المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحلة مع المدرسة الصدرية......بين مقتدى واليعقوبي



شبير
03-02-2006, 12:28 AM
رحلة مع المدرسة الصدرية ... قراءة تحليلية تاريخية

الحلقة السادسة

كتابات - مـحـراب



mahrab11@yahoo.com



قبل استشهاد السيد الصدر (قده) ، لم يكن للسيد مقتدى أي مكانة في المكتب او أي موقع يذكر ، سوى انه يحمل شرف انتسابه الى السيد الصدر ، فقد كان السيد الصدر يعتمد اعتمادا كليا على طلبته المقربين من طلاب البحث الخارج ، بالاضافة الى خطباء الجمعة المنتشرين في ارجاء العراق العزيز.

اما بعد الاستشهاد المبارك ، كان السيد مقتدى طرفا رئيسيا في الموضوع ، وذلك لاقبال عواطف معظم رجالات المدرسة الصدرية نحوه لانه منتسب لهذا البيت ، وكان تعامل الجميع له كرد الدين لوالده ليس اكثر ، وهذه الحقيقة يعرفها كل من كان في المكتب، بالاضافة الى ان السيد مقتدى كان يملك تراث السيد الشهيد الخاص ، مثل ختم المكتب وغير ذلك من الاغراض المنحصرة باحتياجات السيد نفسه.

وعندما شرع مجموعة من المنتسبين الى المدرسة الصدرية بفتح المكتب من جديد بعد ان هدئت الاوضاع مع الحكومة نسبيا ، عمل السيد مقتدى الى وضع الشيخ اليعقوبي في المقدمة ليكون مسؤولا عن كل شي يخص المكتب ، وهذا شيء طبيعي باعتبار ان الشيخ اليعقوبي علاقته بالجهات الرسمية جيدة جدا (راجع الحلقة الاولى من بحثنا هذا).

لهذا فمن الطبيعي ان لا يفرط السيد مقتدى بالشيخ اليعقوبي ، ومن غير المعقول ان يستبدله باحد غيره. لهذا فقد كان السيد مقتدى يقف بوجه كل من يبرز اسمه الى الاضواء ، وبكافة الطرق المتاحة لديه، وان لم يستطع فانه لا يتوارى باستخدام سياسة الاقصاء .

اما في الشارع الشعبي فان الجماهير كانوا يعرفون جيدا ان امور المكتب كلها بيد الشيخ اليعقوبي، وخلافا للحقيقة ، فقد كانت المسألة مسألة اتفاق ومحاصصة بين الطرفين ، الاول يضمن الجهات الرسمية ، والثاني يعطيه الجاه والمكانة والموقع الحوزوي المرموق ، وهذه التصرفات ليست بغريبة على الاجواء النجفية ، فهذه الحالة هي نسخة واحدة من مجموع حالات تكررت على طول التاريخ الحوزوي . فكم من عائلة حوزوية كان والدهم زعيما للمرجعية ، هيئوا شخصا بديلا لوالدهم في مقابل تقديم جملة من المساومات.

ولكن ، الشيخ اليعقوبي وصل بمرحلة من الشهرة والجاه مما اوهم نفسه انه سيطر سيطرة كاملة على كل القاعدة الصدرية ، مما اعطاه هذا الاحساس دافعا كبيرا للتخلص من دكتاتورية مقتدى الصدر.

وفعلا بدأ الشيخ اليعقوبي بتصرف بعض التصرفات التي لا يرضاها مقتدى ، مبتدأ بالاعتراف بمرجعية السيد السيستاني كمرجع كبير للعراق ، مما صنع بتصرفه هذا شجا كبيرا بينه وبين اليعقوبي ، الذي استمر بنهجه الانفرادي في القرارات بكل ثبات ، وخاصة عندما اعلن حرمة التدخين بنهار رمضان ، وهذا خلاف ما افتى به السيد الصدر.

واستمرت التصريحات اليعقوبية التي كانت تغيض مقتدى غيضا شديدا الى حد فقدان التوازن ، باعلان سيد مقتدى الطلاق الابدي بينه وبين الشيخ اليعقوبي .

ولكن المفاجئة التي لم يتوقعها الشيخ اليعقوبي ، هو ان اغلب الاصحاب الذين كانوا يحيطون به تخلوا عنه ، مع بقاء جملة منهم معه واعلانهم الولاء له.

اما الطلبة الذين رضخوا لسيد مقتدى ، فكان رضوخهم ليس من باب الايمان بقيادة مقتدى ، وانما رضخوهم كان بسبب ان سيد مقتدى كان متسلطا على رواتب ومدارس الطلبة التي كانت بيد والده قبل استشهاده المبارك.

وبهذا الاسلوب استطاع سيد مقتدى ان يسحب جل الطلبة الذين لهم حضوة اعلامية كبيرة واتصال مباشر مع القواعد الصدرية التي انقسمت بينهم واختارت قائدها على ضوء التوجيه من الطلبة القريبين عليهم. واستمرت هذه الحالة الى ان سقط النظام البعثي ، حيث في هذه الفترة شهدت نشاطا منقطع النظير لكل منهما على اعتبار ان الساحة اصبحت مفتوحا امامهما .

وبعد فترة من سقوط النظام ، اتى الشيخ اليعقوبي الى بغداد وتحديدا في الصحن الكاظمي الشريف ، ليأم الصدريين في اول صلاة جمعة في هذا المكان المقدس ، وليعلن اجتهاده على العامة ، مما اغاض هذا التصرف سيد مقتدى واعتبره انشقاقا عن المنهج الصدري ، الذي يعتبره سيد مقتدى خيانة عظمى للسيد الشهيد ، مما حدى به الى شن حملة غير مسبوقة ضد الشيخ اليعقوبي ، وسخر كل الوسائل الاعلامية التي كانت بحوزته ضده ، حيث وصفه بانه احد اضلاع الثالوث -الامريكي، اليهودي، اليعقوبي- (هذا ما وصفه السيد مقتدى في بياناته)، وقام في بعض البيانات بتهديد الشيخ اليعقوبي ، باخراج الوثائق التي تثبت خيانته للمدرسة الصدرية ، وهذا ما عرضناه امام اعينكم في الحلقة الاولى من هذا البحث.



يتبع



ملاحظة مهمة ارجو نشرها


تنهال علي الرسائل من مريدي الشيخ اليعقوبي التي تحمل التهديدات بالقتل ، والمباهلة الى الله لاني نشرت هذه الوثائق ، فهم عندهم كل الاستعداد والشجاعة على قتل (محراب) ، في حين انهم سكتوا واخرسوا، عندما نشر السيد مقتدى هذه الوثائق للعامة وفي كل ارجاء مناطق العراق ، فاذا كانت شجاعتكم قد سمحت لكم بتهديدي والتوعد لقتلي ، فلماذا عندما قام اتباع السيد مقتدى بنشرها الى الشارع ، لم تحركوا ساكن. واذا كانت عصبيتكم املت عليكم بعقابي ، فعليكم معاقبة من نشرها ، لاني انا شخصيا اخذت هذه الوثائق من اتباع سيد مقتدى.