المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عندما تصبح الولايات المتحدة جمهورية إسلامية!



لمياء
03-05-2006, 04:53 PM
عن الإتحاد، العراقية



رواية روبرتو فيريغنو الأخيرة: صلوات للقاتل


ترجمة: بيستون فرهاد

يتخيل روبرتو فيريغنو الكاتب الامريكي في روايته المستقبلية (صلوات للقاتل) نزلت الاسواق الامريكية الآن والتي تعتبر روايته التاسعة. كيف أن واشنطن العاصمة ونيويورك ومكة ستمحى من على وجه البسيطة نتيجة إلقاء القنابل الذرية عليها. هذه الهجمات التدميرية تقوم بها جماعات إسرائيلية مارقة لأجل توريط الإسلاميين المتعصبين وتشويه الإسلام أمام عيون العالم وبالتالي عرقلة تقدم الإسلاميين في الولايات المتحدة الأمريكية. وبعد إنكشاف مخططهم, تكتسح الدول الإسلامية إسرائيل وينتشر الإسلام في عموم الكرة الأرضية وتندلع الحرب الأهلية في الولايات المتحدة الأمريكية.
بعد إنتهاء الحرب الأهلية, تتجزأ الولايات المتحدة الأمريكية الى دولتين معاديتين لبعضها البعض. الأولى جمهورية إسلامية معتدلة وعاصمتها (سياتل) في ولاية واشنطن، أما الثانية فجمهورية مسيحية أصغر من الإسلامية بإسم (Bible Belt) أو حزام الكتاب المقدس.

تجري أحداث هذه الرواية الفنتازية المستقبلية والتي تتخللها قصة حب يائسة،داخل الجمهورية الإســـلامـــــية فـــــقط، مشّكلة أوضاع طبيعية ومتناقضة في الوقت نفسه. فمثلا تتخلل إستراحة صلاة الظهر كل مباراة من مباريات (سوبر بولز)، ويعرض التلفزيون برامج وأفــــــلاما مجسّمة ويتردد صدى الآذان في المركز التجاري الرئيسي في المدينة. أما من الناحية الأمنية، فهناك دوريات الشرطة الديــــــنـــية، أو (أصحاب الأردية السود)، الذين يضربون أية إمرأة تظهر كـــــــــاحــلها للعيان.
البطلان الرئيسيان للـــــرواية هما رقيم إيبس (30 عاما) الجندي الإسلامي السابق الذي فقد إيمانه. وسارة دوغان (25 عاما) التي كانت فيما مضى حبيبة رقيم، وهي مسلمة معتدلة وفي نفس الوقت مؤرخة مرموقة وإبنة أخت رئيس أمن الدولة. وهناك شخصية أخرى بإسم (Wise Old Man) أو العجوز الحكيم الذي يعتبر نفسه مسلما على الطريقة الغربية وهو في الحقيقة الرأس المدبر والخفي للهجمات الذرية التي تعتبر جزءا من مخطط طويل المدى لإبادة إسرائيل والإستيلاء على سلطة الحكومة الأمريكية الإسلامية. وطوال 25 عاما، زرعت هذه الشخصية عملاءها في المناطق الحساسة والمناصب العليا في البلد لكي تستطيع بواسطتهم إزالة الرئاسة المعتدلة ومن ثم إستلام السلطة منها.
وفي هذا الوقت المحدد لتنفيذ الخطة النهائية, تبرز سارة على المسرح حيث تبحث عن الحقائق المخفية وراء الهجمات الذرية وتوشك أن تصل الى الحقيقة التي ستكشف مخطط العجوز الحكيم الذي يعرف بأمرها. وقبل أن يسكتها الحكيم للأبد, تهرب سارة وتنزل للعالـــــم السفلي حيث تلتقي برقيم وينتعش حبهما القديم من جديد. ومعا, يبحثان عن رأس الخيط الذي سيوصلهم الى كشف المخطط، بينما يبعث العجوز الحكيم بقاتله المسمى (داروين) وراءهما ليقتلهما والذي سيصبح كظلهما أينما حلاّ.
ولد المؤلف فيريغنو، من أصول إيطالية, في فلوريدا ويعيش الآن مع عائلته في سياتل, ولاية واشنطن. بعد تخرجه في الكلية وحيازته لبكالوريوس الفلسفة وصنع الأفلام والكتابة المبدعة, يعود الى معشوقته الأولى: لعبة البوكر التي سيكرس لها خمس سنوات مابعد التخرج وسيستفيد لاحقا من تجربته هذه في إثراء شخصيات رواياته. بعد ذلك يصدر مجلة متخصصة بموسيقى الروك ويحرز نجاحا يقوده الى العمل كمحرر في صحيفة يومية تصدر في جنوب كاليفورنيا. أصدر أول رواية له بعنوان (أبعاد حصان), بينما يعتبر روايته هذه (صلوات للقاتل) التاسعة وتتألف من (416) صفحة.
وفيما يلي مقتطفات من مقابلة معه نشرت في الموقع الألكتروني الخاص بروايته:
* كيف حدث وأن قرر صبي كاثوليكي أن يؤلف رواية بطلها مقاتل مسلم ساخط؟
- قدر مفاجئ، وأعني عندما قذف جدي لأبي قسا الى أسفل الدرج معيقا بذلك تربية كاثوليكية. وبدلا من ذلك, ذهبت الى أهم كنيسة في جنوب بريسبايتر حتى السادسة عشرة من عمري عندما "إستعرت" سيارة العائلة أثناء الخدمة العسكرية وأخذت معي حينذاك كارلا جونسن, أكثر الصبايا إثارة من بين جموع المصلين والمصليات في الكنيسة, الى قاعة البولنغ حيث إستمعنا معا الى الموسيقى الصاخبة, وإحتككنا ببعضنا البعض أثناء اللعب بالألعاب الألكترونية. هذه هي الخطايا الثلاثية في تلك الأيام الأكثر براءة التي كانت نهاية لحضوري الرسمي للكنيسة.
وبينما تركت الكنيسة, لم تغادرني هي. وأحيانا كانت تراودني فكرة كتابة رواية عن الجريمة تتحدث عن رجل فقد إيمانه ويعاني بشدة من هذا الفقدان. عن شرطي مهتم بالعدالة أكثر مما هو مهتم بالقوانين ويفشل في كلتيهما. لقد كنت مدهوشا, مثل غيري, من إكتشافي أن بطلي غير المؤمن هذا سيكون مقاتلا مسلما. ولكن في عالم مابعد 11/9, بدا ذلك صحيحا الى حد ما.. أي طريقة الى الحصول على إدراك عميق والتبصر نحو إنسانيتنا المشتركة.
* تدل مقدمة (صلوات للقاتل) على أن الولايات المتحدة الأمريكية ستخسر الحرب على الإرهاب وتصبح جمهورية إسلامية. هل تعتقد حقيقة بأن مثل هذا الشيء ممكن حدوثه؟
- آمل بالتأكيد أن أكون كاتبا لرواية أكثر مما تكون كتابتي نبوءة. ولكنني أعتقد بأن توقع مثل هذه الأحداث ستضيف الدعاية والإعلان فقط الى قوة الكتاب. إنني أوضح في الكتاب بأن الولايات المتحدة الأمريكية لم تنهزم عسكريا, بل ستنزف بسبب صراع بدون نهاية لخلاف الآراء وحقد إقتصادي وثقافة مستهلكة معادية لعطش الناس الحقيقي الى فهم حياتهم, كل هذا سيؤدي الى إضعاف الداخل.
هناك مشهد رائع في (العراب2) عندما يذهب مايكل كورليوني الى هافانا ليسلم 12 مليون دولار الى حكومة باتيستا لكي تبني بها كازينوهات. وأثناء قيادة السيارة من المطار نحو القصر الرئاسي, يرى مايكل شابا من الثوار يفجر نفسه بقنبلة يدوية ويأخذ معه واحدا من شرطة الجيش الذي حاول القبض عليه. وبينما يستبعد شريكه هايمن روث فرص نجاح جماعة كاسترو, يبدو مايكل غير مرتاح معلقا بأن الجنود يُدفع لهم لكي يقاتلوا بينما يموت الثوار من أجل ما يؤمنون به. أعتقد بأن هذا هو مفتاح عالم (صلوات للقاتل).
إننا نعيش في دولة مبتكرة وطائفية تثمن الحرية الشخصية والتسامح والإبداع, ولكنها تتركنا قصيري النظر وعرضة للخطر ونطلب تصليحات سريعة وتقدما مستقيما. وفي جيل يقع تحت حرب طويلة, لا يهم التكنولوجيا مثلما يكون الإيمان المطلق بأحقية الفرد في الرغبة بالموت من أجل هذا الإيمان مهما. إن العداوة المستمرة والمميتة بين الشيعة والسنة تنبع من إستشهاد الإمام الحسين حفيد النبي محمد في معركة تعود لأكثر من 1300 سنة مضت. هل بإمكانك أن تتذكر من الذي فاز بالسوبر بولز في السنة الماضية؟
* بإعتقادك أية ثقافة متسلحة روحيا جيدا تقاتل في حرب تمتد لخمسين عاما؟
- بالمقارنة باليقين الأخلاقي للإسلام, لدينا ورع مترهل لرؤسائنا. لقد تحدث جورج بوش عن الملائكة التي تقوم بحراسة أجواء الولايات المتحدة الأمريكية بعد 11/9, ثم إقترح علينا أن نذهب جميعا للتسوق مخافة أن ينتصر الأرهابيون. كاثوليكية جون كيري أستؤنفت عندما ترشح للرئاسة ولكنه كان غير متسامح في سجله ذي الثلاثين سنة وذلك في تصويته ضد وضع أية حدود للإجهاض الذي يمثل إعتداء صارخا على أكثر المعتقدات الأساسية في إيمانه الكاثوليكي. والآن حاول تخيل سياسي إسلامي يمشي بتثاقل وساندويتش بلحم الخنزير في يده, أو يقترح بأن التسوق هو أفضل دفاع, ثم إسأل نفسك أي نوع من القادة تثق به ليقودك عبر العصور المظلمة والخطرة؟ إن الغموض الأخلاقي والثقافة النسبية ما هي إلا ترف عندما تهتز الأرض تحت قدميك. وفي الكتاب عندما تدمر القنابل النووية نيويورك وواشنطن العاصمة, تتشظى الأمة الى شكلين أساسيين. معظم المسيحيين يهاجرون الى (Bible Belt) بينما تتحول بقية البلد الى الإسلام.
* يبدو إنك ترى الإسلام متفاهما؟
- هناك عدة مظاهر للإسلام أراها جذابة, وخصوصا حس المجتمع العالمي. من الأجزاء المفضلة عندي في الكتاب, عندما يمشي البطل رقيم عبر الشوارع نحو مركز المدينة حينما يسمع الآذان. يتوقف رقيم هناك في الوهج الوردي لضوء الصباح الباكر, مرتعشا من الصوت وصداه الكامل.

قلب واحد وروح واحدة وإله واحد. وهو لم يصلِ منذ ثلاث سنوات ولكنه يجد نفسه يتمتم بكلمات المؤذن بينما يتجاوزه الناس مسرعين الى المسجد. رجال إعمال يرتدون بدلات ذات ثلاث قطع ومراهقين يرتدون الجينزو نسوة يمسكن ويحثن أطفالهن على عدم التأخير. يقال بأن صلاة الجماعة هي أفضل 27 مرة من صلاة الفرد, وهناك بركات أعظم للذين يدخلون أولا. وفي دقائق عدة, يركع المؤمنون مولين وجوههم نحو الكعبة في مكة. إنها موجة متزامنة ومتكاملة من الخضوع والتسليم, أبدية ومجردة من الأنانية, تنساب نحو الخلود. يراقبهم رقيم وهم يتدافعون الى المسجد ويحسدهم على تفانيهم.
* أي نوع من الأبحاث أجريتها وكم من أحداث الكتاب مبنية على الحقائق وكم منها أدبية خالصة؟
- لقد أمضيت أكثر من سنتين في أبحاث حول الكتاب, كل شيء من العلوم الدينية والجيوبوليتيكية الى أصغر وحدة من التكتيكات العسكرية والأوضاع الصحيحة للأيدي والأرجل أثناء صلاة المسلمين. وكمراسل سابق, قمت بإستغلال الحقائق لإسناد القصة. من آذان الصلاة خمس مرات في اليوم, والوضع الطبقي الثاني للمسيحيين تحت القوانين الأسلامية, الى طبيعة الخصومة الرئيسية في الكتاب.
وهذه الشخصية المعروفة (Wise Old Man- العجوز الحكيم) هي في الحقيقة صورة عن المهدي, سليل محمد, الذي يوما ما سيوحد المسلمين في زمنهم العصيب وسيتجه لفتح العالم. لقد عانيت كثيرا من جعل بحثي عالميا لكي لا أذهب الى الطريقة التي أروي بها قصة جيدة. كانت نيتي دائما أن أروي حكاية وأن أكتب رواية مملوءة بالحب والعنف والخيانة. رواية مثيرة تحدث في المستقبل وتجعلك تنسى إنها تحدث الآن بالضبط. فإذا قرأتَ الصفحة الأولى ولم تكن متلهفا لتقلب الصفحة التالية, أكون عندها فشلت.