المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نصرالله فى ذكرى عباس الموسوى .... الخطاب السياسي قد يرجع الحرب الاهلية



سمير
02-17-2006, 12:34 AM
يدنا ممدودة والجميع مدعو الى منطق الحوار


ريما زهار من بيروت


ألقى امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله خطابًا في ذكرى استشهاد السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب في قصر الاونيسكو، رد فيه على ما القي في 14 شباط/فبراير من خطابات من قبل قوى 14 آذار، واصفًا اياها بانها قد ترجع الحرب الاهلية، كما شدد باهمية المقاومة وماذا قدمت من تضحيات سابقة مشيرًا الى ان الصراخ والشتائم لن يثنيان المقاومة التي وقفت في وجه الاحتلال وقاومته. واشار في حديثه الى ان يده ممدودة للجميع والجميع مدعو الى منطق الحوار وفي غيره الكل خاسر. وقال نصرالله:"في ذكرى استشهاد سيدنا واستاذنا وقائدنا واميننا العام السيد عباس الموسوي ومعه زوجته الفاضلة والمجاهدة الشهيدة ام ياسر وطفلهما حسين ومن قبله اخوه وحبيبه شيخ شهداء المقاومة الاسلامية الشيخ راغب حرب، في ذكراهم تحتشد المعاني والصور والذكريات والآمال والآلام ويحضر الماضي بكل من فيه الى الحاضر لنواجه به المستقبل.

نحن امامهما كلبنانيين وكأمة امام قيمتان حضارتين، ما كانا يحملان من اخلاص وصدق وحب وتواضع وزهد واخلاق وانسانية قلما نجد مثيلًا لهذه الشخصيات على امتداد عالمنا العربي والاسلامي، لقد كانا في البعد الآخر يمثلان في الحقيقة هذا النموذج وهذه القمة وهذا الرقي، يعني ننظر اليهما كأمامين للجهاد، لكن للنظر اليهما كإمامين للزهد والتواضع. وأضاف:"هؤلاء القادة هم حصيلة هذه المدرسة الايمانية والجهادية والسياسية تبلورت في تلميذين رائدين، في ذكرى استشهادهما تظهر مشهدية التضحية بلا حدود، العائلة التي تتقدم ولا تهاب الموت، المقاومة التي كانت قضيتهم وحياتهم وساعات ودقائق عمرهم وشبابهم، المقاومة التي كانت املهم وتطلعهم الى المستقبل، معهما تحضر المقاومة بكل جهادها وجراحات جرحاها، تحضر المقاومة بكل الآمال والآلام، واريد ان اتحدث عنها اليوم لانها ما زالت العنوان، انطلقت منذ البداية انطلاقًا من حق واضح تكفله شرائع السماء والارض، ليس هناك قانون يمنع شعبًا من ان يحمل السلاح ليدافع عن ارضه، استنادًا الى هذا الحق قامت المقاومة، وهي لا تحتاج في انطلاقتها الى اذونات او الى اجماع وطني، اسمحولي ان اقول نحن في لبنان لسنا بدعًا من الشعوب او الاوطان.

وتابع:"لطالما كان المقاومون ايضًا في اوطانهم وشعوبهم قلة، وكانت هذه القلة تكبر عندما تثبت في الميدان صدق منطقها وسلامة مسارها، المقاومة في لبنان كما في العالم بدأت واستمرت هكذا. هذه المقاومة كان لها قضية واضحة، تحرير كل شبر من الارض اللبنانية واستعادة الاسرى والحفاظ على سيادة البلد بحرًا وبرًا وجوًا. عدوها اسرائيل كان وسيبقى، وخيار استراتيجي واحد الجهاد لا المساواة والالاعيب السياسية، ومواصلة العمل مهما كانت الاخطار والتضحيات، هنا تستمر المقاومة وتنتصر، قدمت نموذجًا واضحًا، وقدمت قائدها شهيدًا، المقاومة هذه ايضًا خاضت الحرب الوحيدة التي لا يمكن ان يناقش فيها وطني من موقع الوطنية، هذه المعركة لا غبار عليها، نحن نتوجه بالشكر الى سورية التي وقفت الى جانب هذه المقاومة والجمهورية الايرانية التي وقفت الى جانبنا، لكن هذه الحرب كانت حربنا والقضية قضيتنا، كما قادتها واسراها والآمها منا، نحن لا غيرنا، ولذلك كانت هذه المعركة الوطنية الحق.
عندما نتحدث عن المقاومة فهذه طريقها فمن الطبيعي ان نتحدث عن مقدس، واذا كان الوطن مقدسًا فان المقاومة التي حفظت الوطن هي المقدسة الى جانب الوطن.

السلاح والدم الذي سقط على الارض من اجل ان تبقى هامات اللبنانيين مرفوعة هو دم مقدس، ولولا ذلك كانت جيوش الاحتلال الاسرائيلي في بيروت، ولرأينا اليوم من هو الاسرائيلي ومن هو اللبناني اولًا وآخرًا. هذه هي حقيقة المقاومة وهذا ليس جدلا فلسفيًا عقيمًا، من لم يذق طعم الجهاد لا يفهمه، ان طعم القتال مع العدو الاصلي للبشرية يختلف عن قتال الزواريب، هذه المقاومة اليوم حاضرة فاعلة وقوية اود ان اذكر في النقطة الاولى التأكيد ان هذه المقاومة لم تحمل سلاحًا لتدافع عن حزب بل من اجل الوطن، هذا السلاح منذ اليوم كان وسيبقى وطنيًا. عندما نتمسك بسلاح المقاومة حتى اشعار آخر، ليس من اجل تأمين الحماية للطائفة الشيعية، ان هذا السلاح الذي حملناه منذ اليوم الاول للدفاع عن وطننا تحمل عبأه الطائفة الشيعية.

الدولة وحدها والوحدة الوطنية وحرص اللبنانيين على العيش المشترك هي التي تحمي اللبنانيين. لم نأت بقطعة سلاح لنحمي زاروبًا او قرية، نحن اتينا بهذا السلاح من اجل اشرف قضية وهي مواجهة الصهاينة والقتلة. اما النقطة الثانية فهي الاقتطاع والمصادرة والتحريف في وسائل الاعلام، وما الذي حصل بيني وبين الشهيد الحريري في سلاح المقاومة، طالما لا تسوية فانا مع عدم مس هذا السلاح لكنني لم اقل ذلك لا اريد ان اطمئن او اخوف السلاح لا مربوط ولا غير مربوط بالتسوية، لست حاضرًا لأصنع جزائر ثانية في لبنان. الرئيس الشهيد ربط سلاح المقاومة بالتسوية، بالنسبة لنا خطابنا في السلاح هو ما نصت عليه الوثيقة التي تم التفاهم عليها مع التيار الوطني الحر. اود ان اؤكد عندما نتحدث عن حماية لبنان ونحن ايضًا مشروعنا الدولة التي تحمي شعبها في لبنان، حتى الآن لم تستطع ذلك، ان حماية لبنان بالدرجة الاولى هو حماية الدولة ولو قامت بذلك العام 1982 لما كانت حاجة لان تقوم الاحزاب بهذه المهمة، ان اهم عنصر رئيسي يؤسس استراتيجية هو بناء الدولة القادرة والقوية، دولة القانون ولا المزاج، الدولة التي لا تتغير بين ليلة وضحاها.

الشرط الرئيسي هو قيام دولة قادرة، اما المسألة الثالثة فهو الاجماع على سلاح المقاومة، قبل ايام عقدت لقاء مع العماد ميشال عون واخرجنا وثيقة، بعدها جرى جدل كبير في البلد، الكثيرون قالوا اننا قدمنا تنازلات، هذه لنا وليست علينا، بدل ان نرى مشهد تيارين متباعدين، يتقاربان بدء الهجوم عليهما.
كان الرد على هذا اللقاء بما يسمى بمتابعة 14 آذار/مارس قالوا في البيان سلاح حزب الله لم يعد يحظى بالاجماع الوطني، انا هنا سأقول اننا لم نخسر شيئًا بل ربحنا بمعنى لم يكن هناك اجماع وطني واما بعض القوى في 14 آذار/مارس ففهي لم تحترم المقاومة منذ 1982 حتى اليوم. بعض هذه القوة كانت في المشروع المعادي لهذه القوى، لا نريد ان نعود الى الماضي، لكن يحاولون ضخ التضليل سنعود الى الماضي للتذكير. وساعلن "نعمًا البعض نصحنا الا نقبل اساسًا بالحوار، ان قبولنا بالحوار بلا شروط وقبل الدخول الى الحوار هو تنازل كبير جدًا لمن يعرف تركيبة حزب الله، لكننا قدمنا ذلك من اجل المصلحة الوطنية، كل الصراخ والشتائم لا يمكن ان يثنينا عن واجبنا، ان قتلنا على الطرقات والرصاص الذي قتل اخواننا لم يثن من عزمنا، فلييأس المهولون والصارخون والمنفعلون.

نحن في مرحلة حساسة ومصيرية جدًا هناك خطاب توافقي، يتحدث عن الحوار وهو ما يمثله التيار وحزب الله. وهناك خطاب غلبي يتحدث عن العزل والالغاء والشطب، في كل الاحوال نحن امام خطاب سياسي يضع البلد امام حرب اهلية. لكن اين هو الطائف في خطاب 14 شباط/فبراير، وهل يبنى لبنان والوحدة الوطنية فيه وهل يحضر لمؤتمر بيروت 1 وهل يقطع الطريق بمثل خطاب البحر من امامكم والعدو من ورائكم، هذا امر خطير ما شهدناه الثلاثاء، انه يحمل الحكومة اللبنانية والاخوة في تيار المستقبل مسؤولية أكبر، لا يكفي ان يقال ان بعض اصدقائنا هاجم بعض اعزائنا حتى يهاجم الخطاب، انها مسألة الخيارات السياسية في لبنان. واضاف:"لبنان اولًا هل يعني عدم الاتفاق، يجب ان تطمئنوننا انكم عندما تبدلون مواقفكم لن يكون الامر بطلب من جورج بوش وكوندوليزا رايس. لسنا بحاجة كلبنانيين لأحلاف بل الى التواصل، ولكن اذا اصر البعض على ضم لبنان الى احلاف دولية تخوض حروبًا دولية ووضعنا بخيار بين حلف يمتد من غزة وبيروت وطهران ودمشق، وبين حلف آخر يمتد من تل ابيب الى اميركا فقطعًا سنكون في الحلف الاول. خطابنا في لبنان دعوتنا لنضع الاحلاف جانبًا لحمايته وسيادته ووحدته الوطنية وبناء دولته القادرة. يدنا ممدودة للجميع والجميع مدعو الى منطق الحوار وفي غيره الكل خاسر.

موالى
02-17-2006, 01:09 AM
لا حول ولا قوة الا بالله العظيم

الوضع السياسي فى لبنان لا يبشر بالخير منذ استشهاد الرئيس الحريري ، لقد عرف القاتل اين يوجه ضربته ، وها هم امراء الحرب اللبنانية ، جنبلاط وعون وجعجع ، يجعجعون بما لديهم من فتن محاولين اشعال الوضع الامنى ، نقول ساعد الله السيد المجاهد حسن نصر الله الذى يسير وسط حقل من الالغام الطائفية والسياسية بين غباء الحليف السوري ودهاء امراء الحرب اللبنانيين الطائفيين ، ومكر الصهاينة فى اسرائيل

ساعدك الله يا نصر الله وسددك الله للصواب

كويتى
02-17-2006, 01:22 AM
التمديد للرئيس لحود كان خطأ استراتيجيا شارك فيه نصر الله هذا التمديد كان احد مقدمات قتل الحريري الذى لازال لبنان يعيش تداعيات اغتياله ، على سيد حسن نصر الله ان يعترف بخطئه هذا ويستقيل من رئاسة الحزب ليسلمه الى من يمتلك رؤية سياسية مستقلة معتمدا على الرؤية اللبنانية للأحداث بعيدا عن التأثير الايراني ، وهو امر يهدف الى تجنب الاخطاء التى يرتكبها الايرانيون البعيدون عن مسرح الاحداث .

لمياء
02-17-2006, 12:21 PM
لبنانية حزب الله وتجديد الدعوة إلى الحوار


بلال خبيز


قد يكون اهم ما جاء في كلمة السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله في ذكرى استشهاد الأمين العام الأسبق لحزب الله السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب، ليس المواقف التي اطلقها رغم اهميتها البالغة، بل ربما، وعلى الأرجح، دخول السيد نصرالله في مناقشة مستفيضة لبعض معاني الربح والخسارة على المستوى اللبناني الأعم. وهو نقاش يدخل في اصول تجديد وتأصيل الثقافة اللبنانية السياسية التي يتوجب اعادة تجديدها من دون شك.

يجب ان يُحفظ للسيد نصرالله في هذا الخطاب، وهو خطاب مفصلي اتى في لحظة بالغة الحساسية من لحظات الأزمة اللبنانية، انه بادر إلى إعادة مناقشة الثقافة السياسية ووضعها في إطارها الأعم، تمهيداً للاتفاق عليها واقرارها بوصفها ما يهدي إلى سواء السبيل اللبناني، وما ينير عتمة المواقف الانفعالية التي تصدر عن السياسيين في اللحظات الحرجة، وما يقع خلف المواقف السياسية العابرة. وان يرد السيد نصرالله على مواقف سياسية، بدت له متشنجة، بالعودة إلى مناقشة مستفيضة في البديهيات والأفكار بحسب رؤيته لها، وبحسب ما يفكر فيها، يعني اول ما يعني ان السيد قطع شوطاً في تطلب الحوار بين اللبنانيين، وانه على الأرجح ومن ورائه حزبه، اصبح حاسماً في هذا التطلب ويصعب جره إلى مكان لا يريد الانجرار إليه.

كان في وسع السيد نصرالله ان يعاود التأكيد على قدسية المقاومة متحدثاً باللغة التعبوية إياها التي كانت اكثر من ضرورية ايام كان القتال ضد اسرائيل حامياً، على مستوى اعضاء الحزب الذين يطلب منهم ان يضحوا بأرواحهم من اجل البلد، لكنه آثر هذه المرة ان يشرح، بدقة المفكر، معنى القدسية التي يتحدث عنها. فالقدسية التي يتحدث عنها السيد نصرالله هي القدسية التي تنجم عن قدسية الوطن اولاً وأخيراً. بمعنى إعادة التذكير ان القتال من اجل تحرير الوطن هو قتال مجمع عليه شرعاً وتشريعاً، شرقاً وغرباً، ولا يحتاج إلى مبررات ليعتمده طرف من الاطراف. والانقسامات حيال مقاومة الاحتلال لا ينال من هذه القدسية، ما دام الطرف الذي تتم مقاومته هو طرف خارجي. ولنقل ان الوجه الآخر لهذه المقولة البالغة الأهمية تتعلق بمقاومات أخرى. فما دام الطرف الذي يسيطر او يهيمن على مقدرات البلد خارجياً، وليس الدولة اللبنانية الجامعة لكل بنيها، فإنه بموجب هذه المقولة الدقيقة يحق لأي طرف ان يقاوم هذه الهيمنة من دون ان ينتظر الإجماع اللبناني على المقاومة. السؤال البالغ الاهمية الذي يمكن توجيهه للسيد في هذا المجال: اليست مقاومة الهيمنة السورية بوصفها قوة خارجية هي مقاومة مقدسة ايضاً بموجب هذا التعريف، بصرف النظر عن تحقق الإجماع حولها من عدمه؟

الارجح ان منطق المقولة يفيد انها ايضاً مقدسة، وهي مجرد اجتهاد تحت سقف الدولة الجامعة. فالأوطان تكون مستقلة او لا تكون، وتكون محرررة او لا تكون. وفي هذه الحال من حق السيد نصرالله ان يرى في مقاومة الهيمنة السورية رأياً مخالفاً. لكنه ايضاً لا يستطيع ان ينزع القدسية عن مقاومة مثل هذه لو حصلت. خلاصة هذا التعريف الذي اورده السيد نصرالله في هذا السياق ان شرط المقاومة ان تكون من اجل التحرير والاستقلال، وان شرطها الأهم والأبلغ ان لا تكون عملاً مسلحاً في زواريب محلية وأهلية بامتياز، وهو ما عاود التأكيد عليه قطعاً لدابر اي التباس.

الوجه الثاني لهذه المقولة يفترض ان دعوة السيد نصرالله اللبنانيين، واهل 14 آذار تحديداً إلى إقامة علاقات ود وصداقة مع سورية، هي مجرد اجتهاد ايضاً، يقابله اجتهاد آخر يفيد ان المقاومة، ولا نعني المسلحة بالضرورة، هي اجتهاد آخر ويكتسب صدقيته وقدسيته من قدسية الوطن وكرامته واستقلاله وسيادته. لكن الأهم من هذا الوجه ان منطق هذه المقولة يفيد ايضاً، انه بصرف النظر عن قدسية المقاومة، وهي مقدسة بالمعنى الذي اوضحه السيد نصرالله، إلا ان السؤال المتعلق بجدواها ايضاً مشروع ويملك حظه من الوجاهة القاطعة. المقاومة ضد المحتل الإسرائيلي مقدسة، وهذا صحيح، لكن تعليق البلد على مشجب مقاومة مسلحة لتحرير مزارع شبعا، يحتمل اكثر من وجهة نظر، وكلها وجيهة ولا ينتقص من وطنيتها دعوتها الاحتكام إلى حساب الربح والخسارة على الوطن عموماً في هذا المجال. ليس ثمة منطق يفرض على اللبنانيين مسامحة اسرائيل او سورية بمزارع شبعا، لكن سؤال الوسيلة الأنسب التي تحفظ للبنان حقه في المزارع يبقى سؤالاً جوهرياً بامتياز.

لكن هذه الأهمية الثقافية التي اكتسبها خطاب السيد نصرالله في هذه الذكرى، يجب ان لا تحجب عنا مواقف مهمة اطلقها في هذا الخطاب. إذ لم يتردد السيد في القول انه متطلب للحوار بين اللبنانيين ومن دون شروط مسبقة، فضلاً عن إعلانه انه مستعد، وما زال مستعداً لمناقشة سلاح المقاومة في إطار استراتيجية لبنانية جامعة لمواجهة التهديدات الإسرائيلية، وصولاً إلى التصريح بأن المقاومة لبنانية والدماء لبنانية والآلام لبنانية والقيادة لبنانية. وليست سورية او ايرانية او عربية او اسلامية. فالمقاومة، كما صرح السيد نصرالله، لبنانية وقد وقع عبئها على الطائفة الشيعية، وهي تالياً لا يمكن ان تكون شيعية المكسب والإنجاز، بل يجب، وهي كذلك بالتأكيد، ان تكون لبنانية المكسب والإنجاز.

إلى هذا لم يفت السيد ان يتطرق لعلاقة حزب الله بسورية اويران، لكنه اعلن بوضوح انه ليس منضوياً في حلف مع إيران او سورية، وان سياسة حزب الله لبنانية المبتدأ والمنتهى وليست مرتبطة بالأجندات الإيرانية والفلسطينية والسورية. وان كان يحق للبنانيين الشك بصحة هذا التصريح، لجهة عمق الوشائج بين حزب الله وهذه الاطراف، فإن تصريح السيد علناً وجهاراً باستقلالية حزب الله عن هذه الأطراف لا يجب ان يمر لبنانياً من دون ان يسجل في خانة الإيجابيات المتحققة.

طبعاً ليس ثمة ما يمنع اي كان ان يسائل السيد نصرالله، اليوم او غداً، عن حقيقة ارتباطه بالحلف الإيراني – السوري وعن دقة ما اعلنه، لكن الطريقة التي اجاب فيها اليوم عن تساؤلات اخرى، خصوصاً في ما خص مسألة قدسية المقاومة، وفي ما خص الانجاز الحواري الذي يخدم البلد وقد لا يفيد حزب الله كحزب، والذي ابدى استعداده وتأكيده مجدداً لولوج بابه، يوحي بأن المناقشة مع حزب الله اصبحت خارج كل أطر المحرمات، وانه يمكن الاتفاق معه والتوافق على سياسة عامة قد تساعد البلد على الخروج من أزمته الطاحنة التي يدور فيها منذ الرابع عشر من شباط الماضي على اقل تقدير.

لم يسوّر السيد نصرالله حدوداً في خطابه الاخير، ولم يرفع في وجه الآخرين قبضة مهددة. وهذا مما يجدر بنا تسجيله في خانة الإيجابيات الكبرى. التي يرجو اللبنانيون ان تستمر ويتم تفعيلها، حتى يصبح التحرير انجازاً لبنانياً يعني الجميع من دون استشناء، ويصبح الاستقلال عن سورية انجازاً لبنانياً يعني الجميع ايضاً وفي مقدمهم حزب الله اللبناني على ما يؤكد امينه العام.