المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «العراقي إذا كثرت أمواله يشتري مسدسا أو يتزوج بأخرى»



yasmeen
02-27-2006, 09:16 AM
تراجع نسبي لظاهرة تعدد الزوجات في العراق


بغداد- ايلاف

يعتبر العراق من الدول التي يطغى فيها الانتماء العشائري بشكل واضح. ولم تؤثر المدينة كثيرا في القرويين او البدو الذين انتقلوا اليها عبر هجرات متعددة تبعت التغييرات السياسية والعمرانية والاقتصادية في العراق. بل ان الانتماء العشائري اثّر في المدينة اكثر من ان تؤثر هي في ذهنية المهاجرين اليها خاصة في تغيير بعض القناعات الراسخة لديهم.

وتبرز ظاهرة تعدد الزوجات بشكل واضح جدا في معظم مدن وقرى العراق. ومما ساعد في شيوع هذه الظاهرة هو ان عدد النساء يفوق عدد الرجال في العراق بعد اكثر من مرور عقدين على اندلاع الحرب العراقية الايرانية وما تلاها من اجتياح الكويت والانتفاضة التي اعقبتها جنوبا وشمالا وما تخلل تلك الفترة وما تلاها من ملاحقات وقتل لمن يعترض على حكم النظام السابق. بالاضافة الى ما حصدت السنوات الثلاث من قتلى معظمهم من الرجال.

احد الشباب قال لايلاف: انه قرر ان يتزوج مرة ثانية ولكنه يرى انه لا يستطيع افهام الآخرين بدوافعه الحقيقية لهذا الامر فقرر ان يتزوج سراً. بالرغم من ان موضوعا من هذا القبيل لا بد ان يظهر عاجلاً ام آجلاً وعند وصول الخبر الى زوجته سيكون في حال لا يُحسد عليها. لعل زواج الرجل على زوجته هو اكثر ما يخيفها خصوصا اذا كانت شابة فيكون له اثر بالغ في النفس.

اما ابو كرار فهو شاب متزوج ينوي الزواج باخرى قال تعليقا على الموضوع: ان تعدد الزوجات هو امر طبيعي وعادي جداً لكن نفور اغلب العوائل منه لاعتبار ان الزوج حين يقرر الزواج ثانية فهو لوجود نقص ما في زوجته الاولى.. وهذا غير صحيح اطلاقا اذ ان من حق اي شخص متزوج ان يتزوج باخرى مادام الله قد اباح له ذلك بغض النظر عن باقي المسوغات.

احدى الزوجات التي جلب لها زوجها ضرة قالت لا اقول سوى كيف سيكون شعور زوجي لو تزوجت انا عليه زوجا؟ هذا التساؤل افتراض فقط؟

وتوجد مقولة طريفة في هذا الخصوص يتناقلها المتزوجون في المناطق الشعبية وهي «ان الذي تكثر امواله اما ان يشتري مسدسا يقتل به شخصا ما او يتزوج على زوجته». ودلالة هذا المثل واضحة خاصة من الناحية السيكولوجية فالمسدس رمز للذكورة وهو آلة مقنعة للزواج في اذهان الرجال العرب..

ومن العادات المتوارثة بين العراقيين متزوجين وغير متزوجين ما يتردد في المناسبات السعيدة وخصوصا في الاعياد عند تقديم الماء او الشاي او العصير يقول بعضهم لبعض «ان شاء الله يوم عرسك» فيبتسم الداعي والمدعو الاول بخبث والثاني بنشوة فحولية ورغبة بتحقق تلك الدعوة.

لكن ما يمكن ملاحظته اليوم في العراق تراجع نسبي لهذه الظاهرة خاصة في العاصمة بغداد وبعد فتح المجال للمرأة للدخول في العملية السياسية وتعدد منظمات المجتمع المدني خاصة التي تدافع عن حقوق المرأة.