السعودية تشترط على طلبتها المبعوثين لأمريكا دخول دورة فى جامعة الإمام محمد بن سعود
رئيس دورات المبتعثين لـ«الشرق الأوسط»: لن يبتعث أي طالب قبل حصوله على دورة من جامعة الإمام
بعد فتح باب الابتعاث لأميركا من جديد لطلبة الثانوية والبكالوريوس
الرياض: عمر العقيلي
أكد عميد كلية الدعوة والإعلام رئيس دورات المبتعثين في جامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية، أن جميع المبتعثين من مؤسسات الدولة والقطاع الخاص لا يمكنهم الذهاب للدراسة في الخارج من دون المرور على جامعة الامام للحصول على دورة متخصصة تعينهم على الدراسة هناك.
وأفاد الدكتور عبد الله الحمود عميد كلية الدعوة والإعلام رئيس دورات المبتعثين في جامعة الإمام، أن الكلية على أتم الاستعداد لاستقبال العديد من الطلاب الذين سوف يبتعثون للدراسة في الخارج، مفيدا، أنهم يقيمون دورات للمبتعثين لمدة أسبوعين، على فترات صباحية ومسائية، ينبغي على الطالب حضور 98 في المائة من إجمالي حصص هذه الدورة لإجتياز الدورة وبالتالي تخوله للابتعاث للخارج.
وبين المسؤول السعودي أن هذه الدورة المعتمدة منذ أكثر من 20 عاما وما زالت مستمرة، أصبحت متطلبا لجميع المبتعثين من مؤسسات الدولة والقطاع الخاص، بحيث لا يمكنهم الذهاب للدراسة في الخارج من دون المرور على جامعة الامام والحصول على هذه الدورة. مؤكدا استعداد الكلية على استقبال العديد من الطلاب الذين سوف يبتعثون للدراسة في الخارج.
وعن عدد هذه الدورات وطبيعة ما يقدم فيها يقول رئيس دورات المبتعثين في جامعة الإمام: «نقيم أربع دورات في السنة، في كل من الظهران والرياض وجدة بشكل أساسي، أما الرابعة فيتم اختيار المدينة بحسب كثافة الطلب في المدن الثلاثة، حيث يقدم فيها الكثير من الدروس والمحاور المتوافقة مع متطلبات الوقت والأحداث المعاصرة». وأضاف: «الدورة تستضيف عدد من الطلاب المبتعثين سابقاً، حيث يقدمون نصائحهم وتوجيهاتهم للطلاب الجدد بحكم اكتسابهم التجربة، إضافة إلى بعض المحاور المتعلقة بكيفية الدراسة في تلك الجامعات وطرق التدريس والأنظمة وطبيعة كل بلد سوف يتوجه له الطالب للدراسة».
وأشار الحمود إلى أنه يوجد محور مهم جدا ضمن محاور الدورة يتعلق بالشأن الفقهي، حيث يتم استضافة أحد العلماء لتبيين العديد من الأحكام الفقهية في حالة الدراسة في الخارج وكيفية التعامل مع أهل البلد الذي سوف يتوجه له الطالب. مفيدا، أنه تم إضافة عددا من المحاور في السنوات الثلاث الأخيرة تقدم من خلالها جوانب ثقافية وطرق الاتصال مع المجتمعات الغربية.
من جانبه علق الدكتور خالد الدخيل أستاذ العلوم السياسية على نظام دورات الإتعاث بقوله: «عندما ابتعثت لم تكون هناك أي دورات ما قبل الابتعاث في جامعة الامام أو غيرها»، مضيفا، «إذا كان ما يقدم في هذه الدورات من أجل الحفاظ على عقيدة الشخص أثناء الدراسة والحفاظ عليه من الإنحراف هناك فهذا غير منطقي، ويعني أن جميع المبتعثين السابقين كانوا منحرفين مثلاً»!. وقال: «التنشيئة تبدأ من الصغر ولا تنفع أسبوعين من الدراسة في تغيير فكر الشخص لو كان فكره سيئ أو منحل، مشددا على ضرورة الثقة في الطلاب المبتعثين بصفتهم ممثلين لبلادهم، مع إعطائهم الثقة اللازمة الكفيلة بمساعدتهم على النجاح، مع عدم الحاجة لأي دورات من هذا القبيل».
ويأتي حديث المسؤول في جامعة الإمام أخيرا بعد أن أعلنت وزارة التعليم العالي السعودية عن فتحها لمجال الإبتعاث للولايات المتحدة الأميركية للطلبة حملة الثانوية العامة والبكالوريس، وذلك بعد فترة من انخفاض نسبة المبتعثين السعوديين للولايات المتحدة، وذلك عبر إعلان مشروطا بضوابط ونسب معينة للراغبين في التقديم للإلتحاق بالجامعات الأميركية في تخصصات طبية وعلمية وقانون وتجارة إلكتورنية ومحاسبة. يذكر أن شركات ومؤسسات حكومية أخرى دخلت على خط البعثات وفتحت هي المجال أيضا للابتعاث أمام الطلاب السعوديين، ومن ضمنها شركة سابك السعودية، وذلك من ضمن الإتفاقيات التي أقرتها السعودية مع الولايات المتحدة الأميركية من أجل تقوية العلاقات بين البلدين في جميع المجالات ومنها المجال التعليمي.
ويتوقع ان يغادر السعودية هذا العام الى الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الغربية الاخرى نحو عشرة آلاف مبتعث في تخصصات عدة، في توجه جديد لتطوير مخرجات التعليم وتأهيل أعداد من السعوديين لتولي دفة التنمية في السعودية خلال السنوات المقبلة.
