هل ألقى الجيش الأمريكي القبض على الزرقاوي؟

«كومة القش» التي سبقت اصطياد صدام تعود إلى لسان رامسفيلد

كتب صالح أبوزينة:

يؤكد المنظر العسكري الاستراتيجي الألماني كلادتفيز أهمية دعم الروح المعنوية للجنود قبل وأثناء اشتراكهم بعمليات عسكرية، وهو أمر دأب عليه الجنرال نابليون بونابرت في كافة معاركه التي أدت به الى احتلال أوروبا حتى موسكو عام 1812، وفي مناظرتهما التاريخية الأولى فجر الجمعة ندد الرئيس بوش بمنافسه الديموقراطي جون كيري متهما اياه باضعاف الروح المعنوية للجيش الأمريكي في العراق بتصريحاته المتواترة عن ان حرب العراق كانت خطأ في الزمن الخاطىء.

ولا شك ان وزير الدفاع رامسفيلد بحكم خبرته بوزارة الدفاع منذ عهد الرئيس فورد يعي أهمية الروح المعنوية للجنود في ساحة القتال خصوصا في بلد كالعراق تعمه الفوضى السياسية والأمنية وتزايد الارهاب وعمليات الخطف وذبح الرهائن، وبالتالي فان الجنود الأمريكيين ليسوا بحاجة الى ان يأتي وزير دفاعهم ليثبط معنوياتهم بتصريحات نقلتها شبكة فوكس نيوز عنه مساء أمس يقول فيها «ان العثور على الزرقاوي أشبه بالعثور على ابرة في كومة قش».

لابد وان رامسفيلد يعي تماما ابعاد هذا التصريح على نفسيات جنوده بالعراق لكن لابد من ناحية ثانية وان يكون لوزير الدفاع هدف اخر هو كسب مزيد من الوقت تقترب معه انتخابات الرئاسة ليقف ويعلن امام الشعب الامريكي ان الجيش القى القبض على الارهابي الزرقاوي وانه سيقدم قريبا الى العدالة الامريكية بفعل جرائمه.

ويذكر ان رامسفيلد كان قبل نحو عشرة ايام من القبض على صدام حسين في 13 ديسمبر الماضي اطلق نفس التصريح الحالي بقوله «ان العثور على صدام حسين مثل العثور على ابرة في كومة قش». وما هي الا ايام قلائل حتى بثت شبكات التلفزة العالمية صور صدام اثناء سحبه من حفرة العنكبوت في تكريت.

والسؤال: هل الزرقاوي بات قاب قوس أو أدنى من قبضة الجيش وان إعلان القبض عليه سيتم بين يوم وآخر، وخصوصا ان انجازا كهذا يحمل ضمانا للرئيس بوش بولاية ثانية! هذا ما ستجيب عنه وزارة الدفاع الامريكية قريبا.