حين شدّ آل خليفة الرحال نحو دلمون

نصر المجالي

إيلاف من المنامة


قبل ثلاثمائة عام كانت جزيرة العرب تتحرك كرمالها منجزة وعدا جديدا وفجرا كان له تاريخ، ومن حضن اليمامة كتب الأوائل تاريخا امتد فعله وصداه، وكانت حروب وهجرات فقامت دول واستقلالات، ومن رحم قبيلة عنزة العربية التاريخية قامت ممالك ثلاث. وهي مع قرن جديد تطل على العالم متناغمة مع تطورات وتداعيات أحداثه وهي مؤثرة فيه، وقبل ثلاثة قرون كان للعتوب لقاء مع التاريخ، فكانت الدولة السعودية الأولى، ومن رحمها ولدت دولة آل الصباح في الكويت، وليس بعيدا قامت دولة البحرين.

دولة البحرين، المستعمرة والغزو والدماء .. كانت عبر التاريخ واجهة حضارة سبقت بلاد الرافدين، ودلمون التي راى فيها الاسكندر المقدوني الكبير مرتكزا استراتيجيا لكل حروبه في الشرق ظلت على الدوام منطلق حراك مؤثر في الإقليم حتى ترسيمها مملكة تنضم الى شقيقات خليجيات خمس يحسب العالم لها ألف حساب في القرار.

وحين تسلم الشيخ حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة السلطة وريثا لأبيه الراحل محقق الاستقلال وباني البحرين الحديثة اختط سياسات صارت شرعة ومنهاجا في بناء الدولة الحديثة استناد الميثاق وطني افرز حالا إصلاحيا ممتدا جاء ببرلمان منتخب ومجلس شورى وبناء مؤسسة قضائية مستقلة القرار اعتمادا على خصوصية البحرين التي صارت مملكة للشورى فيها دور كبير.

واعتبارا من الاربعاء تنشر ايلاف سلسلة من حلقات ثلاث عن المملكة الخليجية الصغيرة ذات الطموحات الكبار على مياه صفيح ساخن بالأحداث والتطورات التي لن تنتهي وكأنها جزء من نسيج المنطقة التاريخي، فلا حياة لمنطقة الخليج بدون حدث، مع شرط أن يكون الحدث ساخنا على الدوام.