المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيان جبر: باقر الحكيم قتله الظلاميون لأنه شخصية معتدلة



مجاهدون
09-07-2003, 06:58 AM
وزير الإعمار والتعمير العراقي : تنظيم «القاعدة» وجد في العراق أرضا خصبة لتنفيذ مخططه الإرهابي الذي يشمل دول الجوار

دمشق: علي محمد طه
تقلد بيان جبر منصب وزير الاعمار والتعمير في الحكومة العراقية التي شكلت مؤخرا. وهو احد ممثلين اثنين في هذه الحكومة للمجلس الأعلى للثورة الاسلامية، وكان أحد المقربين من زعيم المجلس الراحل الذي اغتيل اخيرا السيد محمد باقر الحكيم.
«الشرق الأوسط» التقته في دمشق حيث كان ممثلا للمجلس في العاصمة السورية، وبحثت معه في هذا الحوار اوضاع العراق والحكومة الجديدة.

* كنت من المقربين من الراحل السيد محمد باقر الحكيم، لماذا استهدف بالذات وهو الشخصية المعتدلة التي لا تكن عداء لأحد؟
ـ دائماً التنظيمات الظلامية الارهابية تستهدف المعتدلين والخيرين لأن هذا الاعتدال يتناقض مع توجهاتهم الظلامية التي تستهدف قتل الانسانية، وقد لاحظنا أنهم استهدفوا مراكز كثيرة في العراق وكلها كانت مراكز اما انسانية أو خيرية وعملوا على قتل الأبرياء والآمنين، كما أنهم استهدفوا المعالم المقدسة في النجف الأشرف حاضرة العرب والاسلام.

* من تقصد بالجماعات الظلامية الارهابية؟
ـ المعلومات الأولية التي نتجت عن التحقيق تشير الى أن فلول النظام العراقي السابق وبعض التنظيمات المتشددة التي تدعي الاسلام وتعاونت مع بقايا النظام هي التي صنعت هذه الأعمال الارهابية. وتنظيم «القاعدة» كان له دور في اغتيال السيد محمد باقر الحكيم ولدينا معلومات تفيد بأن كثيراً من عناصر تنظيم «القاعدة» انتقلت من افغانستان ومن الدول العربية المجاورة الى العراق لأنهم وجدوا فيه تربة خصبة لممارسة نشاطاتهم الارهابية خاصة أن السلاح متوفر والأمن مفقود ولديهم من يستقبلهم في العراق، كما أن الأموال متوفرة وهم بدأوا الآن حربا ضد العراق وشعبه ووحدته ومن أجل زرع الطائفية كما حصل في عملية النجف،

ولدينا معلومات مؤكدة من مصادرنا الاستخبارية تفيد بأنهم سينطلقون خلال الفترة القادمة من العراق لضرب المصالح الحيوية في الدول المجاورة خاصة في الأردن والسعودية وسورية ومصر، وهذا ما أكده لنا أحد العناصر العرب الذين ألقي القبض عليهم بعد تفجير النجف، وأكد لنا أن العراق أتاح لهم فرصة لينطلقوا منها لأنهم لا يستطيعون التحرك في دولهم الأصلية. ووزارة الداخلية العراقية وضعت خططا سرية لمحاربة التنظيمات الارهابية التي تعمل على أرض العراق وسوف يتم التعامل معهم بشكل حازم واعادتهم الى أوطانهم واعادة الأمن والاستقرار للعراق.

* هل لجماعة «انصار الاسلام» أي دور في عملية النجف؟
ـ لا توجد لدي معلومات حول علاقتهم بما حدث في النجف.
* هل وراء العملية دافع طائفي، ولماذا تعمد «القاعدة» لقتل شخصية اسلامية معتدلة؟

ـ ان الدافع وراء هذه العملية هو الكراهية لغير المتعصبين من كل المذاهب الاسلامية وهم يستهدفون كل المعتدلين وهي كراهية للانسانية وللخير، وأتساءل أيضاً ما مصلحة «القاعدة» في قتل أبناء الشعب السعودي وقتل 8000 شخص في مدينة مزار شريف الأفغانية؟ هؤلاء غايتهم القتل واجبار الناس على اعتناق عقائدهم الظلامية التي لا تمت للاسلام بصلة وغايتهم محاربة كل الخيرين في العالم الاسلامي.

* لماذا وجهت اتهامات للسعودية، وما ذنب الحكومة اذا كان هناك أفراد سعوديون ضمن من قاموا بعملية النجف؟
ـ السعودية بلا شك عانت من هذا الارهاب وتحملت الكثير من الأعمال الارهابية سواء في الرياض أو في المدن الأخرى وذهب ضحيتها الكثير من المدنيين السعوديين، والأمن والاستقرار هدد في المملكة، فاذن كيف تكون المملكة العربية السعودية وراء هذه الأعمال؟ والمفروض ألا تحمل أي حكومة وزر ما يقوم به أفراد من شعبها.

* شكلت أخيراً الوزارة العراقية الجديدة وانت تقلدت فيها حقيبة وزارة الاعمار، كيف تنظر الى هذه التشكيلة؟
ـ هذه التشكيلة ستسير بالبلاد الى المسار الصحيح حيث أنها أول وزارة تشكل بعد سنين طويلة من الظلم والاستبداد والتمييز الطائفي والعنصري، وهي خطوة باتجاه اعادة العراق الى أهله وتحريره من الاحتلال، وهي ستواصل عملها لحين حصول الانتخابات العامة الحرة بالاقتراع السري لانتخاب ممثلي الشعب العراقي.
* هل أنت راض عما تقلده الوزراء من مناصب، أي هل كانت عملية توزيع الأدوار منصفة؟

ـ المجلس الأعلى مثل في الوزارة من خلال حقيبتي الاعمار والتعمير التي اتقلدها ووزارة الرياضة والشباب. نحن نرى ان التشكيلة كانت جديدة ولا نرى أي سلبية. وفي داخل العراق لا نحمل أي حساسية تجاه هذه التشكيلة لأننا جميعاً سنعمل من أجل العراق ونحن كلنا جنود لهذا البلد العظيم. وهنا أقول انه حصل بعض التحسس من قبل بعض الدول العربية تجاه هذه التشكيلة وأؤكد أن هذا الأمر طبيعي وسيتعود العرب على أن العراقيين يمكنهم العمل معاً والتعايش مع بعضهم من أجل وحدة العراق.

* يثار حالياً تخوف كبير من حدوث فتنة في العراق بين السنة والشيعة، هل ترون امكانية حدوث مثل هذه الفتنة؟
ـ لا أتوقع حصول الفتنة لأن الشعب العراقي متيقظ ويفهم الظروف التي يمر بها العراق وهذا كله حديث لا صحة له على أرض الواقع. العراق متماسك والكل يعمل بروح وطنية حتى ان كردستان التي كانت منفصلة عن العراق زمن النظام البائد عادت الآن، فقد جاء الأكراد ليشاركوا في الحكم في بغداد ولم يتجزأ العراق والكل يساهم لبناء عراق جديد. وتفاديا لزرع الفتنة تركنا الكثير من الذين كانت عليهم ملاحظات زمن النظام السابق خوفاً من أن يقال اننا انتقمنا منهم لأنهم من السنة وبعضهم هم من المجرمين القتلة الذين ساهموا في ادارة السلطة الدكتاتورية السابقة. والمراجع الدينية في النجف أصدروا الفتاوى التي تحث على عدم أخذ الثأر وترك الأمور لتعالج قضائياً ضمن الدستور الجديد الذي سيضعه الشعب العراقي.

* لماذا تتهم التشكيلة الوزارية الجديدة بأنها صياغة أميركية؟
ـ كل العراقيين متفقون على ضرورة انهاء الاحتلال والمسؤول عن الوضع الحالي هو النظام السابق. نحن نتساءل ما هو الطريق الأفضل لانهاء الاحتلال، هل نوافق على العمليات الارهابية التي يقودها بقايا النظام السابق التي تقتل المدنيين يومياً وتفجر كل مقدرات الحياة، فالأعمال التي تجري بشكل يومي ضد قوات الاحتلال تقتل أضعافهم من الشعب العراقي وهذه في نظرنا أعمال تخريبية غير مجدية وهي ليست مقاومة لأنهم وكما نعلم يقومون بالتفاوض وقاموا بابلاغ أحدى الدول العربية حيث طلبوا منها ارسال رسالة لأميركا مفادها نحن مستعدون للتعاون معكم وايقاف العمليات شريطة عودة النظام السابق للحكم فما يحدث هو عملية مقايضة للعودة للسلطة وليست مقاومة مطلقة، ما نقوم به هو مقاومة سلمية دعا اليها السيد الحكيم رحمه الله عبر تشكيل مجلس حكم يمثل القوى الأساسية للشعب العراقي.

الحكومة الأميركية لم تتدخل في التشكيلة الحكومية في العراق ولم يتم التشكيل كذلك على أساس طائفي وأقول وقد واكبت عملية تشكيل الحكومة انها عراقية 100% وهي خيار وطني عراقي لم يتدخل فيه المحتل.
* كيف ستتعاملون كقوة سياسية مع المحتل الأميركي مستقبلا؟
ـ الآن نحن طالبنا، وخاصة بعد عملية النجف وبالاجماع الكامل، بخروج القوات الأميركية الى خارج المدن العراقية وأن يسلم الأمن في المدن للعراقيين. وأعتقد ان الأمر سيتحقق واذا تحقق هذا فهي الخطوة الثالثة في طريق انهاء الاحتلال لحين حصول الانتخابات، وأميركا وعدت وصدقت في كل وعودها معنا فقد صدقوا في موضوع مجلس الحكم وصدقوا في موضوع الحكومة وهم الآن وعدوا بأنه بمجرد حصول انتخابات ويثبت الدستور فانهم سيرحلون من العراق.

* لماذا مشروع المقاومة لا يزال مؤجلاً لدى الشيعة؟
ـ نحن نقول ان الجهاد في الاسلام هو انتصار وليس انتحارا وما يقوم به المثلث الذي يساند صدام حسين هو انتحار وما نقوم به هو الانتصار أي العمل السلمي الذي يقوم على الحوار والنقاش ونحن لا نؤمن بالعنف ولا نعمل به.
* لماذا ما زالت الدول العربية تتعامل مع مجلس الحكم العراقي بريبة وحذر؟
ـ كل الدول العربية ستتعامل وتتعاون مع مجلس الحكم في العراق ومع الحكومة القادمة آجلاً أو عاجلاً، والعراق بلد كبير لا يحتاج لأحد ولديه ثروات كبيرة يستطيع ان يعتمد على نفسه بنفسه، العراق بلد غني وليس بحاجة لأحد، الآخرون هم من سيحتاج الى شعب العراق والى نفطه.

* نلاحظ مؤخراً أن العلاقات بين المجلس الأعلى للثورة الاسلامية والحكومة الاميركية قد تحسنت بعد أن كان المجلس مستهدفاً من قبل السياسة الأميركية فما سبب هذا التحسن الملحوظ؟
ـ الحكومة الأميركية لم تكن تتفهم طبيعة عمل المجلس الاعلى ودور قوات فيلق بدر، ولكن أخيراً وصلوا الى حقيقة ان المجلس وقيادته يسيران على سياسة معتدلة ويتبنيان العمل السلمي في كل توجهاتهم، ولذلك فان تخوف أميركا قد زال الى غير رجعة.