yasmeen
03-06-2006, 09:16 AM
سقوط مئة قتيل في المنطقة خلال أسابيع قليلة ...
بغداد الحياة - 06/03/06//
لم تغب بلدتا النهروان (جنوب شرقي بغداد) والمدائن (جنوب) طوال أعمال العنف المذهبية التي تلت تفجير القبة الذهبية لمرقد الامامين علي الهادي وحسن العسكري، لكنها تحولت أخيراً الى «قنبلة مذهبية موقوتة» غداة عمليات اغتيال متبادلة أودت بحياة عشرات السنة والشيعة، وأسفرت أيضاً عن نزوح باتجاه مناطق أكثر أمناً.
وقُتل حوالي مئة شخص خلال أقل من شهر في المدائن والنهروان في أعمال عنف متفرقة، كان آخرها انفجار سيارة مفخخة الأحد في المدينة الأولى بعد يوم واحد فقط من مقتل 28 عاملاً شيعياً في معامل الطابوق التي هاجمها مسلحون دمروا محطة الكهرباء فيها. وسبق هذا التصعيد تعرض مساجد سنية في البلدتين الى حملة اعتداءات وعمليات قتل نفذتها «فرق الموت» غداة أحداث سامراء، ما زاد الوضع توتراً.
وتقع المدائن التي يسميها سكانها أيضاً «سلمان باك» في جنوب بغداد وتشكل أحد أضلاع «مثلث الموت»، ويقطنها سنة وشيعة، وفيها مرقد الصحابي سلمان الفارسي و»إيوان كسرى». وتفصلها عن منطقة النهروان (15 كيلومتراً شرق المدائن) أراض زراعية مفتوحة تمتاز بطرق معقدة تصلها ببغداد أيضاً، ما أوجد بيئة جغرافية استثمرتها جماعات مسلحة و»فرق الموت» لتنظيم صفوفها واختراق العاصمة.
ويؤكد أهالي النهروان أن بلدتهم الصغيرة لم تكن يوماً تعاني احتقاناً مذهبياً بين سكانها، علماً أن تأكيداتهم هذه لا تخلو من اتهامات متبادلة بإثارة التوتر الطائفي.
يقول أحد رجال الدين السنة في البلدة محمد الدليمي إن أحزاباً شيعية حاولت خلال السنوات الثلاث الماضية الاخلال بتركيبتها الديموغرافية عبر إسكان مئات العائلات الشيعية في المنشآت العسكرية للنظام السابق. لكن عبد علي الشوملي الذي شيد منزلاً طينياً له في «معسكر التدريب العسكري» سابقاً في النهروان، يؤكد أن أحداً لم يدفعهم الى السكن هنا، إنما هي «أرض العراق» وعبارة عن منشآت تابعة للدولة. ويشكو الشوملي من مضايقات المسلحين واستهدافهم عائلات قطنت المنطقة في أعقاب سقوط النظام، فيما يشير بعض السكان الشيعة الى أن مجاورة مرقد الصحابي «سلمان الفارسي» كان الهدف منه الاستقرار في المدائن.
واعتبار هاتين المنطقتين «قنابل موقوتة» للعنف المذهبي في العراق، مرده سهولة تحرك فرق الاغتيال فيها، في مقابل صعوبة بسط سلطة الدولة على مساحتيهما الشاسعة وغير المتناسقة جغرافياً، والتي أصبحت بعد الاحتلال الأميركي للعراق ساحة مفتوحة لاستهداف القوات الأميركية والعراقية، وأخيراً منطلقاً لتنفيذ اغتيالات في حق الاهالي.
وكان مسلحون اقتحموا بلدة النهروان الأسبوع الماضي وقتلوا 19 عاملاً شيعياً في معامل الطابوق المنتشرة في البلدة، اضافة الى تسعة من حراس محطة توليد الكهرباء التي تعرضت لتدمير واسع أدى الى توقفها عن العمل. وأعلن وزير الداخلية العراقي أول من أمس نشر 300 شرطي في المنطقة لضمان الأمن فيها، فيما أكدت الشرطة العراقية نزوح عشرات العائلات من النهروان الى مناطق الجنوب الأكثر أمناً.
وتتهم «هيئة علماء المسلمين» فرقاً في وزارة الداخلية العراقية وميليشيات شيعية بخطف وقتل عشرات الأهالي السنة في النهروان والمدائن في عمليات أعقبت أحداث سامراء، مشيرة الى خطف 50 شخصاً في منطقة المدائن ما زال مصيرهم مجهولاً.
ويرى مسؤولون أمنيون عراقيون أن المنطقتين الزراعيتين تشكلان «بوابة نموذجية» لتسلل المسلحين والسيارات المفخخة الى بغداد. كما يؤكد مصدر أمني أن ارتفاع نسبة تفجير السيارات المفخخة في منطقة بغداد الجديدة (شرق العاصمة)، يعود الى اتصالها عبر شبكة الطرق الزراعية بالبلدتين.
في المقابل، تشير أوساط سياسية وأمنية الى أن تلك المنطقة توفر هامش حركة حرة لـ «فرق الموت» التي تتهم أجهزة حكومية وميليشيات حزبية، بتنظيمها وشهدت مساحتها المفتوحة اكتشاف أكثر من 250 جثة لمخطوفين سنة من أهالي بغداد خلال السنوات الثلاث الماضية. كما اكتشفت جثث أخرى في منطقة «بدرة وجصان» على الحدود الايرانية وهي متصلة جغرافياً ببلدة النهروان عبر شبكة طرق ترابية.
ويخشى سكان بغداد من أن تكون المناطق المختلطة مذهبياً، كهاتين المنطقتين بوابة للعنف المذهبي الذي بدأ بالانتقال الى العاصمة، تغذي العنف في أحيائها وضواحيها، كالدورة جنوباً والغزالية والعامرية غرباً وبغداد الجديدة شرقاً والراشدية شمالاً، وسط ضعف سيطرة قوى الأمن العراقية على قرى تحيط ببغداد.
بغداد الحياة - 06/03/06//
لم تغب بلدتا النهروان (جنوب شرقي بغداد) والمدائن (جنوب) طوال أعمال العنف المذهبية التي تلت تفجير القبة الذهبية لمرقد الامامين علي الهادي وحسن العسكري، لكنها تحولت أخيراً الى «قنبلة مذهبية موقوتة» غداة عمليات اغتيال متبادلة أودت بحياة عشرات السنة والشيعة، وأسفرت أيضاً عن نزوح باتجاه مناطق أكثر أمناً.
وقُتل حوالي مئة شخص خلال أقل من شهر في المدائن والنهروان في أعمال عنف متفرقة، كان آخرها انفجار سيارة مفخخة الأحد في المدينة الأولى بعد يوم واحد فقط من مقتل 28 عاملاً شيعياً في معامل الطابوق التي هاجمها مسلحون دمروا محطة الكهرباء فيها. وسبق هذا التصعيد تعرض مساجد سنية في البلدتين الى حملة اعتداءات وعمليات قتل نفذتها «فرق الموت» غداة أحداث سامراء، ما زاد الوضع توتراً.
وتقع المدائن التي يسميها سكانها أيضاً «سلمان باك» في جنوب بغداد وتشكل أحد أضلاع «مثلث الموت»، ويقطنها سنة وشيعة، وفيها مرقد الصحابي سلمان الفارسي و»إيوان كسرى». وتفصلها عن منطقة النهروان (15 كيلومتراً شرق المدائن) أراض زراعية مفتوحة تمتاز بطرق معقدة تصلها ببغداد أيضاً، ما أوجد بيئة جغرافية استثمرتها جماعات مسلحة و»فرق الموت» لتنظيم صفوفها واختراق العاصمة.
ويؤكد أهالي النهروان أن بلدتهم الصغيرة لم تكن يوماً تعاني احتقاناً مذهبياً بين سكانها، علماً أن تأكيداتهم هذه لا تخلو من اتهامات متبادلة بإثارة التوتر الطائفي.
يقول أحد رجال الدين السنة في البلدة محمد الدليمي إن أحزاباً شيعية حاولت خلال السنوات الثلاث الماضية الاخلال بتركيبتها الديموغرافية عبر إسكان مئات العائلات الشيعية في المنشآت العسكرية للنظام السابق. لكن عبد علي الشوملي الذي شيد منزلاً طينياً له في «معسكر التدريب العسكري» سابقاً في النهروان، يؤكد أن أحداً لم يدفعهم الى السكن هنا، إنما هي «أرض العراق» وعبارة عن منشآت تابعة للدولة. ويشكو الشوملي من مضايقات المسلحين واستهدافهم عائلات قطنت المنطقة في أعقاب سقوط النظام، فيما يشير بعض السكان الشيعة الى أن مجاورة مرقد الصحابي «سلمان الفارسي» كان الهدف منه الاستقرار في المدائن.
واعتبار هاتين المنطقتين «قنابل موقوتة» للعنف المذهبي في العراق، مرده سهولة تحرك فرق الاغتيال فيها، في مقابل صعوبة بسط سلطة الدولة على مساحتيهما الشاسعة وغير المتناسقة جغرافياً، والتي أصبحت بعد الاحتلال الأميركي للعراق ساحة مفتوحة لاستهداف القوات الأميركية والعراقية، وأخيراً منطلقاً لتنفيذ اغتيالات في حق الاهالي.
وكان مسلحون اقتحموا بلدة النهروان الأسبوع الماضي وقتلوا 19 عاملاً شيعياً في معامل الطابوق المنتشرة في البلدة، اضافة الى تسعة من حراس محطة توليد الكهرباء التي تعرضت لتدمير واسع أدى الى توقفها عن العمل. وأعلن وزير الداخلية العراقي أول من أمس نشر 300 شرطي في المنطقة لضمان الأمن فيها، فيما أكدت الشرطة العراقية نزوح عشرات العائلات من النهروان الى مناطق الجنوب الأكثر أمناً.
وتتهم «هيئة علماء المسلمين» فرقاً في وزارة الداخلية العراقية وميليشيات شيعية بخطف وقتل عشرات الأهالي السنة في النهروان والمدائن في عمليات أعقبت أحداث سامراء، مشيرة الى خطف 50 شخصاً في منطقة المدائن ما زال مصيرهم مجهولاً.
ويرى مسؤولون أمنيون عراقيون أن المنطقتين الزراعيتين تشكلان «بوابة نموذجية» لتسلل المسلحين والسيارات المفخخة الى بغداد. كما يؤكد مصدر أمني أن ارتفاع نسبة تفجير السيارات المفخخة في منطقة بغداد الجديدة (شرق العاصمة)، يعود الى اتصالها عبر شبكة الطرق الزراعية بالبلدتين.
في المقابل، تشير أوساط سياسية وأمنية الى أن تلك المنطقة توفر هامش حركة حرة لـ «فرق الموت» التي تتهم أجهزة حكومية وميليشيات حزبية، بتنظيمها وشهدت مساحتها المفتوحة اكتشاف أكثر من 250 جثة لمخطوفين سنة من أهالي بغداد خلال السنوات الثلاث الماضية. كما اكتشفت جثث أخرى في منطقة «بدرة وجصان» على الحدود الايرانية وهي متصلة جغرافياً ببلدة النهروان عبر شبكة طرق ترابية.
ويخشى سكان بغداد من أن تكون المناطق المختلطة مذهبياً، كهاتين المنطقتين بوابة للعنف المذهبي الذي بدأ بالانتقال الى العاصمة، تغذي العنف في أحيائها وضواحيها، كالدورة جنوباً والغزالية والعامرية غرباً وبغداد الجديدة شرقاً والراشدية شمالاً، وسط ضعف سيطرة قوى الأمن العراقية على قرى تحيط ببغداد.