبتهم اكثر من 16 في المئة.
وقالت استشارية الغدد الصماء وسكري الاطفال في مدينة الملك فهد الطبية الدكتورة سهير عبد الرحمن ان مرض السكري يعد من اهم اسباب الاصابة بامراض القلب والكليتين وشبكية العين والاعصاب المركزية والطرفية والسبب الاول لحالات بتر الاطراف غير الناتج عن الاصابة بحوادث السيارات او غيرها من الحوادث مشيرةً ان 90 في المئة من المصابين بهذا المرض يعانون من السمنة نتيجة الافراط في تناول المواد السكرية وقلة الحركة.
واشارت الدكتورة سهير الى ان منظمة الصحة العالمية (WHO) اصدرت مؤخرا تقريرها السنوي حول عدد الوفيات الناتجة عن مرض السكري وعددها 3,2 مليون شخص سنويا بمعدل حدوث 6 وفيات كل دقيقة وهو مؤشر يثير الذعر. واكدت ضرورة توحيد الجهود الصحية بشكل جماعي بين وزارة الصحة والشؤون الصحية بالحرس الوطني ومستشفى التخصصي والقطاعات الصحية العسكرية الاخرى لمجابهة العدو المشترك الذي يسري بين افراد المجتمع السعودي بشكل مخيف .
كما نوهت ان مدينة الملك فهد الطبية تنظم ورشة عمل مكثفة تهدف الى تدريب الاطباء والممرضات في مراكز الرعاية الصحية والمستشفيات وتدريب معلمات التثقيف الصحي على كيفية العناية بمرضى السكري وصقل مهاراتهن والاطلاع على اخر المستجدات العلمية في مجال امراض السكري وذلك صباح يوم الاربعاء بفندق ماريوت تتضمن عدة محاضرات عدة يلقيها نخبة من اطباء واستشاريي السكر المؤهلين تاهيلا عاليا علميا وعمليا من جميع مستشفيات الرياض.
وكشفت الاستشارية السعودية ان ورقة العمل التي ستقدمها خلال الورشة تتضمن مطالبات عدة من شانها ان تحدث نقلة نوعية في مكافحة السكري والسمنة منها سن رسوم سنوية على مطاعم الوجبات السريعة بمعدل 5? يذهب ريعها لعلاج مرضى السكري وتوعية المجتمع بالمرض وتدريب المختصين فيها واضافة مادة التثقيف الصحي في جميع المراحل الدراسية ضمن مناهج وزارة التربية والتعليم ومادة الرياضة لدى البنات في المدارس واعادة النظر في نوعية الوجبات المدرسية والتركيز على السعرات الحرارية القليلة ووضع برنامج وطني لتدريب الاطباء والممرضات ومعلمات التثقيف الصحي بطريقة دورية في المستشفيات الكبرى في كل منطقة وتجري اختبارات سنوية للتاكد من المستوى العملي والعلمي للمختصين بالسكري وطبع كتيب كل 2 - 3 سنوات عن النقاط المهمة في العناية بمرضى السكر مأخوذ او مترجم من توصيات الجمعيات الدولية للسكري بالاضافة الى اشراك الشركات الدوائية الخاصة بالسكري في برنامج قوي لتدريب العاملين في المجال الصحي بايجاد قانون ينظم العلاقة بين الشركات ووزارة الصحة.
وعبرت اخصائية التغذية هناء الروضان عن قلقها حيال تزايد نسب السمنة لدى افراد المجتمع السعودي مع التقدم بالعمر وعللت ذلك بسبب غياب الثقافة الغذائية والعشوائية في اختيار انواع الغذاء المناسب وطالبت الروضان بضرورة التركيز على توعية الاطفال خصوصا في المرحلة الابتدائية والمتوسطة والتي يبنى فيها شخصية الطفل وتتركز فيها الثقافة منذ التنشئة. واشارت الى طريقة مثالية للابتعاد عن الاصابة بالسمنة من خلال توزيع القيمة على الوجبات الثلاث واضافت ان الغذاء المتوازن هو الذي يتمتع بثلاث مواصفات اساسية هي البروتينات والكربوهيدرات والدهنيات والفيتامينات والمعادن والماء واشارت ان الغذاء يجب ان يكون كافيا دون افراط, اي ان تكون الكمية المستهلكة من الطعام موازية للطاقة التي يبذلها الجسم.
