المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أهالي بغداد يحرسون أحياءهم من عصابات الرداء الاسود



سلسبيل
02-28-2006, 09:55 AM
لا يخلو حي من أحياء بغداد من المظاهر المسلحة، فالأهالي ينظمون نوبات حراسة تحسباً لهجمات عصابات «الرداء الاسود». ويتندرون بمحاولات زرع الفتنة بينهم ويمارسون الالعاب الشعبية في الاحياء، ويساعدون العائلات التي تأثرت بحظر التجول ونقص المواد الغذائية والمحروقات.

واجتمع بعض أهالي حي الامين شرق بغداد امس امام منزل أحد وجهاء المنطقة للتبرع بمواد غذائية لعدد من العائلات. وفي محاولة للتكيف مع حظر التجول عقدوا اتفاقا يقضي بالحفاظ على ما يخزنونه من المحروقات (غاز الطبخ والنفط الابيض والبنزين) لمساعدة العائلات التي نفدت مخزوناتها.

ويقول عبدالله التميمي من اهالي الحي ان «ما يحدث يستدعي التكاتف بين الناس لحماية بعضهم بعضاً»، مشيراً الى ان «التعايش الطويل بين الاهالي باختلاف اتجاهاتهم او مذاهبهم ضمانة كافية للوقوف في وجه عصابات الجريمة التي تحاول تنفيذ اغتيالات او حرق مساجد».

وعلى رغم ان حي الامين من الاحياء ذات الغالبية الشيعية الا ان السنة اشتركوا مع الشيعة في دوريات الحماية. ويقول مختار الحي ان السني يدافع عن» الحسينية» كما يدافع الشيعي عن المسجد ودعاة التفرقة غرباء عن هذه الارض».

واعلنت الحكومة حظر التجول في بغداد منذ صباح الخميس الماضي على أمل ان يرفع صباح اليوم، فيما اغلقت المحلات التجارية والاسواق ومحطات الوقود ابوابها، ما أسفر عن أزمة يحاول أهالي بغداد التكيف معها باستثمار المتوفر في احيائهم، ودفعتهم ساعات الفراغ الطـــويلة التي لا تعـــكرها ســوى الانـــباء الســيئة، الى ممارسة الألعاب الشعبية.

ويقول ابو محمد من أهالي حي الجهاد (غرب بغداد) ان «الايام التي اضطررنا خلالها الى ملازمة المنزل دفعت بنا الى استعادة الالعاب الشعبية كالدومينو والطاولة وحتى ان بعض الاحياء استثمر الاجازة الاجبارية لممارسة كرة القدم واستغل بعض الشباب الشوارع الفارغة لنصب ملعبهم على مقربة من مفارز الحرس الوطني والشرطة الذين شكلوا الجمهور الوحيد للمتبارين».

الاجازة الطويلة ايضا منحت ربات البيوت فرصـــة لاظهار مـــواهبهن في استثمار المتاح من المواد الـــغذائية في أكلات شـــعبية رخيــــصة. واتخذ بعض الشباب الحظر مناسبة لإرسال رســـائل طريـــفة بالهاتف الجوال. وارسل أحدهم الى خطيبته يقول: «قلبي جاءكم يهرول... رغم حظر التجول». ولم تخل بعض تلك الرسائل من دعوات مشبوهة من مصادر مجهولة تحض على العنف والانتقام. يتعامل معها الناس بلا مبالاة، على غرار آلاف الرسائل القصيرة التي انتشرت خلال فترة الانتخابات النيابية.

السمة المميزة لأحياء بغداد بعد الاضطرابات الأخيرة هي اغلاقها بجذوع النخيل امام حركة المركبات ووقوف الشباب من أهل الحي في دوريات حراسة تستمر حتى الصباح، يمنعون خلالها دخول الغرباء، ويشمل ذلك رجال الشرطة والجيش بعد ورود أنباء عن انتشار بعض الفرق بملابس الشرطة لتنفيذ عمليات اغتيال.

وعلى رغم ان الاشاعات تمثل أحد أهم مصادر المعلومات في مثل هذه الظروف، خصوصاً تلك التي تركز على ما يجري من أحداث خارج الحي، الا ان العراقيين اعتادوا التعامل معها بكثير من الشك.