سياسى
03-06-2006, 12:54 AM
قالوا: لنسجلها نقطة للتاريخ
د. فريدة الحبيب
رحمة الله عليك يا «بوسيف» كلما دخل حجرتي وبيدي كتاب سألني: هذا الكتاب قال ام عال؟ ابتسم له واقول «لا يبا عال العال..» ولكني كلما اقرأ انجازات مجلس الامة 2003 اتذكر والدي واقول قال قال قال الا دستور الكويت عال عال عال..
أولا: قال رئيس مجلس الامة «يا جماعة، يا اخوان ارجوكم لا احد يخرج ترى نصابي حدّه حدّه» والغائبون من جلسات هذا المجلس يتراوح ما بين 12 و14 وهناك شخصيات معروفة بين الوزراء والنواب الذين يغيبون بدون عذر في غياب رئيس مجلس الوزراء بعذر. وسجال بين الرئىس ومحمد الصقر الذي احتسبه غائبا عندما كان متواجدا شبرا واحدا خارج القاعة ليتحدث الى آخر، وقد حرص الصقر الا يحتسب غائبا نظرا لنظافة سجله ليدخل في سجال آخر مع فيصل المسلم الذي صمم على الرئيس ان يسجل الصقر غائبا.
وسجال عقيم آخر بين فهد الخنة والوزير الحمد وهو ينفي ما قاله في مؤتمر ايران بشأن التطرف الديني في المناهج وكأنها وقع الحوافر على حصباء الوادي! قال الخنة «لا زقيق حديقة الحيوان يم الجامعة، مدرس يدرس ويسمع زئير الأسد؟» وكأننا في سفاري جنوب افريقيا وقال احمد العبدالله «هم هذول كمان عاوزين احترام الحكومة»! قال وليد الجري «هذا كذب وافتراء، الى هذه الدرجة بلغ فينا الضعف» ليدخل في سجال آخر مع علي الدقباسي بشأن ما قاله رئيس مجلس النواب اليمني.. والرئيس كعادته ممتنع!
ثانيا: كثرت الاقوال في استجواب محمود النوري «الذي وجه له مائة سؤال جاوب على ثمانين، وكل سؤال من 18 بندا وكل بند باب أ، ب، ت،.. ء:
قال الرئىس «رحم الله امرأ عرف قدر نفسه، أنا ماني خبير دستوري» وقال مشاري العنجري «اذا في يوم من الايام قدم استجواب توفي صاحبه، توفي احد من العشرة» ترى احنا قاعدين نشكل سابقة وهذا مناقض للدستور وقال الصقر «ارجو الا تقع الرئاسة في المحظور» وقال مسلم البراك رادا «ما يجوز ان المجلس يحول نفسه الى محكمة دستورية» في حين هدد ضيف الله شرار بين الكلمة والاخرى باللجوء الى المحكمة الدستورية!
ويأتي صاحب الطرح الهادئ صلاح خورشيد، قال «لي الشرف ان اكون احد موقعي طرح الثقة» وقال السيد القلاف «انا اعتقد ان اليوم اذا مر هالكلام اقسم بالله العظيم اي استجواب يجي من الان اعطي حق الخمسين نائب اسمي لطرح الثقة قبل لا اسمع الاستجواب».
مساكين بحق ابناء هذا الشعب، الرئيس ونائبه في سجال على اساسيات لائحية ودستورية، ونواب يتشرف احدهم بالتوقيع على طرح الثقة في وزير نجح في الاستجواب وآخر يقسم دائما بالله العظيم ويهدد بطرح الثقة «مستقبلا» قبل ان يسمع الاستجواب وهم نفسهم بصدد تعديل احكام قانون 90-88 بشأن محاكمة الوزراء!
ثالثا وفي الانجازات الاقتصادية والمالية قال ناصر الصانع «البنك بنك وليس بنك»
«يمحق الله الربا ويربي الصدقات» متفاخرا بتشريع قانونه للبنوك الاسلامية زاعما انه «توجه عالمي» وان Chase manhallun وCity Corp قد دخلت في الخدمات المصرفية الاسلامية وكلنا يعلم عامل السيولة والنقلة النوعية في النظرة العالمية للاسلام بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر فهم يعتبرون الاسلام معقلا للارهاب لا للاقتصاد!
فأموال الدولة ومقدرات الشعب قد استنزفها هذا المجلس الموقر، فالنواب هم من طالبوا الحكومة باسقاط ديون المتعاقدين وفواتير الكهرباء، وخصم 50% للعاملين في السلك القضائي المسافرين على متن الخطوط الجوية الكويتية وماذا عن العاملين في الطب والهندسة والفنيين من كل المهن لقد احرقت العدالة في هذا البلد بحامض الكبريتيك ومجلس امة 2003 يريد خصم التذاكر فيما يتنقل الوزراء وقياديو وزاراتهم بالطائرات الخاصة في مهماتهم الرسمية وما يترتب عليها من مصاريف غير مبررة بدلا من تذاكر الدرجة الاولى المخفضة والتي ستخفض على «الكويتية» ومال الفقراء! خاصة ان القلاف يريد مطارا دوليا جديدا ومحمد الخليفة يريد الطائرات العمودية!
ويأتي الزلزلة باقتراح برغبة لمكافأة مدرسي الرياضيات واعتبار هذا التخصص من التخصصات النادرة؟ لماذا؟ وماذا عن مدرسي النحو؟ (ليش ما يستاهلون) وطلب ايضا بصرف مكافأة لطلبة هندسة المعادي 300 دينار لكل فصل دراسي ولطلبة الصيدلة 250 دينارا، فإذا زلزلت الارض زلزالها واخرجت الارض اثقالها بماذا سيجيب عدالة السماء؟ ما هذا الترف الكويتي الذي يدعو اليه السيد الزلزلة؟ وطلاب العالم يسهرون الليل والنهار لاجتياز اصعب الامتحانات للحصول على منحة تدفع لهم مصاريف الدراسة فقط؟ ولماذا يطالب محمد الخليفة بمعونة شهرية للطلبة؟ اما الهاجري فيريد اعفاء المواطنين من ذوي الدخل المحدود من دفع فواتير الكهرباء واعفاء اصحاب العقارات التجارية من دفع 50% من الفواتير المستحقة ليتم استحقاقها في 6 اشهر، وطالب ايضا بزيادة علاوة الماجستير، أما خالد العدوة فقد طالب بصرف بدل الايجار من دون التقيد بسقف الراتب لمستحقيه! وبراك النون يريد صرف كادر خاص لائمة المساجد و علي الدقباسي يريد ان يعوض الاسر الكويتية ماديا لمن كانت مساحة بيوتهم اقل من 400م2.
يا اخوتي، كيف تناسيتم «انا خلقناكم درجات» و«القناعة كنز لا يفنى».
واقترح آخرون محفظة مالية بخمسين مليون دينار لتجميل العاصمة؟ مجلس تشريعي ام بلدي لست ادري؟!
رابعا: من انجازات هذا المجلس الموقر هو نقل وازالة عدد لا يحصى من المرافق. فقد طالب الطبطبائي بنقل مسرح كيفان ومبنى حماية الشخصيات الى مكان آخر، وطالب الدقباسي بازالة محطة وقود في منطقة الرحاب، اما عبدالواحد العوضي فيريد نقل مركز تدريب الكهرباء من الدعية الى مكان آخر، وطالب البراك بنقل محرقة نفايات جليب الشيوخ الى مكان آخر. وبراك النون يريد ازالة واستبدال شبكة المياه في منطقة الفردوس، وعلي الهاجري يريد نقل المحطة من المنقف الى الضاحية، ويريد فيصل المسلم الغاء موقع مضخة المياه في خيطان الى مكان آخر، وتوفير اغطية لمناهيل الامطار، بينما طالب جاسم الكندري بانشاء ممرات للامطار في منطقة هدية. اما الخليفة والبصري والعيار فقد طالبوا بنقل موقع تنقية المجاري من مناطقهم الى اخرى! حتى حسبت من شدة الاوليات أنني في ميامي الممطرة ولست في الكويت، علما بأن هناك خمسين مليون غالون ماء؟؟ «فاقد» في الكويت! قد تصنع جداول مائية قد تصل بخريرها الى سرائر الحقول في الوفرة!
واستمرت طلبات النقل والازالة عبر السنين الثلاث، فها هو الطبطبائي يطالب بوأد «شارع الحب» في كيفان، وانشاء جسر فوق الشامية وكيفان والشويخ امتدادا لطريق الجهراء ليسهل عليه التحرك، وهو من طالب بمنع تركيب الاقمار الصناعية التي تبث القنوات الاباحية المخلة بالآداب وهو من اهتم بانشاء محلات تراثية في ساحة العلم كبديل عن موقع «النجار» فيما طالب عصام الدبوس بمدخل ومخرج للقطعة رقم 1 شارع الغوص، وهكذا والحكومة تغرق بالطلبات المبنية على اسس عادية من الدراسة وايجاد البديل، وكأنهم يصلحون الشقوق في جدران الخرائب!!
واغلبهم طالبوا الحكومة بانشاء مخفر نموذجي، حديقة عامة، واضاءات وملاعب ومراكز للاطفاء متناسين ان طلبات الازالة والنقل قد تزيل امجاد مجلس الامة وتنقل اموال خزينة الدولة من الحكومة الى افراد متنفذين يعيثون في الارض فسادا!
خامسا: اما في التعليم فقد قال ضيف الله بو رمية «التعليم يحتضر» وقال صالح عاشور «التعليم جامد» وقال ناصر الصانع«امة في خطر» وقال البصيري «لنصرف على التعليم كما يصرف على السلاح» وقال وقال وقال ومن انجز» من انجز مشاريع في هذا الشريان الحيوي لرقي الامم؟ لقد انجز فيصل المسلم «المدينة الجامعية» وهو مشروع كافح من اجله النواب مسلم البراك حسن جوهر، عبدالله النيباري، وصالح عاشور وقبلهم جاسم القطامي والمرحوم سامي المنيس ليخرج من مضابط مجلس الامة الى يد النائب الفاضل لتقسيمه الى حرمين جامعيين للاناث والذكور وما يترتب عليه من مضاعفة التكلفة والاجور.
وطالب المسلم ايضا بتقويم الرصيف المقابل لكلية العلوم بين البوابة رقم 4 والبوابة رقم 10 والسماح لطلبة جامعة الكويت المفصولين والمتبقى لهم 24 وحدة دراسية او اقل باستكمال متطلباتهم الجامعية مقابل رسوم مالية تحددها الجامعة!!
اما عواد برد فقد اعترض على المقررات التدريبية 14 حصة فيما دعا الطبطبائي الى استخدام الرقم العربي الاصيل في جميع استخدامات مؤسسات الدولة وعدم استخدام الرقم الافرنجي وطلب ايضا تأجيل دراسة اللغة الانكليزية الى مرحلة ثالثة ابتدائي، بينما استشهد مسلم البراك بسياسة كلينتون الاميركية في القضاء على نسبة الرسوب في مادة الفيزياء وطالب علي الراشد بزيادة ميزانية النادي العلمي، وحرص حسن جوهر على مبدأ تكافؤ الفرص في التعليم العالي فكيف نقيم الطرح التعليمي لهذا المجلس؟ لست ادري.
سادسا: ومن اهم انجازات المجلس الموقر في الصحة هو استجواب واقالة الوزير، وتوزيع المناصب القيادية حسب الطائفة والقبيلة، وبنهب خزينة الدولة للعلاج في الخارج، وزلزلة الهيكل التنظيمي وتسليم القيادة وحق النقل، والندب، والترقية للمتأسلمين، حتى مناصب رؤساء الاقسام يفرضها نوابنا الافاضل غير آبهين بالسيرة الذاتية للاطباء، الذين في دارهم حفروا النصب التذكارية لتسلب الطبيب مهنيته وصرفوا آلاف الدنانير على صفحات الجرائد اليومية من اشتراكات الاطباء، نشكر الوزراء والنواب الذين ساهموا في دعم قضايا هامشية لذوي المصالح الذاتية الضيقة!!
ويأتي حسن جوهر مطالبا الحكومة بانشاء مراكز لداء السكري بينما صرح مؤسسة الكويت للتقدم العلمي شامخ امام الجميع!
ويطالب مسلم البراك باستحداث جهاز الاشعة فوق الصوتية في المراكز غير التخصصية، في جليب الشيوخ، ويطالب فيصل المسلم بمركز طبي في الاردن!
ومئات الطلبات الاخرى وكلهم ينادون في العمل في المراكز الصحية 24 ساعة، دون دراسة، دون ميزانية، دون طاقة بشرية، ودون مقارنة الحاجة بمثيلاتها من دول العالم، ومن اي خزينة.. لست ادري!
وكلهم لديهم اقتراحات برغبة بإنشاء وتشجير لممشى في مناطقهم لمزاولة رياضة المشي «الحمد لله» لا داعي للمارثون السنوي لجمعية القلب الكويتية!
اما المحفظة الصحية فقد اقترح النائب الفاضل احمد المليفي ان يديرها صندوق اعانة المرضى! وما ادراك يا بو انس ما صندوق اعانة المرضى، وبصراحة ما اقدر اشره عليك يا بو انس لأن ابوسيف كان يموت عليك!
سابعا:
ويأتي هذا المجلس بالاعتراض الصادح الصريح لإعلان حقوق الانسان المادة 18.
«لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين» ويشمل هذا الحق التعبير عن دينه وعقيدته سواء كان سرا او جهرا!
وتزعم هذا الاعتراض فيصل المسلم الذي ينادي بإقامة مساجد اخرى في خيطان، ومحمد الفجي الذي يريد من الحكومة بناء مساجد صغيرة ومصليات بجانب محطات الوقود الممتدة على جانبي الطرق السريعة، اما عواد برد فهو يريد مصليات ومساجد على طريق السفر السريع بواقع مصلى كل عشرة كيلومترات على الخطوط المؤدية الى العبدلي والنويصيب والسالمي، وكذلك الدائري السابع وقد احترت في امري وانا اتذكر اننا درسنا في المدرسة «أينما تولوا فثم وجه الله».
واذا بصالح عاشور يطالب الحكومة بعمل مواقف لمسجد الامام الشيرازي الكائن في منطقة بنيد القار مع الرصف والتخطيط في الساحة المقابلة له، وهذا هو المسجد نفسه الذي سرق عقل «ياسر الحبيب» وغير جلده وجيناته ليلقى به تائها لاجئا بلا وطن!
اما الزلزلة فقد اوعز للجهات المختصة بمهرجانات «هلا فبراير» بالامتناع عن البرامج الغنائية في فترة محرم وعاشوراء بينما طالب عبدالله عكاش برد محمد الخليفة بإيقاف الموسم الرياضي في العشر الاواخر من رمضان، وقد استحضرت موسيقى كلماتهم المتناقضة رسوم احلام اعياد الميلاد! متناسين قواعد «لكم دينكم ولي دين».
وهكذا تعلمنا خلال مجلس 2003 استنشاق ما لا تبثه الرياحين ولا تنشره المحاجر، فقد نسي نوابنا الافاضل ان السراج الذي يحملونه ليس لهم!
وقد اعتادت بصيرتنا النظر الى ضوء الشموع الضئيلة فلم نعد نستطيع ان نحدق الى نور الشمس!
ولكن شخصت عيناي الى شيء غير منظور« وادركت ان الدوائر العشر والخمس والعشرين هي نواة الفساد المشهود.
حفظ الله هذا الوطن المعطاء.
http://www.alqabas.com.kw/writersarticlesdetails.php?aid=10275
د. فريدة الحبيب
رحمة الله عليك يا «بوسيف» كلما دخل حجرتي وبيدي كتاب سألني: هذا الكتاب قال ام عال؟ ابتسم له واقول «لا يبا عال العال..» ولكني كلما اقرأ انجازات مجلس الامة 2003 اتذكر والدي واقول قال قال قال الا دستور الكويت عال عال عال..
أولا: قال رئيس مجلس الامة «يا جماعة، يا اخوان ارجوكم لا احد يخرج ترى نصابي حدّه حدّه» والغائبون من جلسات هذا المجلس يتراوح ما بين 12 و14 وهناك شخصيات معروفة بين الوزراء والنواب الذين يغيبون بدون عذر في غياب رئيس مجلس الوزراء بعذر. وسجال بين الرئىس ومحمد الصقر الذي احتسبه غائبا عندما كان متواجدا شبرا واحدا خارج القاعة ليتحدث الى آخر، وقد حرص الصقر الا يحتسب غائبا نظرا لنظافة سجله ليدخل في سجال آخر مع فيصل المسلم الذي صمم على الرئيس ان يسجل الصقر غائبا.
وسجال عقيم آخر بين فهد الخنة والوزير الحمد وهو ينفي ما قاله في مؤتمر ايران بشأن التطرف الديني في المناهج وكأنها وقع الحوافر على حصباء الوادي! قال الخنة «لا زقيق حديقة الحيوان يم الجامعة، مدرس يدرس ويسمع زئير الأسد؟» وكأننا في سفاري جنوب افريقيا وقال احمد العبدالله «هم هذول كمان عاوزين احترام الحكومة»! قال وليد الجري «هذا كذب وافتراء، الى هذه الدرجة بلغ فينا الضعف» ليدخل في سجال آخر مع علي الدقباسي بشأن ما قاله رئيس مجلس النواب اليمني.. والرئيس كعادته ممتنع!
ثانيا: كثرت الاقوال في استجواب محمود النوري «الذي وجه له مائة سؤال جاوب على ثمانين، وكل سؤال من 18 بندا وكل بند باب أ، ب، ت،.. ء:
قال الرئىس «رحم الله امرأ عرف قدر نفسه، أنا ماني خبير دستوري» وقال مشاري العنجري «اذا في يوم من الايام قدم استجواب توفي صاحبه، توفي احد من العشرة» ترى احنا قاعدين نشكل سابقة وهذا مناقض للدستور وقال الصقر «ارجو الا تقع الرئاسة في المحظور» وقال مسلم البراك رادا «ما يجوز ان المجلس يحول نفسه الى محكمة دستورية» في حين هدد ضيف الله شرار بين الكلمة والاخرى باللجوء الى المحكمة الدستورية!
ويأتي صاحب الطرح الهادئ صلاح خورشيد، قال «لي الشرف ان اكون احد موقعي طرح الثقة» وقال السيد القلاف «انا اعتقد ان اليوم اذا مر هالكلام اقسم بالله العظيم اي استجواب يجي من الان اعطي حق الخمسين نائب اسمي لطرح الثقة قبل لا اسمع الاستجواب».
مساكين بحق ابناء هذا الشعب، الرئيس ونائبه في سجال على اساسيات لائحية ودستورية، ونواب يتشرف احدهم بالتوقيع على طرح الثقة في وزير نجح في الاستجواب وآخر يقسم دائما بالله العظيم ويهدد بطرح الثقة «مستقبلا» قبل ان يسمع الاستجواب وهم نفسهم بصدد تعديل احكام قانون 90-88 بشأن محاكمة الوزراء!
ثالثا وفي الانجازات الاقتصادية والمالية قال ناصر الصانع «البنك بنك وليس بنك»
«يمحق الله الربا ويربي الصدقات» متفاخرا بتشريع قانونه للبنوك الاسلامية زاعما انه «توجه عالمي» وان Chase manhallun وCity Corp قد دخلت في الخدمات المصرفية الاسلامية وكلنا يعلم عامل السيولة والنقلة النوعية في النظرة العالمية للاسلام بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر فهم يعتبرون الاسلام معقلا للارهاب لا للاقتصاد!
فأموال الدولة ومقدرات الشعب قد استنزفها هذا المجلس الموقر، فالنواب هم من طالبوا الحكومة باسقاط ديون المتعاقدين وفواتير الكهرباء، وخصم 50% للعاملين في السلك القضائي المسافرين على متن الخطوط الجوية الكويتية وماذا عن العاملين في الطب والهندسة والفنيين من كل المهن لقد احرقت العدالة في هذا البلد بحامض الكبريتيك ومجلس امة 2003 يريد خصم التذاكر فيما يتنقل الوزراء وقياديو وزاراتهم بالطائرات الخاصة في مهماتهم الرسمية وما يترتب عليها من مصاريف غير مبررة بدلا من تذاكر الدرجة الاولى المخفضة والتي ستخفض على «الكويتية» ومال الفقراء! خاصة ان القلاف يريد مطارا دوليا جديدا ومحمد الخليفة يريد الطائرات العمودية!
ويأتي الزلزلة باقتراح برغبة لمكافأة مدرسي الرياضيات واعتبار هذا التخصص من التخصصات النادرة؟ لماذا؟ وماذا عن مدرسي النحو؟ (ليش ما يستاهلون) وطلب ايضا بصرف مكافأة لطلبة هندسة المعادي 300 دينار لكل فصل دراسي ولطلبة الصيدلة 250 دينارا، فإذا زلزلت الارض زلزالها واخرجت الارض اثقالها بماذا سيجيب عدالة السماء؟ ما هذا الترف الكويتي الذي يدعو اليه السيد الزلزلة؟ وطلاب العالم يسهرون الليل والنهار لاجتياز اصعب الامتحانات للحصول على منحة تدفع لهم مصاريف الدراسة فقط؟ ولماذا يطالب محمد الخليفة بمعونة شهرية للطلبة؟ اما الهاجري فيريد اعفاء المواطنين من ذوي الدخل المحدود من دفع فواتير الكهرباء واعفاء اصحاب العقارات التجارية من دفع 50% من الفواتير المستحقة ليتم استحقاقها في 6 اشهر، وطالب ايضا بزيادة علاوة الماجستير، أما خالد العدوة فقد طالب بصرف بدل الايجار من دون التقيد بسقف الراتب لمستحقيه! وبراك النون يريد صرف كادر خاص لائمة المساجد و علي الدقباسي يريد ان يعوض الاسر الكويتية ماديا لمن كانت مساحة بيوتهم اقل من 400م2.
يا اخوتي، كيف تناسيتم «انا خلقناكم درجات» و«القناعة كنز لا يفنى».
واقترح آخرون محفظة مالية بخمسين مليون دينار لتجميل العاصمة؟ مجلس تشريعي ام بلدي لست ادري؟!
رابعا: من انجازات هذا المجلس الموقر هو نقل وازالة عدد لا يحصى من المرافق. فقد طالب الطبطبائي بنقل مسرح كيفان ومبنى حماية الشخصيات الى مكان آخر، وطالب الدقباسي بازالة محطة وقود في منطقة الرحاب، اما عبدالواحد العوضي فيريد نقل مركز تدريب الكهرباء من الدعية الى مكان آخر، وطالب البراك بنقل محرقة نفايات جليب الشيوخ الى مكان آخر. وبراك النون يريد ازالة واستبدال شبكة المياه في منطقة الفردوس، وعلي الهاجري يريد نقل المحطة من المنقف الى الضاحية، ويريد فيصل المسلم الغاء موقع مضخة المياه في خيطان الى مكان آخر، وتوفير اغطية لمناهيل الامطار، بينما طالب جاسم الكندري بانشاء ممرات للامطار في منطقة هدية. اما الخليفة والبصري والعيار فقد طالبوا بنقل موقع تنقية المجاري من مناطقهم الى اخرى! حتى حسبت من شدة الاوليات أنني في ميامي الممطرة ولست في الكويت، علما بأن هناك خمسين مليون غالون ماء؟؟ «فاقد» في الكويت! قد تصنع جداول مائية قد تصل بخريرها الى سرائر الحقول في الوفرة!
واستمرت طلبات النقل والازالة عبر السنين الثلاث، فها هو الطبطبائي يطالب بوأد «شارع الحب» في كيفان، وانشاء جسر فوق الشامية وكيفان والشويخ امتدادا لطريق الجهراء ليسهل عليه التحرك، وهو من طالب بمنع تركيب الاقمار الصناعية التي تبث القنوات الاباحية المخلة بالآداب وهو من اهتم بانشاء محلات تراثية في ساحة العلم كبديل عن موقع «النجار» فيما طالب عصام الدبوس بمدخل ومخرج للقطعة رقم 1 شارع الغوص، وهكذا والحكومة تغرق بالطلبات المبنية على اسس عادية من الدراسة وايجاد البديل، وكأنهم يصلحون الشقوق في جدران الخرائب!!
واغلبهم طالبوا الحكومة بانشاء مخفر نموذجي، حديقة عامة، واضاءات وملاعب ومراكز للاطفاء متناسين ان طلبات الازالة والنقل قد تزيل امجاد مجلس الامة وتنقل اموال خزينة الدولة من الحكومة الى افراد متنفذين يعيثون في الارض فسادا!
خامسا: اما في التعليم فقد قال ضيف الله بو رمية «التعليم يحتضر» وقال صالح عاشور «التعليم جامد» وقال ناصر الصانع«امة في خطر» وقال البصيري «لنصرف على التعليم كما يصرف على السلاح» وقال وقال وقال ومن انجز» من انجز مشاريع في هذا الشريان الحيوي لرقي الامم؟ لقد انجز فيصل المسلم «المدينة الجامعية» وهو مشروع كافح من اجله النواب مسلم البراك حسن جوهر، عبدالله النيباري، وصالح عاشور وقبلهم جاسم القطامي والمرحوم سامي المنيس ليخرج من مضابط مجلس الامة الى يد النائب الفاضل لتقسيمه الى حرمين جامعيين للاناث والذكور وما يترتب عليه من مضاعفة التكلفة والاجور.
وطالب المسلم ايضا بتقويم الرصيف المقابل لكلية العلوم بين البوابة رقم 4 والبوابة رقم 10 والسماح لطلبة جامعة الكويت المفصولين والمتبقى لهم 24 وحدة دراسية او اقل باستكمال متطلباتهم الجامعية مقابل رسوم مالية تحددها الجامعة!!
اما عواد برد فقد اعترض على المقررات التدريبية 14 حصة فيما دعا الطبطبائي الى استخدام الرقم العربي الاصيل في جميع استخدامات مؤسسات الدولة وعدم استخدام الرقم الافرنجي وطلب ايضا تأجيل دراسة اللغة الانكليزية الى مرحلة ثالثة ابتدائي، بينما استشهد مسلم البراك بسياسة كلينتون الاميركية في القضاء على نسبة الرسوب في مادة الفيزياء وطالب علي الراشد بزيادة ميزانية النادي العلمي، وحرص حسن جوهر على مبدأ تكافؤ الفرص في التعليم العالي فكيف نقيم الطرح التعليمي لهذا المجلس؟ لست ادري.
سادسا: ومن اهم انجازات المجلس الموقر في الصحة هو استجواب واقالة الوزير، وتوزيع المناصب القيادية حسب الطائفة والقبيلة، وبنهب خزينة الدولة للعلاج في الخارج، وزلزلة الهيكل التنظيمي وتسليم القيادة وحق النقل، والندب، والترقية للمتأسلمين، حتى مناصب رؤساء الاقسام يفرضها نوابنا الافاضل غير آبهين بالسيرة الذاتية للاطباء، الذين في دارهم حفروا النصب التذكارية لتسلب الطبيب مهنيته وصرفوا آلاف الدنانير على صفحات الجرائد اليومية من اشتراكات الاطباء، نشكر الوزراء والنواب الذين ساهموا في دعم قضايا هامشية لذوي المصالح الذاتية الضيقة!!
ويأتي حسن جوهر مطالبا الحكومة بانشاء مراكز لداء السكري بينما صرح مؤسسة الكويت للتقدم العلمي شامخ امام الجميع!
ويطالب مسلم البراك باستحداث جهاز الاشعة فوق الصوتية في المراكز غير التخصصية، في جليب الشيوخ، ويطالب فيصل المسلم بمركز طبي في الاردن!
ومئات الطلبات الاخرى وكلهم ينادون في العمل في المراكز الصحية 24 ساعة، دون دراسة، دون ميزانية، دون طاقة بشرية، ودون مقارنة الحاجة بمثيلاتها من دول العالم، ومن اي خزينة.. لست ادري!
وكلهم لديهم اقتراحات برغبة بإنشاء وتشجير لممشى في مناطقهم لمزاولة رياضة المشي «الحمد لله» لا داعي للمارثون السنوي لجمعية القلب الكويتية!
اما المحفظة الصحية فقد اقترح النائب الفاضل احمد المليفي ان يديرها صندوق اعانة المرضى! وما ادراك يا بو انس ما صندوق اعانة المرضى، وبصراحة ما اقدر اشره عليك يا بو انس لأن ابوسيف كان يموت عليك!
سابعا:
ويأتي هذا المجلس بالاعتراض الصادح الصريح لإعلان حقوق الانسان المادة 18.
«لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين» ويشمل هذا الحق التعبير عن دينه وعقيدته سواء كان سرا او جهرا!
وتزعم هذا الاعتراض فيصل المسلم الذي ينادي بإقامة مساجد اخرى في خيطان، ومحمد الفجي الذي يريد من الحكومة بناء مساجد صغيرة ومصليات بجانب محطات الوقود الممتدة على جانبي الطرق السريعة، اما عواد برد فهو يريد مصليات ومساجد على طريق السفر السريع بواقع مصلى كل عشرة كيلومترات على الخطوط المؤدية الى العبدلي والنويصيب والسالمي، وكذلك الدائري السابع وقد احترت في امري وانا اتذكر اننا درسنا في المدرسة «أينما تولوا فثم وجه الله».
واذا بصالح عاشور يطالب الحكومة بعمل مواقف لمسجد الامام الشيرازي الكائن في منطقة بنيد القار مع الرصف والتخطيط في الساحة المقابلة له، وهذا هو المسجد نفسه الذي سرق عقل «ياسر الحبيب» وغير جلده وجيناته ليلقى به تائها لاجئا بلا وطن!
اما الزلزلة فقد اوعز للجهات المختصة بمهرجانات «هلا فبراير» بالامتناع عن البرامج الغنائية في فترة محرم وعاشوراء بينما طالب عبدالله عكاش برد محمد الخليفة بإيقاف الموسم الرياضي في العشر الاواخر من رمضان، وقد استحضرت موسيقى كلماتهم المتناقضة رسوم احلام اعياد الميلاد! متناسين قواعد «لكم دينكم ولي دين».
وهكذا تعلمنا خلال مجلس 2003 استنشاق ما لا تبثه الرياحين ولا تنشره المحاجر، فقد نسي نوابنا الافاضل ان السراج الذي يحملونه ليس لهم!
وقد اعتادت بصيرتنا النظر الى ضوء الشموع الضئيلة فلم نعد نستطيع ان نحدق الى نور الشمس!
ولكن شخصت عيناي الى شيء غير منظور« وادركت ان الدوائر العشر والخمس والعشرين هي نواة الفساد المشهود.
حفظ الله هذا الوطن المعطاء.
http://www.alqabas.com.kw/writersarticlesdetails.php?aid=10275