فاتن
02-28-2006, 07:19 AM
أشرفت في السابق على خطط ترميم وتطوير «السلط» الأردنية وأحد أحياء دبي التاريخية
أصبح اسم بلدة «ميلتون كينز» مرادفا في بريطانيا للتخطيط عديم الحس للمناطق الحضرية في البلاد في فترة ما بعد الحرب. ولكن شركة التخطيط الهندسي التي أنشأت هذه البلدة الواقعة شمال غربي لندن في سبعينيات القرن العشرين من الألف إلى الياء باتت مدعوة حاليا من قبل السلطات العراقية إلى إعادة تخطيط مدينة النجف العراقية المقدسة لدى الشيعة. في عام 2004 كانت النجف هدفا لهجوم عسكري أميركي واسع النطاق استهدف إخراج المسلحين من المدينة. وأسفر هذا الهجوم الذي استمر ثلاثة أسابيع عن مقتل العديد من الاشخاص وكذلك عن تدمير منطقة وسط المدينة ذات الطابع التاريخي.
وحسب بعض المؤرخين فان طرقات النجف تعود إلى القرن الثامن الميلادي، ويفد إلى المدينة ملايين من الحجاج الشيعة كل عام. وفي ما يعتقد بأنها المهمة الاولى من نوعها في عراق ما بعد الحرب، وقع اختيار السلطات العراقية على شركة بريطانية متخصصة في تخطيط المدن لإعادة تخطيط قلب مدينة النجف.
وفي حين لم تسمع الغالبية العظمى من سكان النجف على الارجح باسم بلدة «ميلتون كينز» من قبل، فإن شركة «ليولين ديفيز ينج» التي وقع عليها الاختيار لإعادة تخطيط هذه المدينة العراقية هي المسؤولة عن تصميم أكثر بلدة بريطانية جديدة من حيث التصميم. وقد جرت مياه كثيرة في النهر منذ عام 1970 عندما كشف ريتشارد ليويلين ديفيز عن خطته لبناء منطقة سكنية جديدة توفر ملاذا لأعداد متزايدة من العائلات التي تترك لندن بحثا عن حياة أفضل. وبحلول عام 1980 أصبحت «ميلتون كينز» مثار جدل بين مؤيدي ومعارضي نمط تخطيط المناطق الحضرية الذي ساد في بريطانيا في فترة ما بعد الحرب. فبالنسبة للبعض مثلت هذه البلدة نموذجا للرحابة والحداثة وكذلك حسن التصميم فيما كانت بالنسبة لآخرين بلدة عديمة الحس ذات طابع منفر لا تحفل سوى بمراكز التسوق والحدائق التي يمرح فيها هواة التزلج.
وبحلول أواخر تسعينيات القرن العشرين لم يكن عدد سكان «ميلتون كينز» يتجاوز 170 ألف نسمة، وهو ما يقل كثيرا عن العدد الذي كان مستهدفا حينما جرى تصميم المدينة والذي يبلغ ربع مليون نسمة. غير أن المستثمرين تقاطروا على تلك البلدة الواقعة في باكينجهاشاير والتي لا تبعد أكثر من ساعة بالسيارة عن لندن.
وتوفي ديفيز عام 1981 إلا أن خبرته في مجال تصميم المدن لا تزال باقية. كما أن شركته لم تتول منذ إنشائها مشروعا يضاهي ذلك الذي ستقوم به في النجف. ويبدو مارتين كروكستون مدير ما يسمى الآن بشركة «لليولين ديفيز ينج» مدركا للحساسية التي تكتنف هذا المشروع. وسعيا لإحداث توازن بشأن حقيقة الوضع في العراق في ضوء الاعتقاد الشائع بأن هذا البلد ليس سوى حمام دماء لا تتوقف، قال كروكستون في تصريحات لهيئة الاذاعة البريطانية «بي.بي.سي»: «يوجد ملايين من البشر ممن يمارسون شؤون حياتهم اليومية (في العراق) والبعض منهم يقتل أو يصاب بجروح».
وأضاف كروكستون: «لا بد أن تمضي كافة الاشياء العادية في الحياة اليومية كما هي. وإذا وجدنا أن الاطفال غير قادرين على الذهاب إلى المدرسة لأنهم لم يطرحوا خططا لبناء مدرسة ابتدائية فما هو الجيد في ذلك؟». ويتعاون كروكستون الذي لا يستطيع التوجه إلى العراق لأسباب أمنية مع فريق من الاستشاريين العراقيين في النجف يطلق عليهم اسم «آديك». ومن جانبه، قال متحدث باسم هذه المجموعة في تصريحات لهيئة الاذاعة البريطانية «بي.بي.سي» أيضا، إن هناك العديد من المخاوف الملحة التي تكمن في مشروع إعادة تخطيط المدينة من بينها القضايا الامنية إلى جانب مسألة توفير المياه والكهرباء. وأشار المتحدث في الوقت ذاته إلى أن «الخطوة الاولى دائما هي وضع خطة.. بدون وضع خطة شاملة وعلى المدى البعيد بالنسبة للنجف لن نستطيع تطوير المدينة». ولا يوجد أدنى شك في أن معارضي المشروع سيتساءلون لماذا تسند إلى شركة أنجلو ساكسونية مهمة إعادة تخطيط مدينة تاريخية عربية؟
ولكن علي أي حال فكروكستون على دراية بالمنطقة، فقد أشرف هذا الرجل على الخطط الخاصة بترميم وتطوير مدينة السلط التاريخية الاردنية وكذلك أحد الاحياء التاريخية العتيقة في مدينة دبي. كما أن الفريق الاستشاري المعاون له يعمل بالتعاون مع خبير في النمط المعماري للنجف.
وأشار كروكستون إلى أنه من «المبكر للغاية الحديث عن الشكل الذي ستبدو عليه النجف، فالخطط لن تكون جاهزة قبل نهاية العام الجاري»، متوقعا «مناقشات طويلة ومتمهلة حول أقداح القهوة» مع الشيوخ المحليين.
أصبح اسم بلدة «ميلتون كينز» مرادفا في بريطانيا للتخطيط عديم الحس للمناطق الحضرية في البلاد في فترة ما بعد الحرب. ولكن شركة التخطيط الهندسي التي أنشأت هذه البلدة الواقعة شمال غربي لندن في سبعينيات القرن العشرين من الألف إلى الياء باتت مدعوة حاليا من قبل السلطات العراقية إلى إعادة تخطيط مدينة النجف العراقية المقدسة لدى الشيعة. في عام 2004 كانت النجف هدفا لهجوم عسكري أميركي واسع النطاق استهدف إخراج المسلحين من المدينة. وأسفر هذا الهجوم الذي استمر ثلاثة أسابيع عن مقتل العديد من الاشخاص وكذلك عن تدمير منطقة وسط المدينة ذات الطابع التاريخي.
وحسب بعض المؤرخين فان طرقات النجف تعود إلى القرن الثامن الميلادي، ويفد إلى المدينة ملايين من الحجاج الشيعة كل عام. وفي ما يعتقد بأنها المهمة الاولى من نوعها في عراق ما بعد الحرب، وقع اختيار السلطات العراقية على شركة بريطانية متخصصة في تخطيط المدن لإعادة تخطيط قلب مدينة النجف.
وفي حين لم تسمع الغالبية العظمى من سكان النجف على الارجح باسم بلدة «ميلتون كينز» من قبل، فإن شركة «ليولين ديفيز ينج» التي وقع عليها الاختيار لإعادة تخطيط هذه المدينة العراقية هي المسؤولة عن تصميم أكثر بلدة بريطانية جديدة من حيث التصميم. وقد جرت مياه كثيرة في النهر منذ عام 1970 عندما كشف ريتشارد ليويلين ديفيز عن خطته لبناء منطقة سكنية جديدة توفر ملاذا لأعداد متزايدة من العائلات التي تترك لندن بحثا عن حياة أفضل. وبحلول عام 1980 أصبحت «ميلتون كينز» مثار جدل بين مؤيدي ومعارضي نمط تخطيط المناطق الحضرية الذي ساد في بريطانيا في فترة ما بعد الحرب. فبالنسبة للبعض مثلت هذه البلدة نموذجا للرحابة والحداثة وكذلك حسن التصميم فيما كانت بالنسبة لآخرين بلدة عديمة الحس ذات طابع منفر لا تحفل سوى بمراكز التسوق والحدائق التي يمرح فيها هواة التزلج.
وبحلول أواخر تسعينيات القرن العشرين لم يكن عدد سكان «ميلتون كينز» يتجاوز 170 ألف نسمة، وهو ما يقل كثيرا عن العدد الذي كان مستهدفا حينما جرى تصميم المدينة والذي يبلغ ربع مليون نسمة. غير أن المستثمرين تقاطروا على تلك البلدة الواقعة في باكينجهاشاير والتي لا تبعد أكثر من ساعة بالسيارة عن لندن.
وتوفي ديفيز عام 1981 إلا أن خبرته في مجال تصميم المدن لا تزال باقية. كما أن شركته لم تتول منذ إنشائها مشروعا يضاهي ذلك الذي ستقوم به في النجف. ويبدو مارتين كروكستون مدير ما يسمى الآن بشركة «لليولين ديفيز ينج» مدركا للحساسية التي تكتنف هذا المشروع. وسعيا لإحداث توازن بشأن حقيقة الوضع في العراق في ضوء الاعتقاد الشائع بأن هذا البلد ليس سوى حمام دماء لا تتوقف، قال كروكستون في تصريحات لهيئة الاذاعة البريطانية «بي.بي.سي»: «يوجد ملايين من البشر ممن يمارسون شؤون حياتهم اليومية (في العراق) والبعض منهم يقتل أو يصاب بجروح».
وأضاف كروكستون: «لا بد أن تمضي كافة الاشياء العادية في الحياة اليومية كما هي. وإذا وجدنا أن الاطفال غير قادرين على الذهاب إلى المدرسة لأنهم لم يطرحوا خططا لبناء مدرسة ابتدائية فما هو الجيد في ذلك؟». ويتعاون كروكستون الذي لا يستطيع التوجه إلى العراق لأسباب أمنية مع فريق من الاستشاريين العراقيين في النجف يطلق عليهم اسم «آديك». ومن جانبه، قال متحدث باسم هذه المجموعة في تصريحات لهيئة الاذاعة البريطانية «بي.بي.سي» أيضا، إن هناك العديد من المخاوف الملحة التي تكمن في مشروع إعادة تخطيط المدينة من بينها القضايا الامنية إلى جانب مسألة توفير المياه والكهرباء. وأشار المتحدث في الوقت ذاته إلى أن «الخطوة الاولى دائما هي وضع خطة.. بدون وضع خطة شاملة وعلى المدى البعيد بالنسبة للنجف لن نستطيع تطوير المدينة». ولا يوجد أدنى شك في أن معارضي المشروع سيتساءلون لماذا تسند إلى شركة أنجلو ساكسونية مهمة إعادة تخطيط مدينة تاريخية عربية؟
ولكن علي أي حال فكروكستون على دراية بالمنطقة، فقد أشرف هذا الرجل على الخطط الخاصة بترميم وتطوير مدينة السلط التاريخية الاردنية وكذلك أحد الاحياء التاريخية العتيقة في مدينة دبي. كما أن الفريق الاستشاري المعاون له يعمل بالتعاون مع خبير في النمط المعماري للنجف.
وأشار كروكستون إلى أنه من «المبكر للغاية الحديث عن الشكل الذي ستبدو عليه النجف، فالخطط لن تكون جاهزة قبل نهاية العام الجاري»، متوقعا «مناقشات طويلة ومتمهلة حول أقداح القهوة» مع الشيوخ المحليين.