سيد مرحوم
09-09-2003, 01:46 PM
http://www.bayynat.org/www/arabic/nachatat/graphics/sayiid.gif
لأن "المبرات" غير مرتهنة لأحد
يبقى الولاء لخدمة الأيتام والفقراء والمساكين
باسم سعد (كاتب لبناني)
ينظر مصدر إسلامي بارز بعين الاستغراب حيال ما تعرّض له وزير المال فؤاد السنيورة من منع للسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية بحجة تبرّعه بمليون ليرة إلى "جمعية المبرات الخيرية الإسلامية".
ويأتي استغراب المصدر من خلال جملة معطيات يسوقها على النحو الآتي:
أولاً: إن جمعية المبرات الخيرية هي واحدة من كبريات الجمعيات الخيرية اللبنانية، إن لم تكن الأكبر، وهي، بما وبمن تمثّل، تحظى باحترام شديد من أركان الدولة اللبنانية بكل أطيافها.
وتُعرف الجمعية، التي تأسست في العام 1978 على يد المرجع الإسلامي العلامة السيد محمد حسين فضل الله، باستقلاليتها المالية والاجتماعية، بالمستوى نفسه الذي يُعرف عن استقلالية العلامة فضل الله سياسياً واقتصادياً ودينياً، وربما لهذا السبب ولغيره يحظى السيد فضل الله باحترام الجميع إذ لم يُسجِّل عليه أحد أنه ارتهن في لحظة من اللحظات أو في أي مرحلة سياسية لدولة أو تنظيم أو لأي فئة من الفئات.
وفي هذا الجانب يشير المصدر إلى ما أدلى به مسؤول سياسي بارز في دولة مجاورة من أن الشخصية الوحيدة في لبنان التي تمتلك رصيداً وطنياً وإسلامياً وعربياً من دون أن تمتلك رصيداً مالياً من أحد، هي السيد فضل الله.
ثانياً: المعروف عن هذه الجمعية أنها تشترط على العاملين فيها، وخصوصاً أولئك الذين هم في مواقع المسؤولية، عدم الارتباط بأي جهة حزبية، على أساس أن يكون الولاء للمهمة التي نذروا أنفسهم لها وهي رفع الحيف وشظف العيش عن الأيتام والمعوقين والفقراء والمساكين، وخدمة من يحتاج على المستوى الاجتماعي، بحسب إمكانات هذه الجمعية وطاقاتها.
ثالثاً: إن هذه الجمعية أصبحت بمثابة "مزار" لأكثر من جهة إنسانية دولية، بعدما صنفت الأمم المتحدة بعض مؤسسات جمعية المبرات الخيرية كـ"مبرة السيد الخوئي" في الدوحة و"معهد الهادي للمكفوفين" على طريق المطار، بأنها "مؤسسات أولى" في لبنان والشرق الأوسط في ما يختص بأساليب الرعاية الاجتماعة للأيتام والمعوقين.
ولذلك، فمن المستغرب أن يُنظر إليها بعين الريبة والشك، وخصوصاً أن بعض الديبلوماسيين الغربيين في لبنان الذين زاروا مراكزها وتوقفوا ملياً أمام طرائق التدريس ومناهج الرعاية الاجتماعية فيها، أعربوا عن ذهولهم لروعة ما شاهدوا من إبداع علمي وتربوي.
لذلك، يعتقد المصدر، أن ما تمّ من تداول لإسم الجمعية في هذه القضية قد يكون ناشئاً من معطيات لبنانية لا من حيثيات دولية، وخصوصاً أن إسم الجمعية ليس وارداً على لائحة الجمعيات التي تخضعها الولايات المتحدة الأمريكية لتصنيفاتها المعروفة في مسألة "رعاية الإرهاب".
وعليه، يلفت المصدر إلى أن هذه القضية، وإن أخذت حجماً كبيراً من الضجة، ككل قضية مشابهة في لبنان، فإنها في طريقها إلى التوضيح وربما التصحيح، كما هي العلاقات الأمريكية ـ اللبنانية التي تسلك طرقاً ضبابية والتوائية في هذه المرحلة.
-----------------------------------------------------------------------------------------------
صحيفة "المستقبل" اللبنانية (21ربيع الآخر 1424هـ/ 21-6-2003م)
لأن "المبرات" غير مرتهنة لأحد
يبقى الولاء لخدمة الأيتام والفقراء والمساكين
باسم سعد (كاتب لبناني)
ينظر مصدر إسلامي بارز بعين الاستغراب حيال ما تعرّض له وزير المال فؤاد السنيورة من منع للسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية بحجة تبرّعه بمليون ليرة إلى "جمعية المبرات الخيرية الإسلامية".
ويأتي استغراب المصدر من خلال جملة معطيات يسوقها على النحو الآتي:
أولاً: إن جمعية المبرات الخيرية هي واحدة من كبريات الجمعيات الخيرية اللبنانية، إن لم تكن الأكبر، وهي، بما وبمن تمثّل، تحظى باحترام شديد من أركان الدولة اللبنانية بكل أطيافها.
وتُعرف الجمعية، التي تأسست في العام 1978 على يد المرجع الإسلامي العلامة السيد محمد حسين فضل الله، باستقلاليتها المالية والاجتماعية، بالمستوى نفسه الذي يُعرف عن استقلالية العلامة فضل الله سياسياً واقتصادياً ودينياً، وربما لهذا السبب ولغيره يحظى السيد فضل الله باحترام الجميع إذ لم يُسجِّل عليه أحد أنه ارتهن في لحظة من اللحظات أو في أي مرحلة سياسية لدولة أو تنظيم أو لأي فئة من الفئات.
وفي هذا الجانب يشير المصدر إلى ما أدلى به مسؤول سياسي بارز في دولة مجاورة من أن الشخصية الوحيدة في لبنان التي تمتلك رصيداً وطنياً وإسلامياً وعربياً من دون أن تمتلك رصيداً مالياً من أحد، هي السيد فضل الله.
ثانياً: المعروف عن هذه الجمعية أنها تشترط على العاملين فيها، وخصوصاً أولئك الذين هم في مواقع المسؤولية، عدم الارتباط بأي جهة حزبية، على أساس أن يكون الولاء للمهمة التي نذروا أنفسهم لها وهي رفع الحيف وشظف العيش عن الأيتام والمعوقين والفقراء والمساكين، وخدمة من يحتاج على المستوى الاجتماعي، بحسب إمكانات هذه الجمعية وطاقاتها.
ثالثاً: إن هذه الجمعية أصبحت بمثابة "مزار" لأكثر من جهة إنسانية دولية، بعدما صنفت الأمم المتحدة بعض مؤسسات جمعية المبرات الخيرية كـ"مبرة السيد الخوئي" في الدوحة و"معهد الهادي للمكفوفين" على طريق المطار، بأنها "مؤسسات أولى" في لبنان والشرق الأوسط في ما يختص بأساليب الرعاية الاجتماعة للأيتام والمعوقين.
ولذلك، فمن المستغرب أن يُنظر إليها بعين الريبة والشك، وخصوصاً أن بعض الديبلوماسيين الغربيين في لبنان الذين زاروا مراكزها وتوقفوا ملياً أمام طرائق التدريس ومناهج الرعاية الاجتماعية فيها، أعربوا عن ذهولهم لروعة ما شاهدوا من إبداع علمي وتربوي.
لذلك، يعتقد المصدر، أن ما تمّ من تداول لإسم الجمعية في هذه القضية قد يكون ناشئاً من معطيات لبنانية لا من حيثيات دولية، وخصوصاً أن إسم الجمعية ليس وارداً على لائحة الجمعيات التي تخضعها الولايات المتحدة الأمريكية لتصنيفاتها المعروفة في مسألة "رعاية الإرهاب".
وعليه، يلفت المصدر إلى أن هذه القضية، وإن أخذت حجماً كبيراً من الضجة، ككل قضية مشابهة في لبنان، فإنها في طريقها إلى التوضيح وربما التصحيح، كما هي العلاقات الأمريكية ـ اللبنانية التي تسلك طرقاً ضبابية والتوائية في هذه المرحلة.
-----------------------------------------------------------------------------------------------
صحيفة "المستقبل" اللبنانية (21ربيع الآخر 1424هـ/ 21-6-2003م)