أرشيف 113 عاما من «مجلة الهلال» المصرية في نسخة ديجيتال مع قاعدة بيانات
كانت القاهرة قبل ايام على موعد مع حدث ثقافي مهم، أطلقته مؤسسة دار «الهلال» الصحافية,, ورعته مكتبة الإسكندرية حيث أعلن عن مشروع «رقمنة» مجلة «الهلال» أقدم مجلة ثقافية عربية وإتاحتها على أسطوانات مدمجة، وطرحها للقارىء العربي.
رئيس مجلس الدار الكاتب الصحافي مكرم محمد أحمد قال: «إن المشروع يعبر عن مسيرة 113 عاما من مسيرة المجلة، التي تشكل ذاكرة الأمة وتاريخها على أسطوانات مدمجة كما يعتبر وسيلة لفتح الطريق لاستثمار هذا الكنز الإنساني».
وأضاف: «إن «الهلال» لخصت صراعا حضاريا وبخاصة للفكر المصري ضد أفكار عاقت التقدم وكبّلت الفعل العربي وحرمته من البحث والتطوير والتفكير.
وكشف عن أن المشروع بعد اربعة أشهر سيكون متاحا للمفكرين العرب».
وذكر مكرم محمد أحمد أن «الهلال» تجاوزت دورها كمكتبة ثقافية إلى رسالة نهضة للعالم العربي حيث كتب فيها كبار الكتاب أمثال العقاد وطه حسين وميّ زيادة وغيرهم، وخرجت من تحت عباءتها كل المجلات الثقافية العربية».
وقدم مكرم محمد أحمد التحية إلى رؤساء تحرير «الهلال» «المرحوم أحمد بهاء الدين والكاتب كامل زهيري ورجاء النقاش»، مؤكدا أنهم قدموا الكثير للمجلة، وكذلك الشاعر محمود درويش وجمال النجمي، إضافة إلى مصطفى نبيل رئيس التحرير الحالي الذي أضفى على المجلة لون المعاصرة.
ولفت إلى التعاون من قبل بين دار الهلال والهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة صلاح فضل (في وقت سابق)، فقد قامت بنشر وطبع وفهرسة كاملة لـ «الهلال»، وكانت هذه أولى الخطوات التي تسعى لاستكمالها مع مكتبة الإسكندرية لاتاحة هذه الثروة الضخمة من المعلومات للجميع.
من جهته، مدير مكتبة الإسكندرية الدكتور إسماعيل سراج الدين,, قال: «تم الانتهاء من الأسطوانة الأولى من النسخة الرقمية الكاملة لمجلة «الهلال» لتضاف إلى إنجازات المكتبة حيث تولى مركز المخطوطات هذه المهمة الطامحة إلى رقمنة أعرق المجلات المصرية والعربية، مشيرا إلى انتهاء العاملين في المركز من فهرسة موضوعات المجلة منذ عددها الأول الصادر في العام 1892 حتى الأعداد التي صدرت أخيرا، وتعتمد إحدى الخطوات الأساسية فيه على بناء قاعدة بيانات بحثية تسهل على المستخدم الوصول إلى محتويات كل عدد من المجلة».
وأوضح «أن الأسطوانة الأولى التي أعلن عنها خلال الاحتفال تضم أعداد العامين الأول والثاني من مجلة الهلال، ومن المقرر أن تتوالى الإصدارات حيث تضم كل أسطوانة الأعداد لكل خمسة أعوام».
وأوضح مدير مركز المخطوطات ومتحف المخطوطات بمكتبة الإسكندرية والمشرف على المشروع الدكتور يوسف زيدان «أن مشروع رقمنة مجلة «الهلال» يعد وسيلة للحفاظ على ذاكرة الأمة ومحاولة المكتبة تقديم هذا التراث ليكون متاحا».
واعتبر أن «مشكلة البقاء هي أكثر التحديات التي تواجه الثقافة العربية وذاكرتها»، موضحا «أن الهلال حافظت على ذلك»، مشيرا «إلى أن المشروع اعتمد على التطويع الرقمي أو النسخة الرقمية وهو أطوع شكل للتعامل اليومي».
وأوضح أن «المشروع بدأ بفكرة من رئيس التحرير الحالي مصطفى نبيل، بشأن تزويد مكتبة الإسكندرية بنسخة من أعداد «الهلال» مصورة على أشرطة ميكروفيلم واقتضى الأمر عملا كثيرا قبل الرقمنة لإصلاح وترميم النسخة الميكروفيلمية واستكمال الناقص منها», وخلال الاحتفال قدم رئيس مؤسسة دار «الهلال الدرع» الخاصة بالمؤسسة إلى مدير مكتبة الإسكندرية ومدير مركز المخطوطات بالمكتبة.
رئيس تحرير الهلال مصطفى نبيل قال: «إن أهمية المشروع تأتي من إتاحته الفرصة للجامعات المصرية والعربية ومراكز الأبحاث الأورونية بسعر بسيط».
