المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسماء عجيبة غريبة للموبايل في العراق



سمير
02-17-2006, 12:17 AM
انتشار مجنون للدمعة والدب والأباتشي والهمر


محمد قاسم من بغداد


بعد سنتين ونصف من بدء انتشار الموبايل فيه، أصبح العراق يحتل المركز الاول في الشرق الاوسط استخداما واقتناءً. فكل فرد في أي عائلة يحمل جهازاً حتى أصبح في متناول الأطفال أيضا. ويأتي هذا التطور مع ارتفاع القدرة الشرائية للفرد العراقي الى مستويات مرتفعة قياسا بالفترة الماضية التي سبقت سقوط نظام صدام حسين في 9 نيسان 2003. قبل ذلك كان كل شيء ممنوعا من جهاز الستلايت او هاتف نقال او جهاز فاكس، أما المخالف فكان يفقد حريته او رأسه...


http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/Images/Reports/2006/2/Thumbnails/T_c0601213-430a-40c1-a640-d0035565f67d.gif


كل شيء اصبح مباحاً فدخلت مختلف التقنيات والاختراعات المفيدة التي لم يكن يراها العراقي سوى في افلام الكارتون على ما يتندر العراقيون اليوم، اذ حتى الافلام السينمائية كانت تخضع لرقابة صارمة جدا.
وعند دخولك الى اي محافظة او مدينة ترى الواجهات الجميلة لمحلات بيع الخطوط والاجهزة للموبايل بمختلف انواعها ولا يخلو كل 300متر تقريبا من محل للموبايل في معظم المدن، حيث تجتمع الرغبة في الحصول على جهاز مع الربح الوفير الذي يدره البيع ، فكانت الكثرة غير المتوقعة والانتشار الواسع لهذه الجهاز المعطاء.

وفي استقراء بسيط لتعليل هذه الكثرة ومن خلال السؤال والاستفسار من اهل الممارسة في هذا المجال لاحظت "ايلاف" ان كل شخص يفتح محلا للموبايل لا يخسر، لأن اصدقاءه سيكونون الزبائن بكل تأكيد. فأن تشتري ممن تعرفه افضل من ان تشتري ممن لاتعرفه، فغدا بين كل مجموعة من الاصدقاء في مختلف مدن العراق وفي اي محلة او زقاق أحدهم يفتح محلاً للموبايل، والأصدقاء يشترون منه الخطوط والاجهزة وكارتات الشحن واستبدال الجهاز بآخر وصيانته.

نانسي عجرم ورجل الدين

وعند مشاهدة واجهات محلات الموبايل فانك لا تصادفك صعوبة في معرفة التوجه الذي يسير عليه صاحب المحل. مثلاً بعض المتاجر تحتوي واجهتها على صورة لإحدى المغنيات (نانسي عجرم مثلاً) او احد لاعبي كرة القدم، او صورة



http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/Reports/2006/2/thumbnails/T_e1e19e22-1cf7-4e4d-b134-7e36ff49b4be.gif

الاباتشي

رجل دين معروف، وهكذا. وفي بعض المناطق التي يكثر فيها الالتزام الديني يضع أصحاب متاجر الموبايل صور رجال الدين على واجهاتهم، وعندما تتعرف على احدهم تجده لايصلي اصلاً!
ومع انتشار هذه المحلات اصبح السعر ارخص من ذي قبل كما ان ازدياد شركات الاتصالات ادى الى التنافس فيما بينها. وفي العراق اليوم ثلاث شركات للموبايل هي: عراقنا، الأثير، آسياسيل.

وفي امكان الزبون ان يشتري مايعجبه. والمميز في هذه الشركات ان خطوط الأثير آسياسيل مفتوحة لاتضطر الى شحنها بوقت محدد على عكس خطوط عراقنا ، التي تضطرك الى اعادة الشحن برصيد10دولارات على اقل تقدير وفي مدة اقصاها شهران، ومع ذلك تجد ان خطوط عراقنا هي الاكثر انتشارا في عموم العراق. ويبدو ان السبب في ذلك يعود الى انها الشركة الاولى التي دخلت العراق.

الدمعة وعلاوي والهمر


ومع انتشار المحلات شاعت معها مختلف انواع الأجهزة المتطورة التي لم تخطر ببال احد بما تحتوي من تقنيات في مجال الاتصال، بل ان بعض الاجهزة لا مثيل لها حتى في دول الخليج الثرية،

http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/Reports/2006/2/thumbnails/T_8ede745f-c186-41db-b6e2-c012d1fbd7e0.jpg

الجكليته

وتمت تسمية غالبية موديلات الاجهزة بأسماء خاصة وثابتة وأصبح الجهاز المعين لايعرف إلا به، وعند دخولك الى اغلب محلات الموبايل تجد:
الدب وهو نوكيا6600 وفرخ الدب 3220 والثعلب 3100 والاباتشي 6260 والدمعة 7610 والدمعتين 6770 والجكليتة 3200 والفراشة 3510 والهمر 6630 وايادعلاوي 2600 والطابوكة 3310 والبقلاوة n-gage وجميع هذه الاصدارات هي لشركة نوكيا.
ويستخدم بعض الشباب تقنيات هذه الاجهزة لتبادل صور وافلام اباحية. وكان للرسائل عبر الموبايل الدور الكبير في الدعايات الانتخابية التي مر بها العراق وفي الانتخابات الاخيرة ارسلت جبهة التوافق العراقية وقائمة صالح المطلك وقائمة احمد الجلبي والقائمة العراقية مختلف الرسائل الى عموم الناس بواسطة الموبايل لحثهم على انتخاب قوائمهم وبمختلف الشعارات الرنانة.
ويبقى جهاز المبايل المسمى (طابوكة) الاكثر انتشارا بين طبقات المجتمع من ذوي الدخل المحدود حيث تجتمع فيه المتانة+الرخص+سهولة الاستخدام.


اغراءات ابراج التقوية

اما الابراج الخاصة لهذه الخدمة فقد انتشرت في المناطق المعزولة والبعيدة عن البيوت، وادى هذا الامر الى سوء الخدمة المقدمة للمشتركين وهذا الامر دفع هذه الشركات الى نصب ابراج الاتصالات فوق سطوح البيوت مقابل عرض مغر لايستطيع صاحب البيت ان يرفضه وهو:
جهاز حديث +خط مفتوح الخدمة+راتب شهري يصل الى400دولار والاهم من ذلك كله ان الكهرباء لاتنطفي في البيت حيث ان لكل برج مولدة للكهرباء تعمل 24ساعة ويسمح لصاحب البيت ان يسحب خط لبيته.واليوم لايخلو اي بيت من هذا الجهاز.


ابو كمونة

وسألت "إيلاف" عدد من العراقيين عن علاقتهم بجهاز الموبايل الذي ساهم في انقاذ ارواح عدد من العراقيين وهو في الوقت نفسه سلاح الارهابيين في هجماتهم فكان سلاحا ذا حدين.
وفي مدينة الحرية في جهة الكرخ من بغداد لاتجد صعوبة في الوصول الى "ابوكمونة" وهو رجل تجاوز 45 من العمر،


http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/Reports/2006/2/thumbnails/T_f76a45e6-d4c8-4d42-b738-e4961d157523.jpg

الطابوقة


هنته توزيع القهوة في مجالس الفاتحة، وما اكثرها هذه الايام! فوجئت ذات يوم عندما كنت في احدى مجالس الفاتحة بدخوله وبعدما اعطاني القهوة اخرج كارت شخصياً كتب عليه اسمه وعنوانه ورقم هاتفه الخلوي واخرج جهاز موبايل امامي واجرى اتصالا.

وعند مرور بعض "العربنجية" او باعة النفط وباعة الغاز ترى مع كل منهم جهاز موبايل ليتصل به ليعرف اسعار النفط ومدى الطابور وشدة الازدحام في محطة الوقود. كما ان عمال عمال البلدية الذين يرتدون بدلات حمراء ويعلمون في تنظيف الشوارع لديهم اجهزة موبايل ايضاً.

وفي معظم دوائر الدولة يبيع بعض الموظفين اجهزة الموبايل وكارتات الشحن ويدفع الموظفون في نهاية الشهر عند تسلم الراتب والذي يستفيده هذا الموظف انه يضيف 1000او1500دينار (دورا تقريبا) على سعر الكارت واكثر من 20000 الف دينار على سعر الجهاز (بالتقسيط).

يقول مشتاق، وهو موظف في الشركة العامة للصناعات القطنية في بغداد يبيع كارتات الشحن للموظفين مع زيادة قليلة جدا قد لاتصل الى 1000دينار انه يُشغل أمواله ليس الا، ولا يهم ان الربح قليل انما المهم ان رأس المال باقي مع زيادة، حتى لو كانت بسيطة.


دهشة "أم حسين"
اما صالح وهو موظف ايضا في الشركة نفسها لكنه يبيع كارت الشحن للموظفين مع زيادة تصل الى اكثر من 2000دينارعلى الكارت فيقول: "أنا لا اجبر احداً، وهذه اسعاري"، وهو يزيد..على سعر جهاز الموبايل بأكثر من 40000الف دينار.


http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/Reports/2006/2/thumbnails/T_ce1d4efe-26c2-458f-8195-d599bfead56c.gif
بقلاوة

يقول احد الذين سألتهم "إيلاف" عن فائدة الموبايل وهو طالب معهد: "قد لا يهتم البعض بهذا الجهاز او يعتبره البعض الاخر غير ضروري، لكني اقول انه قد يأتي وقت تحتاج فيه إلى ان تجري اتصالاً لتخبر احد معارفك بأمرمهم جدا وعند ذلك تعرف قيمة هذا الجهاز ومقدار حاجة الناس اليه".

اما "أم حسين" وهي ربة بيت، فجلست مدهوشة متحيرة بعدما اتصل احد اقاربها الساكن في احدى المحافظات عبر الموبايل بعد ايام من اقتناء العائلة الجهاز، وعندما سألها ابنها عما بها قالت: "كيف تقنعني ان فلانا الموجود في بيته الان تكلم عبر هذه القطعة البلاستيكية الصغيرة؟!".