المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ربطوا بينها وبين الفشل في «اصطياد» بن لادن ...«الفرّي غيت» تجعل تشيني مادة للفكاهيين



المهدى
02-17-2006, 02:44 PM
واشنطن- جويس كرم الحياة - 17/02/06//



اذا كانت حادثة صيد الفرّي التي أصاب فيها نائب الرئيس الأميركي صديقه المحامي هيري ويتينغتون بدل الطير، «أحد أسوأ أيام» ديك تشيني كما وصفها في أول مقابلة له بعد الحادث، فهي تحولت الى «أحد أفضل أيام» المعلقين الساخرين في الولايات المتحدة، الذين جعلوا منها مادة دسمة لبرامجهم الحوارية الكوميدية طوال هذا الأسبوع وأدخلوا فيها نكاتاً عن رصيد تشيني في الحرب على الارهاب والعراق وشركات النفط.

ولم تساعد مقابلة تشيني (65 عاماً) مساء الأربعاء مع محطة «فوكس نيوز» اليمينية في تخفيف حدة الانتقادات المنهالة على نائب الرئيس والبيت الأبيض منذ وقوع الحادث السبت. وشبّه البعض المقابلة التي أعدها بريت هيوم ببرنامج «بوني وكلايد» الثنائي اللص في الثلاثينات، نظراً لتعاطف المحطة مع الادارة الجمهورية وتهرب تشيني من عقد مؤتمر صحافي حول الحادثة، خوفا من أسئلة محرجة. ورغم اعتراف تشيني بالذنب خلال المقابلة، وتحمله المسؤولية الكاملة عن الحادث، لم ترحم برامج الكوميديا الليلية نائب الرئيس وجعلته موضوعها المفضل بدل الألعاب الأولمبية أو المغنية بريتني سبيرز.

وسرى على ألسن الاميركيين تعليق الكوميدي ديفيد ليترمان في برنامجه «لايت شو» عن «اصطياد تشيني ويتينغتون للتعويض عن فشله في اصطياد زعيم القاعدة أسامة بن لادن»، وما قاله الكوميدي أندي بورويتز من ان تشيني استند قبل الضغط على الزناد الى «معلومات غير دقيقة» من وكالة الاستخبارات المركزية (سي أي إي) شبيهة بتلك المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل في العراق قبل الحرب. وهزأ الكوميدي جاي لينو في برنامج «تونايت شو» من شعبية تشيني المتدنية (ما دون الـ30 في المئة بحسب استطلاعات الرأي)، واعتبر أن استهدافه محامياً (مهنة غير محبوبة من الأميركيين) سيرفع شعبيته الى 92 في المئة. وتراوحت النكات بين ظن تشيني أن ويتينغتون (78 عاماً) هو «حمامة سلام» أو انه «اراد التأكيد لطيور الفري بأن واشنطن جدية وصارمة في حربها عليهم».

ولم يستثن الكوميديون علاقة تشيني بشركات النفط، وحذر الكوميدي جون ستيوارت في برنامجه «ذا دايلي شو» العائلات الأميركية من «ارسال أولادهم في رحلات للصيد مع تشيني» حتى لو «فرض ذلك التضحية بعقود مربحة أو تشريعات جديدة للطاقة».

وانتقد الوسط السياسي الديموقراطي انتظار تشيني والبيت الأبيض 22 ساعة قبل تعميم الخبر، الأمر الذي دافع عنه نائب الرئيس بتأكيده أن الأولوية كانت لنقل ويتينغتون الى الطوارئ والتأكد من استقرار وضعه الصحي وليس الاتصال بالإعلاميين. ووضعها الإعلاميون الليبراليون في خانة السرية والتكتم التي يتميز بها تشيني، وتحفظه عن مخاطبة الاعلام الأميركي وتفضيله القنوات الجمهورية.

ويتوقع أن يستمر الجدل في الحادثة التي لقبها الكوميديون بـ «كوايل - غيت» (فضيحة الفرّي)، على الأقل الى حين استعادة ويتينغتون عافيته التي تعتبر العامل الرئيسي لتفادي تشيني مواجهة قضائية في حال وفاة الرجل. وهذه هي الحادثة الثانية من نوعها في التاريخ الأميركي منذ إقدام نائب الرئيس آرون بر على اطلاق النار على ألكسندر هاميلتون وقتله في 1804 بعد خلاف على قضايا سياسية.