القلق يقتل بالذبحة القلبية والسكتة الدماغية بنسبة خمسة أضعاف

[سياسى]

كتبت غادة فرحات

اكد الاستشاري النفسي في مكتب الانماء الاجتماعي الدكتور محمد الكندري ان الافراد الذين يعيشون حالة قلق كبيرة عرضة بنسبة خمسة اضعاف اكثر من غيرهم للموت بذبحة قلبية او سكتة دماغية، مشيرا الى ان الضغط المزمن يضعف جهاز المناعة ويسبب خفقانا في القلب ويرفع معدلات الكوليسترول في الدم ويوقع الفوضى في الجهاز الهضمي وربما يؤدي الى تصلب الشرايين.

وتحدث الكندري امس في محاضرة حول «السعادة النفسية» القاها في المركز شبه الاقليمي للطفولة والامومة ضمن برنامج الضغوط النفسية وكيفية التغلب عليها، مستعرضا عدة مفاهيم مهمة حول التوتر في الحياة الزوجية اهمها ان الانسان لا يحتاج لأن يشعر بالتوتر حتى يكون متوترا، وان اي انسان اذا عاش فترة طويلة مع التوتر المزمن فإنه سيعتاد عليه، مبينا ان البعض قد يواجه توترا في نهاية الاسبوع وانه اذا خطط لازالته عن طريق الترويح سيزول.

ورأى الكندري ان لكل زوج اسلوبه الخاص للاستجابة للتوترات وان كل فرد لديه احتياطي من التوتر وكل مرة تحسب من الاحتياطي حتى تقع المشكلة، كما ان الانسان لا يستطيع ان يقلل من التوتر اذا لم يفهم اعراضه.

واوضح الكندري ان الزوج او الزوجة كل منهم يختار سلوكه سواء كان السلوك ايجابيا وبناء او سلبيا ومدمرا، مبينا ان الانسان يقوم بالسلوك لتلبية حاجات داخلية لديه كما ان الظروف الخارجية لا تدفع الى السلوك انما تدفع اليه حاجات داخلية.

وبين الكندري ان الاحتراق النفسي في الاسرة احد المشكلات الاساسية المصاحبة للضغوط النفسية، ويشير الاحتراق الى حالة من الانهاك البدني والانفعالي نتيجة التعرض المستمر لضغوط عالية.

واشار الى ان من اهم مؤشرات الاصابة بالاحتراق النفسي الانشغال الدائم والاستعجال في انهاء القائمة الطويلة التي يدونها الفرد لنفسه كل يوم وتأجيل الانشطة الاجتماعية من خلال الامتناع الذاتي بحجة عدم وجود وقت والعيش حسب قاعدة «يجب وينبغي» وفقدان الرؤية او المنظور الذي يؤدي الى ان يصبح كل شيء عند الانسان مهما وعاجلا، وتكون النتيجة انهماك الفرد في عمله لدرجة يفقد معها روح المرح ويجد نفسه كثير التردد عند اتخاذ القرارات.

ودعا الكندري الانسان الى الحوار مع ذاته ضمن شروط منها الابتعاد عن نقد ولوم النفس وقت الانفعال والتركيز على الايجابيات والابتعاد عن السلبيات وتجنب الجلوس الانفرادي وقت الانفعال السلبي والابتعاد عن الحوار السلبي في الماضي، مبينا انه اذا فشل الانسان في الحوار يلجأ الى الفعل الايجابي مع النفس.

وشدد على مجموعة من العوامل يجب ان تؤخذ في الحسبان اثناء الحوار ومنها تحديد نقاط الاتفاق والاختلاف ومحاولة الوصول الى حل للاختلاف والتفرقة بين الرأي الشخصي والحقائق، واحترام رأي الآخرين والنظر الى عين من تتحدث معه وضبط الانفعالات وعدم استخدام الكلمات الجارحة والتفكير في عواقب ما نقول.

من جانبها اكدت مديرة المركز شبه الاقليمي للطفولة والامومة بالانابة منى الخليفة ان المركز يحرص على اقامة دورات تثقيفية وتوعوية في المجالات النفسية والاجتماعية والصحية، حرصاً منه على وضع مشاريع تهتم بالطفل ما قبل المدرسة والشباب والأسرة والمعاقين وتوفير التسهيلات المناسبة لرعاية الأسر المشاركة بانشطة المركز.

وبينت الخليفة ان المركز يقيم ندوات تثقيفية لجميع افراد المجتمع كما يقوم بتفعيل دور المرأة في دول مجلس التعاون بشكل ملموس كما يطور من مصادر ووسائل التدريب المحلية والاقليمية.


نصائح


وجه الكندري مجموعة من النصائح لمن يريد أن يكون سعيدا في بيته مع زوجته وأولاده من أهمها ان يسأل الشخص نفسه مجموعة من الأسئلة وهي: ما الذي يريده من زوجته وابنائه، وكيف يمكن ان يشيع حالة المرح لدى الأبناء، داعيا الى ضرورة ان يكون هناك اتفاق على نظام يحكم حياتنا وان يكون كل انسان مسؤولا عن عمله ويبتعد عن الاعذار والضحك ومكافأة النفس، ومنحها عطلة والتأمل والتركيز والاسترخاء