جمال
03-06-2006, 01:43 AM
خالد عيد العنزي - السياسة
لكل شيء اذا ما تم نقصان فلا يغر بطيب العيش انسان
هي الليالي كما شاهدتها دولٌ من سره زمن ساءته ازمان
(شاعر)
-1-
لا احد ينسى التصريح الشهير لسمو الشيخ صباح الاحمد الذي انتقد فيه بعنف مطالبة السيد محمد باقر المهري بتدريس الفقه الجعفري في المدارس والجامعات, حين قال سموه ان تصريحات المهري تثير الفتنة وان المهري لا يمثل الا نفسه.
نستذكر هذا الكلام على هامش جملة المواقف والتصريحات الداخلية والاقليمية التي يطلقها السيد المهري هذه الايام وكان شيئا لم يتغير من عام 2004 لعام 2006.
في حوار سابق للزميلة "الشرق الاوسط" يقول السيد محمد باقر المهري ان التيارات الشيعية لو كانت متكاتفة لكان نصيبها اكثر من ستة نواب في مجلس الامة ولربما وصل العدد لعشرة نواب او اكثر, ويؤكد السيد ان هذا الرأي ليس فيه ما يدعو للطائفية السياسية, بل انه يتفق مع روح الوطنية الموجودة وهو ما يتوافق مع الدستور الكويتي!
هذه القراءة السياسية للسيد المهري لدستور الكويت ولروح الوطنية مثيرة للاستغراب, ان لم يكن للاشمئزاز خاصة ان تم ربطها بجملة المواقف السابقة واللاحقة للسيد.
فالسيد الذي قال لجريدة "الهدف" انه تتلمذ على يد الشهيد محمد باقر الصدر الذي قال عنه انه "بلغ مرتبة مرموقة من الفضل والكمال", لم يكمل الاية على طريقة "لا تقربوا الصلاة" وبالتالي لم يوضح انه بلغ مرتبة عليا في العلم الديني وليس في التحليل والتخطيط السياسي.
-2-
كان من المتوقع دوما من السيد المهري ان يكون حكيما في مواقفه وخطبه, وطالما انه لا يخشى المحاسبة على امر فعله او كلام قاله, فلماذا اذا يرفض السيد المهري باستمرار تسجيل خطبته, وهو الامر الذي تمت اثارته عندما تناول السيد لموضوع حقوق المراة السياسية ومخالفته لتعليمات وزارة الاوقاف بعدم التطرق لهذا الموضوع في الخطب.
قال السيد المهري سابقا انه حرٌ في ما يقول في مسجده, كون هذا المسجد لم تقم على بنائه الدولة, ولا تصرف عليه وزارة الاوقاف, وهذا الكلام يؤسس لظاهرة خطيرة فمسجد السيد المهري بيت من بيوت الله التي لا يمتلكها احد, وكثير من مساجد الكويت بناها اناس من اموالهم, ومع ذلك فهي تخضع لرقابة الاوقاف, ويجب الا يكون هناك مسجد فوق رقابة وزارة الاوقاف.
-3-
عندما استقال الوزير السابق محمد ابو الحسن اصدر السيد المهري بيانا اعتبر فيه ان استقالة ابو الحسن خسارة للديمقراطية والحرية, وطالب رئيس الوزراء حينها سمو الشيخ صباح الاحمد بعدم قبول استقالة ابو الحسن مراعاة "للظروف الداخلية والاقليمية والخارجية, خصوصا مراعاة للاوضاع في العراق", فالجميع "يعلم انتماء ابو الحسن ويعلم انتماء المستجوبين الطائفية, والقضية واضحة لا تخفى على احد ذي عقل سليم"!
ربما يفسر تعيين ابو الحسن للسيد المهري عضوا في لجنة الرقابة بوزارة الاعلام تمسك السيد بابو الحسن ودفاعه المستميت عنه, لكن غير المفهوم هو ربط موضوع استقالته بالظروف الاقليمية والعراقية تحديدا, خاصة مع تذكر كلام السيد بان "اللي مو عاجبه يروح الفلوجة"!
يبدو ان الاخوة في لبنان قد استفادوا من هذا الربط في الجدل الدائر في لبنان حول الرئيس اميل لحود وربط ملفه بالداخل والخارج وما بينهما!
-4-
كان السيد محمد المهري مستشارا لوزير الاعلام السابق محمد ابو الحسن, ويقول احد الخبثاء ان استشارات السيد المهري هي التي اودت بكرسي الوزير واوصلته لمنصة الاستجواب التي فضل الانتحار استقالةً على صعودها.
وبانقلاب الصورة اليوم تحول ابو الحسن الى مستشار للسيد, فابو الحسن حسب البعض هو الذي يزود السيد بتلك الاراء "الفلتة" التي يقول بها السيد من على منابر خطب الجمعة, والتي تتعرض للوضع الاقليمي والدولي وصولا للملفات النووية.
يبدو ان السيد لم يعلم ان ابو الحسن لم يعد وزيرا او هكذا يحلو له الاعتقاد, او انه لم يستوعب ان ابو الحسن ترك الوزارة ولم يعد "مسؤوله بالدوام", والسيد هو الاعلم بان الدوام لله!
-5-
يقول السيد المهري ان شيعة الكويت اصلهم في الغالب من المدينة المنورة, وهذا امر مقبول القول به, ويضيف السيد ان الشيعة في الكويت ليسوا امتدادا للشيعة في ايران وهو ما نرحب به, لكن بالمقابل فان السيد يتهم الحركات الاسلامية الكويتية بانها تتبنى دائما اراء وطروحات الجهات الام بالنسبة لها, ويضرب مثالا على ذلك موقف الاخوان المسلمين في البلاد العربية من الغزو العراقي.
وفي حديثه للشرق الاوسط يقول المهري ان ولاءه المطلق لبلده الكويت وان علاقته بايران او العراق هي علاقة دينية بحتة, فهو ياخذ الفتوى من علمائها وهو وكيلهم "كلهم", حيث لا يرى السيد مانعا من ان يحتكر شخص واحد الوكالة لجميع مراجع الشيعة.
نعتقد ان علاقة المهري مع ايران لا تحتاج لنفي فنحن على الاقل لم نر السيد ضمن اوائل مستقبلي الرئيس الايراني حين زار الكويت, ولم يطلب لقاءه ايضا!
-6-
سبق ان اتهم السيد المهري من يكتب ضد الشيعة في الكويت بانهم ايد خفية لصدام حسين وغيره من المتربصين شرا بالبلاد لاثارة البلبلة والشوشرة حتى يتفكك الشعب الكويتي.
الحمد لله انه لا يوجد في الكويت من يكتب ضد الشيعة او ضد السنة بالمطلق, ولكن هناك اختلاف في الرؤى والافكار وهذا جوهر الديمقراطية, فهل من يكتب ضد احد السياسيين ممن يختلف معهم في الراي يقصد قبيلته او عائلته او طائفته? وبافتراض ان من يتعرض للنقد هو ممن لهم مرتبة دينية معينة فان من ارتضى بان يعمل في السياسة قد ارتضى ضمنا ان ينتقد وان يُهاجم.
ثم ان صدام حسين قد سقط والحمد لله من دون ان يتمكن من ان يثير بلبلة في البلاد, ومجتمعنا اثبت خلال محنة الغزو انه عصي على الفتنة والفرقة وهو في احلك الظروف, ويبقى ان يوضح لنا السيد من هم المتربصون شرا بالبلاد الذين قصدهم!
الغريب ان رأي السيد القديم لم يعد حاضرا في تصريحاته الراهنة, فالذي يتم الحديث به من قبله انما يساهم في خلق انقسام في المجتمع الكويتي ويغذي نمو الطائفية السياسية التي لها امتدادات اقليمية متشابكة, في ظرف معقد تختلط فيه الاوراق وحتى الاقلام!
ماسيج:
* كل العزاء لشهداء ومصابي الواجب من رجال خفر السواحل, نعزي انفسنا ووزارة الداخلية والشعب الكويتي, ونتمنى ان يتم تكريم هؤلاء الرجال بدل تكريم قدامى المحاربين من الوزراء المنتهية ولايتهم!
* علمنا اخيرا ان نقطة امن غرناطة لا تقع ضمن مسؤوليات مدير امن العاصمة العميد مصطفى الزعابي, وما نعلمه جيدا ان غرناطة تتبع محافظة العاصمة, فمن المسؤول اذن عن امن غرناطة?
* باعتراف الدكتور عادل الطبطبائي فإن الوضع التعليمي في البلاد »مأساوي وفي حالة يرثى لها«, فليوضح لنا الدكتور الطبطبائي اذن من المسؤول عن هذه الحالة ولماذا وافق على تكريم سلفه الدكتور رشيد الحمد بتسمية مدرسة باسمه, وهل التكريم على "الانجازات" ام على "الوضع المأساوي"!
* فوجئنا ان الكويت تحتل المرتبة 19 عالميا في استهلاك السجائر, لماذا لا يتم تفعيل قرار منع بيع السجائر لغير البالغين, والتشدد بتطبيق قانون منع التدخين في الاماكن العامة?
* خرج الوزير احمد باقر من الحكومة ليتراس اللجنة المالية بمجلس الامة, نتمنى الا تنتقل معاناة البلدية الى اللجنة, فأول غيث باقر "البورصة", يبدو ان اسهم باقر "مرتفعة"!
* كاتب كويتي
al_malaas@yahoo.com
لكل شيء اذا ما تم نقصان فلا يغر بطيب العيش انسان
هي الليالي كما شاهدتها دولٌ من سره زمن ساءته ازمان
(شاعر)
-1-
لا احد ينسى التصريح الشهير لسمو الشيخ صباح الاحمد الذي انتقد فيه بعنف مطالبة السيد محمد باقر المهري بتدريس الفقه الجعفري في المدارس والجامعات, حين قال سموه ان تصريحات المهري تثير الفتنة وان المهري لا يمثل الا نفسه.
نستذكر هذا الكلام على هامش جملة المواقف والتصريحات الداخلية والاقليمية التي يطلقها السيد المهري هذه الايام وكان شيئا لم يتغير من عام 2004 لعام 2006.
في حوار سابق للزميلة "الشرق الاوسط" يقول السيد محمد باقر المهري ان التيارات الشيعية لو كانت متكاتفة لكان نصيبها اكثر من ستة نواب في مجلس الامة ولربما وصل العدد لعشرة نواب او اكثر, ويؤكد السيد ان هذا الرأي ليس فيه ما يدعو للطائفية السياسية, بل انه يتفق مع روح الوطنية الموجودة وهو ما يتوافق مع الدستور الكويتي!
هذه القراءة السياسية للسيد المهري لدستور الكويت ولروح الوطنية مثيرة للاستغراب, ان لم يكن للاشمئزاز خاصة ان تم ربطها بجملة المواقف السابقة واللاحقة للسيد.
فالسيد الذي قال لجريدة "الهدف" انه تتلمذ على يد الشهيد محمد باقر الصدر الذي قال عنه انه "بلغ مرتبة مرموقة من الفضل والكمال", لم يكمل الاية على طريقة "لا تقربوا الصلاة" وبالتالي لم يوضح انه بلغ مرتبة عليا في العلم الديني وليس في التحليل والتخطيط السياسي.
-2-
كان من المتوقع دوما من السيد المهري ان يكون حكيما في مواقفه وخطبه, وطالما انه لا يخشى المحاسبة على امر فعله او كلام قاله, فلماذا اذا يرفض السيد المهري باستمرار تسجيل خطبته, وهو الامر الذي تمت اثارته عندما تناول السيد لموضوع حقوق المراة السياسية ومخالفته لتعليمات وزارة الاوقاف بعدم التطرق لهذا الموضوع في الخطب.
قال السيد المهري سابقا انه حرٌ في ما يقول في مسجده, كون هذا المسجد لم تقم على بنائه الدولة, ولا تصرف عليه وزارة الاوقاف, وهذا الكلام يؤسس لظاهرة خطيرة فمسجد السيد المهري بيت من بيوت الله التي لا يمتلكها احد, وكثير من مساجد الكويت بناها اناس من اموالهم, ومع ذلك فهي تخضع لرقابة الاوقاف, ويجب الا يكون هناك مسجد فوق رقابة وزارة الاوقاف.
-3-
عندما استقال الوزير السابق محمد ابو الحسن اصدر السيد المهري بيانا اعتبر فيه ان استقالة ابو الحسن خسارة للديمقراطية والحرية, وطالب رئيس الوزراء حينها سمو الشيخ صباح الاحمد بعدم قبول استقالة ابو الحسن مراعاة "للظروف الداخلية والاقليمية والخارجية, خصوصا مراعاة للاوضاع في العراق", فالجميع "يعلم انتماء ابو الحسن ويعلم انتماء المستجوبين الطائفية, والقضية واضحة لا تخفى على احد ذي عقل سليم"!
ربما يفسر تعيين ابو الحسن للسيد المهري عضوا في لجنة الرقابة بوزارة الاعلام تمسك السيد بابو الحسن ودفاعه المستميت عنه, لكن غير المفهوم هو ربط موضوع استقالته بالظروف الاقليمية والعراقية تحديدا, خاصة مع تذكر كلام السيد بان "اللي مو عاجبه يروح الفلوجة"!
يبدو ان الاخوة في لبنان قد استفادوا من هذا الربط في الجدل الدائر في لبنان حول الرئيس اميل لحود وربط ملفه بالداخل والخارج وما بينهما!
-4-
كان السيد محمد المهري مستشارا لوزير الاعلام السابق محمد ابو الحسن, ويقول احد الخبثاء ان استشارات السيد المهري هي التي اودت بكرسي الوزير واوصلته لمنصة الاستجواب التي فضل الانتحار استقالةً على صعودها.
وبانقلاب الصورة اليوم تحول ابو الحسن الى مستشار للسيد, فابو الحسن حسب البعض هو الذي يزود السيد بتلك الاراء "الفلتة" التي يقول بها السيد من على منابر خطب الجمعة, والتي تتعرض للوضع الاقليمي والدولي وصولا للملفات النووية.
يبدو ان السيد لم يعلم ان ابو الحسن لم يعد وزيرا او هكذا يحلو له الاعتقاد, او انه لم يستوعب ان ابو الحسن ترك الوزارة ولم يعد "مسؤوله بالدوام", والسيد هو الاعلم بان الدوام لله!
-5-
يقول السيد المهري ان شيعة الكويت اصلهم في الغالب من المدينة المنورة, وهذا امر مقبول القول به, ويضيف السيد ان الشيعة في الكويت ليسوا امتدادا للشيعة في ايران وهو ما نرحب به, لكن بالمقابل فان السيد يتهم الحركات الاسلامية الكويتية بانها تتبنى دائما اراء وطروحات الجهات الام بالنسبة لها, ويضرب مثالا على ذلك موقف الاخوان المسلمين في البلاد العربية من الغزو العراقي.
وفي حديثه للشرق الاوسط يقول المهري ان ولاءه المطلق لبلده الكويت وان علاقته بايران او العراق هي علاقة دينية بحتة, فهو ياخذ الفتوى من علمائها وهو وكيلهم "كلهم", حيث لا يرى السيد مانعا من ان يحتكر شخص واحد الوكالة لجميع مراجع الشيعة.
نعتقد ان علاقة المهري مع ايران لا تحتاج لنفي فنحن على الاقل لم نر السيد ضمن اوائل مستقبلي الرئيس الايراني حين زار الكويت, ولم يطلب لقاءه ايضا!
-6-
سبق ان اتهم السيد المهري من يكتب ضد الشيعة في الكويت بانهم ايد خفية لصدام حسين وغيره من المتربصين شرا بالبلاد لاثارة البلبلة والشوشرة حتى يتفكك الشعب الكويتي.
الحمد لله انه لا يوجد في الكويت من يكتب ضد الشيعة او ضد السنة بالمطلق, ولكن هناك اختلاف في الرؤى والافكار وهذا جوهر الديمقراطية, فهل من يكتب ضد احد السياسيين ممن يختلف معهم في الراي يقصد قبيلته او عائلته او طائفته? وبافتراض ان من يتعرض للنقد هو ممن لهم مرتبة دينية معينة فان من ارتضى بان يعمل في السياسة قد ارتضى ضمنا ان ينتقد وان يُهاجم.
ثم ان صدام حسين قد سقط والحمد لله من دون ان يتمكن من ان يثير بلبلة في البلاد, ومجتمعنا اثبت خلال محنة الغزو انه عصي على الفتنة والفرقة وهو في احلك الظروف, ويبقى ان يوضح لنا السيد من هم المتربصون شرا بالبلاد الذين قصدهم!
الغريب ان رأي السيد القديم لم يعد حاضرا في تصريحاته الراهنة, فالذي يتم الحديث به من قبله انما يساهم في خلق انقسام في المجتمع الكويتي ويغذي نمو الطائفية السياسية التي لها امتدادات اقليمية متشابكة, في ظرف معقد تختلط فيه الاوراق وحتى الاقلام!
ماسيج:
* كل العزاء لشهداء ومصابي الواجب من رجال خفر السواحل, نعزي انفسنا ووزارة الداخلية والشعب الكويتي, ونتمنى ان يتم تكريم هؤلاء الرجال بدل تكريم قدامى المحاربين من الوزراء المنتهية ولايتهم!
* علمنا اخيرا ان نقطة امن غرناطة لا تقع ضمن مسؤوليات مدير امن العاصمة العميد مصطفى الزعابي, وما نعلمه جيدا ان غرناطة تتبع محافظة العاصمة, فمن المسؤول اذن عن امن غرناطة?
* باعتراف الدكتور عادل الطبطبائي فإن الوضع التعليمي في البلاد »مأساوي وفي حالة يرثى لها«, فليوضح لنا الدكتور الطبطبائي اذن من المسؤول عن هذه الحالة ولماذا وافق على تكريم سلفه الدكتور رشيد الحمد بتسمية مدرسة باسمه, وهل التكريم على "الانجازات" ام على "الوضع المأساوي"!
* فوجئنا ان الكويت تحتل المرتبة 19 عالميا في استهلاك السجائر, لماذا لا يتم تفعيل قرار منع بيع السجائر لغير البالغين, والتشدد بتطبيق قانون منع التدخين في الاماكن العامة?
* خرج الوزير احمد باقر من الحكومة ليتراس اللجنة المالية بمجلس الامة, نتمنى الا تنتقل معاناة البلدية الى اللجنة, فأول غيث باقر "البورصة", يبدو ان اسهم باقر "مرتفعة"!
* كاتب كويتي
al_malaas@yahoo.com