المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مهنة التسول في قسنطينة ..مهنة رابحة



الأمازيغي
03-04-2006, 01:52 PM
التسوّل·· مهنة تدرّ تسعة ملايين في الشهر بقسنطينة
قال أحد المتسولين الذي بالكاد قبِل الحديث معنا: إنه اعتاد على التسول ولا يستطيع التخلي عن هذه المهنة التي أصبحت كالتدخين بالنسبة له· سيدة عجوز قالت لنا باستهزاء ''وتعطوني نتوما ناكل''·· صاحب أحد الهواتف العمومية ذكر أنه يتعامل مع عجوز متسولة منذ فترة، فيستبدل لها القطع النقدية المعدنية بالورقية، وأن حسابها اليومي لا يقل عن الـ3000 دج، أي ما يعادل حسبه تسعة إلى عشرة ملايين سنتيم شهريا، وهو أحسن من راتب إطارات الدولة·· فلماذا تكف عن التسول؟
من جهتها تؤكد أرقام مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن التي سجلت من خلال تحقيقاتها ما بين 60 إلى 90 متسولا يوميا، أن 80 بالمائة منهم من خارج قسنطينة، يحتلون المناطق الإستراتيجية بالمدينة ويصطادون الزبائن عن طريق الأطفال والرضع، حيث أسفرت التحريات خلال نفس السنة عن إحصاء 51 طفلا ما بين السنة والتسع سنوات يُستعملون للتسول·
وقد ذكر مدير النشاط الاجتماعي والتضامن في تصريح سابق أن التحقيقات التي قامت بها مصالحه المتكونة من علماء النفس والاجتماع، مربين مختصين في الطفولة ومرشدات اجتماعيات، جعلتهم يحددون ثلاث فئات من المتسولين في المدينة، فئة المتسولين الممتهنين الذين يأتون من عدة مناطق من الوطن كالوادي، برج بوعريريج، المسيلة وغيرها، إضافة إلى البدو الرحل أو كما يعرف بالعامية ''بني عداس'' الذين نصبوا خيمهم في منطقة زيغود يوسف، زواغي وبوالصوف، والذين يستعملون السيارات للتنقل من وإلى وسط المدينة ''مكان العمل''، وبالضبط عند مدخل شارع عبان رمضان، أما الفئة الثالثة من المتسولين فهم المحتاجون والذين لا يتسولون إلا عند الحاجة·· وقد قامت مديرية النشاط الاجتماعي بمراجعة قوائم المساعدات لإدراجهم ضمنها·
ذات المديرية أحصت في التحقيق الذي دام 10 أيام ثمانية أطفال متسولين فيما يوجد منهم من يتسول لمدة 20 دقيقة للحصول على ثمن وجبة ثم يكف عن ذلك· وقد ذكر مصدر مسؤول بذات المديرية، أن 30 بالمائة من الأطفال المتسولين مرغمون من طرف الأولياء، ما دفع مصالح النشاط الاجتماعي لأخذ رخصة من قاضي الأحداث للتصرّف بشأن هؤلاء الأطفال ووضع حد لتسولهم، حتى إن هناك من المتسولين من سيق للعدالة مؤخرا·· علما أن إحصائيات شهري فيفري وجانفي من السنة الجارية تشير إلى وجود 30 متسولا من بينهم 7 أطفال و14 امرأة·
وبالموازاة مع التسول، فقد كثر المتشردون بشوارع المدينة، ورغم الحملات التي تشنها المديرية لجمعهم ووضعهم في ديار الرحمة إلا أنهم يعودون للشارع في أغلب الأحيان، حيث سجلت مصلحة الحماية الاجتماعية خلال السداسي الأول من عام 2005 وجود 101رجل، 15 امرأة و14 طفلا دون مأوى· أما السداسي الثاني فقد عرف تسجيل 63 رجلا، 27 امرأة و14 طفلا أيضا تم توجيههم إلى ديار الرحمة· تقرّبنا من أحد المتشردين أمام سوق بطو بشارع بلوزداد الذي لم يكن عمره يتعدى الـ18 سنة، والذي كان يبدو خائفا أكثر منه عدوانيا، وسألناه عن سبب هروبه من ديار الرحمة بعد أن علمنا أنه أخذ مرتين على التوالي إليها، رد علينا بعد تردد كبير قائلا إنه لا يريد العودة إلى المنزل لأنهم سيضربونه، وديار الرحمة قد تتصل بهم لأخذه·