المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الربحلة والسبحلة والرعبوبة والشنباء والخود والخرعبة أهم أنواع النساء العربيات !



سمير
02-26-2006, 01:22 AM
اختيار شريك الحياة علم له أصول وقواعد.. معظمنا يجهلها


قال تعالى: "هن لباس لكم.. وأنتم لباس لهن" صدق الله العظيم.. فالحياة الزوجية كما شرعتها العقيدة الإسلامية سكن ومحبة ورحمة ومودة لكلا الزوجين.. هي عماد المجتمع الناجح.. هي المستقبل لجيل الشباب الواعي المثقف.. وأساس بناء الشعوب المتقدمة, كما بينت كيفية اختيار شريك الحياة سواء كان رجلا أم امرأة.. من هذا المنطق لاقت الدراسة التي أعدها الدكتور محمد المهدي استشاري الطب النفسي استحسانا ونجاحا باهرا بين أوساط الشباب والفتيات المقبلين على الزواج, حيث وجدوا فيها ضالتهم لينعموا بحياة زوجية سعيدة.

تستعرض الدراسة طبيعة العلاقة الزوجية وأبعادها التي تتلخص في أربعة محاور هي.. العلاقة الزوجية هي علاقة متعددة الأبعاد, العلاقة الزوجية علاقة أبدية, العلاقة الزوجية شديدة القرب, العلاقة الزوجية شديدة الخصوصية.. كما تتحدث الدراسة عن آليات الاختيار لكي تعيش زوجا سعيدا.. وحقائق أخرى شملتها الدراسة نستعرضها في الحلقة الثانية حيث نبدأ من ظاهرة فارق السن:

هناك سؤال يردده كثير من الناس: ما فارق السن المثالى بين الزوج والزوجة?

وللإجابة عن هذا السؤال نستخدم نتائج الإحصاءات حول التوافق الزوجي, فقد وجد أن أفضل فارق في السن هو أن يكبر الرجل المرأة ب¯¯ 3 - 5 سنوات, ولكن حين يزيد هذا الفارق عن 10 سنوات تبدأ علامات عدم التوافق في الظهور, لأن فارق أكثر من 10 سنوات ربما يجعل كلاً من الزوجين ينتمي الى جيل مختلف تماماً وبالتالي تختلف اهتماماتهما وأفكارهما بشكل كبير ربما يجعل التفاهم والتوافق يمر ببعض الصعوبات, فالفتاة الصغيرة ترغب في المرح والانطلاق والاستكشاف في حين يميل زوجها العجوز إلى الجدية والهدوء والتأمل والاستقرار, هذا فضلا عن الفوارق في الاحتياجات العاطفية والجنسية.

وقد خطب أبو بكر وعمر رضي عنهما فاطمة بنت رسول الله (فقال: " إنها صغيرة ", فلما خطبها عليّ رضي الله عنه زوجها إياه. وقد يقول قائل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج السيدة عائشة رضي الله عنها وهي صغيرة وكان يكبرها بكثير, والإجابة هنا أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم خصوصيته المبنية على كونه رسولا وأيضا على خصائصه الشخصية المتفردة, وقد اتضح ذلك بعد زواجه من السيدة عائشة حيث كان قادرا على إسعادها بكل الوسائل فكان يسابقها ويلاعبها ويمازحها ويلطف بها وكانت هي غاية في السعادة بزوجها العظيم برغم فارق السن.

وهذا يجعلنا نقول إن القاعدة العمرية - على الرغم من أهميتها - لها استثناءات في ظروف بعينها كما سنري لاحقا.

أنماط الزيجات:

هناك ثلاثة أنماط رئيسة للزيجات قائمة على فارق السن وعلى الدور الذي يلعبه كل شريك مع الأخر:

1- الزوجة الأم: وهي غالباً أكبر سناً من الزوج وتقوم هي بدور رعايته واحتوائه.

2- الزوجة الصديقة: وهي قريبة في السن من زوجها ولهذا فالعلاقة بينهما تكون علاقة متكافئة, أقرب ما تكون الى علاقة صديقين يرعي كل منهما الاخر بشكل تبادلي.

3- الزوجة الابنة: وهي تصغر الزوج بسنوات كثيرة, ولذلك يتعامل معها كطفلة يدللها ويرعاها ويتجاوز عن أخطائها, بينما تلعب هي دور الطفلة وتسعد به.

وربما يسأل سائل: ما هو النمط المثالى من بين هذه الأنماط?.. والإجابة هي: أن الزواج مسألة توافق بين الطرفين, فكلما كان كل طرف يلبي احتياجات الآخر كان التوافق متوقعاً, ومن هنا يصعب القول إن نمطاً محدداً هو النمط المثالى حيث إن لكل زوج وزوجة احتياجات متباينة يبحث عنها في نمط معين يلبي هذه الاحتياجات, وإن كانت القاعدة العامة هي أن يكبر الزوج الزوجة ويسبقها في مراحل النضج النفسي والاجتماعي.

والرسول صلى الله عليه وسلم كان له في حياته هذه الأنماط الثلاثة من الزيجات, فقد كان له الزوجة الأم ممثلة في السيدة خديجة رضي الله عنها, وكأنما كان يعوض بها حنان الأم الذي افتقده وهو صغير, وكان وجودها مهما جدا في هذه الفترة من حياته حيث كان في حاجة إلى من يحتويه ويرعاه ويسانده خاصة في المراحل الأولي من الدعوة. وتزوج في مراحل تالية الزوجة الصديقة متمثلة في السيدة حفصة والسيدة زينب بنت جحش, ثم كان له نمط الزوجة الابنة ممثلا في السيدة عائشة والتي اقترن بها في مرحلة من عمره استقرت فيها الدولة والرسالة وأصبح في وضع يسمح له برعاية واحتواء وتدليل زوجة صغيرة, وكأنما كان صلى الله عليه وسلم يواكب احتياجات فطرته كما يواكب احتياجات رسالته, فزيجاته كانت في مراحلها وأنماطها المختلفة تلبية لاحتياجات فطرية مشروعة وتلبية لاحتياجات الرسالة من مصاهرة وتقوية صلات ورواية حديث ورعاية أسر مات عائلها.

التكافؤ:

وهو يعني تقارب الزوجين من حيث السن والمستوي الاجتماعي والثقافي والقيمي والديني, ذلك التقارب الذي يجعل التفاهم ممكناً حيث توجد مساحات مشتركة تسمح بدرجة عالية من التواصل بين الطرفين. وكثيراً ما يحاول المحبون القفز فوق قواعد التكافؤ اعتقاداً بأن الحب كفيل بتجاوز الحدود العمرية والاجتماعية والثقافية والدينية, ولكن بعد الزواج حين تهدأ حرارة الحب تبدأ هذه العوامل في التكشف شيئاً فشيئاً وينتج عنها عوامل شقاق عديدة.

وكلما توافر للزواج أكبر قدر من عوامل التكافؤ كانت احتمالات نجاحه أعلى. وهذه القاعدة لها استثناءات عديدة, فأحيانا يكون هناك عامل أو عاملان من عوامل التكافؤ مفقودا ولكن يعوضه أو يعوضهما عوامل أخرى أكثر قوة وأهمية.

سوء التوافق المحسوب:

أحياناً نجد زوجين بينهما اختلافات هائلة في العمر أو في المستوي الاجتماعي أو الثقافي أو الديني, وهذه الإختلافات تنبيء باضطراب التوافق بينهما, ولكننا نجد في الواقع أنهما متوافقان (أو على الأقل متعايشون برغم مابينهما من عوامل شقاق), والسبب في ذلك أن كلا منهما يحتاج الآخر على الرغم مما بينهما من سوء توافق ظاهري, فمثلاً نجد زوجة حسناء صغيرة السن قد تزوجت رجلاً يكبرها كثيراً في السن, فنحن نتوقع لها التعاسة, ولكنها في الحقيقة متوافقة لأن المال والحياة المرفهة تعني الكثير بالنسبة لها وهي لا تستطيع الاستغناء عنها, إضافة إلى أن هذه الزوجة الصغيرة افتقدت في طفولتها حنان الأب وهي في حاجة شديدة إلى من يعوضها هذا الحنان لذلك نجدها تنفر من أبناء جيلها وتعتبرهم شبابا طائشين غير ناضجين وتتوق إلى الزواج من شخص ناضج حتى ولو كان يكبرها بسنوات عديدة. أو أننا نري زوجة قوية ومسترجلة تقود زوجها وتسيطر عليه, فنتوقع أنهما غير سعيدين, ولكن في الواقع نجد أنهما متوافقان لأن الزوج لديه الرغبة في أن يحتمي بأحد وأن يرعاه أحد, فيجد ذلك عند زوجته, خاصة إذا كان قد حرم حنان الأم فيحتاج إلى أن يلعب دور الطفل مع زوجة تلعب دور الأم. وهناك الكثير من الخيارات التي تبدو شاذة أو غريبة ولكنها في الحقيقة تحقق هذه الحالة من عدم التوافق المحسوب.

ومن المفارقات أن نجد فتاة عانت من قسوة أبيها واستبداده, ومع هذا نجدها عند زواجها قد اختارت زوجاً قاسياً مستبداً وكأنها قد أدمنت العيش تحت السيطرة والقهر فلا تستطيع أن تحيا بغير هذا النمط من الرجال, ونجدها تفعل ذلك وتتوافق معه على الرغم من شكواها المستمرة من القسوة والإستبداد.

أهمية أسرة المنشأ:

تلعب أسرة المنشأ دوراً هاماً في تشكيل شخصية شريك الحياة, فالشخص الذي عاش في جو أسري هاديء ودافيء في حضن أبوين متحابين متآلفين ومع إخوة وأخوات يتعلم معهما وبهما معني العيش مع آخرين, هذا الشخص نتوقع نجاحه أكثر في الحياة الزوجية لأن نموذج الأسرة بكل أركانها يكون مطبوعاً في برنامجه العقلي والوجداني, فهو أكثر قدرة على أن يحب ويحب, وأن يعطي ويأخذ وأكثر قدرة على العيش المستقر الدائم مع شريك الحياة. وعلى العكس من ذلك نجد أن الشخص الذي رأي وعاش تجربة انفصال والديه وتفكك الأسرة, نجده أكثر قدرة على الهجر وعلى الانفصال عن شريكه, لأنه تعود على الهجر وتعود على الإستغناء عن الآخر, ولا يجد صعوبة في ذلك, كما أن نموذج الأسرة ليس واضحاً في عقله ووجدانه.

وقد قام " والتر ترومان " وهو أستاذ لعلم النفس بإحدي الجامعات الألمانية بدراسة طبائع الشبان والشابات بناء على ترتيبهم أو ترتيبهن في أسرة المنشأ ومناسبة النماذج المختلفة لبعضها البعض فوجد التالي:

- الفتاة التي تبحث عن قوة الشخصية والثروة عليها أن تركز جهودها في البحث عن أكبر إخوته فهو (عادة) أكثرهم توفيقاً ونجاحاً و(عادة) أقواهم شخصية وأقدرهم على فهم الناس وعلى الإنجاز.
- وإذا كانت تبحث عن الحنان فستجده في قلب شاب له أخوات أصغر منه.

- وإذا كانت تبحث عن زوج ضعيف الشخصية تحركه كيف تشاء, فإنها تجد هذا في أصغر الأبناء في الأسرة, فهو قد تعود على تلقي الأوامر والتعليمات ولم يتعود على إصدارها والعروس التي تبحث عن هذا النمط من الأزواج هي (عادة) الأخت الكبري والتي قد تعودت أن تكون صاحبة الرأي والسلطة.

- والعريس الملائم لأصغر أخواتها هو أكبر إخوته فقد تعود أن يكون الحاكم بأمره, وتعودت هي على تلقي الرعاية وتلقي الأوامر. (في الحلقة القادمة والأخيرة أنماط النساء في التراث العربي).

أنماط النساء في التراث العربي:

وردت في كتب التراث العربي تسميات عديدة للنساء بلغت في مجموعها نحو واحد وسبعين اسما, وكل اسم يحمل خصائص جسدية أو جسدية ونفسية خاصة, وهذه التعددية بقدر ما تعطي ثراء المعرفة العربية توضح إلى أي مدى حرص الرجال على معرفة طبائع النساء وأمزجتهن تسهيلاً لاختيار المناسبة منهن لذوق الرجل واحتياجاته وفيما يلي استعراض بعض هذه الأنماط كما وردت في الدراسة:

1- الربحلة: المرأة إذا كانت ضخمة وفي اعتدال.
2- السبحلة: المرأة إذا زادت ضخامتها ولم تقبح.
3- الجارية: المرأة إذا كانت طويلة وسبطة.
4- الوضيئة: المرأة التي بها مسحة من الجمال.
5- العطبول: المرأة الطويلة العنق في اعتدال وحسن.
6- الغانية: المرأة إذا استغنت بجمالها عن الزينة.
7- الوسيمة: المرأة إذا كان جسدها ثابتاً كأنها رسمت به.
8- القسيمة: المرأة صاحبة الحظ الوافر من الحسن.
9- الرعبوبة: المرأة إذا كانت بيضاء اللون رطبة.
10- الزهراء: المرأة التي يميل بياضها إلى صفرة كلون القمر والبدر.
11- الدعجاء: المرأة شديدة سواد العين مع سعة المقلة.
12- الشنباء: المرأة رقيقة الأسنان المستوية الحسنة.
13- الخود: المراة الشابة حسنة الخلق.
14- المولودة: المرأة إذا كانت دقيقة المحاسن.
15- الخرعبة: المرأة حسنة القد.. ولينة العصب.
16- المبتلة: المرأة التي لم يركب لحمها بعضه بعضاً.
17- الهيفاء: المرأة إذا كانت لطيفة البطن.
18- الممشوقة: المرأة لطيفة الخصر مع امتداد القامة.
19- الخديجة: المرأة السمينة الممتلئة الذراعين والساقين.
20- البرمادة: المراة السمينة التي ترتج من سمنها.
21- الرقراقه: المرأة التي كأن الماء يجري في وجهها.
22- البضة: المرأة إذا كانت رقيقة الجلد وناعمة البشرة.
24- الوهنانة: المرأة إذا كانت بها فتور عند القيام لسمنها.
38- الحصان: المرأة العفيفة.
39- البنون: المرأة كثيرة الولد.
40- النظور: المرأة قليلة الولادة.
41- المذكار: المرأة التي تلد الذكور فقط.
42- المأناث: المرأة التي تلد الإناث فقط.
43- المهاب: المرأة التي تلد مرة ذكر ومرة أنثي.
44- مقلات: المرأة التي لا يعيش لها ولد.
45- منجاب: المرأة التي تلد النجباء.
46- محمقة: المرأة التي تلد الحمقي.
57- الدهثمة: المرأة السهلة,
58- العانق: التي لم تتزوج.
71- الشموس: المرأة التي لاتطمع الرجال في نفسها.

أنماط الإختيار الزواجي:

وكما الناس ¯ رجالا ونساء ¯ أنواع فالزواج نفسه أنواع.. ولك الاختيار.. ومن أنواع الزواج:

1- الزواج العاطفي: وفيه يكون الاختيار قائماً على عاطفة حب قوية لا تخضع للعقل ولا للمنطق والشخص هنا يعتقد أن الحب - وحده - كفيل بحل كل المشاكل وكفيل ببناء حياة زوجية سعيدة وبالتالى يكون غير قادر على سماع أو تفهم نصائح الآخرين له, ويكون شديد العناد في الدفاع عن اختياره على الرغم من وجود عقبات منطقية كثيرة تؤكد عدم التوافق في الزواج, وكلما زادت محاولات إقناع هذا الشخص (رجلاً كان أو امرأة) ازداد إصراراً وعناداً, ولا يوجد حل في هذه الحالة غير ترك الشخص يخوض التجربة بنفسه بحيث يسمح له بالخطبة (وينصح في هذه الأحوال بإطالة فترة التعارف أو الخطبة) ثم تتكشف له عيوب الطرف الآخر إلى أن يعاني منها, وهنا فقط يمكن أن يتراجع.

2- العقلاني: وهو يقوم على حسابات منطقية لخصائص الطرف الأخر, وبالتالى يخلو من الجوانب العاطفية.

3- الجسدي: ويقوم على الإعجاب بالمواصفات الشكلية للطرف الآخر مثل جمال الوجه أو جمال الجسد.
4- المصلحي: وهو زواج يهدف إلى تحقيق مصلحه مادية أو اجتماعية أو وظيفية من خلال الاقتران بالطرف الآخر. وهذا الاختيار يسقط تماماً إذا يئس صاحبه من تحقيق مصلحته أو إذا استنفد الطرف الآخر أغراضه.

5- الهروبي: وفي هذا النمط نجد الفتاة مثلاً تقبل أي طارق لبابها هرباً من قسوة أبيها أو سوء معاملة زوجة أبيها أو أخيها الأكبر, ولذلك لا تفكر كثيراً في خصائص الشخص المتقدم لها بقدر ما تفكر في الهروب من واقعها المؤلم.

6- الاجتماعي: وهذا الاختيار يقوم على أساس رؤية المحيطين بالطرفين من أهل وأصدقاء, حيث يرون أن هذا الشاب مناسب لهذه الفتاة فيبدأون في التوفيق بينهما حتى يتم الزواج. وهو زواج قائم على أسس التوافق الاجتماعي المتعارف عليها بين الناس ولا يوجد دور ايجابي للطرفين الشريكين فيه غير القبول أو الرفض لما يفترضه الآخرون.

7- العائلي: وهو زواج بقصد لم الشمل العائلي أو اتباع تقاليد معينة مثل أن يتزوج الشاب إبنة عمه أو ابنة خاله, أو أن يتزوج الشخص من قبيلته دون القبائل الأخرى.

8- الديني: وهو اختيار يتم بناء على اعتبارات دينية أو المنتمية لنفس طائفته أو جماعته التي ينتسب إليها. وهذا الاختيار يؤيده حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه, إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض " (أخرجه الترمذي وحسنه وابن ماجه).

9- العشوائي: في هذه الحالة نجد الفتاة مثلا قد فاتها قطار الزواج لذلك تقبل أي زيجة حتى لا تطول عنوستها.

10- المتكامل (متعدد الأبعاد): وفيه يراعي الشخص عوامل متعددة لنجاح الزواج حيث يشتمل على الجانب العاطفي والجانب العقلي والجانب الجسدي والجانب الاجتماعي والجانب الديني.....إلخ. وهذا هو أفضل أنماط الاختيار حيث يقوم الزواج على أعمدة متعددة.

وبعض الناس يقولون إن عامل الدين هو العامل الوحيد الذي يجب أن يقوم عليه الزواج وذلك مصداقاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه البخاري ومسلم: " تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ". وهذا الحديث الشريف أعطي أهمية أكبر لذات الدين, فارتباط المرأة (أو الرجل) بدين يعني ارتباطها بالله وتقديسها له, وينتج عن هذا التقديس احترام إنسانية الإنسان وكرامته لأنه أكرم مخلوقات الله, واحترام للحياة والحفاظ عليها لأنها نعمة من الله تعالى, وبالتالى تبني الحياة الزوجية على مفهوم القداسة ومفهوم الاحترام ومفهوم الكرامة ومفهوم السكن ومفهوم المودة والرحمة, وكل هذه المفاهيم عوامل نجاح للحياة الزوجية, أما أن تسقط هذه الاعتبارات من الحياة الزوجية فالحياة معها تكون في غاية الصعوبة.

ومع هذا لا نغفل بقية الجوانب والتي ذكرها الرسول (في أحاديث أخرى فقال صلى الله عليه وسلم: " خير النساء من إذا نظرت إليها سرتك وإذا أمرتها أطاعتك وإذا أقسمت عليها أبرتك وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك, (رواه النسائي وغيره بسند صحيح). ونلحظ أن هذا الحديث بدأ بالمنظر السار للمرأة ثم أكمل ببقية الصفات السلوكية.

وقد خطب المغيرة بن شعبة امرأة فأخبر رسول صلى الله عليه وسلم فقال له: " اذهب فانظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ". والنظر هنا يختص بالناحية الجمالية وناحية القبول والارتياح الشخصي والتآلف الروحي.

وقد بعث الرسول صلى الله عليه وسلم أم سليم إلى امرأة فقال: " انظري إلى عرقوبها وشمي معاطفها " وفي رواية " شمي عوارضها " (رواه أحمد والحاكم والطبراني والبيهقي).
ولما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بزواج جابر بن عبد الله من امرأة ثيب قال له: " هلا بكراً تلاعبها وتلاعبك ".

من كل هذه الأحاديث نفهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد جعل عامل الدين والأخلاق عاملاً مهماً جداً ومؤثراً في الاختيار, ومع ذلك لم يسقط العوامل الأخرى التي يقوم عليها الزواج بما في ذلك العوامل الجسدية.

الحب من أول نظرة

يقولون إن الحب من أول نظرة خرافة.. ممكن.. ولكن من منا ينكر أن هذه الخرافة تحدث بل وتتكرر كثيرا.. وبما أننا نعرف حالات كثيرة أصابتها سهام الحب من أول نظرة فإن لابد لنا أن نبحث في دراسة الدكتور محمد مهدي عن هذه الظاهرة وهل هي حقا عشوائية أم أن وراءها أسبابا.. يقول الدكتور مهدي في كتابه أن الحب من أول نظرة محتمل جدا ويرجع إلى أسباب منها:

1- الخبرات المبكرة في الحياة, حيث ارتبطت في أذهاننا صور بعض الأشخاص الذين ربطتنا بهم ذكريات سارة أو قاموا برعايتنا, لذلك حين نقابل أحداً يشترك في بعض صفاته مع أولئك الذين أحببناهم فإننا نشعر ناحيته بالانجذاب, وهذا الشعور يكون زائفاً في كثير من الأحيان فليس بالضرورة أن يحمل الشخص الجديد كل صفات المحبوب القديم بل ربما يتناقض معه أحياناً برغم اشتراكهما في بعض الصفات الظاهرة.

2- قد يكون الانجذاب سريعاً وخاطفاً ولكنه قام على أساس اكتشاف صفة هامة وعميقة في المحبوب, وهذه الصفة لها أهمية كبيرة لدى المحب وهو يبحث عنها من زمن وحين يجدها ينجذب إليها وقد تكون شخصية المحبوب محققة لذلك التوقع وقد لا تكون كذلك.
وهذه هي أهمية اللقاء الأول والذي يحدث فيه ارتياح وقبول وألفة أو العكس بناء على البرمجة العقلية السابقة والصور الذهنية المخزونة في النفس. واللقاءات التالية. إما أنها تؤكد هذا اللقاء الأول أو تعدله أو تلغيه.

الحب والعناد:

حين يستحكم الحب من شخص فإنه يكون في غاية العناد فلا يستطيع سماع نصيحة من أحد ولا حتى سماع صوت عقله, فهو يريد أن يعيش حالة الحب في صفاء حتى ولو كان مخدوعاً, فلذة الحب لديه تفوق أي اعتبارات منطقية, وكلما زادت مواجهة هذا المحب زاد إصراره, ولذلك من الأفضل أن يترك دون ضغوط ليرى بنفسه من خلال المعايشة الحقيقية (خطوبة مثلاً) أن في محبوبه عيوباً لم يكن يدركها في حالة سكره وعناده, وبالتالى يستطيع هو تغيير رأيه بنفسه, أي أننا ننقل المسئولية إليه (أو إليها) حتى يفيق من سكرة الحب ويخرج من دائرة العناد. وهذا الموقف نقابله كثيرا لدى الشباب حيث يصر أحدهم على شخص معين بناء على عاطفة حب قوية وجارفة ولا يستطيع رؤية أي شيء آخر, وتفشل كل المحاولات لإقناعه (أو إقناعها), وكلما زادت محاولات الإقناع زاد العناد, ويصبح الأمر صراع إرادات تختفي خلفه عيوب المحبوب وتضعف بصيرة الحبيب إلى أقصي درجة.

والحل الأمثل في مثل هذه الحالات هو الكف عن محاولات الإقناع (وهذا لا يعني عدم إبداء النصيحة الخالصة للطرف المخدوع), وترك الطرف المخدوع والمستلب (تحت وهم الحب) يخوض التجربة بنفسه (أو بنفسها) من خلال إعلان الأهل قبولهم للأمر - برغم معرفتهم بآثاره السلبية - وهنا ومن هذه النقطة تبدأ الحقائق تتكشف رويدا رويدا أمام الطرفين في فترة التعارف أو مقدمات الخطوبة أو في فترة الخطوبة ذاتها, وفي أغلب الأحوال يراجع الطرف المخدوع نفسه كليا أو جزئيا وربما تراجع عن هذا الأمر. وفي حالة عدم التراجع فالأفضل للأهل أن يقبلوا هذا الأمر الواقع بعد إبداء النصيحة اللازمة وليتحمل الطرف المصر على ذلك مسئوليته, وفي هذه الحالة سوف تكون هناك خسائر ولكنها ستكون أقل بكثير من اتخاذ الأهل موقف عناد مقابل.

الاحتياج أساس مهم للعلاقة الزوجية:

والاحتياج هنا كلمة شاملة لكل أنواع الاحتياج الجسدي والعاطفي والعقلي والاجتماعي والروحي. ولذلك فالذين لا يحتاجون لا ينجحون في زواجهم, فالأناني يفشل والبخيل يفشل والنرجسي يفشل والمصلحي يفشل لأنهم لا يشعرون بالاحتياج الدائم لطرف آخر, أو أن احتياجاتهم سطحية نفعية مؤقتة.

أصحاب التجارب السابقة:

هناك اعتقاد بأن صاحب التجربة السابقة في الزواج (أو صاحبتها) يكون أقرب للنجاح في علاقته الزوجية نظراً لخبرته ودرايته, ولكن هذا غير صحيح, فالزواج علاقة ثنائية شديدة الخصوصية في كل مرة, ونتائج الخبرة السابقة لا يصلح تطبيقها مع الشريك الحالى لأن كل إنسان له احتياجاته الخاصة به, بل على العكس قد تكون الخبرة السابقة عائقاً في التواصل مع الشريك الحالى حيث يعتقد صاحب الخبرة أن عوامل النجاح أو الفشل في التجربة السابقة يمكن تعميمها في العلاقة الحالية وهذا غير صحيح, وربما يحمل صاحب الخبرة مشاعر سلبية من الطرف السابق يسقطها على الطرف الحالى دون ذنب وربما هذا يجعلنا نفهم حديث رسول (حين علم بزواج جابر بن عبد الله من امرأة ثيب فقال له: " هلا بكراً تلاعبها وتلاعبك ", فالزوجان اللذان يبدآن حياتهما كصفحة بيضاء أقرب للتوافق من زوجين يحمل أحدهما أو كلاهما ميراثا سابقا ربما يعوق التوافق الزوجي ويشوش على الموجات الجديدة.

وأخيرا هذه كانت علامات على الطريق يسترشد بها المقدمون على الزواج أو آباؤهم وأمهاتهم أخذا بالأسباب الممكنة, ولكن في النهاية نسأل الله التوفيق لشريك يرعي الله في شريكته وينطبق عليه ما ورد على لسان الحسن رضي الله عنه حين سأله رجل: إن لي بنتا, فمن تري أن أزوجها له? قال: " زوجها لمن يتقي الله, فإن أحبها أكرمها, وإن أبغضها لم يظلمها ".