المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الثورة ضد طرفي المعادلة ( المتخلفون والأباطرة )....اهجروا منابرهم، ستكونوا احراراً !!



شبير
03-02-2006, 12:24 AM
كتابات - حسن حمود الفرطوسي


يبدو أن خطاب الثورة والأستزلام ما زالت سوقه رائجة، رغم العناوين العريضة للديمقراطية والعدالة الأجتماعية التي كنّا ننتظر تنفيذها بعد سقوط الصنم .. في النظم الديمقراطية لا يوجد للثورة مكان، لانك لا تحتاجها لكي تحصل على حقوقك .. نحن آخر الشعوب التي تفكر بالثورة لأضاعة حقوقها وليس لأستعادتها .

نحن شيعة العراق نمتلك خبرة فريدة في اضاعة حقوقنا، وأصحاب منطق متماسك حين نكون شهود زور ضد انفسنا .. فلسنا، بحقيقة الأمر؛ سوى وقود رخيص لحرب زعامات عائلية، كانت وما زالت تتاجر بدمائنا وأرواحنا وتحت مسميات مختلفة .. فبالأمس كانت مدن الجنوب الشيعي والبصرة تحديدا، تقصف بالمدافع الايرانية كل يوم ونحن نموت بشظايا صواريخها في كل لحظة، دون أن يبكي علينا أحد، لماذا لم يبك علينا أحد في ذلك الوقت ؟!

ببساطة لأننا كنا بين مطرقة ايران الثورة المقدسة وبين سندان صدام العروبة المقدس، فلا أحد يبكي أو يتباكى علينا .. الآن نحن ازاء معادلة مختلفة ونحن نقتل فيها طبعا، لان دورنا أن نموت فقط، فالمعادلة الجديدة هي أن نكون تحت مطرقة الزرقاوي الذي هو امتداد طبيعي او هجين طبيعي للمعادلة السابقة، وبين سندان التيارات الأسلامية الشيعية والتي هي الهجين الذي تمخض عن موت وفشل الثورة الأسلامية في ايران، ففي كل الأحوال وفي ظل هذه المعادلات الغبية على الشيعي أن يكون مشروع فداء دائم، فهو اما أن يكون فداء لمتخلفي تكريت والعوجة واما أن يكون فداء لأباطرة الثورة الاسلامية وأحلامهم الفاسدة .. أما خلاف ذلك، فهو جبان، متآمر، زنديق، كافر، رافضي، مرتد، حفيد ابن العلقمي، حفيد عفلق، حفيد ماركس الكافر، حفيد الذي خذل الحسين ( ع ) ولابد أن يعاقب، والأكثر وجعاً وايلاماً هو ان علينا أن نعاقب أنفسنا بأنفسنا !! هذه هي حقيقتنا، فهل نحن بحاجة الى ثورة ؟؟

اذا كان الجواب نعم، فضد من تكون هذه الثورة ؟ وكيف هي آلياتها ؟؟

أنا سأقول لكم ..

الثورة ضد طرفي المعادلة ( المتخلفون والأباطرة )

أما آلياتها، فهي من أبسط ما يكون عليه وجه الثورة .. فكل ما علينا فعله لكي نكون احراراً هو أن لا نكون وقود في معركة .. هذا هو الخيار الحقيقي الذي على الأحرار أن يتخذوه، أن لا نكون عبيداً لأحد أو قرباناً لسلالة معينة، هذه هي الثورة الحقيقية اذا كان لابدّ منها ..

حرروا أرواحكم منهم، لأنهم استعبدوا ارواحكم قبل أجسادكم .. فاذا كان سفلة البعث استعبدوا اجسادنا وجعلونا جنودا لحروبهم الشريرة، فهؤلاء الأباطرة يستعبدون أرواحنا وأجسادنا معا لحروبهم اللامباركة واللامقدسة .. فهل نستطيع ؟!

هذه هي الثورة الحقيقية لمن يبحث عنها .. وهذا هو الجهاد الحقيقي للذي يبحث عنه ..

الثورة بوجه من يريد استعبادك واستعباد روحك، كائناً من يكون، فهل نستطيع ؟؟

الثورة بوجه من يريد الأستحواذ على كل شئ في الدنيا وهو يرفع شعارات وخرائط الآخرة !

فهل نستطيع ؟!

الثورة ....

أن نضغط على الحكومة الحالية بأن تبدأ حملة لأخلاء المدن وتجريدها من السلاح .. مدينة مدينة وقرية قرية .. حملة كبيرة تشترك فيها قوى التحالف وقوات الشرطة والجيش .. كل المدن بما فيها العاصمة والمدن الكبيرة .. ثمانون الف جندي قادرون على تنفيذ ذلك وخلال اسابيع، فما هو العائق من ذلك اذا كانوا يريدون الأمان لكم بحق ؟؟

انهم ( الطرفان اللئيمان ) لا يريدون للأرهاب أن يتوقف، ولو كانوا يحاربونه فعلاً فهناك عشرات الخطط العسكرية للقضاء عليه والدليل على ذلك أن تحرك بسيط من صدام رغم ضعفه استطاع ان يقضي على انتفاضتنا في عام 1991 التي كان يفترض أن تكون اكثر قوة وسيطرة من وضع قوى الارهابيين القادمين من وراء الحدود والذين لا يعرفون خرائط مدننا وأزقتها ، فكيف تمكنوا الصمود بوجه كل هذه الجيوش وعلى مدى ثلاث سنوات ومازالوا ينفذون عمليات في غاية الدقة .

علينا أن نطالب الحكومة الحالية بحماية اهلنا ، ونحرجهم بالالحاح بالطلب، أخلاء تام للمدن وتفتيشها وتجريدها من كل الاسلحة والأعتدة ومصادرتها لحساب وزارتي الداخلية والدفاع لأعادتها الى الخدمة أو اتلافها .

الثورة الحقيقية والرجولة الحقيقية هي أن تتخلص أرواحنا قبل أجسادنا من اولائك الأشرار .. الثورة الحقيقية في أن لا نتبع ما يقوله رجال الدين الحزبيين من على منابرهم .. اهجروا تلك المنابر التي تلوث ارواحكم وعقولكم وتلقي على عيونكم غشاوة ..

انهم يبكونكم بدموع التماسيح زوراً .. انهم لا يبكونكم، بل يريدون موتكم من أجل احياء فكرة ميتة ..

أهجروا منابرهم الحزبية، سيكونون عزّل بدونكم، لانهم يعتبرونكم وقود لمعاركهم المريضة .. عطّلوهم .. اجعلوهم بلا وقود يديم شرورهم . ابتعدو عنهم فانهم كالألغام الصدئة ما ان تقترب منها حتى تتشظى، ليس على اجسادنا فحسب، بل في أرواحنا لتملأها دخاناً اسوداً .

ذلك هو الجهاد الحقيقي .. فهل نستطيع ؟!



ميلبورن

alfartosy@hotmail.com