زوربا
02-20-2006, 02:27 PM
خواطر قلم / محمد العوضي
سألني: هل صحيح أنك كتبت قبل سنوات مقالاً قلت فيه ان يزيد زعيم عصابة؟ قلت نعم، قال ولماذا الكتابة في موضوعات تاريخية تثير الحساسية ولا ينبني عليها عمل؟ قلت لأن في شهر محرم يفتح ملف هذه الحقبة التاريخية وينشأ الجدل وتتجدد المسألة كل عام، ويقع اللبس، وتختلط الحقيقة بالخرافة والصواب بالخطأ، والواقع بالمثال فكان لابد من ادلاء الرأي في المسألة، وأكثر ما شد انتباهي ذلك الخطأ المنهجي والتاريخي في اثبات البعض نسبة يزيد بن معاوية الى السنة، ونسبة الحسين رضي الله عنه الى الشيعة، واليوم أكتب في الموضوع لعدة أسباب، تصحيح المفاهيم الخاطئة وذكر عناصر المنهج المطلوب في تناول مسائل التاريخ والحكم على الأشخاص وابراز أقوال علماء السنة الغائبة عن السنة والشيعة معاً في ذم يزيد وتجريمه والحكم عليه بالفسق والظلم وسقوط العدالة وذلك من خلال هذه العناصر:
أولاً: علينا جميعاً أن ندرك أن التاريخ ليس مصدراً من مصادر التشريع الاسلامي، وانما التاريخ يدرس للاعتبار واكتشاف سنن الله الاجتماعية وتقويم تطبيق المبادئ والأحكام الشرعية على الواقع - فعلينا ألا نكون حساسين من مناقشة اي فترة مهما كانت حرجة، لأن المبادئ فوق الاشخاص، وبها نقيم الاشخاص لا العكس، مع الانتباه لما في التاريخ من أخبار صحيحة وضعيفة وموضوعة تحتاج الى جهد جماعي والاستفادة من البحوث الأصيلة التي يستضيء بها الباحث في دراسته.
ثانياً: علينا أن نتحرر - قدر الامكان - من أن تتحكم بنا ردود الأفعال، فكون الإنسان يختلف في اطروحته مع مذهب آخر لا يعني أن ينفعل ويتخذ مواقف مضادة له لمجرد المخالفة، فموقف المذهب الاثنا عشري معروف من يزيد، واختلافنا مع المذهب لا يعني أن أقف على النقيض تماماً منه، وانما أتحرر من رد الفعل وأحكِّم الادلة في الموقف وبعد ذلك لا يهمني رأي الآخر لأن الحجة هي المرجع.
ثالثاً: تحرير المصطلحات، والوقوف على مراد العلماء منها مثل السب أو اللعن أو الذم، فهذا يساعدنا على فهم موقف العلماء من يزيد وغيره ويحل اشكالية التناقض الظاهر في رأي العالم الواحد ومثال ذلك: ان العلماء عندما يقولون يزيد «لا نسبه ولا نحبه» ثم نقرأ لهم ذماً وما شابه السب فهل تناقضوا في ذلك، كلا فالمؤرخ الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء: يقول: «يزيد ممن لا نسبه ولا نحبه» وبعد صفحة يقول: «كان ناصبياً فظاً، غليظاً، جلفاً، يتناول المسكر، ويفعل المنكر».
انظر اعلام النبلاء (جـ4، ص37). وكذلك المؤرخ ابن كثير قال عنه «قد كان فاسقاً» و«يزيد لاجزاه الله خيرا», (البداية والنهاية 232/8).
عند التدقيق يتبين لنا ان قصد الفقهاء بعدم السب أي عدم اللعن المعين، فنقول ألا لعنة الله على الظالمين بالجملة، أما التجريح والوصف فهو جائز مما يعني ان هناك فرقاً في أن نقول فلان سارق أو غشاش وبين أن اشتم عرضه وألعنه,,, الأول جائز ان عرف عنه السرقة والغش، وأدين بهما أما السب والقذف فلا يجوز,,, من هنا يجوز لمن ظهر له الدليل أن يصف يزيد بما ترجح عنده، وأنا وأكثر العقلاء لا يشكون في أن يزيد ظالم قصمه الله قاصم الجبابرة.
رابعاً: وهي نقطة خطيرة تخص المنهج في الحكم على الناس، اذ المعروف ان الحكم على الإنسان ينسحب على ما يغلب عليه، من صلاح أو فساد وأفضل مثال للتوضيح لا سيما لبني قومي، أننا قبل غزو صدام للكويت كنا نطعن به ونذكر طغيانه ونعدد مخازيه، البعض ينكرون علينا بحجة أنه مسلم بالعموم وبنى مساجد وتظهره شاشة التلفزيون العراقي يصلي الفرض والنوافل ويوزع مصاحف بالآلاف في أفريقيا,,, الى آخر شواهد تفكير السذج الدراويش,,, علماؤنا وفقهاؤنا حكموا على يزيد بما غلب على حكمه وسيرته، فلم يحكموا عليه بحديث، فتح القسطنطينية التي كان يزيد قائداً لجيشها، ولا بشهادة محمد بن الحنفية، مع انهم يذكرون كل ذلك كابن تيمية وابن كثير والذهبي وغيرهم ومع ذلك يتفقون على ذمه وعدم محبته ويدخلونه في سلك الفسقة الظالمين، فأهل السنة بريئون من يزيد براءة الذئب من دم ابن يعقوب والى الشواهد والنصوص في المقال القادم.
سألني: هل صحيح أنك كتبت قبل سنوات مقالاً قلت فيه ان يزيد زعيم عصابة؟ قلت نعم، قال ولماذا الكتابة في موضوعات تاريخية تثير الحساسية ولا ينبني عليها عمل؟ قلت لأن في شهر محرم يفتح ملف هذه الحقبة التاريخية وينشأ الجدل وتتجدد المسألة كل عام، ويقع اللبس، وتختلط الحقيقة بالخرافة والصواب بالخطأ، والواقع بالمثال فكان لابد من ادلاء الرأي في المسألة، وأكثر ما شد انتباهي ذلك الخطأ المنهجي والتاريخي في اثبات البعض نسبة يزيد بن معاوية الى السنة، ونسبة الحسين رضي الله عنه الى الشيعة، واليوم أكتب في الموضوع لعدة أسباب، تصحيح المفاهيم الخاطئة وذكر عناصر المنهج المطلوب في تناول مسائل التاريخ والحكم على الأشخاص وابراز أقوال علماء السنة الغائبة عن السنة والشيعة معاً في ذم يزيد وتجريمه والحكم عليه بالفسق والظلم وسقوط العدالة وذلك من خلال هذه العناصر:
أولاً: علينا جميعاً أن ندرك أن التاريخ ليس مصدراً من مصادر التشريع الاسلامي، وانما التاريخ يدرس للاعتبار واكتشاف سنن الله الاجتماعية وتقويم تطبيق المبادئ والأحكام الشرعية على الواقع - فعلينا ألا نكون حساسين من مناقشة اي فترة مهما كانت حرجة، لأن المبادئ فوق الاشخاص، وبها نقيم الاشخاص لا العكس، مع الانتباه لما في التاريخ من أخبار صحيحة وضعيفة وموضوعة تحتاج الى جهد جماعي والاستفادة من البحوث الأصيلة التي يستضيء بها الباحث في دراسته.
ثانياً: علينا أن نتحرر - قدر الامكان - من أن تتحكم بنا ردود الأفعال، فكون الإنسان يختلف في اطروحته مع مذهب آخر لا يعني أن ينفعل ويتخذ مواقف مضادة له لمجرد المخالفة، فموقف المذهب الاثنا عشري معروف من يزيد، واختلافنا مع المذهب لا يعني أن أقف على النقيض تماماً منه، وانما أتحرر من رد الفعل وأحكِّم الادلة في الموقف وبعد ذلك لا يهمني رأي الآخر لأن الحجة هي المرجع.
ثالثاً: تحرير المصطلحات، والوقوف على مراد العلماء منها مثل السب أو اللعن أو الذم، فهذا يساعدنا على فهم موقف العلماء من يزيد وغيره ويحل اشكالية التناقض الظاهر في رأي العالم الواحد ومثال ذلك: ان العلماء عندما يقولون يزيد «لا نسبه ولا نحبه» ثم نقرأ لهم ذماً وما شابه السب فهل تناقضوا في ذلك، كلا فالمؤرخ الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء: يقول: «يزيد ممن لا نسبه ولا نحبه» وبعد صفحة يقول: «كان ناصبياً فظاً، غليظاً، جلفاً، يتناول المسكر، ويفعل المنكر».
انظر اعلام النبلاء (جـ4، ص37). وكذلك المؤرخ ابن كثير قال عنه «قد كان فاسقاً» و«يزيد لاجزاه الله خيرا», (البداية والنهاية 232/8).
عند التدقيق يتبين لنا ان قصد الفقهاء بعدم السب أي عدم اللعن المعين، فنقول ألا لعنة الله على الظالمين بالجملة، أما التجريح والوصف فهو جائز مما يعني ان هناك فرقاً في أن نقول فلان سارق أو غشاش وبين أن اشتم عرضه وألعنه,,, الأول جائز ان عرف عنه السرقة والغش، وأدين بهما أما السب والقذف فلا يجوز,,, من هنا يجوز لمن ظهر له الدليل أن يصف يزيد بما ترجح عنده، وأنا وأكثر العقلاء لا يشكون في أن يزيد ظالم قصمه الله قاصم الجبابرة.
رابعاً: وهي نقطة خطيرة تخص المنهج في الحكم على الناس، اذ المعروف ان الحكم على الإنسان ينسحب على ما يغلب عليه، من صلاح أو فساد وأفضل مثال للتوضيح لا سيما لبني قومي، أننا قبل غزو صدام للكويت كنا نطعن به ونذكر طغيانه ونعدد مخازيه، البعض ينكرون علينا بحجة أنه مسلم بالعموم وبنى مساجد وتظهره شاشة التلفزيون العراقي يصلي الفرض والنوافل ويوزع مصاحف بالآلاف في أفريقيا,,, الى آخر شواهد تفكير السذج الدراويش,,, علماؤنا وفقهاؤنا حكموا على يزيد بما غلب على حكمه وسيرته، فلم يحكموا عليه بحديث، فتح القسطنطينية التي كان يزيد قائداً لجيشها، ولا بشهادة محمد بن الحنفية، مع انهم يذكرون كل ذلك كابن تيمية وابن كثير والذهبي وغيرهم ومع ذلك يتفقون على ذمه وعدم محبته ويدخلونه في سلك الفسقة الظالمين، فأهل السنة بريئون من يزيد براءة الذئب من دم ابن يعقوب والى الشواهد والنصوص في المقال القادم.