«ويكيليكس».. موقع إلكتروني غامض يفضح الأسرار الحكومية
يمارسون الرقابة على المعلومات تحت قاعدة «إما أن تكون شفافا أو ستأتيك الشفافية بنفسها»
موقع «ويكيليكس» الإلكتروني المتخصص في كشف الأسرار
http://www.aawsat.com/2010/05/27/ima...ia1.571283.jpg
برلين: جوبي واريك*
يتسم موقع «ويكيليكس» المتخصص في كشف الأسرار، بالسرية الشديدة فيما يتعلق بشؤونه الخاصة. ولا يذكر الموقع عناوين ولا أرقام تليفونات ولا أسماء المسؤولين البارزين فيه. ورسميا، لا يوجد موظفون تابعون للموقع، وليس لديه مقر، ولا حتى رقم بريدي.
ومع ذلك، يقدّم أشخاص وثائق حساسة للموقع بهدف نشرها على الموقع ليراها الجميع بمعدل نحو 30 مرة يوميا. وجميع الأهداف مستباحة: رسائل بريد إليكتروني خاصة بسياسيين وتقارير سرية لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ومذكرات شركات ومقاطع الاستطلاع المصورة.
وسلّطت الأضواء الشهر الماضي على الموقع، الذي يبلغ عمره ثلاثة أعوام، بعدما نشر مقطع فيديو عسكريا أميركيا ظهرت فيه مروحية تهاجم عراقيين، وجذب ذلك عددا كبيرا من المشاهدين بمختلف أنحاء العالم.
وربما كان ذلك مجرد إحماء، إذ يجري التجهيز حاليا لنشر مواد مسربة جديدة، ومن بينها ما وصفه مسؤولون في «ويكيليكس» بأنه مقطع فيديو مفاجئ عن إصابات وقتلى بين المدنين في أفغانستان، وهو جزء من كنز من التسجيلات والوثائق السرية بلغت أكثر من مليون تسجيل.
وقد أثار الموقع قلقا رسميا ومخاوف من جانب شركات، ومع ذلك يستفيد «ويكيليكس» من التقنية الجديدة ويعتمد قائمة متزايدة من الداعمين الماليين ويقترب من شيء يقول الموقع إنه سعى وراءه طويلا: الوقوف في مواجهة السرية الحكومية المبالغ فيها وتمكين النشطاء والصحافيين والآخرين الذين يسعون إلى تحدي ذوي النفوذ.
وقد تميّز موقع «ويكيليكس» في اتجاه يعتمد على طبيعيته السرية، إذ لا يوجد للموقع مقر ولا بنية تحتية تقليدية، بل يعتمد بالكامل تقريبا على خوادم ومساعدين في عشرات الدول. ويمكن الوصول إلى الموقع من كل مكان يوجد فيه إنترنت، ولذا فهو محصن نسبيا من ضغوط الرقابة والمحامين والحكومات المحلية. ويقول مؤسسه إن من يقومون بتقديم المواد إلى الموقع يفعلون ذلك من دون الكشف عن هويتهم.
ويقول دانيل شميت، وهو أحد خمسة مديرين أساسيين داخل «ويكيليكس»، إن الهدف هو جعل الموقع مستمرا. ويشير إلى أن«رسالة ويكيليكس إلى من يمارسون الرقابة على المعلومات هي: إما أن تكون شفافا أو ستأتيك الشفافية بنفسها».
وقد أثارت تكتيكات هذه المجموعة غضب حكومات في مختلف أنحاء العالم، وقد كان هناك رد فعل من جانب البعض. وقد سعت الصين أكثر من مرة إلى حظر الموقع. ورفعت شركات دعاوى قضائية ضده، ولكن لم تكلل أي منها بالنجاح.
ويقول تقييم لوزارة الدفاع الأميركية يعود إلى عام 2008 - كتب عليه «سري/لا ينشر للمواطنين الأجانب» ومع ذلك نشره موقع «ويكيليكس» على شبكة الإنترنت في مارس (آذار) - إنه «يجب أن يفترض أن wi.kileaks.org حصل أو سيحصل على وثائق حساسة أو سرية خاصة بوزارة الدفاع الأميركية في المستقبل»، مشيرا إلى الكثير من الحالات التي ظهرت فيها وثائق لوزارة الدفاع على الموقع.
ويقترح التقرير «تحديد هوية أو كشف أو إنهاء توظيف من يقومون بتسريب المعلومات سواء كانوا يعملون حاليا أو في السابق أو اتخاذ إجراءات قانونية ضدهم» لاختراق حاجز السرية الذي يحيط بمصادر موقع «ويكيليكس» ويحميها من التدقيق.
وتراقب المنابر الإخبارية ما يحدث عن كثب، ففي الوقت الذي تقوم فيه المؤسسات الإذاعية والصحف بتقليل عدد العاملين لديها، فإن وصول منظومة تسريب معلومات عالمية لا تضبطها القواعد الصحافية التقليدية المتعلقة بنسب المواد إلى مصدرها أو تحقيق توازن داخل الموضوع يثير اهتماما كبيرا وشعورا بالترقب.
ويقول روبرت ستيل، المتخصص في القيم الصحافية داخل معهد بوينتر في بيتسبرغ بولاية فلوريدا: «هناك احتمالات جديدة مع الاستخدام المبتكر للإنترنت. ولكن من المهم الالتزام بالدقة والنزاهة والاستقلالية الصحافية». وأضاف: «فارق كبير بين الصحافة ومجرد استعراض المعلومات».
ويأتي شميت (32 عاما)، وهو ألماني يعيش داخل برلين الشرقية سابقا، ضمن مجموعة من الصحافيين والفنيين والنشطاء يديرون موقع «ويكيليكس» منذ تأسيسه قبل ثلاثة أعوام. وكان شميت، وهو رجل طويل ورشيق يرتدي نظارة ذات إطار داكن وله لحية أنيقة، يعمل مسؤول شبكة الكومبيوتر لدى شركة خاصة قبل أن يتركها ويتفرغ لموقع «ويكيليكس». وكما هو الحال مع المديرين الآخرين، ومن بينهم المؤسس جوليان أسانغ، وهو صحافي استرالي، لا يحصل شميت على راتب نظير ما يصفه بأنه عمل لدوام كامل يستغرق ساعات طوالا، وقلما يحصل على إجازة.
ويعمل أعضاء الفريق الأساسي من منازلهم، وبالنسبة إلى شميت فإنه يعمل من خلال جهازي كومبيوتر محمولين داخل شقته الصغيرة. ويقومون بدراسة كل مادة جديدة تصل إليهم. ويتم إهمال نحو ثلث المواد على الفور، وتكون من بينها اعترافات شخصية أو طرائف أو أشياء مزورة. ويتم فحص المواد الباقية بمساعدة شبكة من مئات الخبراء المتطوعين، مع متخصصين في القانون وتحليل خطوط اليد وتشفير مقاطع الفيديو. ولتقليل احتمالية وصول تهديدات أو التلويح باتخاذ إجراءات قانونية، لم يعلن أي فرد عن دوره، سوى شميت وأسانغ. ويقولان إن ما لا تقوم به المؤسسة هو إبعاد المواد التي تعتمد على آراء من الداخل بشأن ما يعتقد أنه شيء هام أو مقبول من الناحية السياسية.
وقد استهدفت بعض التسريبات الشهيرة شخصيات بارزة في اليمين السياسي، وكان الموقع وسيلة عرض رسائل بريد إليكتروني شخصية مسروقة كتبتها الحاكمة السابقة لولاية ألاسكا سارة بالين «الجمهورية»، وكشف الموقع دليلا أميركيا يعود لعام 2004 حول التعامل مع السجناء في غوانتانامو بكوبا.
وقد استهدف الموقع أيضا شخصيات وقضايا مرتبطة باليسار. ويقول شميت إن الخطة الأصلية للمجموعة المؤسسة للموقع كانت تهدف إلى التركيز على الحكومات الغربية وسياساتها وكشف الفساد والأخطاء التي ترتكبها الأنظمة الحاكمة الأوتوقراطية داخل العالم النامي.
وقد جذبت تصريحات «ويكيليكس» ذات النبرة الحادة عن بعض موادها انتقادات من نقّاد إعلاميين وآخرين يتهمون الموقع بأنه يمارس الضغط. وجاءت بعض من أشد الانتقادات عقب شريط مصور عن العراق الشهر الماضي، ظهرت فيه مروحية أباتشي أميركية تهاجم مجموعة من العراقيين داخل بغداد وقتلت الكثير من المدنيين، ومن بينهم موظفان في خدمة «رويترز» الإخبارية. ونشر على موقع «ويكيليكس» في الخامس من أبريل (نيسان) مقطع مصور مدته 17 دقيقة تبرع به مصدر لم تحدد هويته وقام متطوعون بفك شفرته. وكان المقطع تحت عنوان: «قتل غير متعمد».
ويظهر مقطع الفيديو الذي صور بكاميرا عسكرية ويعود تاريخه إلى شهر يوليو (تموز) 2007 مجموعة من الرجال العراقيين، بعض منهم مسلحون، تطلق عليهم النيران من مدفع مروحية هليكوبتر بينما كانوا يسيرون في أحد شوارع بغداد. وبعد ذلك قامت المروحية بتدمير شاحنة بهدف منعها من مساعدة جريح وقتلت السائق، وأصيب طفلان كانا داخل الشاحنة بجراح خطيرة.
وكان ذلك بعد قتال نشب داخل نفس المنطقة، ويشير الصوت المسجل إلى أن الطيارين حسبوا أن الرجال متمردون شاركوا في الهجوم السابق. ومنع البنتاغون نشر مقطع الفيديو لوقت طويل، وفي تصريح في 5 أبريل، قال إنه يأسف لخسارة أرواح أبرياء.
وبلغت نسبة مشاهدة نسخ محررة وغير محررة من المقطع نحو 8 ملايين مرة، وقد أثار شعورا بالصدمة وتلت ذلك إدانات كثيرة. وانتقد البعض الموقع وشبهوه بوزير الإعلام العراقي السابق (محمد سعيد الصحاف) إبان حكم صدام حسين.
ومنذ إصدار مقطع الفيديو، دافع أسانغ ومسؤولون آخرون داخل «ويكيليكس» عن بث هذه الصور، وقالوا إنها تأتي في مقابل صور تقدم على شاشات التلفاز وتقدمها هوليوود. ويقول شميت: «لقد ألفنا مشاهدة أعمال العنف غير الحقيقية، ولكننا نشاهد حاليا شيئا حقيقيا وآلاما حقيقية ووحشية حقيقية. كيف يمكن أن يكون لك رأي حول هذه الحرب إذا لم تكن تعرف الصورة التي تبدو عليها؟» ومع تزايد الخلاف حول مقطع الفيديو، دخل موقع «ويكيليكس» ما يشبه مرحلة انسحاب. ومنذ منتصف ديسمبر (كانون الأول)، تجمد الموقع الإليكتروني حيث تقضي قيادات المجموعة وقتا مطولا لإعادة تنظيم البنية الفنية ووضع استراتيجيات لتحقيق استقرار في مصادر التمويل. وحتى الوقت الحالي، يعتمد موقع «ويكيليكس» على تبرعات متطوعين وأرصدة أعضاء الفريق المصرفية في تغطية التكاليف السنوية، التي يقال إنها تتجاوز 300 ألف دولار، علما بأن معظم المبلغ يستخدم لدفع مقابل الخوادم والدعم الفني.
واعتمادا على تاريخه، تقوم المجموعة بالبحث عن مساهمين جدد ومنظمات لا تهدف لتحقيق أرباح، بهدف جمع تمويل لشبكة عالمية تكون لها صلات مع مقدمي الأخبار المحليين بمختلف القارات.
ويقول مسؤولون في موقع «ويكيليكس» إنهم يريدون تفعيل المنابر الإعلامية التقليدية بتوسيع مدى التغطية وإيجاد قوة تحقيقية في وقت تقوم فيه الكثير من الصحف والمؤسسات الإذاعية بتخفيض ميزانياتها.
ويقول شميت: «لا نهدف إلى الاستيلاء على وظائف الصحافيين. بل على العكس، نسعى إلى جعل الصحافة أقل كلفة وتمكين الصحافيين من القيام بأشياء لا يمكن لصحيفة القيام بها وحدها».
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»
رد: «ويكيليكس».. موقع إلكتروني غامض يفضح الأسرار الحكومية
"ويكيليكس" يقدم هدية العمر لطالبان
محيط - جهان مصطفى
لم تكد تمر أسابيع على تعيين الجنرال ديفيد بترايوس قائدا جديدا للقوات الأمريكية في أفغانستان إلا وتوالت الضربات الموجعة من قبل حركة طالبان والتي أكدت بكل بوضوح أن مصيره لن يكون أفضل حالا من سلفه ستانلي ماكريستال .
بل ويبدو أن الأسوأ للقوات الأجنبية لم يقع بعد خاصة بعد نجاح طالبان في أسر أحد الجنود الأمريكيين ومصرع 52 مدنيا أفغانيا غالبيتهم من النساء والأطفال في هجوم صاروخي شنته قوات الناتو في ولاية هلمند جنوب أفغانستان يوم الجمعة الموافق 23 يوليو / تموز.
ولعل اعتراف الناتو بمقتل جندي أمريكي وأسر آخر في ولاية لوجار شرقي أفغانستان في 23 يوليو أكد حجم المأزق الذي يواجهه من ناحية ومصداقية تصريحات طالبان في هذا الصدد من ناحية أخرى .
فمعروف أن هذه هي المرة الأولى التي تعترف فيها قوات الناتو بأن أحد جنودها وقع في الأسر بعد أن التزمت الصمت طويلا تجاه مصير الجندي الأمريكي بوي بيرجدال المعتقل لدى طالبان منذ أكثر من عام .
ولم يقف الأمر عند ما سبق ، بل إن الضربة القاصمة جاءت عندما نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في 26 يوليو وثائق سرية مسربة على موقع "ويكيليكس" الإلكتروني تكشف خفايا الحرب في أفغانستان.
وكانت الصحيفة ذكرت أنها حصلت على الوثائق التي يتجاوز عددها تسعين ألف وثيقة من موقع "ويكيليكس" الأمريكي على الإنترنت المتخصص في تسريب المعلومات والتقارير السرية ، موضحة أن تلك الوثائق تعد واحدة من أكبر التسريبات في تاريخ الجيش الأمريكي.
وأضافت أن الوثائق التي حصلت عليها أيضا صحيفة " الجارديان" البريطانية و"دير شبيجيل" الألمانية تظهر أن باكستان تسمح لعناصر من مخابراتها بالتعاطي مباشرة مع حركة طالبان في أفغانستان ، كما أن عددا كبيرا من الوثائق أظهر صورة مدمرة لما وصفته بالحرب الفاشلة في أفغانستان.
وكشفت الوثائق أيضا قوات الناتو قتلت مئات من المدنيين في أفغانستان في عدد من الحوادث لم يتم الإبلاغ عنها ، كما كشف مؤسس موقع ويكيليكس جوليان اسانج أن الوثائق تتضمن أدلة على احتمال ارتكاب قوات الناتو في أفغانستان لجرائم حرب ، كما أكدت الوثائق وجود زيادة كبيرة في الهجمات التي تشنها طالبان على قوات "الناتو" وأن قوة الحركة في تصاعد مستمر.
وما أن تم الكشف عن الوثائق السابقة التي ركزت على عمليات القتال بين يناير/كانون الثاني 2004 وحتى ديسمبر/كانون الثاني 2009 والتي أودت بحياة ما يربو على 320 جنديا من القوات البريطانية وأكثر من ألف جندي أمريكي ، إلا وظهرت ردود أفعال غاضبة جدا في واشنطن وإسلام آباد .
فقد سارع البيت الأبيض لإدانة نشر تلك الوثائق ووصف هذا الأمر بأنه عمل غير مسئول لأنه يعرض حياة جنود حلف الناتو والجنود الأفغان للخطر ويهدد الأمن القومي الأمريكي ، هذا فيما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أنها فتحت تحقيقا جنائيا حول الأمر .
دلالات وحقائق
قوة طالبان في تصاعد
ومن جانبه ، نفى السفير الباكستاني في الولايات المتحدة حسين حقاني ما جاء في الوثائق ووصفه بأنه عمل "غير مسئول"، مشددا على أن بلاده ملتزمة بالكامل بمكافحة المسلحين .
وتابع أن تلك الوثائق تضمنت معلومات غير دقيقة ، قائلا :" إنها لا تعكس الواقع على الأرض" ، ورغم أن تصريحات حقاني تستند إلى تعاون حكومة باكستان الكامل مع واشنطن في الحرب على ما يسمى بالإرهاب ، إلا أن الوثائق أكدت أن هناك نية مبيتة من قبل أمريكا ضد باكستان وأن الموضوع مسألة وقت ، وهذا ما ظهر صراحة في تصريحات عدد من المسئولين الأمريكيين مؤخرا والتي ألمحت إلى احتمال التدخل عسكريا في باكستان للقضاء على عناصر طالبان والقاعدة من ناحية والسيطرة على السلاح النووي الباكستاني من ناحية أخرى .
وبالنسبة لأوباما ، فإن الوثائق أكدت بما لايدع مجالا للشك أن هناك انشقاقا واسعا داخل إدارته حول الحرب بأفغانستان ، صحيح أن إقالة ماكريستال بعد انتقادات وجهها للإدارة الأمريكية ونشرتها مجلة "رولنج ستون " كانت فضحت المستور حول الخلافات بين المسئولين العسكريين والسياسيين الأمريكيين بشأن جدوى استراتيجية أوباما في أفغانستان التي تقوم على زيادة حجم القوات وتكثيف الضربات الجوية ، إلا أن نشر 90 ألف وثيقة سرية مرة واحدة أكد أن هناك انشقاقا واسعا داخل الجيش الأمريكي حول جدوى تلك الحرب بل ولم يستبعد البعض أن يكون أحد جنرالات الجيش الكبار هو من قام بتسريب تلك الوثائق .
وإلى حين تظهر نتائج تحقيقات البنتاجون حول من قام بتسريب الوثائق ، فإن الكشف عنها كان بمثابة انتصار معنوي كبير لطالبان بل ومن المتوقع أن تستغلها لمضاعفة شعبيتها خاصة بعد الإشارة إلى ارتكاب قوات الناتو لجرائم حرب وتزامن ذلك مع مقتل 52 مدنيا أفغانيا بيد تلك القوات في لوجار.
ويبقى الأمر الأهم وهو أن ما أظهرته الوثائق من تغطية الناتو على الكثير من جرائم قتل المدنيين الأفغان يؤكد أن استمرار تلك الحرب يعني فقط قتل المزيد والمزيد من الأبرياء ولذا لا مفر من الانسحاب السريع وترك أفغانستان لأبنائها .
رد: «ويكيليكس».. موقع إلكتروني غامض يفضح الأسرار الحكومية
«ويكيليكس» ينشر مذكرة عن تجنيد «القاعدة» لأميركيين
نشر الموقع الإلكتروني «ويكيليكس»، مذكرة سرية لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية تحذر من العواقب إذا أصبح يُنظر إلى الولايات المتحدة على أنها دولة «تصدّر الإرهاب»، بالنظر إلى اهتمام تنظيم القاعدة بتجنيد مواطنين أميركيين.
وعُدّت المذكرة التي أعدتها «الخلية الحمراء» في وكالة الاستخبارات، أحدث مذكرة سرية ينشرها الموقع الذي أذاع الشهر الماضي أكثر من 70 ألف وثيقة عسكرية أميركية سرية عن الحرب في أفغانستان.
وقالت المذكرة المكوّنة من ثلاث صفحات إن الولايات المتحدة قد تخسر نفوذها على حلفائها للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وخاصة في «الأنشطة التي تقع خارج نطاق القضاء». وحذرت من أن حكومات أجنبية قد تتخذ خطوة غير عادية بالعمل سراً لانتزاع مواطنين أميركيين يشتبه بتنفيذهم أعمالاً متطرفة في الخارج.
واعتبرت المذكرة أنه «إذا أصبح ينظر إلى الولايات المتحدة على أنها تصدّر الإرهاب، فإن الحكومات الأجنبية قد تطلب ترتيبات للمعاملة بالمثل، قد تؤثر على السيادة الأميركية».
وأوضحت أن حكومات أجنبية قد تطلب معلومات عن مواطنين أميركيين أو تطلب «تسليمهم» أو نقل مشتبه به في قضايا الإرهاب في الخارج سراً خارج نطاق القضاء، لافتةً إلى أنه «إذا رفضت الولايات المتحدة التجاوب مع طلبات الحكومات الأجنبية للتسليم، فإن ذلك قد يجعل بعض الحكومات تدرس انتزاع مواطنين أميركيين سراً».
وحذرت المذكرة أيضاً من احتمال عرقلة جهود الولايات المتحدة. واستشهدت بقضية إيطالية مقامة على ضباط لوكالة الاستخبارات المركزية أدينوا العام الماضي بخطف مشتبه به في الإرهاب في ميلانو ونقله جواً إلى مصر حيث يقول إنه تعرض للتعذيب خلال الاستجواب.
واعتبرت المذكرة أن «انتشار مثل هذه الحالات سيضر بالعلاقات الثنائية للولايات المتحدة مع البلدان الأخرى وكذلك بالجهود العالمية لمكافحة الإرهاب».
واستشهدت المذكرة بحالات أميركيين تورطوا في مؤامرات مزعومة في باكستان والهند وأماكن أخرى، مشيرةً إلى أنه «خلافاً للاعتقاد الشائع فإن تصدير الأميركيين للإرهاب أو الإرهابيين ليس ظاهرة نشأت حديثاً».
وتقول المذكرة «كنا في الأساس قلقين خشية أن تسرّب القاعدة عملاء لها إلى داخل الولايات المتحدة لشن هجمات إرهابية، لكن القاعدة قد تبحث على نحو متزايد عن أميركيين للقيام بعمليات في الخارج».
وأضافت «لا شك بأن القاعدة وجماعات إرهابية أخرى تدرك أن الأميركيين قد يكونون عناصر ذات قيمة عالية في العمليات الإرهابية في الخارج»، مشيرةً إلى أن المواطنين الأميركيين يعتبرون عناصر ثمينة في نظر المنظمات الإرهابية لأن رصدهم أصعب. فهم لا تبدو عليهم السحنة المألوفة للعربي المسلم ويمكنهم الاتصال بسهولة بالقادة من خلال إمكانيات استخدامهم «بلا قيود» للإنترنت والوسائل الأخرى.
ولا يبدو أن المذكرة التي أذاعها «ويكيليكس» تكشف أي أسرار دولة.
وهوّنت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية من شأنها، مشيرة إلى أن فرق المحللين في وحدة «الخلية الحمراء» بالوكالة مكلفة بإثارة احتمالات افتراضية وعرض وجهات النظر البديلة التي تختلف عن التفكير السائد.
وقال المتحدث باسم الوكالة، جورج ليتل، «هذه الأنواع من التحليلات المحددة بوضوح أنها من الخلية الحمراء بالوكالة تهدف ببساطة إلى التشجيع على التفكير وتعرض مختلف وجهات النظر».
ومثل هذه الوثائق تُوزّع على نطاق واسع داخل أوساط الاستخبارات مقارنةً بالوثائق السرية للغاية التي يكون توزيعها مقيداً.
(رويترز)
رد: «ويكيليكس».. موقع إلكتروني غامض يفضح الأسرار الحكومية
تحت عنوان «ماذا لو رأى الأجانب الولايات المتحدة كمصدّرة للإرهاب»؟
«ويكيليكس» ينشر وثيقة سرية لـ «الخلية الحمراء» في «سي آي اي»
واشنطن - د ب ا، رويترز، يو بي أي، ا ف ب - نشر موقع «ويكيليكس» الالكتروني، المتخصص في نشر الوثائق السرية المسربة، مذكرة سرية خاصة بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي اي)، في شأن مواجهة العواقب المحتملة لمشاركة مواطنين أميركيين في هجمات «إرهابية» في الخارج.
وذكرت وسائل إعلام أميركية، ان الوثيقة التي تحمل عنوان «ماذا لو رأى الأجانب الولايات المتحدة كمصدرة للإرهاب»؟ تحذر من خطر تضرر علاقات الولايات المتحدة مع الدول الأجنبية الحليفة واستعدادها للتعاون معها وبخاصة في النشاطات «خارج نطاق القضاء».
وأشار الموقع إلى ان الوثيقة صادرة عن «الخلية الحمراء» التابعة لـ«سي أي أي» والتي تأسست بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.
وكانت الوثيقة التي أعدتها «الخلية الحمراء»، أحدث مذكرة سرية ينشرها «ويكيليكس» الذي يهدف الى مكافحة الفساد عن طريق نشر معلومات سرية مسربة والذي أذاع الشهر الماضي أكثر من 70 ألف وثيقة عسكرية اميركية سرية عن الحرب في افغانستان.
وتبحث الوثيقة، المؤلفة من ثلاث صفحات، مدى إمكان تأثير «الإرهابيين» المجندين في الولايات المتحدة على رغبة الحكومات الأخرى في شأن التعاون في «الحرب على الإرهاب».
ويعكس نشر الوثيقة تحدي «ويكيليكس» للحكومة الأميركية، التي تنتقد في شدة هذا الموقع ومؤسسه جوليان أسانغ، بعد كشفه الشهر الماضي عن آلاف الوثائق العسكرية السرية المتعلقة بحرب أفغانستان.
وطالبت وزارة الدفاع (البنتاغون) باستعادة كل الوثائق، غير أن «ويكيليكس» رفض ذلك، مشددا على أن لديه 15 ألف وثيقة إضافية ينوي نشرها العام الحالي.
وتشتبه البنتاغون في أن أحد جنود الجيش الأميركي في العراق هو المسؤول عن تسريب الوثائق العسكرية. وواصلت الحكومة تحقيقا جنائيا لمعرفة مصدر التسريبات.
ولا يبدو ان المذكرة التي اذاعتها «ويكيليكس» تكشف اي اسرار دولة، وهون من شأنها مسؤول اميركي، قائلا انها ليست «قنبلة». وفي الواقع فان تقارير «الخلية الحمراء» يقصد بها ان تكون حافزا الى التفكير والدراسة لا ان تقدم تقييما رسميا.
غير ان الوثيقة تناولت السؤال الافتراضي الشديد الحساسية عن الاثر المحتمل على الولايات المتحدة اذا نظر اليها الحلفاء على انها دولة كثيرا ما يقوم مواطنون لها بعمليات ارهابية في الخارج.
واوضحت المذكرة المكونة من ثلاث صفحات ان الولايات المتحدة قد تخسر نفوذها على حلفائها للتعاون في مجال مكافحة الارهاب وخصوصاً في «الانشطة التي تقع خارج نطاق القضاء». واضافت ان حكومات اجنبية قد تتخذ خطوة غير عادية بالعمل سرا لانتزاع مواطنين اميركيين يشتبه بتنفيذهم أعمالا متطرفة في الخارج.
وجاء في الوثيقة: «كنا في الاساس قلقين خشية ان تقوم القاعدة بتسريب عملاء لها الى داخل الولايات المتحدة لشن هجمات ارهابية لكن القاعدة قد تبحث على نحو متزايد عن اميركيين للقيام بعمليات في الخارج». واضافت: «لا شك ان القاعدة وجماعات ارهابية اخرى تدرك ان الاميركيين قد يكونون عناصر ذات قيمة عالية في العمليات الارهابية في الخارج».
وذكرت ان المواطنين الاميركيين يعتبرون عناصر ثمينة في نظر المنظمات الارهابية لان رصدهم أصعب. فهم لا تبدو عليهم السحنة المألوفة للعربي المسلم ويمكنهم الاتصال بسهولة بالقادة من خلال امكانية استخدامهم «بلا قيود» للانترنت والوسائل الاخرى.
وهونت الوكالة المركزية من شأن الوثيقة، مشيرة الى أن فرق المحللين في وحدة «الخلية الحمراء» في الوكالة مكلفة اثارة احتمالات افتراضية وعرض وجهات النظر البديلة التي تختلف عن التفكير السائد.
وقال الناطق باسم الوكالة جورج ليتل «هذه الانواع من التحليلات المحدد بوضوح انها من الخلية الحمراء بالوكالة تهدف ببساطة الى التشجيع على التفكير وتعرض مختلف وجهات النظر».
ومثل هذه الوثائق يجرى توزيعها على نطاق واسع داخل اوساط الاستخبارات مقارنة بالوثائق السرية للغاية التي يكون توزيعها مقيدا.
واستشهدت الوثيقة بحالات اميركيين تورطوا في مؤامرات مزعومة في باكستان والهند واماكن اخرى، وجاء فيها، وقالت «خلافا للاعتقاد الشائع فان تصدير الاميركيين للارهاب أو الارهابيين ليس ظاهرة نشأت حديثا».
وذكرت ان الولايات المتحدة لديها قدر معين من النفوذ على الحلفاء في شأن طلبات تسليم مشتبه بهم في اعقاب هجمات 11 من سبتمبر 2001، لكنها استدركت بان ذلك قد يتغير.
وكتبت الوثيقة «اذا أصبح ينظر الى الولايات المتحدة على انها تصدر الارهاب فان الحكومات الاجنبية قد تطلب ترتيبات للمعاملة بالمثل قد تؤثر على السيادة الاميركية». واضافت ان حكومات اجنبية قد تطلب معلومات عن مواطنين اميركيين او تطلب «تسليمهم» أو نقل مشتبه به في قضايا الارهاب في الخارج سرا خارج نطاق القضاء.
واوضح التقرير: «اذا رفضت الولايات المتحدة التجاوب مع طلبات الحكومات الاجنبية للتسليم فان ذلك قد يجعل بعض الحكومات تدرس انتزاع مواطنين اميركيين سرا».
وحذر التقرير ايضا من احتمال عرقلة جهود الولايات المتحدة واستشهد بقضية ايطالية مقامة على ضباط للوكالة المركزية دينوا العام الماضي بخطف مشتبه به في الارهاب في ميلانو ونقله جوا الى مصر، حيث يقول انه تعرض للتعذيب خلال الاستجواب.
وذكر التقرير ان «انتشار مثل هذه الحالات سيضر بالعلاقات الثنائية للولايات المتحدة مع البلدان الاخرى وكذلك بالجهود العالمية لمكافحة الارهاب».