فاتن
03-02-2006, 08:08 AM
خضير طاهر - ايلاف
يؤسفني ان طروحاتي المتشائمة بخصوص العراق غالبا ماتكون صائبة وتثبت التجارب صحتها، فأنا الوحيد من العراقيين الذي أنفرد في المطالبة بوضع العراق تحت الوصاية الامريكية لإنعدام وجود الاحزاب والنخب السياسية الوطنية الشريفة وفشل المجتمع العراقي طوال تاريخ الدولة العراقية الحديثة في قيادة نفسه.
ورغم انني من المعارضين لنظام صدام ومن حسن الحظ مواقفي مدونة في صحف المعارضة العراقية من خلال كتاباتي في وقتها، وانني أدين بشدة جرائم نظام صدام كافة من اعتقالات، وتعذيب ، واعدامات ، وسرقة المال العام، الا انني أجدني مضطرا الى الرضوخ لحقائق الواقع والاقرار بسلامة نهج نظام صدام القائم على الحزم والقبضة الحديدية ، ومحاربة الاحزاب الدينية والتصدي للخطر الايراني.
كانت فلسفة الحكم لدى نظام صدام مبنية على طبيعة العلاقات بين أفراد المجتمع العراقي القائمة على نمط علاقة: (( الراعي والقطيع )) ابتداءا من العلاقة داخل الأسرة ، والعشيرة، والمدرسة والجامعة، والاحزاب والمؤسسة الدينية، والمجتمع... هذا النمط من العلاقات نتج عنه تعود - الغالبية العظمى - من الشعب على الخضوع للسلطة والانبهار بهيبتها، وتقديسها... بل ان المجتمع العراقي اصابه مرض جماعي (( بالماسوشية )) أي التلذذ بالخضوع للسلطة وطلب المزيد منها، وفي حال شعوره بفقدانها يبدأ بالتمرد والفوضى والتخريب... وهو سلوك لاشعوري يحتج به المريض (( الماسوشي )) على حرمانه من لذة الخضوع للسلطة!
بعد سقوط نظام صدام فقد المجتمع العراقي مظلة السلطة التي كان يعارضها، وفي نفس الوقت يغذي حاجاته (( الماسوشية )) من قمعها فهي بالنسبة له كالمخدرات ( القاتل والعلاج )، ومع دخول عصابات الاحزاب العراقية بكل ما تحمله من خبرات المهجر من لصوصية وسفالة وعمالة... انفجرت دمامل قيح المجتمع العراقي من فساد اداري وسرقة للمال العام وتخريب... ودخلت على الخط أجهزة المخابرات الايرانية والسورية وساهمت بشكل مباشر في توجيه ودعم الاعمال الارهابية من تفجيرات وقطع للرؤوس ، وادخال المخدرات للعراق، والهيمنة على مفاصل السلطة الرئيسية.
واليوم العراق يتأرجح فوق أمواج طوفان كارثة الحرب الأهلية ، والمطلوب علاج فوري ينقذ ما تبقى من البلد قبل احتراقه تماما، وبعد ان جرب الشعب الديمقراطية بأوسع تطبيقاتها فكانت من أكبر الاخطار عليه، وثبت ان المجتمع العراقي الذي تعود على السلطة المركزية الحازمة لاتناسبه الديمقراطية، ترى فما هو الحل.
الحل الوحيد لمشاكل العراق الراهنة هو إقدام الولايات المتحدة الامريكية على إلغاء العملية السياسية وتجميد نشاطات الاحزاب - ماعدا الكردية - وتعيين ضابط عسكري عراقي حاكماً للعراق على رأس حكومة طواريء تعمل بأشراف أمريكي على ان يكون الحاكم العسكري صارماً يعيد الهيبة للدولة، ويضرب بقوة الارهاب، والميليشيات وعملاء ايران وسورية، ويفرض سلطة القانون على الجميع.
اكرر أنني أرفض وأدين بشدة كافة جرائم نظام صدام.. ولكنني أقر بصواب رؤية هذا النظام في الحكم المركزي الصارم... ومن المؤسف ان نجد أنفسنا مرغمة على الاعتراف بأن عدونا نظام صدام الاجرامي قد نجح في فرض النظام والاستقرار وضبط وحشية المجتمع... لقد فهم جيدا صدام حقيقة الشعب العراقي.
خضير طاهر
kta19612@comcast.net
يؤسفني ان طروحاتي المتشائمة بخصوص العراق غالبا ماتكون صائبة وتثبت التجارب صحتها، فأنا الوحيد من العراقيين الذي أنفرد في المطالبة بوضع العراق تحت الوصاية الامريكية لإنعدام وجود الاحزاب والنخب السياسية الوطنية الشريفة وفشل المجتمع العراقي طوال تاريخ الدولة العراقية الحديثة في قيادة نفسه.
ورغم انني من المعارضين لنظام صدام ومن حسن الحظ مواقفي مدونة في صحف المعارضة العراقية من خلال كتاباتي في وقتها، وانني أدين بشدة جرائم نظام صدام كافة من اعتقالات، وتعذيب ، واعدامات ، وسرقة المال العام، الا انني أجدني مضطرا الى الرضوخ لحقائق الواقع والاقرار بسلامة نهج نظام صدام القائم على الحزم والقبضة الحديدية ، ومحاربة الاحزاب الدينية والتصدي للخطر الايراني.
كانت فلسفة الحكم لدى نظام صدام مبنية على طبيعة العلاقات بين أفراد المجتمع العراقي القائمة على نمط علاقة: (( الراعي والقطيع )) ابتداءا من العلاقة داخل الأسرة ، والعشيرة، والمدرسة والجامعة، والاحزاب والمؤسسة الدينية، والمجتمع... هذا النمط من العلاقات نتج عنه تعود - الغالبية العظمى - من الشعب على الخضوع للسلطة والانبهار بهيبتها، وتقديسها... بل ان المجتمع العراقي اصابه مرض جماعي (( بالماسوشية )) أي التلذذ بالخضوع للسلطة وطلب المزيد منها، وفي حال شعوره بفقدانها يبدأ بالتمرد والفوضى والتخريب... وهو سلوك لاشعوري يحتج به المريض (( الماسوشي )) على حرمانه من لذة الخضوع للسلطة!
بعد سقوط نظام صدام فقد المجتمع العراقي مظلة السلطة التي كان يعارضها، وفي نفس الوقت يغذي حاجاته (( الماسوشية )) من قمعها فهي بالنسبة له كالمخدرات ( القاتل والعلاج )، ومع دخول عصابات الاحزاب العراقية بكل ما تحمله من خبرات المهجر من لصوصية وسفالة وعمالة... انفجرت دمامل قيح المجتمع العراقي من فساد اداري وسرقة للمال العام وتخريب... ودخلت على الخط أجهزة المخابرات الايرانية والسورية وساهمت بشكل مباشر في توجيه ودعم الاعمال الارهابية من تفجيرات وقطع للرؤوس ، وادخال المخدرات للعراق، والهيمنة على مفاصل السلطة الرئيسية.
واليوم العراق يتأرجح فوق أمواج طوفان كارثة الحرب الأهلية ، والمطلوب علاج فوري ينقذ ما تبقى من البلد قبل احتراقه تماما، وبعد ان جرب الشعب الديمقراطية بأوسع تطبيقاتها فكانت من أكبر الاخطار عليه، وثبت ان المجتمع العراقي الذي تعود على السلطة المركزية الحازمة لاتناسبه الديمقراطية، ترى فما هو الحل.
الحل الوحيد لمشاكل العراق الراهنة هو إقدام الولايات المتحدة الامريكية على إلغاء العملية السياسية وتجميد نشاطات الاحزاب - ماعدا الكردية - وتعيين ضابط عسكري عراقي حاكماً للعراق على رأس حكومة طواريء تعمل بأشراف أمريكي على ان يكون الحاكم العسكري صارماً يعيد الهيبة للدولة، ويضرب بقوة الارهاب، والميليشيات وعملاء ايران وسورية، ويفرض سلطة القانون على الجميع.
اكرر أنني أرفض وأدين بشدة كافة جرائم نظام صدام.. ولكنني أقر بصواب رؤية هذا النظام في الحكم المركزي الصارم... ومن المؤسف ان نجد أنفسنا مرغمة على الاعتراف بأن عدونا نظام صدام الاجرامي قد نجح في فرض النظام والاستقرار وضبط وحشية المجتمع... لقد فهم جيدا صدام حقيقة الشعب العراقي.
خضير طاهر
kta19612@comcast.net