المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصائد المغربي تستحضر استشهاد الحسين وتتحدث عن الاستحالة الخامسة !



yasmeen
03-07-2006, 11:55 AM
ما بين الاستحالة الخامسة وعلـــى بعد برزخ مــــنك


كتب جمال محمود



في قصائده الجديدة التي انشدها عصر الجمعة الفائت في رابطة الادباء استحضر الشاعر محمد المغربي واقعة استشهاد سيدنا الحسين ـ رضي الله عنه ـ، ونعى زميلنا الصحافي محمد الرزوقي ـ رحمه الله ـ، كما قرأ نصوصا اخرى من ديوانه الاخير.

ففي قصيدته «الاستحالة الخامسة» جسَّد المغربي تلك الحالة النورانية التي احاطت بسيدنا الحسين ـ رضي الله عنه ـ ساعة ارهاصة استشهاده، مستندا في ذلك إلى بدايات لآيات قرآنية تفهم ضمنا في السياق العام لموقع الحسين رضي الله عنه ومكانته في الدين الاسلامي. كقوله:
تمشي / مخفوراً بالآلاء / على جفنيك (يريد الله....)

وفي عينيك «الكوثر» / مؤتزرا بالغيم / وكنت مطر.

يستهل المغربي القصيدة كما قلت برسم صورة للحسين، رضي الله عنه، يجهزه فيها لما سيحدث فيما بعد، فهو هنا يتهادى في خلوات البرية، يهيم مشتعل الاحزان ليحلق نجما في السموات، وفي غربته عن الذين قلوبهم معه ونصالهم موجهة نحوه يصير إماما للرؤيا:

تتهادى في خلوات البر،
تهيم،
تحلق نجما فوق الدنيا.
تشعل أحزانك،
تتناسى،
تنسى.
في وحشة غربتك تصير إماما للرؤيا.
وتظل قلوب الناس لقلبك،
ونصالهم نحوك.
ألف جناح يمضي بك للنور الواحد.
لم يرها إلاك بشر.

ويمضي المغربي في تصوير واقعة الاستشهاد التي يصفها بحلول الردة متكئا في ذلك على تصنيف القرآن للفئتين الباغية والمؤيدة والجوانب الانسانية الرائعة في هذه الشخصية العظيمة:

الردة حلت
وانفرطت ساعات الخوف تباعا
ماساتٍ في قعر المظلم من شح الأنفس.
فلتنذر يا ذاك الطفل الـ لعب على «منكبه» للفلوات الجهمة،
ولتنصب يا ذاك الطفل
هنالك
ايذانا باستيقاظ طيور الدم.
وصحبك والاقمار تراهم:
(...منهم من..) (ومنهم من ينتظر وما...)
ماء ـ ان كان ولا بد ـ لهذي الاطفال!
منطرحا

ما بين الماء وبين العطش يناشد شبحا: «يا هذا، اقسمت عليك بما تعبد الا ما امهلتني اللحظة حتى يأتيني ابن ابي!»

لا يعلم ان الشبح الواقف كان اخاه!
ويلاه فعين جمد عليها الدم واخرى فيها نبت السهم.
يستطرد في تصوير الواقعة الى نهايتها، خالصا الى تلك الحالة التي ستبقى حوله: محبون له وآخرون كارهون.

يا أنت ثمال الباقي.
سيجيئك وحي الكون:
قلوبا تخشع فيك، واخرى ترقص حول الرأس. وانت ـ سليل
الثأري الاول مدد الرفضيين ـ تعود سماء زرقاء وضحكة جدك وصلاة نبوية.
هذا القفر مهاد،
فتدثر بالآلاء الكبرى.
واحفل بالقادم.






على بعد برزخ منك
جاءت هذه القصيدة «على بعد برزخ منك» في رثاء حماه زميلنا محمد الرزوقي، رحمه الله، حيث يستهل القصيدة بمناداة الراحل بسميِّه وهو كذلك بالطبع، طالبا منه التمهل في الرحيل، واصفا اياه بالمنير ابيض الكفين والقلب الذي اتعب قلبه.

خفف الوطء
سميي
علنا نوقف ماء الوقت او ندرك بعضا منه او يدركنا الدفء،
سئمنا لهثة الجوع بأحداق الليالي.
خفف الوطء
لعل الريح تشتد فترمي خيمة الغفلة،
غلَّ الدهر يلقي قنعه،
علَّ اناسا تصدق الهجس،
وعن كاهلنا المتعب تنساب الخطا..
نحن الخطايا!
يا سميي / ولتكن انت
كما انت / منيرا
ابيض الكفين والقلب،
لقد اتعبت قلبك
ويمضي المغربي في وصف سجايا الفقيد الراحل، كضحكاته الفطرية، وبساطته، وتلك العلاقة الصادقة الاخوية، الابوية:
خفف الوطء على نفسك،
كم انت جميل:
منظر الابيض في الارجاء،
والعطر الخزامى،
والذين استبطأوا ظلك جاؤوك على فطرة ضحكاتك، يحدوهم رنين التأتآت.
اليوم / كم انت جميل:
مسحة الحزن تلاشت،
والاسى اورق في خديك سلوى،
والندى في وجنة اللحظة يغويك بان تنفخ في الكون لكي يغدو جميلا.

لم تزل تسألني عن والدي والبيت و«الشغل»، ومازلت ارى كفك تعطيني امانا وصديقا هل هنا ذنبي ام ذنبك؟

قد اتعبت قلبك

ويصور المغربي سميَّه في حبه لعمله وفي مرضه وتفاصيل حياته الصغيرة، وتلك اللحظة الاخيرة من حياة كل منا:

مبصرا؟ / ام لم تكن؟!
قد غبت في العتمة
والكون على اثرك يبكي.
مبصرا؟ / ام لم تقل شيئا
سوى: اوصيك بابني وابنتي الصغرى ومية!
مبصرا؟
كنت امام الموت.
طفلا في يدي أمك يؤويك.
قرير العين،
محفوفا بماء الورد،
مرضيا،
سعيدا،
يالَكَم اتعبت قلبك!
احاول رسم انثى

في قصيدته «احاول رسم انثى» حاول فعلا رسم انثاه شعرا بدءا من شعرها مرورا بعينيها وانفها الى اعضاء اخرى ولم ينس الجانب المعنوي كالبسمة ومعانيها، والضحكة وكيف تؤثر في الاخرين

شعر

ماء على وجعي يُصَب،
فألتهي أني بها
حد الغرق.
عين هل أغرق؟
ام تتلصص في اقبية النجوى؟
باصرة
وسأطفو في راحة مائك
بالبياضك ممتزجا بالبني
اكون نحيرا
بين اللونين
يوم مفتوح

وكان منتدى المبدعين قد نظم يوما مفتوحا يوم الجمعة تضمن غداء حضره وزير الاعلام الدكتور انس الرشيد، وكرم فيه الاديب فاضل خلف والشيخة باسمة الصباح، كما افتتح على هامشه معرض خيري للكتب المستعملة.