زهير
02-23-2006, 03:52 PM
الصين أكبر أسواقها عالميا والسعودية عربيا
برشلونة: ناصر التميمي
بعد إعلان فوز جورما اوليلا، رئيس شركة »نوكيا« عملاق قطاع الهواتف الجوالة، الفوز بجائزة جمعية «جي.اس.ام» لأفضل رئيس تنفيذي، على هامش فعاليات مؤتمر ومعرض «الجيل الثالث للنظام العالمي للهواتف الجوالة «3GSM World Congress» في مدينة برشلونة الاسبانية، قادني الفضول للتمعن في ملامح وجهه، حيث بدا لي وكأنه «محارب» اكمل الاجهاز على خصومه بعد «معارك» طويلة ويستعد لتسليم الراية لقائد جديد يمكنه متابعة المسيرة المظفرة.
ووسط «ركام» معارك السيطرة على قطاع الهواتف الجوالة، قرر اوليلا التنحي عن عرش «نوكيا» في شهر يونيو (حزيران) المقبل، للانضمام الى شركة «رويال داتش شل». لكن خروجه سيكون بمثابة رحيل «البطل» اثناء غروب الشمس بعد «انتصاره» على منافسيه.
وبكل تأكيد عندما يغادر اوليلا «كرسي الرئاسة»، فإنه سيترك خلفه قصة نجاح سيتذكرها العالم، خصوصا في قطاع الاتصالات لفترة طويلة من الزمان. لا بل ان قطاع الاتصالات سيتذكر مديرا ربما من الصعب ان «يتكرر».
وخروج اوليلا، على عكس الكثير من القصص التي اجتاحت قطاع الاعمال اخيرا عبر استقالة المديرين التنفيذيين، أما بفعل نتائج مخيبة للآمال، أو فضائح كبيرة، أو حتى الخروج عن القانون ودخول السجن، سييكون خروجا لشخص أوصل شركته الى القمة وتركها، وهي تتربع على قمة قطاع الهواتف الجوالة.
وبالفعل فقد حافظت «نوكيا على دورها الريادي عالميا عام 2005 حيث رفعت حصتها في السوق من 29.4 عام 2004 الى 32.1 مع نهاية عام 2005 من خلال بيعها لنحو 264.9 مليون وحدة/جهاز مقارنة بـ207.6 جهاز عام 2004، نتيجة تحقيق مكاسب جديدة في اسواق الشرق الاوسط والصين ودول المحيط الهادي في آسيا وأوروبا. وبلغة الارقام المالية فقد ارتفعت المبيعات الصافية لنوكيا عام 2005 بنسبة 16 في المائة الى 34.191 مليار يورو (نحو 49.8 مليار دولار) من 29.371 مليار يورو (حوالي 35.1 مليار دولار) في عام 2004. ولا تزال الهواتف الجوالة تمثل العمود الفقري للشركة، حيث وصلت مبيعاتها الى 20.811 مليار يورو (24.82 مليار دولار)، وهو ما يشكل نحو 61 في المائة من اجمالي المبيعات الصافية لنوكيا في العام الماضي. وتعتبر نوكيا الشركة الاولى في مبيعات الهواتف الجوالة في اوروبا، ومنطقة المحيط الهادي في آسيا، والصين، والشرق الاوسط. وتمثل اوروبا السوق الرئيسية للشركة الفنلندية، حيث تشكل 42 في المائة من المبيعات الاجمالية للشركة في عام 2005 بارتفاع قدره واحد في المائة عن العام السابق. ثم تأتي منطقة آسيا باسيفيك التي شكلت 18 في المائة من المبيعات في عام 2005 ارتفاعا من 16 في المائة في عام 2004.
في حين أن منطقة الشرق الأوسط وافريقيا، تأتي في الترتيب الثالث بنسبة 13 في المائة العام الماضي (12% في عام 2004)، أما الصين فتمثل حاليا 11 في المائة (10% عام 2004)، واميركا الشمالية 8 في المائة (12% في عام 2004)، واخيرا اميركا اللاتينية، حيث استحوذت على نسبة 8 في المائة (9% في عام 2004).
وبحسب البيانات التي قدمتها نوكيا، فإن الاسواق العشرة الاعلى مبيعا لهواتفها فهي على الترتيب: الصين، اميركا، المملكة المتحدة، الهند، المانيا، روسيا، ايطاليا، اسبانيا، السعودية، وفرنسا وهذه الاسواق العشرة مجتمعة تمثل 52 من اجمالي مبيعات نوكيا في عام 2005. وادارة نوكيا تتطلع الى المستقبل بكل تفاؤل، وفي هذا الاطار اكد الرئيس التنفيذي لشركة نوكيا جورما اوليلا، الذي سيترك منصبه في شهر يونيو (حزيران)، ان الشركة لا تزال قادرة على تحقيق هدفها بالسيطرة على 40 في المائة من اسواق الهواتف الجوالة في العالم. ودافع اوليلا بقوة على زيادة اعتماد الشركة على الاسواق الناشئة، حيث يقل معدل الانفاق على الجهاز الواحد مقارنة بأسواق أوروبا وأميركا واليابان، مؤكدا ان 80 في المائة من المليار القادم في عدد مستخدمي الهواتف الجوالة، سيكون في هذه البلدان. الا ان نقطة الضعف الوحيدة في استراتيجية نوكيا العالمية تتمثل في اسواق اميركا الشمالية، حيث تحتل نوكيا الترتيب الرابع في السوق الاميركية، ويعلق اوليلا على ذلك قائلا: «ان نوكيا عززت حصتها في اميركا الشمالية في الربع الرابع من العام الماضي الى 20 في المائة، ونحن في موقع يؤهلنا للحفاظ على هذا الزخم.. ونصبح الشركة الاولى في اميركا الشمالية في النصف الثاني من العام الحالي».
لكن بعض المراقبين يعتقدون هنا ان اللوم يجب ان يوجه لنوكيا، فرغم انه كان لديها متسع من الوقت سابقا لتعزيز وجودها في اميركا، الا ان تصميماتها لم تستطع مجاراة «موتوريلا»، خصوصا موديل «Razr» الذي طرحته الشركة الاميركية ووجه ضربة قوية لمنافساتها.
ويقول المنتقدون ان هواتف نوكيا رغم انها كانت «مشبعة» بكاميرات عالية الوضوح، وراديو «اف.ام» ووظائف متكاملة، الا ان ما كان ينقصها هو عنصر «النحافة»، الذي يجتاح صناعة الهواتف الجوالة، او لعلها الموضة السائدة. من ناحيته فإن جورما اوليلا يفند هذه المزاعم قائلا «ان مجموعة (Nseries) ستشهد زخما كبيرا في العام الحالي، مشددا في هذا السياق على «أنه بينما كان عام 2005 يمثل ظهور الهواتف الموسيقية، فإن 2006 سيكون عام الانتشار والتوسع».
وهو تصريح يوافق عليه مدير قسم الوسائط المتعددة في نوكيا البريطاني مارك سيلبي، حيث قال لـ«الشرق الأوسط» ان القضية كانت تتعلق بالتسويق، وفهم احتياجات المستهلك الاميركي اكثر من التصميم، مؤكدا ان نوكيا في طريقها لتسجيل اداء قويا في اميركا الشمالية. الجدير بالاشارة هنا الى ان نوكيا كانت الشركة الاولى في اميركا الشمالية، حيث سيطرت على اكثر من ثلث الاسواق انذاك، الا انها فقد موقعها لصالح «موتوريلا».
لكن نوكيا، اكبر منتج للهواتف الجوالة في العالم، لا تترك الامور للصدف فقد تحالفت ايضا مع «سانيوالكتريك» اكبر منتج لبطاريات الهواتف الجوالة في العالم من اجل تصنيع هواتف تعمل بنظام «CDMA2000»، الذي يتميز بسرعة كبيرة في نقل البيانات، ومن المتوقع ان تطرح هذه الهواتف في اميركا بحلول الربع الثالث من العام الحالي.
يشار هنا الى ان مؤسسة «اي دي سي ـ IDC» قدرت حصة نوكيا في الربع الثالث من العام الماضي بنحو 13.7 في المائة مقارنة بـ33.5 لشركة «موتوريلا» الشركة الاولى في السوق الاميركية. في حين بلغت حصة «ال جي إلكترونيكس» 19.8 في المائة، بينما وصل نصيب سامسونغ 15 في المائة.
ولا زلت اتذكر عندما التقيت اوليلا في امستردام ابريل (نيسان) العام الماضي، بمناسبة اطلاق مجموعة Nseries اكد لـ«الشرق الأوسط»، ان الهواتف ذات الوسائط المتعددة ستكون الرهان المقبل. ومن الواضح ان رهانه كان في محله، فقد ارتفعت مبيعات الهواتف ذات الوسائط المتعددة بنحو 63 في المائة عام 2005 وكان من بين اجمالي مبيعات الشركة 28.6 مليون من الهواتف الذكية العام الماضي، مقارنة مع 11.8 مليون في عام 2004 من العام الماضي. ولا يقتصر الامر على الهواتف الجوالة فقط، فقد عبر أوليلا برضى غير معهود فيه عن ارتياحه العميق لنتائج هذا الموسم، مضيفا أن مبيعات الشركة من معدات البنية التحتية للهواتف الجوالة فاقت كل التوقعات. وشدد في هذا المجال على «ان نوكيا في طريقها لتحقيق اهدافها في الوصول الى هوامش ربحية تبلغ 17 في المائة على صعيد الهواتف الجوالة، و14 في المائة في مجال الشبكات». وفي هذا السياق قال لـ«الشرق الأوسط» الدكتور وليد منيمنة نائب اول للرئيس، الشبكات في نوكيا ان الشركة في طريقها لتحقيق المزيد من النجاحات، خصوصا بعد توقيعها اتفاقية تزويد الشركة الوطنية الكويتية للاتصالات بنظام HSDPA، الذي يعتبر الاول في منطقة الشرق الاوسط وافريقيا، ويمكنه نقل البيانات بسرعة 1 ـ 2 ميغابايت ونظريا بنحو 14 ميغابايت. مبينا ان مبيعات الشبكات تمثل 20 في المائة من اجمالي مبيعات نوكيا، فضلا على ان هناك 18 الف شخص يعملون في مجال الشبكات في نوكيا.
واشار منيمنة الى ان شبكات الجيل الثالث ((3G تعمل حاليا في البحرين والتي كانت اول من ادخلها في المنطقة، والكويت والامارات، الا انها ستمتد الى دول اخرى في المستقبل القريب.
وفي الحقيقة فإن نوكيا تتطلع بشغف لتوسيع الهواتف التي تعمل بهذا النظام. ووفقا لتوقعات اوليلا فإن نوكيا «تتوقع ان تبيع خلال عام 2006، حوالي 40 مليون جهاز يعمل بنظام (3G/WCDMA)، كما انه من المتوقع ان تقوم بشحن 80 مليون جهاز يشتمل على مشغل مدمج للموسيقى، هذا بالاضافة الى 150 مليون جهاز يحتوي على راديو «اف.ام». ومن المتوقع ان تطرح نوكيا 5 موديلات جديدة خلال الستة اشهر المقبلة، فبينما يتوقع ان تطرح نوكيا جهاز 6103 قبل نهاية شهر مارس (اذار) المقبل، فإن الموديلات الاخرى (6125 ـ 6131 ـ 6233 ـ 6070) بحلول شهر يونيو (حزيران) طبقا لما قاله لـ«الشرق الأوسط» نائب رئيس نوكيا ـ شؤون التسويق وخدمة العملاء ـ حنوب شرق اسيا والباسفيك. يذكر ان نوكيا تطرح عادة بالمتوسط 50 جهازا كل سنة، وفي العام الماضي طرحت 56 موديلا.
وفي الحقيقة فإن اوليلا، 55 سنة، سيترك نوكيا وهو يشعر بالفخر من تسطيره مفخرة وطنية في بلده فنلندا، حيث قاد شركة مغمورة لتصبح اكبر شركة اتصالات في العالم. فقبل حوالي أكثر من عشرين عاما، اخترع اول هاتف جوال اسمه «موبيرا سيناتور»، من قبل شركة فنلندية مغمورة انذاك اسمها «نوكيا»، ولم يخطر على بال أحد أبدا ان الهواتف الجوالة ستصبح اكثر وسائل الاتصال انتشارا في العالم بعد ذلك، وان شركة «نوكيا» ستتحول الى الرائدة في هذا المجال وتتربع على المركز الاول في العالم في قطاع الهواتف الجوالة بعد عقدين من الزمان. وقصة نجاح «نوكيا» على مدى العقد الماضي، لا تتعلق بنمو شركة عالمية فحسب، بل انها تمثل مصدر فخر لفنلندا، فهذه الشركة أصبحت في الوقت الراهن، تمثل نصف القيمة السوقية لسوق الأوراق المالية في هلسنكي. كما أنها توظف اكثر من 58 الف موظف في الداخل والخارج. وتعد ركيزة اساسية من الاقتصاد المحلي، حيث انها وحدها تولد ربع الناتج المحلي الاجمالي لفنلندا.
وخلال الثمانينات من الألفية الماضية عندما أصبحت أسماء شركات مثل «مايكروسوفت» و«انتيل»، تتداول على كل لسان، فإن «نوكيا» كانت مجموعة مغمورة تصنع أوراق التواليت والأرضيات الخشبية والأحذية البلاستيكية، والكوابل، إضافة إلى معدات الاتصالات، ونادرا ما سمع عنها أحد خارج فنلندا. انضم يورما أوليلا، 55 سنة، المدير التنفيذي الحالي إلى الشركة عام 1985، بعد أن أنهى دراسته في كلية الاقتصاد التابعة لجامعة لندن، وخلال عام واحد أصبح المدير المالي في الشركة، وفي هذه الأثناء كانت «نوكيا» تتخلى عن نشاطاتها التقليدية للتركيز على قطاع الاتصالات.
وبعد أن استطاع أوليلا اكتساب شهرة واسعة نتيجة تحويله وحدة الهواتف الجوالة إلى «جوهرة» الشركة، في بداية التسعينات، أصبح عام 1992 المدير التنفيذي لشركة «نوكيا». وفي عهده كانت نوكيا اول شركة تقوم باستخدام شبكات «جي.اس.ام» في اوروبا للاستخدام التجاري. وخلال فترة التسعينات من الالفية الماضية، استطاعت نوكيا تحت رئاسة اوليلا ان تقود الصناعة لانتاج هواتف جوالة خفيفة ورشيقة وبأسعار مناسبة، الأمر الذي جعلها من أكثر المنتجات شعبية في مجال الاتصالات، وبالنتيجة تربعت نوكيا على عرش سوق الهواتف الجوالة عام 1998 ولا تزال تحتفظ به منذ ذلك الحين.
برشلونة: ناصر التميمي
بعد إعلان فوز جورما اوليلا، رئيس شركة »نوكيا« عملاق قطاع الهواتف الجوالة، الفوز بجائزة جمعية «جي.اس.ام» لأفضل رئيس تنفيذي، على هامش فعاليات مؤتمر ومعرض «الجيل الثالث للنظام العالمي للهواتف الجوالة «3GSM World Congress» في مدينة برشلونة الاسبانية، قادني الفضول للتمعن في ملامح وجهه، حيث بدا لي وكأنه «محارب» اكمل الاجهاز على خصومه بعد «معارك» طويلة ويستعد لتسليم الراية لقائد جديد يمكنه متابعة المسيرة المظفرة.
ووسط «ركام» معارك السيطرة على قطاع الهواتف الجوالة، قرر اوليلا التنحي عن عرش «نوكيا» في شهر يونيو (حزيران) المقبل، للانضمام الى شركة «رويال داتش شل». لكن خروجه سيكون بمثابة رحيل «البطل» اثناء غروب الشمس بعد «انتصاره» على منافسيه.
وبكل تأكيد عندما يغادر اوليلا «كرسي الرئاسة»، فإنه سيترك خلفه قصة نجاح سيتذكرها العالم، خصوصا في قطاع الاتصالات لفترة طويلة من الزمان. لا بل ان قطاع الاتصالات سيتذكر مديرا ربما من الصعب ان «يتكرر».
وخروج اوليلا، على عكس الكثير من القصص التي اجتاحت قطاع الاعمال اخيرا عبر استقالة المديرين التنفيذيين، أما بفعل نتائج مخيبة للآمال، أو فضائح كبيرة، أو حتى الخروج عن القانون ودخول السجن، سييكون خروجا لشخص أوصل شركته الى القمة وتركها، وهي تتربع على قمة قطاع الهواتف الجوالة.
وبالفعل فقد حافظت «نوكيا على دورها الريادي عالميا عام 2005 حيث رفعت حصتها في السوق من 29.4 عام 2004 الى 32.1 مع نهاية عام 2005 من خلال بيعها لنحو 264.9 مليون وحدة/جهاز مقارنة بـ207.6 جهاز عام 2004، نتيجة تحقيق مكاسب جديدة في اسواق الشرق الاوسط والصين ودول المحيط الهادي في آسيا وأوروبا. وبلغة الارقام المالية فقد ارتفعت المبيعات الصافية لنوكيا عام 2005 بنسبة 16 في المائة الى 34.191 مليار يورو (نحو 49.8 مليار دولار) من 29.371 مليار يورو (حوالي 35.1 مليار دولار) في عام 2004. ولا تزال الهواتف الجوالة تمثل العمود الفقري للشركة، حيث وصلت مبيعاتها الى 20.811 مليار يورو (24.82 مليار دولار)، وهو ما يشكل نحو 61 في المائة من اجمالي المبيعات الصافية لنوكيا في العام الماضي. وتعتبر نوكيا الشركة الاولى في مبيعات الهواتف الجوالة في اوروبا، ومنطقة المحيط الهادي في آسيا، والصين، والشرق الاوسط. وتمثل اوروبا السوق الرئيسية للشركة الفنلندية، حيث تشكل 42 في المائة من المبيعات الاجمالية للشركة في عام 2005 بارتفاع قدره واحد في المائة عن العام السابق. ثم تأتي منطقة آسيا باسيفيك التي شكلت 18 في المائة من المبيعات في عام 2005 ارتفاعا من 16 في المائة في عام 2004.
في حين أن منطقة الشرق الأوسط وافريقيا، تأتي في الترتيب الثالث بنسبة 13 في المائة العام الماضي (12% في عام 2004)، أما الصين فتمثل حاليا 11 في المائة (10% عام 2004)، واميركا الشمالية 8 في المائة (12% في عام 2004)، واخيرا اميركا اللاتينية، حيث استحوذت على نسبة 8 في المائة (9% في عام 2004).
وبحسب البيانات التي قدمتها نوكيا، فإن الاسواق العشرة الاعلى مبيعا لهواتفها فهي على الترتيب: الصين، اميركا، المملكة المتحدة، الهند، المانيا، روسيا، ايطاليا، اسبانيا، السعودية، وفرنسا وهذه الاسواق العشرة مجتمعة تمثل 52 من اجمالي مبيعات نوكيا في عام 2005. وادارة نوكيا تتطلع الى المستقبل بكل تفاؤل، وفي هذا الاطار اكد الرئيس التنفيذي لشركة نوكيا جورما اوليلا، الذي سيترك منصبه في شهر يونيو (حزيران)، ان الشركة لا تزال قادرة على تحقيق هدفها بالسيطرة على 40 في المائة من اسواق الهواتف الجوالة في العالم. ودافع اوليلا بقوة على زيادة اعتماد الشركة على الاسواق الناشئة، حيث يقل معدل الانفاق على الجهاز الواحد مقارنة بأسواق أوروبا وأميركا واليابان، مؤكدا ان 80 في المائة من المليار القادم في عدد مستخدمي الهواتف الجوالة، سيكون في هذه البلدان. الا ان نقطة الضعف الوحيدة في استراتيجية نوكيا العالمية تتمثل في اسواق اميركا الشمالية، حيث تحتل نوكيا الترتيب الرابع في السوق الاميركية، ويعلق اوليلا على ذلك قائلا: «ان نوكيا عززت حصتها في اميركا الشمالية في الربع الرابع من العام الماضي الى 20 في المائة، ونحن في موقع يؤهلنا للحفاظ على هذا الزخم.. ونصبح الشركة الاولى في اميركا الشمالية في النصف الثاني من العام الحالي».
لكن بعض المراقبين يعتقدون هنا ان اللوم يجب ان يوجه لنوكيا، فرغم انه كان لديها متسع من الوقت سابقا لتعزيز وجودها في اميركا، الا ان تصميماتها لم تستطع مجاراة «موتوريلا»، خصوصا موديل «Razr» الذي طرحته الشركة الاميركية ووجه ضربة قوية لمنافساتها.
ويقول المنتقدون ان هواتف نوكيا رغم انها كانت «مشبعة» بكاميرات عالية الوضوح، وراديو «اف.ام» ووظائف متكاملة، الا ان ما كان ينقصها هو عنصر «النحافة»، الذي يجتاح صناعة الهواتف الجوالة، او لعلها الموضة السائدة. من ناحيته فإن جورما اوليلا يفند هذه المزاعم قائلا «ان مجموعة (Nseries) ستشهد زخما كبيرا في العام الحالي، مشددا في هذا السياق على «أنه بينما كان عام 2005 يمثل ظهور الهواتف الموسيقية، فإن 2006 سيكون عام الانتشار والتوسع».
وهو تصريح يوافق عليه مدير قسم الوسائط المتعددة في نوكيا البريطاني مارك سيلبي، حيث قال لـ«الشرق الأوسط» ان القضية كانت تتعلق بالتسويق، وفهم احتياجات المستهلك الاميركي اكثر من التصميم، مؤكدا ان نوكيا في طريقها لتسجيل اداء قويا في اميركا الشمالية. الجدير بالاشارة هنا الى ان نوكيا كانت الشركة الاولى في اميركا الشمالية، حيث سيطرت على اكثر من ثلث الاسواق انذاك، الا انها فقد موقعها لصالح «موتوريلا».
لكن نوكيا، اكبر منتج للهواتف الجوالة في العالم، لا تترك الامور للصدف فقد تحالفت ايضا مع «سانيوالكتريك» اكبر منتج لبطاريات الهواتف الجوالة في العالم من اجل تصنيع هواتف تعمل بنظام «CDMA2000»، الذي يتميز بسرعة كبيرة في نقل البيانات، ومن المتوقع ان تطرح هذه الهواتف في اميركا بحلول الربع الثالث من العام الحالي.
يشار هنا الى ان مؤسسة «اي دي سي ـ IDC» قدرت حصة نوكيا في الربع الثالث من العام الماضي بنحو 13.7 في المائة مقارنة بـ33.5 لشركة «موتوريلا» الشركة الاولى في السوق الاميركية. في حين بلغت حصة «ال جي إلكترونيكس» 19.8 في المائة، بينما وصل نصيب سامسونغ 15 في المائة.
ولا زلت اتذكر عندما التقيت اوليلا في امستردام ابريل (نيسان) العام الماضي، بمناسبة اطلاق مجموعة Nseries اكد لـ«الشرق الأوسط»، ان الهواتف ذات الوسائط المتعددة ستكون الرهان المقبل. ومن الواضح ان رهانه كان في محله، فقد ارتفعت مبيعات الهواتف ذات الوسائط المتعددة بنحو 63 في المائة عام 2005 وكان من بين اجمالي مبيعات الشركة 28.6 مليون من الهواتف الذكية العام الماضي، مقارنة مع 11.8 مليون في عام 2004 من العام الماضي. ولا يقتصر الامر على الهواتف الجوالة فقط، فقد عبر أوليلا برضى غير معهود فيه عن ارتياحه العميق لنتائج هذا الموسم، مضيفا أن مبيعات الشركة من معدات البنية التحتية للهواتف الجوالة فاقت كل التوقعات. وشدد في هذا المجال على «ان نوكيا في طريقها لتحقيق اهدافها في الوصول الى هوامش ربحية تبلغ 17 في المائة على صعيد الهواتف الجوالة، و14 في المائة في مجال الشبكات». وفي هذا السياق قال لـ«الشرق الأوسط» الدكتور وليد منيمنة نائب اول للرئيس، الشبكات في نوكيا ان الشركة في طريقها لتحقيق المزيد من النجاحات، خصوصا بعد توقيعها اتفاقية تزويد الشركة الوطنية الكويتية للاتصالات بنظام HSDPA، الذي يعتبر الاول في منطقة الشرق الاوسط وافريقيا، ويمكنه نقل البيانات بسرعة 1 ـ 2 ميغابايت ونظريا بنحو 14 ميغابايت. مبينا ان مبيعات الشبكات تمثل 20 في المائة من اجمالي مبيعات نوكيا، فضلا على ان هناك 18 الف شخص يعملون في مجال الشبكات في نوكيا.
واشار منيمنة الى ان شبكات الجيل الثالث ((3G تعمل حاليا في البحرين والتي كانت اول من ادخلها في المنطقة، والكويت والامارات، الا انها ستمتد الى دول اخرى في المستقبل القريب.
وفي الحقيقة فإن نوكيا تتطلع بشغف لتوسيع الهواتف التي تعمل بهذا النظام. ووفقا لتوقعات اوليلا فإن نوكيا «تتوقع ان تبيع خلال عام 2006، حوالي 40 مليون جهاز يعمل بنظام (3G/WCDMA)، كما انه من المتوقع ان تقوم بشحن 80 مليون جهاز يشتمل على مشغل مدمج للموسيقى، هذا بالاضافة الى 150 مليون جهاز يحتوي على راديو «اف.ام». ومن المتوقع ان تطرح نوكيا 5 موديلات جديدة خلال الستة اشهر المقبلة، فبينما يتوقع ان تطرح نوكيا جهاز 6103 قبل نهاية شهر مارس (اذار) المقبل، فإن الموديلات الاخرى (6125 ـ 6131 ـ 6233 ـ 6070) بحلول شهر يونيو (حزيران) طبقا لما قاله لـ«الشرق الأوسط» نائب رئيس نوكيا ـ شؤون التسويق وخدمة العملاء ـ حنوب شرق اسيا والباسفيك. يذكر ان نوكيا تطرح عادة بالمتوسط 50 جهازا كل سنة، وفي العام الماضي طرحت 56 موديلا.
وفي الحقيقة فإن اوليلا، 55 سنة، سيترك نوكيا وهو يشعر بالفخر من تسطيره مفخرة وطنية في بلده فنلندا، حيث قاد شركة مغمورة لتصبح اكبر شركة اتصالات في العالم. فقبل حوالي أكثر من عشرين عاما، اخترع اول هاتف جوال اسمه «موبيرا سيناتور»، من قبل شركة فنلندية مغمورة انذاك اسمها «نوكيا»، ولم يخطر على بال أحد أبدا ان الهواتف الجوالة ستصبح اكثر وسائل الاتصال انتشارا في العالم بعد ذلك، وان شركة «نوكيا» ستتحول الى الرائدة في هذا المجال وتتربع على المركز الاول في العالم في قطاع الهواتف الجوالة بعد عقدين من الزمان. وقصة نجاح «نوكيا» على مدى العقد الماضي، لا تتعلق بنمو شركة عالمية فحسب، بل انها تمثل مصدر فخر لفنلندا، فهذه الشركة أصبحت في الوقت الراهن، تمثل نصف القيمة السوقية لسوق الأوراق المالية في هلسنكي. كما أنها توظف اكثر من 58 الف موظف في الداخل والخارج. وتعد ركيزة اساسية من الاقتصاد المحلي، حيث انها وحدها تولد ربع الناتج المحلي الاجمالي لفنلندا.
وخلال الثمانينات من الألفية الماضية عندما أصبحت أسماء شركات مثل «مايكروسوفت» و«انتيل»، تتداول على كل لسان، فإن «نوكيا» كانت مجموعة مغمورة تصنع أوراق التواليت والأرضيات الخشبية والأحذية البلاستيكية، والكوابل، إضافة إلى معدات الاتصالات، ونادرا ما سمع عنها أحد خارج فنلندا. انضم يورما أوليلا، 55 سنة، المدير التنفيذي الحالي إلى الشركة عام 1985، بعد أن أنهى دراسته في كلية الاقتصاد التابعة لجامعة لندن، وخلال عام واحد أصبح المدير المالي في الشركة، وفي هذه الأثناء كانت «نوكيا» تتخلى عن نشاطاتها التقليدية للتركيز على قطاع الاتصالات.
وبعد أن استطاع أوليلا اكتساب شهرة واسعة نتيجة تحويله وحدة الهواتف الجوالة إلى «جوهرة» الشركة، في بداية التسعينات، أصبح عام 1992 المدير التنفيذي لشركة «نوكيا». وفي عهده كانت نوكيا اول شركة تقوم باستخدام شبكات «جي.اس.ام» في اوروبا للاستخدام التجاري. وخلال فترة التسعينات من الالفية الماضية، استطاعت نوكيا تحت رئاسة اوليلا ان تقود الصناعة لانتاج هواتف جوالة خفيفة ورشيقة وبأسعار مناسبة، الأمر الذي جعلها من أكثر المنتجات شعبية في مجال الاتصالات، وبالنتيجة تربعت نوكيا على عرش سوق الهواتف الجوالة عام 1998 ولا تزال تحتفظ به منذ ذلك الحين.