المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقفة مع الشعائر الحسينية .....د. سامي ناصر خليفة



زوربا
02-20-2006, 02:31 PM
د. سامي ناصر خليفة - كاتب كويتي

alkhaldi4@hotmail.com



ظاهرة انتشار المجالس الحسينية في الكويت، وبعض دول المنطقة أمر يثلج الصدر، اذ يعيش الناس جوا ثقافيا رائعا يستلهمون من رسالة سيد الشهداء الكثير من الدروس والعبر، التي تعينهم على فهم أكثر دقة لمنهج الرسالة الاسلامية التي جاء بها جده محمد (صلى الله عليه وآل وسلم)، ولكن مع تلك الصورة الناصعة هناك بعض الملاحظات التي عكرت جو الصفاء الذي تحلى به هذا الموسم الثقافي الممتع:

ساءتنا كثيرا الخصوصية المذهبية التي تميز بها احياء ذكرى فاجعة كربلاء التي وجهت لجميع المسلمين، بل وحتى لغيرهم, وكم كنا نتمنى أن يتم احياء تلك الذكرى بصورة مشتركة من قبل جميع المذاهب الاسلامية، وتبني منتديات مشتركة يتم فيها بحث سبل الاستفادة من تلك الدروس والعبر، التي طالت عملية الاصلاح في مسار الحكم الاسلامي من جانب، وبحث الرسالة الأممية التي أراد الامام الحسين (عليه السلام) ايصالها من جانب آخر.

وساءتنا كثيرا العرائض التي وقعت من قبل أطراف شيعية مختلفة بشأن شرعية أساليب اظهار الجزع والتفجع وابراز الأسى والحزن والألم على مصيبة الامام الحسين (عليه السلام) كالتطبير والضرب المدمي بالسلاسل وغيرهما، والتي أبرزتها بعض الصحف المحلية في الكويت، مما خلق حالا من اللبس لدى الكثير من المواطنين, وكان الأجدى أن يحتكم هؤلاء الى طلبة العلوم الدينية من أهل الاختصاص وأصحاب الدراية، بدلا من أن تكون عنوانا للخلاف الذي يذهب «الريح».

فاذا كان اظهار الجزع سلوكا الغرض منه ابراز المحبة والتعاطف مع أهل بيت النبوة (عليهم جميعا أفضل الصلاة والسلام) واعلان النصرة والتأييد لهم، وهو هدف سامٍ يتفق عليه الجميع، فلماذا لا يتبنى علماء الأمة منهجا جامعا في أساليب احياء تلك الشعيرة بصورة يتفق عليها الجميع، خصوصا أن التزامهم الصمت سيعزز الخلاف بين الناس وسيوجد تصدعات نحن في غنى عنها؟!

وأخيرا ساءنا الأسلوب شبه الجامد للمنبر الحسيني الذي مازال يحتاج الى تجديد في خطابه المنهجي، بما ينسجم والتطور الكبير الذي طال مجتمعاتنا، وهي تسعى لمواكبة الارهاصات السياسية والاجتماعية ببعديها الداخلي والخارجي في عالم اليوم، وكم كنت أتمنى أن يتم توظيف تلك المناسبة الغاية في الأهمية لتأصيل خطاب عملي شامل جامع يحاكي الهموم العامة للناس.