ابوقاسم
09-05-2003, 01:21 AM
فضل الله: على علماء السنة والشيعة اللقاء وتدارس أوضاع العراق
5 رجب 1424هـ الموافق 2-9-2003م
تداعيات اغتيال الحكيم
لوحظ في أعقاب الحدث الخطير الذي هزّ النجف الأشرف يوم الجمعة الفائت وأدى إلى استشهاد السيد محمد باقر الحكيم والعشرات من المصلين، أن ثمة سعي لتحويل المسألة في اتجاه آخر، وذلك لإحداث انقسامات طائفية ومذهبية في العراق بما يؤسس لمرحلة جديدة من الفوضى ويفسح في المجال أمام الفتنة لكي تطل برأسها هناك...
دعا العراقيين إلى عدم الاستسلام لمحاولات تخديرهم وصرفهم عن النظر إلى الاحتلال
فضل الله: على علماء السنة والشيعة اللقاء وتدارس أوضاع العراق
لتفويت فرصة الفتنة على المصطادين في الماء العكر
سئل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، في ندوته الأسبوعية: هل أن هناك من يعمل لتحويل عملية اغتيال آية الله السيد محمد باقر الحكيم باتجاه الفتنة؟
فأجاب: "ربما كان أحد دوافع الذين يقفون وراء هذه الجريمة التخطيط لتحريك الوضع الداخلي في العراق على أساسٍ من الفتنة التي تأخذ امتدادها في الواقع الإسلامي هناك، وخصوصاً بين السنة والشيعة، فنفذت هذه الجريمة الكبرى التي هزت الوجدان الشيعي لإفساح المجال للذين يعملون للاصطياد في الماء العكر الإشارة بأصابع الاتهام إلى المسلمين، بما يثير الحساسيات ويخلق أجواءً من الإثارة ومن الحقد في الواقع الإسلامي العراقي.
وقد لاحظنا أن الكثير من أجهزة الإعلام، وبعض الجهات المشبوهة، عملت بسرعة لافتة على إعطاء المسألة بعداً مذهبياً، من دون أن تصل إلى النتائج التي رسمتها، حيث أن حركة التفاعل الإسلامي العام في العراق مع هذا الحدث التي انطلقت من علماء السنة والشيعة معاً بكل فعالياتهم ومرجعياتهم، والتي تأثر فيها الشارع العراقي المسلم في شكل إيجابي وتحرك في هذه المسيرات الضخمة ليرفع صوت الاستنكار للجريمة ضمن وحدة شعورية وحركية بارزة، استطاعت أن تكسر الحلقات الأولى للفتنة، من خلال هذه الإدانة الواسعة للجريمة التي تحولت إلى موقف شعبي وسياسي التف على كل محاولات زرع الفتنة أو التأسيس لأجواء ملائمة لها.
إن المطلوب في هذه المرحلة هو المزيد من اليقظة والوعي ورصد كل الأوضاع القلقة التي ربما تنطلق من الخارج أو من الداخل، ونحن لا نستبعد أن يكون لقوات الاحتلال مدخلية فيها في شكل غير مباشر لأنها تستفيد من الجريمة على أكثر من صعيد، ولذلك لا بدّ من أن تواجه المسألة بالمزيد من الوعي السياسي الذي يبحث عن خلفيات الأحداث وعمق الجريمة أكثر مما يحدث في السطح، ولا بدّ من أن تنطلق الخبرات من أجل اكتشاف الجهات التي تقف وراء ما حدث، لأننا نرى ومن خلال متابعتنا للوضع الجريح في العراق أن أغلب الدول بدأت تدخل إلى العراق لتستفيد من الوضع القائم فيه والذي يغذيه الاحتلال بطريقة وأخرى، ولعلنا نلاحظ أن الصراع بين الدول الكبرى ليس على المبدأ المتمثل بالاحتلال بل على الحصص التي يمكن أن تمنحها الولايات المتحدة الأميركية لهذه الدولة أو تلك في المسألة النفطية أو في صفقات الاعمار أو في إفساح المجال لها أكثر للدخول بفاعلية إلى العراق اقتصادياً وسياسياً وما إلى ذلك.
إننا ندعو إخواننا وأهلنا في العراق أن لا يستسلموا لأي وضع طارئ يُراد من خلاله تخديرهم لصرف النظر عن قضية الاحتلال، لأن هناك أكثر من لعبة تخديرية تصنع لإبعاد الشعب العراقي عن قضاياه المصيرية والحيوية، فقد أصبح العراق يمثل السفينة التي تحيط بها الأمواج الهائجة من كل جانب لتغرق في بحر مصالح الدول الكبرى، ولذلك فالمطلوب من العراقيين، وقد تحرروا من النظام الطاغي، أن يثبتوا للعالم أنهم يملكون إدارة أمورهم بأنفسهم دونما حاجة لإشراف أميركي أو بريطاني، وعليهم أن يكونوا حذرين من اللعبة التي تمارسها قوات الاحتلال من تقديم الوعود على طبق من الأحلام الوردية الزائفة من دون أن تكون هناك أية قاعدة ثابتة لحل المشكلة العراقية في شكل جدي، لأن ما يهم قوات الاحتلال هو حماية جنودها بعدما غرقت بالرمال العراقية المتحركة، وفي المقابل فلا يمثل أمن العراقيين أي هم من همومها.
إننا نأمل من علماء المسلمين في الدائرة السنية والشيعية، ومن أئمتهم الكبار ومن الجهات الطليعية الواعية والنافذة في خطوط المرجعية والقيادة هنا وهناك أن يعملوا على أساس اللقاء المباشر لدراسة الأمور في خلفياتها وامتدادها لئلا يسيطر الانفعال على الواقع الذي يعمل الكثيرون على تغذيته كي يحرق الأخضر واليابس... كما نأمل من علماء المسلمين في العالم الإسلامي من السنة والشيعة أن تتحرك إدانتهم لهذه الجريمة في إطار من التفاعل الواسع الذي يؤكد على الوحدة الإسلامية في شكل حاسم وينبذ كل دعاة الفرقة والانقسام، وليركزوا الحرب على الفتنة التي يُراد إثارتها بين المسلمين والتي يُراد لها أن تنطلق من العراق لتأكل القضية الإسلامية العامة، وقضايا الأمة كلها لحساب المحتلين والمستكبرين".
بيروت: 5 رجب1424 هـ/2 أيلول 2003م.
http://www.bayynat.org.lb/www/arabi...ahd02092003.htm
5 رجب 1424هـ الموافق 2-9-2003م
تداعيات اغتيال الحكيم
لوحظ في أعقاب الحدث الخطير الذي هزّ النجف الأشرف يوم الجمعة الفائت وأدى إلى استشهاد السيد محمد باقر الحكيم والعشرات من المصلين، أن ثمة سعي لتحويل المسألة في اتجاه آخر، وذلك لإحداث انقسامات طائفية ومذهبية في العراق بما يؤسس لمرحلة جديدة من الفوضى ويفسح في المجال أمام الفتنة لكي تطل برأسها هناك...
دعا العراقيين إلى عدم الاستسلام لمحاولات تخديرهم وصرفهم عن النظر إلى الاحتلال
فضل الله: على علماء السنة والشيعة اللقاء وتدارس أوضاع العراق
لتفويت فرصة الفتنة على المصطادين في الماء العكر
سئل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، في ندوته الأسبوعية: هل أن هناك من يعمل لتحويل عملية اغتيال آية الله السيد محمد باقر الحكيم باتجاه الفتنة؟
فأجاب: "ربما كان أحد دوافع الذين يقفون وراء هذه الجريمة التخطيط لتحريك الوضع الداخلي في العراق على أساسٍ من الفتنة التي تأخذ امتدادها في الواقع الإسلامي هناك، وخصوصاً بين السنة والشيعة، فنفذت هذه الجريمة الكبرى التي هزت الوجدان الشيعي لإفساح المجال للذين يعملون للاصطياد في الماء العكر الإشارة بأصابع الاتهام إلى المسلمين، بما يثير الحساسيات ويخلق أجواءً من الإثارة ومن الحقد في الواقع الإسلامي العراقي.
وقد لاحظنا أن الكثير من أجهزة الإعلام، وبعض الجهات المشبوهة، عملت بسرعة لافتة على إعطاء المسألة بعداً مذهبياً، من دون أن تصل إلى النتائج التي رسمتها، حيث أن حركة التفاعل الإسلامي العام في العراق مع هذا الحدث التي انطلقت من علماء السنة والشيعة معاً بكل فعالياتهم ومرجعياتهم، والتي تأثر فيها الشارع العراقي المسلم في شكل إيجابي وتحرك في هذه المسيرات الضخمة ليرفع صوت الاستنكار للجريمة ضمن وحدة شعورية وحركية بارزة، استطاعت أن تكسر الحلقات الأولى للفتنة، من خلال هذه الإدانة الواسعة للجريمة التي تحولت إلى موقف شعبي وسياسي التف على كل محاولات زرع الفتنة أو التأسيس لأجواء ملائمة لها.
إن المطلوب في هذه المرحلة هو المزيد من اليقظة والوعي ورصد كل الأوضاع القلقة التي ربما تنطلق من الخارج أو من الداخل، ونحن لا نستبعد أن يكون لقوات الاحتلال مدخلية فيها في شكل غير مباشر لأنها تستفيد من الجريمة على أكثر من صعيد، ولذلك لا بدّ من أن تواجه المسألة بالمزيد من الوعي السياسي الذي يبحث عن خلفيات الأحداث وعمق الجريمة أكثر مما يحدث في السطح، ولا بدّ من أن تنطلق الخبرات من أجل اكتشاف الجهات التي تقف وراء ما حدث، لأننا نرى ومن خلال متابعتنا للوضع الجريح في العراق أن أغلب الدول بدأت تدخل إلى العراق لتستفيد من الوضع القائم فيه والذي يغذيه الاحتلال بطريقة وأخرى، ولعلنا نلاحظ أن الصراع بين الدول الكبرى ليس على المبدأ المتمثل بالاحتلال بل على الحصص التي يمكن أن تمنحها الولايات المتحدة الأميركية لهذه الدولة أو تلك في المسألة النفطية أو في صفقات الاعمار أو في إفساح المجال لها أكثر للدخول بفاعلية إلى العراق اقتصادياً وسياسياً وما إلى ذلك.
إننا ندعو إخواننا وأهلنا في العراق أن لا يستسلموا لأي وضع طارئ يُراد من خلاله تخديرهم لصرف النظر عن قضية الاحتلال، لأن هناك أكثر من لعبة تخديرية تصنع لإبعاد الشعب العراقي عن قضاياه المصيرية والحيوية، فقد أصبح العراق يمثل السفينة التي تحيط بها الأمواج الهائجة من كل جانب لتغرق في بحر مصالح الدول الكبرى، ولذلك فالمطلوب من العراقيين، وقد تحرروا من النظام الطاغي، أن يثبتوا للعالم أنهم يملكون إدارة أمورهم بأنفسهم دونما حاجة لإشراف أميركي أو بريطاني، وعليهم أن يكونوا حذرين من اللعبة التي تمارسها قوات الاحتلال من تقديم الوعود على طبق من الأحلام الوردية الزائفة من دون أن تكون هناك أية قاعدة ثابتة لحل المشكلة العراقية في شكل جدي، لأن ما يهم قوات الاحتلال هو حماية جنودها بعدما غرقت بالرمال العراقية المتحركة، وفي المقابل فلا يمثل أمن العراقيين أي هم من همومها.
إننا نأمل من علماء المسلمين في الدائرة السنية والشيعية، ومن أئمتهم الكبار ومن الجهات الطليعية الواعية والنافذة في خطوط المرجعية والقيادة هنا وهناك أن يعملوا على أساس اللقاء المباشر لدراسة الأمور في خلفياتها وامتدادها لئلا يسيطر الانفعال على الواقع الذي يعمل الكثيرون على تغذيته كي يحرق الأخضر واليابس... كما نأمل من علماء المسلمين في العالم الإسلامي من السنة والشيعة أن تتحرك إدانتهم لهذه الجريمة في إطار من التفاعل الواسع الذي يؤكد على الوحدة الإسلامية في شكل حاسم وينبذ كل دعاة الفرقة والانقسام، وليركزوا الحرب على الفتنة التي يُراد إثارتها بين المسلمين والتي يُراد لها أن تنطلق من العراق لتأكل القضية الإسلامية العامة، وقضايا الأمة كلها لحساب المحتلين والمستكبرين".
بيروت: 5 رجب1424 هـ/2 أيلول 2003م.
http://www.bayynat.org.lb/www/arabi...ahd02092003.htm