الجوال التلفزيوني بين يديك

اختبارات على تقنيات متنافسة لبث التلفزيون مباشرة الى ملايين الأجهزة الجوالة


اعلنت شركة «بريتيش تيليكوم» (بي تي)، اكبر شركة للاتصالات في بريطانيا عن توحيد جهودها مع شركة «فيرجن جوال» للهواتف الجوالة، للبدء في تجارب ميدانية لبث برامج التلفزيون المباشرة الى الهواتف الجوالة بالاعتماد على تقنيات البث الاذاعي الرقمي. وستجري الاختبارات في وسط لندن وتمتد لأربعة اشهر.
وقالت الشركة في اعلانها بداية الشهر الحالي ان 1000 من مستخدمي شبكة «فيرجن جوال» سيتمكنون من استقبال برامج قناتي «سكاي» الرياضية، والاخبارية، وقناة «بليز» الموسيقية الجديدة اضافة الى اكثر من 50 محطة اذاعية رقمية، كما سيستقبلون اول دليل إلكتروني للبرامج. وسيجري البث عبر تقنيات «البث السمعي الرقمي» (دي ايه بي) DAB Digital Audio Broadcast.

الجوال تلفزيوني ووفقا لتقديرات خبراء وسائط الاعلام المتعدد الجوالة، فان العالم سيشهد بحلول عام 2010 انتشارا واسعا في استخدام الهواتف الجوالة التي تستقبل البث التلفزيوني. وسيصبح عدد مستخدمي هذه الهواتف وفقا لتقرير من شركة «انفورما تيليكومز اند ميديا» نحو 125 مليون مستخدم.

وستشهد كوريا الجنوبية واليابان اولا انتشار الجوال التلفزيوني ثم يأتي دور الولايات المتحدة والصين واوروبا.

وتأمل «بي تي» ان تصبح اول شركة اوروبية توفر خدمات تجارية التسلية والترفيه وبث البرامج التلفزيونية الى الهواتف الجوالة والاجهزة الاخرى المصممة بتقنيات «دي إيه بي»، بينما تختبر شركات اخرى مثل «فودافون» و«أو 2» و«اورانج» تقنيات اخرى منافسة يطلق عليها اسم «البث المرئي الرقمي ـ الجوال» (دي في بي ـ إتش (Digital Video Broadcast-Handheld (DVB-H)، التي تؤمن ارسال القنوات التلفزيونية مباشرة الى الهواتف الجوالة.

الا ان هذه الشركات الاخيرة التي تتيح حاليا لمستخدمي الجيل الثالث من الهواتف الجوالة، متابعة برامج بعض القنوات التلفزيونية المنتقاة لن تتمكن من ترويج خدماتها تجاريا الا بعد حصولها على نطاق جديد من موجات البث بتقنيات «دي بي بي ـ إتش». وتسمح هذه التقنيات لعدد غير محدود من الهواتف الجوالة باستقبال البث التلفزيوني. الا ان الجهة المشرفة على الاتصالات في بريطانيا اشارت الى انها لن تسمح بتشغيل نطاق جديد من الموجات العاملة قبل حلول عام 2008 .

وتقول «بي تي» التي تتعاون مع شركة «مايكروسوفت» لبرمجيات الكومبيوتر ومجموعة «اركيفا» للبث وشركات ومجموعات اذاعية واعلامية حول العالم، ان البث سيجري عبر نطاق الموجات المتوفر حاليا. وتعمل تقنيات DAB للبث التلفزيوني نحو الهواتف الجوالة التي تعتمدها «بي تي» في اختباراتها على توظيف بروتوكول الإنترنت الذي يؤمن امكانات تحديد اجور الاستخدام اضافة الى حماية محتويات البث.

ويقول كريس هاتشينغز الخبير في «بي تي» ان تقنيتي DAB وDVB-H ستتعايشان لفترة ما، الا ان عدم توافر نطاق لموجات البث في المديين القصير والمتوسط سيقود الى اختلاف في طرق البث من دولة لأخرى.

وكانت شركة «او2» قد اعلنت الشهر الماضي عن الشروع في اختباراتها سوية مع شركة «إن تي إل برودكاست» في مدينة اوكسفورد في شهر يوليو (تموز) المقبل لفترة 6 اشهر لاستقبال البث على الجوال من ست قنوات تلفزيونية. وتتيح الاختبارات لـ 350 مستخدما متابعة برامج قنوات «دسكوفري» و«سي ان ان» و«كاتون نتورك» ومحطة لبث الافلام القصيرة. وستستخدم في الاختبارات هواتف «نوكيا 7710» ذات الشاشة العريضة الذي يستقبل الاشارات التلفزيونية الرقمية.

وتوظف في الاختبارات تقنية DVB-H للبث المرئي الرقمي ـ الجوال، وهي تقنيات اكثر تطورا لان الهواتف الجوالة تستقبل الاشارات التلفزيونية مباشرة بدلا من استقبالها على «دفعات» من البيانات المصورة كما هو الحال في تقنيات DAB، او لدى انزال البرامج المصورة من الإنترنت.

وتختبر تقنيات DVB-H في الولايات المتحدة والمانيا وفرنسا وفنلندا والسويد وغيرها وينتظر ان تنطلق خدماتها هذا العام او بداية العام 2006 .