المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حالة من الذعر والهلع تسود مدن العراق بسبب إنفلونزا الطيور



سلسبيل
02-19-2006, 12:04 PM
مساجد حي في بغداد أعلنت بمكبرات الصوت عن حمامة سقطت أثناء طيرانها

بغداد: نعمان الهيمص


أكدت وزارة الصحة العراقية حدوث اصابات متعددة في مناطق مختلفة من العراق تمتد من اقليم كردستان الى مدينة العمارة في اقصى جنوب العراق، وقد اخذت عينات من دماء المصابين المشتبه بإصابتهم بالمرض، وأرسلت الى مختبرات علمية في القاهرة لغرض الفحص.
وفي محيط بغداد كانت هنالك اكثر من حالة. ففي منطقة سامراء شمال بغداد قال فارس القيسي الذي يسكن بغداد ويتردد على سامراء، ان المنطقة شهدت تهاوي اعداد كبيرة من الطيور المهاجرة النافقة على الارض، مما دفع الاهالي في تلك المناطق للنزوح عنها خوفا من انتقال مرض انفلونزا الطيور اليهم، وولد حالة رعب وهلع كبيرة بين الاهالي.

ويقول فلاح الربيعي من سكنة حي التأميم جنوب بغداد، انه قبل ثلاثة ايام كان احد اطفال الحي لدية (حمامة) داجنة سقطت خلال طيرانها لأن هنالك اصابات في عينيها وورما في رأسها، ولدى فحصها من قبل مضمد في المنطقة اخبرهم أنه يشك بنسبة 50% بأنها مصابة بإنفلونزا الطيور، وفي لحظات انتشر الخبر في جميع انحاء الحي عبر مكبرات صوت المساجد، الأمر الذي احدث الرعب والهلع بين الاهالي، خصوصا وان الحادث وقع عند غروب الشمس وانقطاع الكهرباء المستمر الامر الذي دفع الاهالي في جمع الدواجن والطيور في اكياس كبيرة وتم نقلها ليلا الى المناطق المجاورة الخالية من السكان، وعاش الحي ليلة مرعبة حتى الصباح.

وفي الحي الصناعي في جرف النداف، المجاور لحي التأميم جنوب بغداد ايضا، قال اثير الشمري صاحب محل لبيع الادوات الاحتياطية لسيارات الحمل، ان حمامة كانت تقف اعلى شجرة كالبتوز قرب محلاته وقد سقطت نافقة على الارض من دون معرفة الاسباب، وخلال مراقبتها وهو يهم الى ايصالها لمركز طبي قريب جاء كلب فخطفها وهرب، وأصاب اصحاب المحلات الهلع خشية من ان تكون مصابة بانفلونزا الطيور.

الاحياء السكنية وسط بغداد هي الأخرى شهدت اجراءات احترازية من قبل الاهالي بالتخلص من الطيور الداجنة، ففي حي المعرفة في السيدية بجانب الكرخ من بغداد هدم الحاج ابو نوري قفصا كبيرا للطيور الداجنة وسط حديقة الدار والتي يقضي معها وقت فراغه، وقام بتكليف (الحدقجي) بأخذ الطيور الى مكان بعيد خشية ان تصاب بانفلونزا الطيور وتهدد احفاده الصغار الذين يقطنون في الدار معه. ويقول الحاج ابو نوري انه يحتفظ بـ(ببغاء) في قفص صغير داخل الدار وقد تم اطلاق سراحه هو الآخر، إلا ان الببغاء رفض الرحيل من الدار، فكلما يتم ابعاده يعود اليهم، وبعد ان قضى يومين في البرد القارس في حديقة الدار اضطر الى اعادته لمكانه المخصص، وقال «لا استطيع ان أراه يتعرض للظرف الجوية القاسية، خصوصا وانه تعود علينا منذ فترة طويلة ويرفض الابتعاد عنا».

وزارة الصحة العراقية اكدت ايضا انها وفرت كميات كبيرة من جرعات عقار «التاميفلو» المضاد لانفلونزا الطيور، كما انها خصصت سيارات اسعاف متنقلة للمناطق التي تكون هنالك معلومات عن وجود حالات مرضية مشكوك بها، خصوصا محافظة ميسان جنوب العراق التي تشهد اصابات بالمرض وخصوصا منطقتي كميت والعزير، كون المنطقة تشهد قدوم طيور مهاجرة من دول اخرى.

وشدد مصدر في وزارة الصحة على خطورة الطيور التي تحمل الفايروس وتنقله الى الطيور الداجنة وتكتسب مناعة من المرض، اما الطيور النافقة فانه سيكون التعامل معها بحذر من قبل الاهالي.

وشهد الخميس الماضي تنظيم ورشة عمل من قبل مركز الاعلام والتوعية البيئية بوزارة البيئة «ازمة انفلونزا الطيور وتداعياتها»، التي اكدت أن المرض تم اكتشافه عام 1878 عند اصابته الدجاج، وكان تشخيص اول حالة بشرية مصابة بالمرض عام 1997، وانتقاله الى البشر بطريقة الاتصال المباشر مع الطيور، وتشكيل غرفة عمليات في الوزارة لتحديد مسار الطيور المهاجرة عن طريق خطوط الهجرة؛ الهندي، الآسيوي المركزي، غرب آسيا، وشرق افريقيا، ويناقش في الورشة العديد من البحوث العلمية للخروج بتوصيات ايجابية للحد من انتشار المرض في العراق وتحوله الى وباء.

من جانب آخر، كشف مصدر مسؤول في مجلس محافظة بغداد، أن هناك شكوكا بحدوث أربع إصابات بمرض إنفلونزا الطيور في مدينة بغداد اثنين منها في منطقة المعامل والأخرى في مدينة الصدر، وأضاف المصدر في حديث خص به «الشرق الأوسط» أن المؤسسات الصحية التابعة لدائرة صحة الرصافة أرسلت عينات الدم إلى المختبرات المختصة بالكشف عن مرض إنفلونزا الطيور ولم ترد النتائج لحد الآن، رغم أنها شكوك بحدوث الإصابة لأسباب تعود إلى أن منطقتي المعامل ومدينة الصدر هي مناطق شعبية وتكثر فيها ظاهرة تربية الطيور المختلفة داخل البيوت.