ابوقاسم
09-08-2003, 02:24 AM
ولادته : ولد الإمام عليّ (ع) في العام العاشر قبل المبعث، في بيت اللّه الحرام، والده أبو طالب ابن عبد المطلب بـن هاشم بن عبد مناف، وأمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف(1). مواضيع متعلقة
تأملات في تجربة الإمام أمير
المؤمنين (ع) في حركة النص في الواقع
من أسمائه: أسد وحيدرة.
كناه: أبو الريحانتين، أبو تراب، وأبو الحسن، وأبو الحسين، وأبو محمَّد.
ألقابه هي: أمير المؤمنين، يعسوب الدين والمسلمين، مبيد الشرك والمشركين، قاتل الناكثين والقاسطين، مولى المؤمنين، شبيه هارون، المرتضى، نفس الرسول وأخوه، زوج البتول، سيف اللّه المسلول، أبو السبطين، أمير البررة، قاتل الفجرة، قسيم الجنّة والنّار، صاحب اللواء، سيِّد العرب والعجم، خاصف النعل، كاشف الكرب، الصديق الأكبر، أبو الريحانتين، ذو القرنين، الهادي، الفاروق، الواعي، باب المدينة، بيضة البلد، الوالي، الوصي، قاضي دين الرسول، منجز وعده(2).
لـم يكن قد بلغ الخامسة من عمره بعد، حينما حمله النبيّ الكريـم إلى داره، وعني بتربيته، ولازمه (ع) منذ طفولته، هو أوّل من آمن بالنبيّ الكريـم(3)، وكان بجواره طوال ثلاث عشرة سنة يكتب الوحي الإلهي، ونام مضحياً بنفسه في فراش النبيّ ليلة هجرته إلى المدينة المنوَّرة وكان من قبل ينام في فراشه أثناء الحصار في بيت أبي طالب.
ساهم في كلّ الغزوات التي خاضها المسلمون ضدّ أعدائهم إلاَّ غزوة تبوك حيث مكث في المدينة المنورة بأمر من النبيّ (ص)، وقد لعب دوراً بارزاً في الانتصارات التي حقّقها المسلمون في مختلف الجبهات.
كان يرى الخلافة حقّاً له لا ريب فيه، إلاَّ أنَّه لـم يكن يدخر جهداً في سبيل التعاون مع الخلفاء مقدماً بذلك للعالـم الإسلامي خدمات جليلة.
تولى الإمام عليّ (ع) الخلافة بعد مقتل عثمان، وذلك بطلب الأغلبية القريبة من الإجماع من المهاجرين والأنصار، فرفض في البداية قبول هذا المنصب غير أنهَّ تسلّم مقاليد الخلافة في النهاية وبإلحاح المهاجرين والأنصار.
جابهته بعض الفئات التي رأت فيه خطراً على مصالحها فانتهت مواجهتهم له إلى حروب ثلاثة: حروب الناكثين والقاسطين والمارقين.
الحرب الأولى: القتال ضدّ الناكثين (ناكثي العهد) طلحة والزبير واللذان كانا قد بايعا الإمام عليّ (ع) ولكنَّهما طلبا منه أن يوليهما أمر البصرة والكوفة، ولكنَّ الإمام لـم يوافق على طلبهما، فغادر الإثنان المدينة خفية وتوجها إلى مكة، وهناك أسّسا جيشاً، وقصدا البصرة واستوليا عليها بمشاركة عائشة، وترك الإمام عليّ (ع) المدينة عازماً على إبعادهما عن هذه البلدة، ووقع بالقرب من البصرة قتال عنيف أسفر عن انتصار الإمام عليّ (ع) واندحار (الناكثين)، وعرفت هذه الموقعة بموقعة الجمل.
الحرب الثانية: كان معاوية بن أبي سفيان قد مهدّ الطريق لينصب نفسه حاكماً في الشام قبل فترة من خلافة الإمام عليّ (ع)، وعندما آلت الأمور إلى الإمام عليّ (ع) أصدر أمراً بخلعه من ولاية الشام، ولكنَّ معاوية رفض ذلك وتمرّد على الإمام (ع) ما أدّى إلى وقوع قتال بيـن قوات العراق والشام على أرض اسـمها "صفين"، وفي اللحظة التي كان الإمام عليّ (ع) على وشك الانتصار الكامل، استخدم معاوية حيلة رفع المصاحف على رؤوس الرماح، فاضطرب جيش الإمام وانقسم على نفسه، ما اضطر الإمام إلى الرضوخ للتحكيم، وانتدب أبو موسى الأشعري وعمرو بن العاص، على أساس أن يدرس الاثنان مصالح الإسلام والمسلمين ويبديا رأيهما في الخلاف الناشب.
واجه المسلمون أزمة قاسية بعد ذلك، وخَدَع عمرو بن العاص، أبا موسى الأشعري في التحكيم، الأمر الذي أدّى إلى رفض التحكيم من قبل جماعة من المسلمين الذين كانوا إلى جانب الامام علي(ع)، وخرجوا عن طاعته، وهم الذين كانوا من مارسوا ضغوطات قاسية لكي يقبل بالتحكيم.
الحرب الثالثة: القتال ضدّ المارقين كان قتالاً ضدّ المجموعة التي فرضت التحكيم على الإمام (ع)، ولكنَّها ندمت بعـد أيـام معدودات على فعلتها، ونكثت بعهدها وخرجت من بيعة الإمام (ع) التي كانت ما تزال في أعناقها، أمّا الإمام (ع) فلم يكن بالرّجل الذي ينكث العهود والمواثيـق، وتأهب هؤلاء الذين سمّوا فيما بعد بـ «الخوارج» لمواجهة الإمام عليّ (ع)، وشنوا حرباً شعواء ضدّه، وانتصر عليهم في معركة «النهروان».
واستشهد الإمام عليّ (ع) في النهاية بعد خمسة أعوام من الحكم، في ليلة الحادية والعشرين من رمضان سنة أربعين للهجرة، على يد أحد الخوارج المدعو عبد الرحمن بن ملجم المرادي الحميري.
--------------------------------------------------------------------------------
1- ابن عبد ربّـه الأندلسي، العقد الفريد، ج3، ص311، بيروت، دار الأندلس، ط1، 1408هـ ـ 1988م.
2- المناقب، للخوارزمي، ص40.
3- تاريخ الطبري، ج2، ص212 ؛ الكامل في التاريخ لابن الأثير، ج2، ص22.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++ ++++
منقول من موقع سماحة المرجع السيد محمد حسين فضل الله دام ظله
(موقع بينات)
http://www.bayynat.org.lb/www/arabi...eit/ImamAli.htm
تأملات في تجربة الإمام أمير
المؤمنين (ع) في حركة النص في الواقع
من أسمائه: أسد وحيدرة.
كناه: أبو الريحانتين، أبو تراب، وأبو الحسن، وأبو الحسين، وأبو محمَّد.
ألقابه هي: أمير المؤمنين، يعسوب الدين والمسلمين، مبيد الشرك والمشركين، قاتل الناكثين والقاسطين، مولى المؤمنين، شبيه هارون، المرتضى، نفس الرسول وأخوه، زوج البتول، سيف اللّه المسلول، أبو السبطين، أمير البررة، قاتل الفجرة، قسيم الجنّة والنّار، صاحب اللواء، سيِّد العرب والعجم، خاصف النعل، كاشف الكرب، الصديق الأكبر، أبو الريحانتين، ذو القرنين، الهادي، الفاروق، الواعي، باب المدينة، بيضة البلد، الوالي، الوصي، قاضي دين الرسول، منجز وعده(2).
لـم يكن قد بلغ الخامسة من عمره بعد، حينما حمله النبيّ الكريـم إلى داره، وعني بتربيته، ولازمه (ع) منذ طفولته، هو أوّل من آمن بالنبيّ الكريـم(3)، وكان بجواره طوال ثلاث عشرة سنة يكتب الوحي الإلهي، ونام مضحياً بنفسه في فراش النبيّ ليلة هجرته إلى المدينة المنوَّرة وكان من قبل ينام في فراشه أثناء الحصار في بيت أبي طالب.
ساهم في كلّ الغزوات التي خاضها المسلمون ضدّ أعدائهم إلاَّ غزوة تبوك حيث مكث في المدينة المنورة بأمر من النبيّ (ص)، وقد لعب دوراً بارزاً في الانتصارات التي حقّقها المسلمون في مختلف الجبهات.
كان يرى الخلافة حقّاً له لا ريب فيه، إلاَّ أنَّه لـم يكن يدخر جهداً في سبيل التعاون مع الخلفاء مقدماً بذلك للعالـم الإسلامي خدمات جليلة.
تولى الإمام عليّ (ع) الخلافة بعد مقتل عثمان، وذلك بطلب الأغلبية القريبة من الإجماع من المهاجرين والأنصار، فرفض في البداية قبول هذا المنصب غير أنهَّ تسلّم مقاليد الخلافة في النهاية وبإلحاح المهاجرين والأنصار.
جابهته بعض الفئات التي رأت فيه خطراً على مصالحها فانتهت مواجهتهم له إلى حروب ثلاثة: حروب الناكثين والقاسطين والمارقين.
الحرب الأولى: القتال ضدّ الناكثين (ناكثي العهد) طلحة والزبير واللذان كانا قد بايعا الإمام عليّ (ع) ولكنَّهما طلبا منه أن يوليهما أمر البصرة والكوفة، ولكنَّ الإمام لـم يوافق على طلبهما، فغادر الإثنان المدينة خفية وتوجها إلى مكة، وهناك أسّسا جيشاً، وقصدا البصرة واستوليا عليها بمشاركة عائشة، وترك الإمام عليّ (ع) المدينة عازماً على إبعادهما عن هذه البلدة، ووقع بالقرب من البصرة قتال عنيف أسفر عن انتصار الإمام عليّ (ع) واندحار (الناكثين)، وعرفت هذه الموقعة بموقعة الجمل.
الحرب الثانية: كان معاوية بن أبي سفيان قد مهدّ الطريق لينصب نفسه حاكماً في الشام قبل فترة من خلافة الإمام عليّ (ع)، وعندما آلت الأمور إلى الإمام عليّ (ع) أصدر أمراً بخلعه من ولاية الشام، ولكنَّ معاوية رفض ذلك وتمرّد على الإمام (ع) ما أدّى إلى وقوع قتال بيـن قوات العراق والشام على أرض اسـمها "صفين"، وفي اللحظة التي كان الإمام عليّ (ع) على وشك الانتصار الكامل، استخدم معاوية حيلة رفع المصاحف على رؤوس الرماح، فاضطرب جيش الإمام وانقسم على نفسه، ما اضطر الإمام إلى الرضوخ للتحكيم، وانتدب أبو موسى الأشعري وعمرو بن العاص، على أساس أن يدرس الاثنان مصالح الإسلام والمسلمين ويبديا رأيهما في الخلاف الناشب.
واجه المسلمون أزمة قاسية بعد ذلك، وخَدَع عمرو بن العاص، أبا موسى الأشعري في التحكيم، الأمر الذي أدّى إلى رفض التحكيم من قبل جماعة من المسلمين الذين كانوا إلى جانب الامام علي(ع)، وخرجوا عن طاعته، وهم الذين كانوا من مارسوا ضغوطات قاسية لكي يقبل بالتحكيم.
الحرب الثالثة: القتال ضدّ المارقين كان قتالاً ضدّ المجموعة التي فرضت التحكيم على الإمام (ع)، ولكنَّها ندمت بعـد أيـام معدودات على فعلتها، ونكثت بعهدها وخرجت من بيعة الإمام (ع) التي كانت ما تزال في أعناقها، أمّا الإمام (ع) فلم يكن بالرّجل الذي ينكث العهود والمواثيـق، وتأهب هؤلاء الذين سمّوا فيما بعد بـ «الخوارج» لمواجهة الإمام عليّ (ع)، وشنوا حرباً شعواء ضدّه، وانتصر عليهم في معركة «النهروان».
واستشهد الإمام عليّ (ع) في النهاية بعد خمسة أعوام من الحكم، في ليلة الحادية والعشرين من رمضان سنة أربعين للهجرة، على يد أحد الخوارج المدعو عبد الرحمن بن ملجم المرادي الحميري.
--------------------------------------------------------------------------------
1- ابن عبد ربّـه الأندلسي، العقد الفريد، ج3، ص311، بيروت، دار الأندلس، ط1، 1408هـ ـ 1988م.
2- المناقب، للخوارزمي، ص40.
3- تاريخ الطبري، ج2، ص212 ؛ الكامل في التاريخ لابن الأثير، ج2، ص22.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++ ++++
منقول من موقع سماحة المرجع السيد محمد حسين فضل الله دام ظله
(موقع بينات)
http://www.bayynat.org.lb/www/arabi...eit/ImamAli.htm