المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الهاشمي : الشيعة ليسوا اغلبية فى العراق والسيستاني متعاون مع الاحتلال



زوربا
03-07-2006, 07:17 AM
http://www.alraialaam.com/07-03-2006/ie5/local2.jpg

حاوره فرحان سالم


إذا أصروا على الجعفري سنكوِّن كتلة برلمانية تحدث تغييرا في الخريطة السياسية العراقية


كشف الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي وأحد قادة جبهة التوافق العراقية الدكتور طارق الهاشمي «عن نضج كتلة برلمانية جديدة، في حال اصرار الائتلاف الموحد على ترشيح ابراهيم الجعفري لرئاسة الحكومة العراقية».

وقال الهاشمي لـ «الرأي العام»: نحن نتحفظ على ترشيح الجعفري، وفي الوقت نفسه جاهزون للجلوس على طاولة المفاوضات»، مؤكدا «امكانية حدوث صفقة، سيعاد معها النظر في الحسابات جملة وتفصيلا», وتوقع الهاشمي «حدوث تغيير في الخارطة السياسية، خصوصا ان الكيانات السياسية داخل الائتلاف ليست على قلب رجل واحد»، موضحا «ان كل الاحتمالات قائمة، اذا لم يحسم موضوع الجعفري بشكل نهائي، ونحن لدينا رغبة في ترشيح عادل عبدالمهدي، ولسنا ميالين اليه، وان كنا لا نعترض على شخصه».

واستغرب الهاشمي ما يتردد بخصوص ان «الشيعة يمثلون 60 في المئة من تعداد السكان، فهذا الكلام من صنع الغرب، وضللوا به الرأي العام»، وهنا التفاصيل

يرى مراقبون ان نذر الفتنة الطائفية بدأت تحوم فوق العراق، الى أي مدي تتفق مع هذا القول؟

- لا ريب ان هذا القول له ما يبرره في الوقت الحاضر، خصوصا في اعقاب تفجيرات سامراء، فقد كان الأذى فريدا، ولم يحصل البتة في تاريخ العراق الحديث، اذ تتعرض شريحة معينة الى هذا الكم من الأذى، ولا اكتمك ان ما حدث نذر شر على مستقبل العراق، الموقف عصيب وخطر في آن، وندعو الله ان يخرجنا من هذه الازمة بأقل ما يمكن من خسائر، ويبقى الشعب العراقي موحدا، ويبقى بلدنا موحدا، وأنا أشاطر من يخاف على العراق، وأقول اننا وصلنا الى مرحلة نحتاج فيها الى منقذ، والى معجزة حتى تعود الامور الى مجاريها.

في اعقاب تفجيرات سامراء، استخدمت في احدى الفضائيات لغة كانت أقرب الى التهديد، اذ طالبت الحكومة بأن توقف,,.

- نحن في الحزب الاسلامي العراقي، ليس لدينا غير العمل السياسي، وملاحظتك سمعتها من سياسيين غربيين فقد قالوا لي ان لغتك على الفضائيات اقرب الى التهديد، واستخدام القوة والعنف، وهذه المسألة ليست في أجندتنا على الاطلاق، فنحن نحاول استخدام الخطاب السياسي واستخدام العمل السياسي الى آخر مداه، والعمل واسع النطاق في حقيقة الامر، ونحن في أشد الازمات التي واجهتنا، لم نستنفد العملية السياسية كافة، اذ كان هناك متسع، وهناك هامش احتياطي نستخدمه في اللحظات الاخيرة من خلال العلاقات العامة او نقطة ضغط لتقديم تنازلات، او الحوار على مسائل معلقة، الى آخره من الامور، ولكننا في نهاية المطاف لا يمكن وينبغي ألا يفسر الخطاب الحاد في لحظة حرجة بأنه دعوة لاستخدام العنف بأي طريقة ممكنة.

تحديدا قلت تتوقف العمليات او سيحدث ما لا تحمد عقباه، ألا تظن أن لغة,,.

- المشكلة ان ينفلت زمام الامور، والمشكلة لا تكمن في الحزب الاسلامي، وانما الأذى الذي أصاب السنّة ولّد لديهم احتقانا وشعورا بالمظلومية، والناس يخاطبوننا على مدار اليوم والساعة، ان من حقهم ان يدافعوا عن أنفسهم بالطريقة التي يشاؤون وكانوا يطلبون منا ترخيصا في هذه المسألة، وكنا نتردد حقيقة في هذا الامر، حتى نرخص للناس أن يدافعوا عن انفسهم بقوة السلاح، ولو تابعتم خطاباتي فيما بعد، فقد جنحت الى التهدئة وكبت المشاعر التي بدأت تنحاز الى القوة للرد على الطرف الاخر، ولا ريب ان الخطاب كان بالنسبة اليّ صعبا، لأن الناس تذبح وتعتقل وتعذب، والمساجد تحرق وتدمر وتنسف، ومع ذلك نحن وجدنا أن الرد بالقوة هو انزلاق الى حرب اهلية لا مفر منها، والانزلاق الى هذا النفق يعني نهاية العراق، ولذلك قلنا لهم احتسبوا ما اصابكم, من أذى وظلم عند الله، واصبروا على هذه المسألة، هذا الكلام الذي كنت اقوله، فنحن نخشى من التداعيات، والضغوط التي كانت علينا في الحزب الاسلامي العراقي كانت ضغوطا استثنائية.

هل تعني ان مؤيدي الحزب كانوا يطالبونكم بالرد بالمثل على ما تعرضوا له؟

- ليسوا مؤيدينا، فهؤلاء لديهم انضباط عال جدا، وهم يعلمون جيدا مساحة الهامش السياسي المتاح لهم.
اذن ما الضغوط التي تعرضتم لها من قبل الناس؟

- الشعب العراقي كله مسلح، ونحن لا نريد ان نحرم الناس من الدفاع عن انفسهم اذا تعرض لهم مجرمون مثلا، ولكننا كنا نخشى أن يفهم خطابنا على أنه دعوة لحمل السلاح تجاه الطرف الاخر، ولذلك قررنا ان نتحمل المحنة، وتمر العاصفة ونقدم تضحيات، وذلك افضل بكثير من اعلامنا للناس بالدفاع عن انفسهم بالطريقة التي يشاؤون، وتستعر الحرب الاهلية، وتسال الدماء، وتزهق الارواح، حجم الكارثة كان واضحا لدينا، فوجدنا انه من المروءة والمنطق ان نقول لاهلنا اصبروا على ما أصابكم بدلا من ان نقول لهم دافعوا عن أنفسكم، ويساء تفسير الخطاب، وينزلق العراق في حرب اهلية لا غالب فيها ولا مغلوب.

من وجهة نظرك، هل تظن ان فتيل الفتنة الطائفية نزع وان الشعب العراقي عاد موحدا؟

- الأزمة لم تزل عالقة، وأخشى أن تحدث كارثة أخرى مثل الكارثة التي حدثت في سامراء، وتاليا تنقلب الامور مرة أخرى، ويعود الاحتقان، وربما ان من استجاب لنا في المرة الاولى، لن يستجيب لنا هذه المرّة.

وما بوادر تجدد الأزمة؟

- الازمة السياسية العالقة حتى هذه اللحظة من اهم البوادر، فعدم وجود جسور للثقة المتبادلة بين الفرقاء السياسيين في العراق، فالخلاف على مسألة ترشيح منصب يوصل البلاد الى حافة الهاوية، فليست هناك مبادرة، ويبدو انه لا يوجد ضياء في نهاية النفق لحل هذه المشكلة، وهذا دليل على وجود احتقان وتوتر بارز الخطورة في الوقت الراهن، فإذا لم يتفق الفرقاء على منصب واحد، إذن فعلى ماذا سيتفقون؟ على تشكيل حكومة كاملة، على المشاركة في السلطة وتوزيع الصلاحيات، وصناعة القرار, لدينا ملفات أعقد بكثير من موضوع تسمية رئيس الوزراء اذا اختلفنا الان على هذه المسألة، وصعدت الى السطح على أنها مشكلة سياسية كبيرة جدا، والفرقاء الى الان منقسمون على كيفية معالجة المشكلة، وقطعا هذا دليل على وجود احتقان طائفي واحتقان سياسي كبير للغاية في المشهد العراقي، ناهيك عن ان الاسباب التي كانت وراء العنف الذي حل في العراق بعد تفجيرات سامراء لم تزل قائمة، ومن ضمنها وجود ميليشيات مسلحة تسليحا كاملا مجهزا وهي مدربة ومنضبطة، ولديها قيادة، وبالتالي بالامكان تحريكها وفق تعليمات قياداتها.

هذه الميليشيات لمن تتبع؟

- لا اريد ان اسمي.

قلت انها تنتمي الى الطرف الاخر، تعني الائتلاف الموحد؟

- بالتأكيد، فهذه الميليشيات انطلقت من مدينة الصدر، وولاؤها معلوم ولا يحتاج الى تنظير في هذه المسألة، ونحن كنا نأمل من المجلس الاعلى للثورة الاسلامية والتيار الصدري ان يعترفا بأن هذه الميليشيات تابعة لهما، ولكنهما يتبرآن منها، علما بأن فيلق بدر ينتمي الى المجلس الاعلى، وجيش المهدي يتبع التيار الصدري.

لننقل دفة الحوار باتجاه رئيس الحكومة المنتهية ولايته الدكتور ابراهيم الجعفري، فأنتم أعلنتم عدم رضاكم عن ترشحه مرة أخرى، والائتلاف يصر على ترشيحه، فهل هناك نقطة للالتقاء.

- اولا: موقفنا هذا موقف اليوم، وليس غدا، فالرسالة التي بعثناها لهم، اننا نريد الحوار في هذا
الخصوص، وقلنا لهم اننا نتحفظ على ترشيح الجعفري لاربع سنوات مقبلة، ونحن نريد شخصا بديلا، ونحن جاهزون للجلوس على طاولة المفاوضات لبحث هذه المسألة بالتفصيل، فحينما تقول انك مستعد لسماع الطرف الاخر، فلابد أن تكون مرنا بما فيه الكفاية، والاستماع الى الخيارات الاخرى التي قد يطرحها، راهنا نحن نعترض على ترشيح الجعفري، وغدا ربما تتغير الصورة، ومع ذلك نحن ما زلنا مصرين على تغيير الجعفري، ونبقي الحق للائتلاف ان يرشحوا شخصا منهم، فلا ننزع الحق منهم، فهم الاكثرية، وان لم يستجيبوا، ولم تطرح خيارات مشجعة لنا، ستنضج كتلة برلمانية جديدة بعد اجتماع مجلس النواب، وهناك فرصة للحصول على اغلبية المقاعد، فنحن نتكلم عن التوافق والتحالف الكردستاني والقائمة العراقية ومشعان الحبوري وجبهة الحوار التي يتزعمها صالح مطلق، فيصبح لدينا 145 مقعدا.

ما الخيارات التي تبحثون عنها؟

- مرشح بديل عن الجعفري.

وماذا اذا قدموا لكم حقائب وزارية مهمة؟

- انا ذكرت اليك آنفا، هذا موقف اليوم، وقد يتغير، وأنا كنت أعني هذه المسألة، فربما تحدث صفقة معينة، ويعاد النظر في الحسابات جملة وتفصيلا.

وهل ستجلسون على طاولة المفاوضات قريبا؟

- نحن نتحاور مع الائتلاف ككتلة، ونتحاور مع حزب الدعوة ككيان، ونتحاور مع المجلس الاعلى والتيار الصدري، وهذا جزء من استحقاقات العمل السياسي، لا ينبغي ان تكون بمعزل عن الاخرين.
في المؤتمر الصحافي الذي عقدته في عمان قلت ان هناك مفاوضات مع مقتدى الصدر، فهل يوجد توافق حول آلية معينة؟

- لا توجد هناك مفاوضات، وانما نحن التقينا به، وركزنا على الجانب الامني، وكل ما أصابنا من أذى كان من قبل ميليشيا تدعي انها من جيش المهدي، الذي يعود الى التيار الصدري، طلبنا الاجتماع بهم، ونحن بعثنا رسالة الى رئيس الجمهورية، وذكرنا بالاسم ان ما يتحمل الاذى الذي اصابنا قائمة الائتلاف، وتحديدا التيار الصدري باعتباره مرجعية جيش المهدي، وقرأت الرسالة امام الفضائيات، فدعانا التيار الصدري الى الاجتماع، وخرجنا بميثاق مشترك ندين به اعمال العنف والقتل التي طالت، وتبرأوا من الميليشيات التي تقول انها تنتمي الى جيش المهدي.

التيار الصدري هو من وقف الى جانب الجعفري وأيده ضد عادل عبدالمهدي المرضي عنه من قبلكم؟

- نحن لم نقل اننا ميالون لعادل عبدالمهدي، ومع ذلك فنحن لا نعترض عليهم وربما ذلك جزء من صفقة، فالجعفري نرفضه جملة وتفصيلا، وعبدالمهدي قابل للدراسة.

وإذا أصر الائتلاف على,,,؟

- الائتلاف لم يعد متماسكا مثل السابق، فهناك فارق ما بين المجلس الاعلى والتيار الصدري وحزب الدعوة وحزب الفضيلة, فالمجلس الاعلى لديه موقف من ازمة الجعفري.

هل تظن ان المجلس الاعلى سيقف معكم ضد الجعفري؟

- توقعاتي كسياسي ان الخارطة السياسية ستتغير، وجزء من التغيير حدوث شيء داخل الائتلاف الموحد.
تعني ان هناك انشقاقا؟

- هذا احتمال قائم، اذا لم يحسم موضوع الجعفري، ونحن لدينا رغبة في ترشيح عادل عبدالمهدي على سبيل المثال، والمجلس الاعلى يوافق على ذلك، فأنا أعتقد أن الكيانات السياسية داخل الائتلاف ليست على قلب رجل واحد، فالأيام تحمل مفاجآت.
هناك من يقول ان الكتلة التي ستنضج وتحدثت عنها، تعمل من اجل اعادة الدكتور اياد علاوي الى رئاسة الحكومة,,.
- نحن لم نطرح مرشحا الى الان، ولدينا قائمة من المرشحين لرئيس مجلس الوزراء، وليس بالضرورة ان يكون علاوي احدهم.

هل صحيح ان الشيعة يمثلون 60 في المئة من الشعب العراقي؟

- هذا جزء من الخطاب الغربي، ويحمل التضليل، اذ يقول ان السنة يمثلون من 15 الى 20 في المئة من الشعب العراقي، هذا الكلام غير صحيح، فمن قاطعوا الانتخابات يوم 30 يناير عام 2005 كانت نسبتهم 42 في المئة، فمن هؤلاء؟ ألم يكونوا هم عرب السنة.

حين شارك السنّة في الانتخابات كان التفوق واضحا للائتلاف الموحد، وبنسبة كبيرة؟

- نحن مشكلتنا انه ليس لدينا مرجعية، فالمرجعية هي التي حققت هذا الفوز الكبير للائتلاف، حين نصح السيستاني في اللحظات الاخيرة ان يصوت الناس للقائمة الاكبر، فلو نظرنا الى عدد القوائم التي دخلت في الانبار والموصل «يبكي على حالها»، فدخلت المئات من القوائم، وفق النظام الانتخابي الأصوات توزعت، ولم تذهب الى جبهة التوافق، فلو صبت لدينا لحصلنا على 90 او مئة مقعد.

المقاومة المسلحة في العراق,,, هل تمثل أبناء السنة فقط؟

- لا أحد يمكنه انكار ذلك، وفتوى السيستاني واضحة التي تنص على التعاون مع الاحتلال، فالشيعة لم يريدوا اعادة تجربة 1920، فالمسألة الان مختلفة تماما، فنحن الذين اصبحنا معارضة، وجرى تهميشنا، وهم فهموا الدرس، وبنوا عليه وجودهم داخل مؤسسات الدولة.