هل بكاؤنا على الحسين سيرجعه حيا .. أم سيغير من الواقع شيئا ...

أأنسى يوم الأربعين .. أم أتذكر القتلى في جينين ...

أيهما أولى الآن ؟؟؟

الغوص في خيالات الماضي .. أم العيش في هموم الحاضر ...

لماذا نتهرب من مسؤولياتنا .. وهل الحسين يريد منا ذلك ؟؟؟

أم أن قتلى العراق وفلسطين رخيصا إلى هذه الدرجة ...

الرجوع إلى الماضي " أفيون " .. يتجرعه البعض لينسى همومه الحاضر ويغيب عنها ...

إذا كنا رجالا فلنواجه أنفسنا .. ولنواجه حاضرنا ...

فهل بكاؤنا على الحسين سيرجعه حيا .. أم سيغير من الواقع شيئا ...

هل نبكي على شخصه .. أم نبكي على أمره الذي قُتل من أجله ...

إذا أردنا أن نضع المسؤولية في الميزان .. فسنجد أن جزءا واحدا للماضي .. وجزئين للمستقبل .. وأربعة أجزاء للحاضر ...

فإن إختل الميزان .. فهو دليل على تقصيرنا في أداء مسؤولياتنا ...

أهمية الماضي لا تتجاوز ربع أهمية الحاضر .. وأهمية المستقبل لا تتجاوز النصف بالنسبة لأهمية الحاضر ...

وللحاضر الجزء الأكبر في الإهتمام ...

القرآن الكريم .. يذكرنا بالماضي لنتعض منه ...

( قل سيروا في الارض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين ) ...

ويخبرنا عن الميعاد والمستقبل .. لنوجه هدفنا نحو الطريق الصحيح ...

(والآخرة خير وأبقى) ...

( ياأيها الذين ءامنوا قو أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) ...

كل ذلك لكي نحسن إستعمال حاضرنا بما يفيد مستقبلنا .. وتجنبا لما وقع في ماضينا ...
____________________
محمد عادل الكاظمي ...

أحد الردود التي جاءتني على هذا الكلام ...

" نحن نعتقد أن ضياع حق أمير المؤمنين هو سبب الجرأة على الإمام الحسين وظلمه ...

والتجرأ على الإمام الحسين وظلمه وهو سبط رسول الله .. هو سبب كل ظلم بعده ...

وصاحب الزمان من سيطهر الأرض من الظلم .. شعاره يا لثارات الحسين ...

فالمأساة من الماضي نعيشها في الحاضر .. وأثرها يمتد إلى المستقبل .. إلى ظهور منقذ البشرية " ...

ردي على هذا الكلام ...

" وأنا أعتقد أن الإيمان بوجود منقذ للبشرية .. يسبب الخمول والتكاسل منا .. منتظرينه يأتي ويخلصنا ...

علينا أن نأدي واجبنا وتكليفنا .. بغض النظر عن وجود منقذ خيالي أو عدمه ...

ولا أظن أن علينا إنتظاره .. بل هو عليه إنتظارنا .. وسيبقى ينتظرنا حتى تصحو ضمائرنا لأداء تكليفنا .. ثم بعدها سيظهر .. وإلا فلن يظهر ونحن على هذه الحال من خمول وتكاسل وإنتظار ...

وإذا كنا نظن أن جميع المظالم جاءت نتيجة لإغتصاب الخلافة ...

فهل ذلك الظن أو الإيمان سيغير من واقعنا شيئا ...

أم سيجعلنا نقول .. لا فائدة .. لا يمكننا إيقاف الظلم أو مجابهته .. فهو ممتد من زمن إغتصاب الخلافة ...

وعلي (عليه السلام) لم يسكت عن مسؤولياته .. فقد كان خير وزير ومستشار لعمر وأبوبكر حتى قيل صراحة .. لولا علي لهلك عمر ...

وقيل أنه كان أحد المشاركين في حروب الردة أو الفتوحات الإسلامية .. فمصلحة الإسلام فوق المصالح الشخصية ...

حتى أنه قال .. لأسلمن ما سلمت له أمور المسلمين .. ولم يكن الجور إلا علي خاصة (بما مضمونه) " ...

أحد الردود أيضا على هذا الموضوع ...

" نبكي لأن أئمتنا دعوا وحثوا على البكاء على الإمام الحسين عليه السلام ...

وحري بنا أن نبكي لنذكر أنفسنا بالمصيبة الفظيعة التي جرت للأمة والتي كانت غفلتهم وذنوبهم من سبابها ...

لولا مجالس العزاء على الإمام الحسين .. لما إنتشرت واقعة الطف .. لتوقظ ضمائر الأمة .. وتشحذ فيهم الهمم لحماية دينهم بالغالي كما فعل إمامهم .. وليبقوا واعين وعلى أهبة الإستعداد لنصرة مولانا صاحب الزمان ...

الإمام المنتظر المهدي أرواح العالمين له الفداء .. الذي سيخرج ليقيم دولة الحق .. ناشرا العدل في آخر الزمان بشعار .. " يا لثارات الحسين " ...

ما يحدث في جنين والعراق وفلسطين .. ما هو إلا نتاج ضعف الأمة .. التي كانت منها واقعة الطف الأليمة .. وإحياؤها ما هو إلا إحياء للأنفس لتنبض إحساسا مدافعة عن دينها " ...

ردي على هذا الكلام ...

" ما شاء الله ...

لا مقتل الحسين .. ولا مقتل محمد الدرة .. ولا مقتل إيمان حجو .. ولا مقتل الشيخ أحمد ياسين .. يوقظ قلوبا ميتة .. تعلقت بأستار الماضي .. ونست مسؤوليات الحاضر " ...
____________________

ملاحظة .. الموضوع وردوده كان على صورة رسائل هاتفية .. بشكل مقطع نظرا لطول الكلام ...

رد العضو " المهدي " على هذا الكلام ...

" ليش شرطا ان تبكى الحسين يوم عاشوراء او الأربعين ولكن احياء الذكرى مهم لإستلهام العبر والدروس ...وليس فقط ذكرى عاشوراء او الأربعين التى نحييها وإنما هناك مناسبات اخرى نستلهم العبر منها مثل الإسراء والمعراج والمولد النبوى وإن قلت حرارة الإحتفال لهذه المناسبات ولكن كما قلت ليس الأمر مقصورا على المناسبات الحزينة " ...

ردي على هذا الكلام ...

" كلامك على العين والرأس ...

لإستلهام العبر والدروس .. لمواجهة الحاضر .. وليس للنوم والسكر بخيالات الماضي " ...