عبدالحليم
02-23-2006, 03:04 PM
بين طموحات الزلزلة وصمت الشطي
د.ساجد العبدلي
الراي العام
عضو مجلس الأمة الوحيد الذي دأبت على القول بأنني ما كنت لأكون متفاجئا على الاطلاق لو تم توزيره هو الدكتور يوسف الزلزلة، وبالفعل حصل ذلك، فها هو قد غدا وزير التجارة والصناعة الحالي, والحقيقة أن الأمر لم يكن لفراسة بارعة أو لعلم بالغيب أو ما أشبه، ولكن لأني التقيت بالرجل لأكثر من مرة حينما كان نائبا، ولمست منه حماسا منقطع النظير لمشاريع الحكومة وايمانا منه بها بشكل، ربما يكون أكثر من أعضاء الحكومة نفسها.
كان الرجل، على سبيل المثال، مؤمنا بمشروع حقول الشمال الذي قدمته الحكومة حتى النخاع، وكان يسوّقه في المجالس والندوات مستخدما لذلك الكمبيوتر النقال ويعرض شرائح (باور بوينت) تحمل شعار مؤسسة البترول, لذلك، كنت أقول بأن الحكومة لن تجد أحسن منه لينضم الى صفوفها، حين يأتي التشكيل الجديد.
واليوم، فان الظاهر بأن حماس الزلزلة للمشاريع الحكومية حينما كان نائبا لم ينقطع البتة حين صار وزيرا، فالرجل هو الأكثر تصريحا للصحافة من جملة الوزراء، والأكثر اظهارا لطموحاته بالتغيير والاصلاح, لا يكاد يمر يوم الا وله تصريح في هذه الصحيفة أو تلك.
لا مانع من مثل هذا الحماس الاعلامي، ولا مانع من استخدام السحر الاعلامي لتسويق الأجندة الوزارية لأي من أعضاء الحكومة، فهذا حق مشروع في عالم السياسة وفي عالم الاعلام كذلك، لكن مشكلتي الوحيدة تكمن في حجم التصريحات ومدى انعكاسها بعدئذ على أرض الواقع,
في النهاية يعلم الجميع أن عمر الحكومة المتبقي لا يتجاوز الخمسة عشر شهرا، وبالتالي فان تصريحات عظيمة بحجم ما يطلقه الأخ الزلزلة هذه الأيام من اصلاح للأوضاع الاستثمارية والتجارية والاقتصادية سيصعب علينا أن نحشرها فكريا وموضوعيا وزمنيا في مثل هذه الفترة القصيرة, قد تكون طموحات الدكتور الزلزلة بهذا الحجم العظيم، لكننا نعرف، وهو يعرف كذلك بأن الوقت ليس ملكا له، كما أننا نعرف أيضا، وهو يعرف كذلك، بأن الخلل السابق لم يكن بسبب الاهمال أو النسيان أو عدم المعرفة، وانما لأنه كانت هناك قوى فساد أرادت للأوضاع السابقة أن تبقى وتستمر، وهذه القوى لا تزال موجودة بحسب ما أعرف.
أتمنى للدكتور الزلزلة أن يتمكن فعلا من تنفيذ ولو عشرة في المئة من الاصلاحات الكبيرة التي لم يتوقف عن الحديث عنها منذ أن صار وزيرا.
في الجانب الآخر، فالدكتور اسماعيل الشطي وزير المواصلات يختلف عن زميله الزلزلة، فالرجل ومنذ أن صار وزيرا وهو ملتحف بالصمت، بحسب متابعتي اليومية للصحف, وليس مرد الأمر طبعا الى أن الرجل لا يحسن التصريح، وانما في ظني لأنه يعرف مقاييس الأشياء وأبعاد الأمور.
على كل حال، سأكون راضيا جدا عن أداء الشطي وسعيدا به لو استطاع فقط أن يعالج مصيبتنا في ادارة البريد، وأن يصلح الخلل المستفحل فيها منذ أن عرفنا هذه الادارة.
حينها أتصور بأن الحركة الدستورية ستتراجع عن قولها، الغريب وغير المقنع، بأن الدكتور الشطي لا يمثل الحركة الدستورية في الحكومة!!
طبيب وناشط سياسي كويتي
--------------------------------------------------------------------------------
د.ساجد العبدلي
الراي العام
عضو مجلس الأمة الوحيد الذي دأبت على القول بأنني ما كنت لأكون متفاجئا على الاطلاق لو تم توزيره هو الدكتور يوسف الزلزلة، وبالفعل حصل ذلك، فها هو قد غدا وزير التجارة والصناعة الحالي, والحقيقة أن الأمر لم يكن لفراسة بارعة أو لعلم بالغيب أو ما أشبه، ولكن لأني التقيت بالرجل لأكثر من مرة حينما كان نائبا، ولمست منه حماسا منقطع النظير لمشاريع الحكومة وايمانا منه بها بشكل، ربما يكون أكثر من أعضاء الحكومة نفسها.
كان الرجل، على سبيل المثال، مؤمنا بمشروع حقول الشمال الذي قدمته الحكومة حتى النخاع، وكان يسوّقه في المجالس والندوات مستخدما لذلك الكمبيوتر النقال ويعرض شرائح (باور بوينت) تحمل شعار مؤسسة البترول, لذلك، كنت أقول بأن الحكومة لن تجد أحسن منه لينضم الى صفوفها، حين يأتي التشكيل الجديد.
واليوم، فان الظاهر بأن حماس الزلزلة للمشاريع الحكومية حينما كان نائبا لم ينقطع البتة حين صار وزيرا، فالرجل هو الأكثر تصريحا للصحافة من جملة الوزراء، والأكثر اظهارا لطموحاته بالتغيير والاصلاح, لا يكاد يمر يوم الا وله تصريح في هذه الصحيفة أو تلك.
لا مانع من مثل هذا الحماس الاعلامي، ولا مانع من استخدام السحر الاعلامي لتسويق الأجندة الوزارية لأي من أعضاء الحكومة، فهذا حق مشروع في عالم السياسة وفي عالم الاعلام كذلك، لكن مشكلتي الوحيدة تكمن في حجم التصريحات ومدى انعكاسها بعدئذ على أرض الواقع,
في النهاية يعلم الجميع أن عمر الحكومة المتبقي لا يتجاوز الخمسة عشر شهرا، وبالتالي فان تصريحات عظيمة بحجم ما يطلقه الأخ الزلزلة هذه الأيام من اصلاح للأوضاع الاستثمارية والتجارية والاقتصادية سيصعب علينا أن نحشرها فكريا وموضوعيا وزمنيا في مثل هذه الفترة القصيرة, قد تكون طموحات الدكتور الزلزلة بهذا الحجم العظيم، لكننا نعرف، وهو يعرف كذلك بأن الوقت ليس ملكا له، كما أننا نعرف أيضا، وهو يعرف كذلك، بأن الخلل السابق لم يكن بسبب الاهمال أو النسيان أو عدم المعرفة، وانما لأنه كانت هناك قوى فساد أرادت للأوضاع السابقة أن تبقى وتستمر، وهذه القوى لا تزال موجودة بحسب ما أعرف.
أتمنى للدكتور الزلزلة أن يتمكن فعلا من تنفيذ ولو عشرة في المئة من الاصلاحات الكبيرة التي لم يتوقف عن الحديث عنها منذ أن صار وزيرا.
في الجانب الآخر، فالدكتور اسماعيل الشطي وزير المواصلات يختلف عن زميله الزلزلة، فالرجل ومنذ أن صار وزيرا وهو ملتحف بالصمت، بحسب متابعتي اليومية للصحف, وليس مرد الأمر طبعا الى أن الرجل لا يحسن التصريح، وانما في ظني لأنه يعرف مقاييس الأشياء وأبعاد الأمور.
على كل حال، سأكون راضيا جدا عن أداء الشطي وسعيدا به لو استطاع فقط أن يعالج مصيبتنا في ادارة البريد، وأن يصلح الخلل المستفحل فيها منذ أن عرفنا هذه الادارة.
حينها أتصور بأن الحركة الدستورية ستتراجع عن قولها، الغريب وغير المقنع، بأن الدكتور الشطي لا يمثل الحركة الدستورية في الحكومة!!
طبيب وناشط سياسي كويتي
--------------------------------------------------------------------------------