زهير
02-20-2006, 12:49 AM
د. عمرو اسماعيل
هو رجل جلس يوما يحدّث ويقول:
أوصاني خليلي بسبع..
أمرني بحب المساكين والدنو منهم..
وأمرني أن أنظر الى من هو دوني، ولاأنظر الى من هو فوقي..
وأمرني ألا أسأل أحد شيئا..
وأمرني أن أصل الرحم..
وأمرني أن أقول الحق وان كان مرّا..
وأمرني أن لا أخاف في الله لومة لائم..
وأمرني أن أكثر من: لا حول ولا قوة الا بالله.
ولقد عاش أبو ذر الغفاري هذه الوصية، وصاغ حياته وفقها، حتى صار "ضميرا” بين قومه وأمته..
وقال عنه الامام علي رضي الله عنه:
”لم يبق اليوم أحد لا يبالي في الله لومة لائم غير أبي ذر”
عاش يناهض استغلال الحكم، واحتكار الثروة..
عاش يدحض الخطأ، ويبني الصواب..
عاش متبتلا لمسؤولية النصح والتحذير..
يمنعونه من الفتوى، فيزداد صوته بها ارتفاعا:
ويا ليت المسلمين استمعوا يومئذ لقوله ونصحه..
اذن لماتت في مهدها تلك الفتن التي تفاقمت فيما بعد أمرها واستفحل خطرها، وعرّضت المجتمع والاسلام لأخطار، ما كان أقساها من أخطار ما زالت قائمة الي اليوم...
لنعيش مع أبو ذر سكرات الموت في الربذة.. المكان الذي نفي أليه اثر خلافه مع عثمان رضي الله عنه، فتعالوا بنا اليه نؤد للراحل العظيم تحية الوداع، ونبصر في حياته الباهرة مشهد الختام.
وهو يقول لهذه السيدة السمراء الضامرة، الجالسة الى جواره تبكي، ابنته....
ويسألها: فيم البكاء والموت حق..؟
فتجيبه " لأنك تموت، وليس عندي ثوب يسعك كفنا..
لا تبكي، فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وأنا عنده في نفر من أصحابه يقول: ليموتنّ رجل منكم بفلاة من الأرض، تشهده عصابة من المؤمنين..
وفاضت روحه الى الله
ذلك رجل لا يريد غرضا من أغراض الدنيا، ومن ثم أفاء الله عليه نور البصيرة.. ومن ثم مرة أخرى أدرك ما تنطوي عليه الفتنة المسلحة من وبال وخطر فتحاشاها.. كما أدرك ما ينطوي عليه الصمت من وبال وخطر، فتحاشاه أيضا، ورفع صوته لا سيفه بكلمة الحق ولهجة الصدق، لا أطماع تغريه.. ولا عواقب تثنيه..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبو ذر بعد غزوة تبوك:
" يرحم الله أبا ذر.. يمشى وحده ويموت وحده ويبعث وحده""
كم نحتاج أن نتأسي هذه الأيام العصيبة بأبي ذر الغفاري ومعارضته السلمية ولكن بصوت جهوري يصل صداه الي الجميع.. والأهم للسلطة الظالمة التي تستأثر بالثروة وتحرم منها الشعب.. دون أن يقتل أو يحرق..
رحمك الله يا أبا ذر فما حاربت ضده وضحيت من أجله ومت وحيدا بسببه في صحراء جرداء مازال يسيطر علينا حتي اليوم
ومازال السادة يسأثرون دون شعوبهم بالسلطة والثروة
كم نحتاج من يسيرون علي دربك اليوم يا أباذر
كم نحتاج أن نتأسي بسيرتك العطرة..
ولو فعلنا ذلك ماكانت هذه الرسوم الكاريكاتيرية التي نالت من رسولنا الكريم.. فهي لم تعبر عن الرسول ولا عن رسالته العظيمة التي حاول ابو ذر الغفاري أن ينبه لها المسلمين منذ أربعة عشر قرنا فلم ينصتوا اليه.. ولكنها عبرت عن حال المسلمين المزري اليوم..
عن أمة يغيب عنها العدل والمساواة و احترام حقوق الانسان الضعيف.. وتنتشر بينها ثقافة العنف.. التي تودي بارواح الغلابة ممن لا ذنب لهم.. وبأرواحهم أنفسهم وهم يحتجون بعنف علي رسوم تستحق فعلا الاحتجاج.. ولكنه كان يجب أن يكون احتجاجا سلميا حضاريا يظهر عظمة الرسول وعظمة رسالته التي تدعو الي العدل والمساواة والحرية.. وبدلا من أن تثبت ذلك تلك الاحتجاجات.. فعلت العكس تماما وأكدت وجهة نظر من رسمها فينا..
نحن من ظلمنا محمد صلوات الله عليه وسلم تماما مثل من رسم هذه الرسوم.. وقد تكون مسئوليتنا أكبر.. فنحن من يجب أن نحمل رسالته العظيمة.. تلك الرسالة التي فهمها أبوذر الغفاري أفضل فهم.. كما فهمها سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنهما.. وغفر لمسلمي اليوم لما يفعلونه في حق هذه الرسالة..
لنا الله ورحم ابا ذر الغفاري..
هو رجل جلس يوما يحدّث ويقول:
أوصاني خليلي بسبع..
أمرني بحب المساكين والدنو منهم..
وأمرني أن أنظر الى من هو دوني، ولاأنظر الى من هو فوقي..
وأمرني ألا أسأل أحد شيئا..
وأمرني أن أصل الرحم..
وأمرني أن أقول الحق وان كان مرّا..
وأمرني أن لا أخاف في الله لومة لائم..
وأمرني أن أكثر من: لا حول ولا قوة الا بالله.
ولقد عاش أبو ذر الغفاري هذه الوصية، وصاغ حياته وفقها، حتى صار "ضميرا” بين قومه وأمته..
وقال عنه الامام علي رضي الله عنه:
”لم يبق اليوم أحد لا يبالي في الله لومة لائم غير أبي ذر”
عاش يناهض استغلال الحكم، واحتكار الثروة..
عاش يدحض الخطأ، ويبني الصواب..
عاش متبتلا لمسؤولية النصح والتحذير..
يمنعونه من الفتوى، فيزداد صوته بها ارتفاعا:
ويا ليت المسلمين استمعوا يومئذ لقوله ونصحه..
اذن لماتت في مهدها تلك الفتن التي تفاقمت فيما بعد أمرها واستفحل خطرها، وعرّضت المجتمع والاسلام لأخطار، ما كان أقساها من أخطار ما زالت قائمة الي اليوم...
لنعيش مع أبو ذر سكرات الموت في الربذة.. المكان الذي نفي أليه اثر خلافه مع عثمان رضي الله عنه، فتعالوا بنا اليه نؤد للراحل العظيم تحية الوداع، ونبصر في حياته الباهرة مشهد الختام.
وهو يقول لهذه السيدة السمراء الضامرة، الجالسة الى جواره تبكي، ابنته....
ويسألها: فيم البكاء والموت حق..؟
فتجيبه " لأنك تموت، وليس عندي ثوب يسعك كفنا..
لا تبكي، فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وأنا عنده في نفر من أصحابه يقول: ليموتنّ رجل منكم بفلاة من الأرض، تشهده عصابة من المؤمنين..
وفاضت روحه الى الله
ذلك رجل لا يريد غرضا من أغراض الدنيا، ومن ثم أفاء الله عليه نور البصيرة.. ومن ثم مرة أخرى أدرك ما تنطوي عليه الفتنة المسلحة من وبال وخطر فتحاشاها.. كما أدرك ما ينطوي عليه الصمت من وبال وخطر، فتحاشاه أيضا، ورفع صوته لا سيفه بكلمة الحق ولهجة الصدق، لا أطماع تغريه.. ولا عواقب تثنيه..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبو ذر بعد غزوة تبوك:
" يرحم الله أبا ذر.. يمشى وحده ويموت وحده ويبعث وحده""
كم نحتاج أن نتأسي هذه الأيام العصيبة بأبي ذر الغفاري ومعارضته السلمية ولكن بصوت جهوري يصل صداه الي الجميع.. والأهم للسلطة الظالمة التي تستأثر بالثروة وتحرم منها الشعب.. دون أن يقتل أو يحرق..
رحمك الله يا أبا ذر فما حاربت ضده وضحيت من أجله ومت وحيدا بسببه في صحراء جرداء مازال يسيطر علينا حتي اليوم
ومازال السادة يسأثرون دون شعوبهم بالسلطة والثروة
كم نحتاج من يسيرون علي دربك اليوم يا أباذر
كم نحتاج أن نتأسي بسيرتك العطرة..
ولو فعلنا ذلك ماكانت هذه الرسوم الكاريكاتيرية التي نالت من رسولنا الكريم.. فهي لم تعبر عن الرسول ولا عن رسالته العظيمة التي حاول ابو ذر الغفاري أن ينبه لها المسلمين منذ أربعة عشر قرنا فلم ينصتوا اليه.. ولكنها عبرت عن حال المسلمين المزري اليوم..
عن أمة يغيب عنها العدل والمساواة و احترام حقوق الانسان الضعيف.. وتنتشر بينها ثقافة العنف.. التي تودي بارواح الغلابة ممن لا ذنب لهم.. وبأرواحهم أنفسهم وهم يحتجون بعنف علي رسوم تستحق فعلا الاحتجاج.. ولكنه كان يجب أن يكون احتجاجا سلميا حضاريا يظهر عظمة الرسول وعظمة رسالته التي تدعو الي العدل والمساواة والحرية.. وبدلا من أن تثبت ذلك تلك الاحتجاجات.. فعلت العكس تماما وأكدت وجهة نظر من رسمها فينا..
نحن من ظلمنا محمد صلوات الله عليه وسلم تماما مثل من رسم هذه الرسوم.. وقد تكون مسئوليتنا أكبر.. فنحن من يجب أن نحمل رسالته العظيمة.. تلك الرسالة التي فهمها أبوذر الغفاري أفضل فهم.. كما فهمها سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنهما.. وغفر لمسلمي اليوم لما يفعلونه في حق هذه الرسالة..
لنا الله ورحم ابا ذر الغفاري..