حمار يدافع عن أسد

زبن حمد البذال



هذه العبارة وجهتها المدعوة رغد الابنة الكبرى لرئيس النظام البائد الى محامي والدها خليل الدليمي بسبب ما قاله لوسائل الاعلام من ان الطاغية مضرب عن الطعام, وهذا ما اعتبرته اساءة واهانة لوالدها. هذا الخبر نشرته جريدة الانباء حسب مصادرها.

منذ اول جلسة تمت فيها محاكمة الطاغية صدام حسين ونحن نسمع تصريحات ابنته لوسائل الاعلام ووصفها لوالدها بالاسد والشجاع وغيرها من العبارات الرنانة.. من حقها ان تصفه بما تريد ولكن يجب عليها ان تعترف وتقر بالواقع الحالي فالوضع الذي يعيشه والدها منذ ثلاث سنوات يتناقض مع ما تذكره وهذا ليس من باب الشماتة ولكن ما قام به صدام تجاه الكويت ليس بالشيء الهين الذي يمكن ان يمر مرور الكرام, او الامر الذي من الممكن ان يدعونا الى الشفقة تجاهه.ابنة الطاغية التي تصرح من الاردن بين فترة واخرى لماذا لا تذهب الى العراق وتتفاخر بوالدها هناك? السبب معروف فبمجرد دخولها سيقومون بتقطيعها اربا, ألم تر ما يدور في العراق حاليا ومن السبب فيه ومن الذي اوصلهم الى هذا الحال? لماذا لا تقول رأيها بالمقابر الجماعية ولماذا لا تعطي رأيها تجاه غزو دولة الكويت, وهل هذا العمل يعتبر من حسنات الاسد او الشجاع الذي تصف به والدها?

عندما تم اخراج والدها من الحفرة الحقيرة التي اختبأ فيها ثمانية اشهر, والتي تأبى ان تعيش فيها الكلاب الضالة.. هل ترى بأن الاسد يرضى ان يعيش في هذا المكان.. هل رأت الشكل والهيئة التي كان عليها والدها عندما تم القبض عليه والتي تشبه الجن والشياطين?

ألم تشاهد الجلسات الاولى للمحاكمة وهو مقيد بالحديد ويجلس في الزنزانة مهانا وذليلا وجميع شعوب العالم تشاهده? ألم تر حالة الهذيان التي يعيشها اثناء المحاكمة? كل هذا وما زالت تصفه بالاسد? ان الظالم لا يخلف الا ظالما مثله والا ما هذا الافتراء والغرور والغطرسة المزيفة التي تتعامل بها هذه الابنة الفارة من العراق? يجب ان تعرف ان كل شيء انكشف, والحقائق اضحت جلية لا تحتاج الى دليل او برهان والحكم العادل الذي سينصف ملايين البشر ممن قتلوا وعذبوا وشردوا اقترب كثيرا وعندها سنرى هل ستعترف بالحقيقة أم انها ستظل تعيش على اوهام واحلام الماضي حتى تصحو على قدرها المحتوم الذي لن يختلف عن ما حدث لوالدها وباقي افراد عائلتها المجرمة?


* كاتب كويتي