زهير
02-17-2006, 09:14 AM
صافي ناز كاظم - الشرق الاوسط
استدارت أميركا وعادت تحتضن «الدنمارك» وتربت على خدها، فقد صعبت عليها من جراء رد الفعل في العالم الإسلامي ضد إساءات الجريدة التافهة للمسلمين في شخص «مازعموه» نبينا الهادي محمد صلى الله عليه وسلم. أفادت صحف 9/2/2006 أن بوش أعلن تضأمنه مع الدنمارك في آلامها بسبب المقاطعة الإسلامية لمنتجاتها، وإن لم يؤيد الإساءة، لكن «خلاص بقى بلاش دوشة!» ونصح، عفواً «أمر» بالعمل على وقف «العنف» الذي لا يراه، بوش دوناً عن خلق الله، وسيلة من وسائل حل المشكلات! الصحف التي أفادت بهذا استمرت في إفادتنا عن «أفكار» العقوبات الاقتصادية والعنيفة، يدخل فيها احتمالات الضرب والقصف والنسف، التي تخطط لها أميركا وتختار من بينها المناسب، لمنع إيران بالقوة من حكايتها النووية! بوش لا يتردد في القول صراحة إن هذا كله من أجل بلاده ومصلحة «أميركا».
«بوش» وتابعته «كوندوليزا»، والكأمن وراءهما «رامسفيلد»، لا يستحون من ترديد معادل سياسي لأغنية غناها لنا عبد الوهاب في فيلمه «ممنوع الحب» تقول: «اللي تشوفه عنيّه لازم تشوفه عنيك، وتحن دائما ليّا ساعة ما أحن إليك، عايزك ليّا وحدي، مايكونش قبلي ولا بعدي... ولا بعدي!» أميركا حين تختلف مع دول الاتحاد الأوروبي، بالجملة أو بالقطاعي، فاختلافها فقط مرتكز على رغبتها في أن نكون نحن لها وحدها، فقط فقط فقط، فالمحتل الغربي لا يعض في أذن أخيه إلا من أجل المصلحة، فلا نتصور لحظة أن «سيادتها» ترى لنا أي حق في «إرادة» أو «كرامة» أو «مصلحة». ياجماعة عنوان فيلم: «معلش.. إحنا بنتبهدل»، هو العنوان الأمثل لحالتنا وعلاقاتنا الدولية مع حضرات «المتحضرين» في الغرب «المتحضر».
وإذا كانت أميركا، وغيرها، قد فهرسونا تحت عنوان: «متخلف، تخلف، متخلفون»، فأنا لا أفهم السبب وراء تعلقنا الشديد بهذا العنوان، بحيث لا نكف عن ترديده في كل أدبياتنا، المقروءة والمسموعة والمرئية، هل هو اعجابنا اللاواعي بأغنية قديمة لأم كلثوم تقول: «لي لذة في ذلتي وخضوعي، وأحب بين يديك سفك دموعي»؟ إنني في غاية الدهشة من تلك المصمصة المتلذذة التي ينطق بها الكثير من مثقفينا وكتابنا كلمة: «إحنا متخلفين» و«ده طبعاً نتيجة تخلفنا» و«نحن كواقع متخلف»... إلخ!.
ما كل هذا الفرح والاعتزاز »بخمش« الوجه وضرب الصدر وإسالة الدماء من جبهاتنا؟ لا تقولوا هذا نقدنا لذواتنا، فلو كان الأمر كذلك لفرحنا بكل مؤشر لصحوة أو نهضة، ولو كان ضعيفاً، وراجعوا معي موقفنا من نجاح «حماس»، بفضل قوة المقاومة الروحية للشعب الفلسطيني، لماذا أطلقنا عليه «زلزال»؟ لماذا رفعنا حاجب التوجس وتلفتنا حولنا في تحرج كأن الشعب الفلسطيني قد أوقعنا في مأزق «الإرادة الحرّة»، وكأننا كنا نفضل استئذان أميركا وأوروبا والكيان الصهيوني: «من فضلكم... ممكن الفلسطيني يقول حاجة؟»! وراجعوا معي تعليقاتنا حول إصرار إيران، الذي أضفنا إليه صفة «المتشدد»، في حكايتها النووية.
إنني من جيل، مواليد 17/8/1937، كان يرفع أمامه ما يمكن تسميته «الحلم النووي وأمل امتلاك الذرية!» كنا نسمى أنفسنا: «متخلفين» حتى نحقق الحلم والتملك! عام 1961، وأنا طالبة بجامعة كانساس بقرية لورنس الأميركية، كدت أبكي وزميلي الكندي يعايرني بضعفنا أمام الكيان الصهيوني قائلاً في نهاية عجرفته: «ألا تعلمين أن إسرائيل لديها القنبلة الذرية؟»! عايرونا بالتخلف لأننا لا نمتلك الحكاية النووية، وعايرنا أنفسنا بالتخلف الناشيء عن تمسكنا بالماضي، «والماضي إحنا مالنا وماله»، والذي من شواهده أننا «ظاهرة صوتية» ولسنا «واقعاً نووياً». وقامت المحاولات من هنا وهناك في عالمنا الإسلامي، على مدار السنوات التي تعدت الأربعين، لنمحو عار «التخلف» ومواكبة الأبحاث النووية، وصبرنا على خطف علمائنا واغتيالهم وضرب مفاعلاتنا... و... و... حتى كدنا نلمس الحلم لـ «التقدم» ونتمكن من تملك «عدّة الدفاع المادي» حتى لا نظل «ظاهرة صوتية»، فلماذا حين تغضب أميركا ودول أوروبا من فوز «حماس» في الانتخابات وتطالبها بالتخلي عن برنامجها، الذي من أجله انتخبها الشعب الفلسطيني، نعتبر غضب أميركا مأزقاً وضعتنا فيه «حماس» ونزمجر لها: «وبعدين معك..؟»، ولماذا حين تدافع ايران عن إرادتها الحرة في حكايتها النووية، التي حققت بها بعضاً من حلمنا القديم في ألا نظل «ظاهرة صوتية»، نزوم ونجري وراء كشافات أميركا وهي تقتفي آثار خطواتنا لتعرف كم شبراً ابتعدنا عن «تخلفنا»، ومدى تأثير هذه الأشبار في الإضرار بمصلحة أميركا؟
في نهاية هذا الكلام أفضل سماع شريط «الآهات» لأم كلثوم!.
استدارت أميركا وعادت تحتضن «الدنمارك» وتربت على خدها، فقد صعبت عليها من جراء رد الفعل في العالم الإسلامي ضد إساءات الجريدة التافهة للمسلمين في شخص «مازعموه» نبينا الهادي محمد صلى الله عليه وسلم. أفادت صحف 9/2/2006 أن بوش أعلن تضأمنه مع الدنمارك في آلامها بسبب المقاطعة الإسلامية لمنتجاتها، وإن لم يؤيد الإساءة، لكن «خلاص بقى بلاش دوشة!» ونصح، عفواً «أمر» بالعمل على وقف «العنف» الذي لا يراه، بوش دوناً عن خلق الله، وسيلة من وسائل حل المشكلات! الصحف التي أفادت بهذا استمرت في إفادتنا عن «أفكار» العقوبات الاقتصادية والعنيفة، يدخل فيها احتمالات الضرب والقصف والنسف، التي تخطط لها أميركا وتختار من بينها المناسب، لمنع إيران بالقوة من حكايتها النووية! بوش لا يتردد في القول صراحة إن هذا كله من أجل بلاده ومصلحة «أميركا».
«بوش» وتابعته «كوندوليزا»، والكأمن وراءهما «رامسفيلد»، لا يستحون من ترديد معادل سياسي لأغنية غناها لنا عبد الوهاب في فيلمه «ممنوع الحب» تقول: «اللي تشوفه عنيّه لازم تشوفه عنيك، وتحن دائما ليّا ساعة ما أحن إليك، عايزك ليّا وحدي، مايكونش قبلي ولا بعدي... ولا بعدي!» أميركا حين تختلف مع دول الاتحاد الأوروبي، بالجملة أو بالقطاعي، فاختلافها فقط مرتكز على رغبتها في أن نكون نحن لها وحدها، فقط فقط فقط، فالمحتل الغربي لا يعض في أذن أخيه إلا من أجل المصلحة، فلا نتصور لحظة أن «سيادتها» ترى لنا أي حق في «إرادة» أو «كرامة» أو «مصلحة». ياجماعة عنوان فيلم: «معلش.. إحنا بنتبهدل»، هو العنوان الأمثل لحالتنا وعلاقاتنا الدولية مع حضرات «المتحضرين» في الغرب «المتحضر».
وإذا كانت أميركا، وغيرها، قد فهرسونا تحت عنوان: «متخلف، تخلف، متخلفون»، فأنا لا أفهم السبب وراء تعلقنا الشديد بهذا العنوان، بحيث لا نكف عن ترديده في كل أدبياتنا، المقروءة والمسموعة والمرئية، هل هو اعجابنا اللاواعي بأغنية قديمة لأم كلثوم تقول: «لي لذة في ذلتي وخضوعي، وأحب بين يديك سفك دموعي»؟ إنني في غاية الدهشة من تلك المصمصة المتلذذة التي ينطق بها الكثير من مثقفينا وكتابنا كلمة: «إحنا متخلفين» و«ده طبعاً نتيجة تخلفنا» و«نحن كواقع متخلف»... إلخ!.
ما كل هذا الفرح والاعتزاز »بخمش« الوجه وضرب الصدر وإسالة الدماء من جبهاتنا؟ لا تقولوا هذا نقدنا لذواتنا، فلو كان الأمر كذلك لفرحنا بكل مؤشر لصحوة أو نهضة، ولو كان ضعيفاً، وراجعوا معي موقفنا من نجاح «حماس»، بفضل قوة المقاومة الروحية للشعب الفلسطيني، لماذا أطلقنا عليه «زلزال»؟ لماذا رفعنا حاجب التوجس وتلفتنا حولنا في تحرج كأن الشعب الفلسطيني قد أوقعنا في مأزق «الإرادة الحرّة»، وكأننا كنا نفضل استئذان أميركا وأوروبا والكيان الصهيوني: «من فضلكم... ممكن الفلسطيني يقول حاجة؟»! وراجعوا معي تعليقاتنا حول إصرار إيران، الذي أضفنا إليه صفة «المتشدد»، في حكايتها النووية.
إنني من جيل، مواليد 17/8/1937، كان يرفع أمامه ما يمكن تسميته «الحلم النووي وأمل امتلاك الذرية!» كنا نسمى أنفسنا: «متخلفين» حتى نحقق الحلم والتملك! عام 1961، وأنا طالبة بجامعة كانساس بقرية لورنس الأميركية، كدت أبكي وزميلي الكندي يعايرني بضعفنا أمام الكيان الصهيوني قائلاً في نهاية عجرفته: «ألا تعلمين أن إسرائيل لديها القنبلة الذرية؟»! عايرونا بالتخلف لأننا لا نمتلك الحكاية النووية، وعايرنا أنفسنا بالتخلف الناشيء عن تمسكنا بالماضي، «والماضي إحنا مالنا وماله»، والذي من شواهده أننا «ظاهرة صوتية» ولسنا «واقعاً نووياً». وقامت المحاولات من هنا وهناك في عالمنا الإسلامي، على مدار السنوات التي تعدت الأربعين، لنمحو عار «التخلف» ومواكبة الأبحاث النووية، وصبرنا على خطف علمائنا واغتيالهم وضرب مفاعلاتنا... و... و... حتى كدنا نلمس الحلم لـ «التقدم» ونتمكن من تملك «عدّة الدفاع المادي» حتى لا نظل «ظاهرة صوتية»، فلماذا حين تغضب أميركا ودول أوروبا من فوز «حماس» في الانتخابات وتطالبها بالتخلي عن برنامجها، الذي من أجله انتخبها الشعب الفلسطيني، نعتبر غضب أميركا مأزقاً وضعتنا فيه «حماس» ونزمجر لها: «وبعدين معك..؟»، ولماذا حين تدافع ايران عن إرادتها الحرة في حكايتها النووية، التي حققت بها بعضاً من حلمنا القديم في ألا نظل «ظاهرة صوتية»، نزوم ونجري وراء كشافات أميركا وهي تقتفي آثار خطواتنا لتعرف كم شبراً ابتعدنا عن «تخلفنا»، ومدى تأثير هذه الأشبار في الإضرار بمصلحة أميركا؟
في نهاية هذا الكلام أفضل سماع شريط «الآهات» لأم كلثوم!.