زوربا
03-07-2006, 07:07 AM
http://www.alraialaam.com/07-03-2006/ie5/local3.jpg
حاورته جنان حسين: «الرأي العام»
لم يتخل رئيس جبهة التوافق العراقية عدنان الدليمي عن تفاؤله بمستقبل العراق، رغم الوضع الشائك الذي يمر به، فالوضع سيتحسن شيئاً فشيئاً، على ما أكده في حديثه الى «الرأي العام».
واستبعد الدليمي ان يكون العراق ساحة لحرب أهلية لا يريدها شعب العراق، وان أكد ان هناك من يسعى الى تأجيج نار الفتنة وهم الطامعون في الاستحواذ على العراق وجعله خاضعاً لسياسة اجنبية لديها اطماع تاريخية في العراق.
ودعا الدليمي بعض دول الجوار الى ان ترفع يدها عن العراق، والا تتدخل في شؤونه الداخلية ولتترك العراقيين يتعاونون في ما بينهم لحل مشاكلهم.
وفي ما يلي نص اللقاء:
بداية ماذا عن مستقبل العراق في ظل الظروف والأحداث التي تعيشها البلاد، وما نظرتكم المستقبلية بحكم دوركم في الساحة السياسية؟
ـ على الرغم من ان الوضع في العراق الآن شائك ومضطرب ومخيف، لا للعراق وحده إنما للمنطقة بأجمعها، إلا اننا نعتقد ان الوضع في العراق سيتحسن شيئاً فشيئاً، لا سيما إذا أدرك القادة العراقيون ان مصلحتهم جميعاً تقتضي التوافق والتعاون وانقاذ العراق مما يعانيه، فالجميع يدركون ان المصلحة العراقية يجب ان تكون فوق المصالح الطائفية والحزبية لأن العراق للجميع، فخرابه ودماره دمار وخراب لجميع العراقيين، ولكن هذا الأمر لن يتحقق الا بعد بذل جهد كبير ونشر الوعي بين ابناء شعب العراق وايجاد توازن بين جميع الطوائف العراقية، وان يحال دون استحواذ طائفة من الطوائف على الحكم في العراق أو السيطرة السياسية أو العسكرية دون التعاون والتوافق مع جميع الأطياف الأخرى.
ونحن في جبهة التوافق العراقية التي تمثل اكبر شريحة من أهل السنة العرب نبذل اقصى ما نستطيع من جهد من اجل ايجاد صيغة توافقية تعاونية تضم أطياف العراق لايقاف الفتنة، وقد تشاورنا مع كتل سياسية كثيرة لايجاد صيغة زاخرة بالشفافية والتوازن لتشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها جميع الاطياف العراقية لابعاد شبح الفتنة الطائفية عن الساحة العراقية, وسنبقى ملتزمين بالحكمة والعقل متذرعين بالصبر والثبات حتى نحتوي المشكلة العراقية بكل أبعادها، ونأمل ان تعي الجهات الاخرى خطورة الصراع الطائفي ونأخذ العبر والتجارب من الدول التي مرت بمثل حالتنا، كما نتمنى من جميع القوى الاقليمية والعالمية ان تمد يدها الينا لتساعدنا في انقاذ العراق من الحالة المتردية التي يعيش فيها، واخشى ما اخشاه ان يحول العراق الى ساحة صراع اقليمي أو دولي ومن هنا نحن نتوجس الخيفة من بعض دول الجوار وننبه القوى الاقليمية والعالمية الى خطورة ذلك، إذ تكفينا الهموم الداخلية، وندعو بعض دول الجوار ولا اريد ان اذكر اسمها ان ترفع يدها عن العراق والا تتدخل في شؤون البلاد والا تمد من له ارتباط طائفي بها بأي عون لوجستي أو مادي ليبقى العراق مضطرباً غير مستقر، وليتركونا نحن العراقيين لحل ما بيننا ونتعاون لحل مشاكلنا, ونحن بعون الله قادرون على ذلك، فما يربط العراقيين في ما بينهم امور كثيرة، التاريخ والوطن والدين والانتماء القومي وتشابك العشائر والانساب ودجلة والفرات والمصالح التجارية والثقافية وتشابك المساكن والامل في اعادة إعمار العراق وأخذه مكانته بين دول العالم، فكل هذه الامور تجمعنا نحن العراقيين وكلنا واعون لخطورة الوضع واشتداد الازمة واضطراب الامن لا يستفيد منه الا اعداء العراق، فهو لا يخدم اي طائفة من طوائف العراق ولا اي عرق من اعراقهم ولا أي دين من اديانهم، فادعو اخواني العراقيين لأن يرتفعوا عن ذواتهم وعن انتماءاتهم السياسية أو الطائفية ليسهموا جميعاً في ايصال سفينة العراق الى بر الامان والسلام، وان سفك الدماء جريمة كبيرة لا ينبغي ان يسهم فيها أي عراقي شريف، وادعو الله ان يجنبنا الفتن وان يأخذ بأيدينا لما فيه خير العراق وخير المنطقة.
في رأيكم هل تتوقعون حدوث حرب أهلية في العراق؟ ومن المستفيد مما يحدث على الساحة العراقية اليوم؟
ـ العراق لن يكون أبداً ساحة لحرب أهلية، والمستفيد مما يحدث في العراق الآن هم الطامعون بالاستحواذ على العراق وجعل العراق خاضعاً لسياسة اجنبية عندها اطماع تاريخية في العراق، وهي وراء كثير من الفتن التي حدثت الآن.
في اعتقادكم هل سيكون مجلس الامن القومي العراقي كتلة برلمانية فاعلة لمواجهة الائتلاف الشيعي في البرلمان؟
ـ نعم، لأن هذا المجلس يضم اكثر من 140 مقعداً يضم جبهة التوافق العراقية، والقائمة العراقية برئاسة الدكتور اياد علاوي وقائمة الاتحاد الكردستاني وقائمة الجبهة الوطنية للعراق وقوائم اخرى وقائمة الائتلاف تشكل 130 مقعداً، فالكتل التي تشترك معنا وتتآلف معنا اكثر من كتلة قائمة الائتلاف، فهم لا يملكون الأكثرية في البرلمان.
ما موقفكم من اقصاء الدكتور ابراهيم الجعفري من رئاسة الوزراء على انه ليس رجل المرحلة في العراق؟
ـ نحن اعترضنا على اختيار الدكتور ابراهيم الجعفري بتكليفه بتشكيل الحكومة القادمة وبعثنا رسائل لقائمة الائتلاف طلبنا فيها اختيار مرشح، وبيّنا في المسائل أسباب ذلك وأهم هذه الاسباب فشله في ادارة البلاد في الأشهر الماضية التي تولى فيها رئاسة الوزراء، فقد ساءت الأحوال الأمنية والحياتية وتردت اوضاع العراق وساءت احواله، لاسيما بعد حادث تفجير مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء, وما حدث من اعمال تخريب وقتل وهدم لمساجد السنة وتفجيرها وقتل ائمة المساجد والمصلين، وقد بلغ عدد القتلى في هذه الأحداث أكثر من 200 عراقي على مرأى ومسمع من الحكومة، وقد طلبنا من رئيس الوزراء ان يمنع التجول في أول يوم من وقوع هذه الحادثة ولكنه لم يستجب لذلك وطالبنا بإجراء تحقيق حيادي نزيه في ما حدث في سامراء وبغداد
ومدن الوسط والجنوب، لكن الحكومة لم تستجب لذلك ولم تحرك ساكناً ولم تلق القبض على أي شخص أسهم في حرق مساجدنا وبيوت اخواننا السنة ومحالهم التجارية ومعاملهم، وهذا أمر فظيع وحماية أمن العراق من أولى مهمات الحكومة ومن أوجب واجباتها وكل هذا جعلنا نعترض على ترشيحه وهذا حق من حقوقنا, وهذه هي العملية الديموقراطية، القبول والرفض هما عامودان من أعمدة الديموقراطية, ونأمل من قادة الائتلاف ان يتفهموا مطلبنا وان يستجيبوا الى رأينا وان يظهروا حسن النية من أجل تحقيق حكومة الوحدة الوطنية التي ينتظرها شعب العراق بكل أطيافه وان في مقدورنا ان نسقط أي مرشح لا نجد فيه المواصفات الوطنية ولا نجد في برنامجه البرنامج الذي ينقذ العراق من الحالة المزرية التي وصل اليها.
هل هناك دليل على اتهام قوات «بدر» بما يحدث في العراق من تفجيرات؟
ـ نحن لا نملك الادلة القاطعة على ان نوجه الاتهام لأي جهة من الجهات، لكن الشارع العراقي شارع حساس ومدرك للأمور، يوجه هذه التهمة لجميع الميليشيات التي جاءت الى العراق من خلف الحدود أو تشكلت بعد سقوط النظام السابق داخل العراق مثل فيلق بدر وجيش المهدي, والذين قاموا بالأعمال الفوضوية التخريبية بعد حادثة سامراء قاموا بذلك في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع من الحكومة ومن قوات حفظ النظام والمغاوير ولواء البركان وكل أجهزة وزارة الداخلية، كما كان يدور ان الحكومة تمنعها أم لا؟ وكيف يستسيغ حاكم مسلم ان تفجر الجوامع ويعبث بالمصاحف والكتب الدينية ويقتل ائمة المساجد والمصلون ولا يتخذ اي اجراء حازم تجاه هؤلاء العابثين بالأمن في الوقت نفسه تداهم بيوت الناس الآمنين بحجة الارهاب؟ وهل هناك ارهاب أكبر مما حدث لمساجدنا ولاخواننا ابناء السنة من القتل وحرق المنازل والمحلات التجارية؟ هذا هو الارهاب وهذا هو التكفير, بأي شيء نصف الذين فجروا المساجد وحرقوها ودمروها وعبثوا بالمصحف؟ هل نصفهم بغير الارهاب والتكفير؟ وما الفرق بين هؤلاء وبين الذين فجروا مرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء؟! نحن نعتقد ان جريمة هؤلاء هي أكبر من الجرم الذي وقع في سامراء, الذين قاموا بحادثة سامراء مجهولون وهؤلاء معلومون لأنهم قاموا بذلك على مرأى ومسمع من الحكومة والمجتمع والمرجعيات الدينية والسياسية, لم يقوموا بعملهم سراً أو غفلة فكيف نفسر ذلك؟ أليس من حقنا ان نقول ان ما وقع على مساجدنا وأئمتنا ومصلينا جريمة كبرى تفوق الارهاب وتفوق التكفير؟
واني اتساءل: ما المبرر الذي ادى الى ذلك؟ ما جريرة هذه المساجد؟ وما دخلها في ما وقع في سامراء؟ وهل هو الحقد الطائفي الذي دفع هؤلاء الى القيام بهذه الأعمال أم هي الرغبة في تدمير العراق وزرع بذور الفتنة بين صفوفه؟
بماذا تصفون محاولة اغتيالكم؟ ومن وراء هذه الحادثة؟
ـ ان الحادثة التي وقعت يوم الخميس الثاني من مارس الجاري والتي ادت الى استشهاد أحد حراسي وجرح ستة آخرين منهم لا اتهم اي جهة من الجهات بأنها وراء هذا الحادث، وقد اطلقت عليه بأنه حادث عرضي ولن يؤثر على مسيرتنا في العملية السياسية والى الدعوة الى التهدئة وايقاف الفتنة, ولم يؤثر على عملي اطلاقاً، القدر ساقني وساق أمثالي الى المشاركة في العملية السياسية لانقاذ العراق واهل العراق من الحالة المأساوية التي نعيشها جميعاً, والواجب الديني والوطني والانساني يدعونا الى ان نعالج مثل هذه القضايا بالحكمة والعقل لا بالتهور والصاق التهم بالآخرين مهما كانوا خصوصاً سياسيين أو فكريين لأن العراق بحاجة الى تكاتف الجهود وجمع الصف والزمن كفيل بالكشف عمن قام بهذا العمل ومعرفة الدافع الحقيقي له.
ماذا يريد العراقيون من الحكومة الجديدة؟
ـ العراقيون يريدون جميعاً من الحكومة ان تكون حكومة وطنية عراقية تسهم في ترميم الخلل الكبير الذي اصاب العراق بعد دخول القوات الاجنبية اليه وسقوط النظام السابق، يريدون حكومة عادلة تلتزم بالقانون وتنصف المظلومين وتفعل القضاء وتصلح البنى التحتية وتعالج البطالة وتحقق الأمن والاستقرار وتعيد العراق الى هويته العربية الاسلامية والى مكانته المرموقة بين دول المنطقة ودول العالم، والموقع الاستراتيجي والثروات التي يتمتع بها العراق ولاسيما النفط جعل من العراق نقطة استهداف وموضع طمع ممن يريدون ان ينهبوا ثروات العراق وخيراته ويحولون دون اسهام العراقيين في البناء الحضاري والانساني.
وكلي أمل ان المستقبل للعراقيين الاحرار الشرفاء والظلام لا بد ان يزول والظلم لا يمكن ان يدوم وادعو اخواني العراقيين جميعاً الى ان يبدأوا صفحة جديدة مبنية على الاخوة والمحبة والتعاون، وان يبتعدوا عن التزمت الطائفي والعرقي أو الحزبي.
فسفينة العراق إذا أصابها خلل غرقت بنا جميعاً، هذا هو الذي يريده العراقيون من الحكومة المقبلة.
حاورته جنان حسين: «الرأي العام»
لم يتخل رئيس جبهة التوافق العراقية عدنان الدليمي عن تفاؤله بمستقبل العراق، رغم الوضع الشائك الذي يمر به، فالوضع سيتحسن شيئاً فشيئاً، على ما أكده في حديثه الى «الرأي العام».
واستبعد الدليمي ان يكون العراق ساحة لحرب أهلية لا يريدها شعب العراق، وان أكد ان هناك من يسعى الى تأجيج نار الفتنة وهم الطامعون في الاستحواذ على العراق وجعله خاضعاً لسياسة اجنبية لديها اطماع تاريخية في العراق.
ودعا الدليمي بعض دول الجوار الى ان ترفع يدها عن العراق، والا تتدخل في شؤونه الداخلية ولتترك العراقيين يتعاونون في ما بينهم لحل مشاكلهم.
وفي ما يلي نص اللقاء:
بداية ماذا عن مستقبل العراق في ظل الظروف والأحداث التي تعيشها البلاد، وما نظرتكم المستقبلية بحكم دوركم في الساحة السياسية؟
ـ على الرغم من ان الوضع في العراق الآن شائك ومضطرب ومخيف، لا للعراق وحده إنما للمنطقة بأجمعها، إلا اننا نعتقد ان الوضع في العراق سيتحسن شيئاً فشيئاً، لا سيما إذا أدرك القادة العراقيون ان مصلحتهم جميعاً تقتضي التوافق والتعاون وانقاذ العراق مما يعانيه، فالجميع يدركون ان المصلحة العراقية يجب ان تكون فوق المصالح الطائفية والحزبية لأن العراق للجميع، فخرابه ودماره دمار وخراب لجميع العراقيين، ولكن هذا الأمر لن يتحقق الا بعد بذل جهد كبير ونشر الوعي بين ابناء شعب العراق وايجاد توازن بين جميع الطوائف العراقية، وان يحال دون استحواذ طائفة من الطوائف على الحكم في العراق أو السيطرة السياسية أو العسكرية دون التعاون والتوافق مع جميع الأطياف الأخرى.
ونحن في جبهة التوافق العراقية التي تمثل اكبر شريحة من أهل السنة العرب نبذل اقصى ما نستطيع من جهد من اجل ايجاد صيغة توافقية تعاونية تضم أطياف العراق لايقاف الفتنة، وقد تشاورنا مع كتل سياسية كثيرة لايجاد صيغة زاخرة بالشفافية والتوازن لتشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها جميع الاطياف العراقية لابعاد شبح الفتنة الطائفية عن الساحة العراقية, وسنبقى ملتزمين بالحكمة والعقل متذرعين بالصبر والثبات حتى نحتوي المشكلة العراقية بكل أبعادها، ونأمل ان تعي الجهات الاخرى خطورة الصراع الطائفي ونأخذ العبر والتجارب من الدول التي مرت بمثل حالتنا، كما نتمنى من جميع القوى الاقليمية والعالمية ان تمد يدها الينا لتساعدنا في انقاذ العراق من الحالة المتردية التي يعيش فيها، واخشى ما اخشاه ان يحول العراق الى ساحة صراع اقليمي أو دولي ومن هنا نحن نتوجس الخيفة من بعض دول الجوار وننبه القوى الاقليمية والعالمية الى خطورة ذلك، إذ تكفينا الهموم الداخلية، وندعو بعض دول الجوار ولا اريد ان اذكر اسمها ان ترفع يدها عن العراق والا تتدخل في شؤون البلاد والا تمد من له ارتباط طائفي بها بأي عون لوجستي أو مادي ليبقى العراق مضطرباً غير مستقر، وليتركونا نحن العراقيين لحل ما بيننا ونتعاون لحل مشاكلنا, ونحن بعون الله قادرون على ذلك، فما يربط العراقيين في ما بينهم امور كثيرة، التاريخ والوطن والدين والانتماء القومي وتشابك العشائر والانساب ودجلة والفرات والمصالح التجارية والثقافية وتشابك المساكن والامل في اعادة إعمار العراق وأخذه مكانته بين دول العالم، فكل هذه الامور تجمعنا نحن العراقيين وكلنا واعون لخطورة الوضع واشتداد الازمة واضطراب الامن لا يستفيد منه الا اعداء العراق، فهو لا يخدم اي طائفة من طوائف العراق ولا اي عرق من اعراقهم ولا أي دين من اديانهم، فادعو اخواني العراقيين لأن يرتفعوا عن ذواتهم وعن انتماءاتهم السياسية أو الطائفية ليسهموا جميعاً في ايصال سفينة العراق الى بر الامان والسلام، وان سفك الدماء جريمة كبيرة لا ينبغي ان يسهم فيها أي عراقي شريف، وادعو الله ان يجنبنا الفتن وان يأخذ بأيدينا لما فيه خير العراق وخير المنطقة.
في رأيكم هل تتوقعون حدوث حرب أهلية في العراق؟ ومن المستفيد مما يحدث على الساحة العراقية اليوم؟
ـ العراق لن يكون أبداً ساحة لحرب أهلية، والمستفيد مما يحدث في العراق الآن هم الطامعون بالاستحواذ على العراق وجعل العراق خاضعاً لسياسة اجنبية عندها اطماع تاريخية في العراق، وهي وراء كثير من الفتن التي حدثت الآن.
في اعتقادكم هل سيكون مجلس الامن القومي العراقي كتلة برلمانية فاعلة لمواجهة الائتلاف الشيعي في البرلمان؟
ـ نعم، لأن هذا المجلس يضم اكثر من 140 مقعداً يضم جبهة التوافق العراقية، والقائمة العراقية برئاسة الدكتور اياد علاوي وقائمة الاتحاد الكردستاني وقائمة الجبهة الوطنية للعراق وقوائم اخرى وقائمة الائتلاف تشكل 130 مقعداً، فالكتل التي تشترك معنا وتتآلف معنا اكثر من كتلة قائمة الائتلاف، فهم لا يملكون الأكثرية في البرلمان.
ما موقفكم من اقصاء الدكتور ابراهيم الجعفري من رئاسة الوزراء على انه ليس رجل المرحلة في العراق؟
ـ نحن اعترضنا على اختيار الدكتور ابراهيم الجعفري بتكليفه بتشكيل الحكومة القادمة وبعثنا رسائل لقائمة الائتلاف طلبنا فيها اختيار مرشح، وبيّنا في المسائل أسباب ذلك وأهم هذه الاسباب فشله في ادارة البلاد في الأشهر الماضية التي تولى فيها رئاسة الوزراء، فقد ساءت الأحوال الأمنية والحياتية وتردت اوضاع العراق وساءت احواله، لاسيما بعد حادث تفجير مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء, وما حدث من اعمال تخريب وقتل وهدم لمساجد السنة وتفجيرها وقتل ائمة المساجد والمصلين، وقد بلغ عدد القتلى في هذه الأحداث أكثر من 200 عراقي على مرأى ومسمع من الحكومة، وقد طلبنا من رئيس الوزراء ان يمنع التجول في أول يوم من وقوع هذه الحادثة ولكنه لم يستجب لذلك وطالبنا بإجراء تحقيق حيادي نزيه في ما حدث في سامراء وبغداد
ومدن الوسط والجنوب، لكن الحكومة لم تستجب لذلك ولم تحرك ساكناً ولم تلق القبض على أي شخص أسهم في حرق مساجدنا وبيوت اخواننا السنة ومحالهم التجارية ومعاملهم، وهذا أمر فظيع وحماية أمن العراق من أولى مهمات الحكومة ومن أوجب واجباتها وكل هذا جعلنا نعترض على ترشيحه وهذا حق من حقوقنا, وهذه هي العملية الديموقراطية، القبول والرفض هما عامودان من أعمدة الديموقراطية, ونأمل من قادة الائتلاف ان يتفهموا مطلبنا وان يستجيبوا الى رأينا وان يظهروا حسن النية من أجل تحقيق حكومة الوحدة الوطنية التي ينتظرها شعب العراق بكل أطيافه وان في مقدورنا ان نسقط أي مرشح لا نجد فيه المواصفات الوطنية ولا نجد في برنامجه البرنامج الذي ينقذ العراق من الحالة المزرية التي وصل اليها.
هل هناك دليل على اتهام قوات «بدر» بما يحدث في العراق من تفجيرات؟
ـ نحن لا نملك الادلة القاطعة على ان نوجه الاتهام لأي جهة من الجهات، لكن الشارع العراقي شارع حساس ومدرك للأمور، يوجه هذه التهمة لجميع الميليشيات التي جاءت الى العراق من خلف الحدود أو تشكلت بعد سقوط النظام السابق داخل العراق مثل فيلق بدر وجيش المهدي, والذين قاموا بالأعمال الفوضوية التخريبية بعد حادثة سامراء قاموا بذلك في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع من الحكومة ومن قوات حفظ النظام والمغاوير ولواء البركان وكل أجهزة وزارة الداخلية، كما كان يدور ان الحكومة تمنعها أم لا؟ وكيف يستسيغ حاكم مسلم ان تفجر الجوامع ويعبث بالمصاحف والكتب الدينية ويقتل ائمة المساجد والمصلون ولا يتخذ اي اجراء حازم تجاه هؤلاء العابثين بالأمن في الوقت نفسه تداهم بيوت الناس الآمنين بحجة الارهاب؟ وهل هناك ارهاب أكبر مما حدث لمساجدنا ولاخواننا ابناء السنة من القتل وحرق المنازل والمحلات التجارية؟ هذا هو الارهاب وهذا هو التكفير, بأي شيء نصف الذين فجروا المساجد وحرقوها ودمروها وعبثوا بالمصحف؟ هل نصفهم بغير الارهاب والتكفير؟ وما الفرق بين هؤلاء وبين الذين فجروا مرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء؟! نحن نعتقد ان جريمة هؤلاء هي أكبر من الجرم الذي وقع في سامراء, الذين قاموا بحادثة سامراء مجهولون وهؤلاء معلومون لأنهم قاموا بذلك على مرأى ومسمع من الحكومة والمجتمع والمرجعيات الدينية والسياسية, لم يقوموا بعملهم سراً أو غفلة فكيف نفسر ذلك؟ أليس من حقنا ان نقول ان ما وقع على مساجدنا وأئمتنا ومصلينا جريمة كبرى تفوق الارهاب وتفوق التكفير؟
واني اتساءل: ما المبرر الذي ادى الى ذلك؟ ما جريرة هذه المساجد؟ وما دخلها في ما وقع في سامراء؟ وهل هو الحقد الطائفي الذي دفع هؤلاء الى القيام بهذه الأعمال أم هي الرغبة في تدمير العراق وزرع بذور الفتنة بين صفوفه؟
بماذا تصفون محاولة اغتيالكم؟ ومن وراء هذه الحادثة؟
ـ ان الحادثة التي وقعت يوم الخميس الثاني من مارس الجاري والتي ادت الى استشهاد أحد حراسي وجرح ستة آخرين منهم لا اتهم اي جهة من الجهات بأنها وراء هذا الحادث، وقد اطلقت عليه بأنه حادث عرضي ولن يؤثر على مسيرتنا في العملية السياسية والى الدعوة الى التهدئة وايقاف الفتنة, ولم يؤثر على عملي اطلاقاً، القدر ساقني وساق أمثالي الى المشاركة في العملية السياسية لانقاذ العراق واهل العراق من الحالة المأساوية التي نعيشها جميعاً, والواجب الديني والوطني والانساني يدعونا الى ان نعالج مثل هذه القضايا بالحكمة والعقل لا بالتهور والصاق التهم بالآخرين مهما كانوا خصوصاً سياسيين أو فكريين لأن العراق بحاجة الى تكاتف الجهود وجمع الصف والزمن كفيل بالكشف عمن قام بهذا العمل ومعرفة الدافع الحقيقي له.
ماذا يريد العراقيون من الحكومة الجديدة؟
ـ العراقيون يريدون جميعاً من الحكومة ان تكون حكومة وطنية عراقية تسهم في ترميم الخلل الكبير الذي اصاب العراق بعد دخول القوات الاجنبية اليه وسقوط النظام السابق، يريدون حكومة عادلة تلتزم بالقانون وتنصف المظلومين وتفعل القضاء وتصلح البنى التحتية وتعالج البطالة وتحقق الأمن والاستقرار وتعيد العراق الى هويته العربية الاسلامية والى مكانته المرموقة بين دول المنطقة ودول العالم، والموقع الاستراتيجي والثروات التي يتمتع بها العراق ولاسيما النفط جعل من العراق نقطة استهداف وموضع طمع ممن يريدون ان ينهبوا ثروات العراق وخيراته ويحولون دون اسهام العراقيين في البناء الحضاري والانساني.
وكلي أمل ان المستقبل للعراقيين الاحرار الشرفاء والظلام لا بد ان يزول والظلم لا يمكن ان يدوم وادعو اخواني العراقيين جميعاً الى ان يبدأوا صفحة جديدة مبنية على الاخوة والمحبة والتعاون، وان يبتعدوا عن التزمت الطائفي والعرقي أو الحزبي.
فسفينة العراق إذا أصابها خلل غرقت بنا جميعاً، هذا هو الذي يريده العراقيون من الحكومة المقبلة.