سلسبيل
02-15-2006, 04:14 PM
تقرير واشنطن
تضاربت الآراء هذا الأسبوع في الإعلام الأمريكي حول قضية الرسومات التي أساءت للرسول محمد ونشرت في الدانمرك وتم إعادة نشرها في العديد من الدول الأوروبية.
الحكومة الأمريكية تبنت في البداية موقفا يتعارض مع نشر ما يسيء لأي من الأديان السماوية، واعتبرت واشنطن أن نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول محمد في الصحف الأوروبية يشكل تحريضا "غير مقبول" على الحقد الديني والإثني. وذكرت أن ما أقدمت علية الصحيفة الدانمركية كان خطأ كبيرا، إلا أنه ومع تطور القضية وممارسة الاحتجاجات العنيفة التي خلفت قتلى، بالإضافة إلى حرق سفارات للدانمرك في الخارج، أدانت الولايات المتحدة وإعلامها النظاميين السوري والإيراني بدعوة استغلال الأزمة لخدمة مصالحهما الضيقة.
وخلال الأيام القليلة الماضية عرضت كل وسائل الإعلام الأمريكية المقروء منها والمرئي لأزمة الدانمركية، ونخص بالعرض هنا وسائل الإعلام المعروفة بتوجهاتها اليمينية المتشددة.
قناة فوكس Fox News ... لماذا هذا الإرتباك الأمريكي
استعرض برنامج أوريللي فاكتور O’Reilly Factor الذي يقدمه المذيع الشهير بيل أوريللي Bill O’Reilly قضية الكارتون الدانمركي عدة مرات خلال هذا الأسبوع، وذكر أوريللي في برنامجه الذي يستغرق ساعة كاملة يوم الثلاثاء الماضي أن الكثير من السياسيين الأمريكيين لم يعرفوا كيف يتعاملون مع هذه الأزمة المفاجئة، ويرى أوريللي أن حالة الارتباك الأمريكي التي ظهرت منذ بدايات الأزمة لم يكن لها مبرر خاصة مع إدراك أن الدانمرك تتعرض لتهديدات جادة وحقيقية.
وأضاف أن الدانمركيين يتعرضون الآن لحملة وتهديد كبيرين لا يستحقونهما، تلك التهديدات التي تمثلت في تعرض العديد من المصالح والسفارات الدانمركية لتهديدات حقيقية.
وتحدث في البرنامج كاتب المقال اليومي العقيد رالف بيتر الذي ذكر أن نشر الرسومات المسيئة للرسول محمد كان قرارا غبيا، لأن لحرية التعبير ولحرية النشر مسئوليات مهنية وأخلاقية تتعلق بها وتحددها. ونشر الكارتون كان أكثر من إهانة متعمدة لأتباع الدين الإسلامي الذي يبلغ عددهم أكثر من بليون شخص. وأنهى أوريللي برنامجه بربط العنف ضد المصالح الدانمركية بالهجمات السابقة التي شهدتها مدريد بأسبانيا والتوتر العرقي والعنف في فرنسا العام الماضي. وأقترح أوريللي على أوروبا الجديدة أن تشارك الولايات المتحدة بصورة أكثر جدية في حربها ضد الإرهاب الدولي.
يوم الأربعاء الثامن من فبراير عرض برنامج "عالمك مع نيل كافيتو Your World With “Neil Cavuto مقابلة مع الإعلامي المحافظ راش ليمبو Rush Limbaugh (وهو أحد أهم مقدمي البرامج الإذاعية المحافظة في الولايات المتحدة)، وذكر ليمبو المشاهدين باحداث 11 سبتمبر وما سبقها من هجوم على برج التجارة العالمي في 1993، وأخذ يكرر عبارة "هؤلاء الناس" وقال ليمبو "إنه لا يعتقد أن هناك وسيلة يمكن من خلالها أن يعيش هؤلاء في مجتمع مسالم"، وأضاف أن الدانمرك مثل أسبانيا قبل تفجيرات 11 مارس 2004، التي حاولت أن ترضي هؤلاء المسلمين... ولكن بلا جدوى".
واشنطن تايمز Washington Times ... فاشية إسلامية
كتب كال توماس مقالا يوم 8 فبراير تحت عنوان "كارتون الحروب"، وتحدث فيه عن أن الإعلام المسيطر عليه حكوميا في الدول العربية والإسلامية ينشر بصور عادية ومتكررة مواد إعلامية تشوه صورة اليهود والإسرائيليين في استعراض مستمر للعداء للسامية، ومع ذلك لم يتم مهاجمة سفارات عربية ولا مصالح إسلامية في الغرب، كذلك لم تتم المطالبة بمعاقبة الصحف العربية من قبل عصابات يهودية. وذهب الكاتب بتحليله إلى أن أزمة الكارتون الدانمركي عكست حقيقة أن العالم يعيش خبرة "صدام الحضارات" وهذا الصدام ليس بين شعوب وثقافات مختلفة، بل بين خبرة وتقاليد قرنين متباعدين... القرن السابع والقرن الحادي والعشرين.
وأضاف الكاتب أن الفاشية الإسلامية تهدف إلى التحكم في حرية التعبير لتعرض فقط الصحف ما يتفق مع معتقدات هؤلاء المتطرفين. واستعان الكاتب بمقولة رسام الكارتون الفرنسي الذي ذكر أن ما نراه الآن هو فقط البداية، وأن المسلمين يريدون أيضا أن يقولوا للآخرين حتى ما يجب أن يلبسوه. وأنهي الكاتب مقالته بذكر ما جاء على لسان نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني من أن "الإرهابيين الإسلامين إما ينجحوا في تغيير أسلوب حياة الغرب، وإما أن ينجح الغرب في تغيير أسلوب حياتهم".
وول ستريت جورنال Wall Street Journal لماذا أشعل رجال الدين الإسلامي الحريق؟
عرضت الصحيفة المرموقة مقالا للكاتب أندرو هيجينس بعنوان "كيف أشعل رجال الدين الإسلامي العالم العربي ضد الدانمرك؟"، وفي هذا المقال ذكر الكاتب أن محرر الصحيفة الدانمركية التي نشرت الكارتون المسيء للرسول محمد تمنى أن يكون قد تعلم المزيد عن المحرمات في الإسلام خاصة ما يخص منها الرسول محمد. وذكر الكاتب أن حكومات الشرق الأوسط العلمانية استغلت الأزمة لصالحها لتسجل المزيد من النقاط لتبدو أكثر تدينا أمام شعوبها شعوبها، وذكر أن مجموعة من قادة المسلمين الدانمركيين قاموا بجولة شرق أوسطية لعرض الملف الذي أحتوى على ما تم نشره من صور وكارتون مسيء للرسول. وأضاف أن محرري الصحيفة الدانمركية قاموا بالفعل بالاعتذار عن نشر هذه الرسومات، بالإضافة إلى أن رئيس تحرير الصحيفة الدانمركية ظهر على شاشات قناة الجزيرة وقناة العربية للاعتذار ولتوضيح قصد الصحيفة من أن هذه الرسومات كانت لتساهم فقط في نقاش محلي داخل الدانمرك حول حرية التعبير الصحفي.
يو أس أي توداي USA Today ... إحترام ثقافة الآخر
كتبت صحيفة يو أس أي توداي عن موجة الغضب التي اجتاحت العالم الإسلامي بسبب الرسوم المسيئة إلى الرسول محمد، ورأت أنه لا يجب ألا ينظر إليها من زاوية حرية التعبير فحسب، بل كذلك من زاوية احترام قيم ديانات وثقافات الآخر.
واعتبرت الصحيفة أن الصحف الغربية والمحتجين الإسلاميين كلاهما أظهرا قدرا كبيرا من غياب احترام الآخر، مما سيؤدي إلى توسيع فجوة عدم التفاهم بين الغرب والشرق.
وأضافت أن على الغربيين إذا كانوا يريدون أن يدركوا الاعتبار الذي يوليه المسلمون لرسولهم أن يعلموا أنهم يذكرونه في صلواتهم اليومية 38 مرة، كما أنهم يقولون إنهم يحبونه أكثر مما يحبون أنفسهم.
وفي السياق ذاته كتبت كاثلين باركر مقالا في ذات الصحيفة بعنوان "التهدئة المخزية"، قالت فيه إن الأيام القليلة الماضية أظهرت للعالم أجمع ما يواجه الغرب بسبب القواعد الراديكالية لتعاليم العقيدة الإسلامية.
وأضافت أنها بينت أن الغرب والشرق ليسا مختلفي الثقافات فحسب، بل أنهما يعيشان في عصور مختلفة، معتبرة أن بعض العناصر في العالم الإسلامي تحاول جر العالم إلى العصور الظلامية.
تضاربت الآراء هذا الأسبوع في الإعلام الأمريكي حول قضية الرسومات التي أساءت للرسول محمد ونشرت في الدانمرك وتم إعادة نشرها في العديد من الدول الأوروبية.
الحكومة الأمريكية تبنت في البداية موقفا يتعارض مع نشر ما يسيء لأي من الأديان السماوية، واعتبرت واشنطن أن نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول محمد في الصحف الأوروبية يشكل تحريضا "غير مقبول" على الحقد الديني والإثني. وذكرت أن ما أقدمت علية الصحيفة الدانمركية كان خطأ كبيرا، إلا أنه ومع تطور القضية وممارسة الاحتجاجات العنيفة التي خلفت قتلى، بالإضافة إلى حرق سفارات للدانمرك في الخارج، أدانت الولايات المتحدة وإعلامها النظاميين السوري والإيراني بدعوة استغلال الأزمة لخدمة مصالحهما الضيقة.
وخلال الأيام القليلة الماضية عرضت كل وسائل الإعلام الأمريكية المقروء منها والمرئي لأزمة الدانمركية، ونخص بالعرض هنا وسائل الإعلام المعروفة بتوجهاتها اليمينية المتشددة.
قناة فوكس Fox News ... لماذا هذا الإرتباك الأمريكي
استعرض برنامج أوريللي فاكتور O’Reilly Factor الذي يقدمه المذيع الشهير بيل أوريللي Bill O’Reilly قضية الكارتون الدانمركي عدة مرات خلال هذا الأسبوع، وذكر أوريللي في برنامجه الذي يستغرق ساعة كاملة يوم الثلاثاء الماضي أن الكثير من السياسيين الأمريكيين لم يعرفوا كيف يتعاملون مع هذه الأزمة المفاجئة، ويرى أوريللي أن حالة الارتباك الأمريكي التي ظهرت منذ بدايات الأزمة لم يكن لها مبرر خاصة مع إدراك أن الدانمرك تتعرض لتهديدات جادة وحقيقية.
وأضاف أن الدانمركيين يتعرضون الآن لحملة وتهديد كبيرين لا يستحقونهما، تلك التهديدات التي تمثلت في تعرض العديد من المصالح والسفارات الدانمركية لتهديدات حقيقية.
وتحدث في البرنامج كاتب المقال اليومي العقيد رالف بيتر الذي ذكر أن نشر الرسومات المسيئة للرسول محمد كان قرارا غبيا، لأن لحرية التعبير ولحرية النشر مسئوليات مهنية وأخلاقية تتعلق بها وتحددها. ونشر الكارتون كان أكثر من إهانة متعمدة لأتباع الدين الإسلامي الذي يبلغ عددهم أكثر من بليون شخص. وأنهى أوريللي برنامجه بربط العنف ضد المصالح الدانمركية بالهجمات السابقة التي شهدتها مدريد بأسبانيا والتوتر العرقي والعنف في فرنسا العام الماضي. وأقترح أوريللي على أوروبا الجديدة أن تشارك الولايات المتحدة بصورة أكثر جدية في حربها ضد الإرهاب الدولي.
يوم الأربعاء الثامن من فبراير عرض برنامج "عالمك مع نيل كافيتو Your World With “Neil Cavuto مقابلة مع الإعلامي المحافظ راش ليمبو Rush Limbaugh (وهو أحد أهم مقدمي البرامج الإذاعية المحافظة في الولايات المتحدة)، وذكر ليمبو المشاهدين باحداث 11 سبتمبر وما سبقها من هجوم على برج التجارة العالمي في 1993، وأخذ يكرر عبارة "هؤلاء الناس" وقال ليمبو "إنه لا يعتقد أن هناك وسيلة يمكن من خلالها أن يعيش هؤلاء في مجتمع مسالم"، وأضاف أن الدانمرك مثل أسبانيا قبل تفجيرات 11 مارس 2004، التي حاولت أن ترضي هؤلاء المسلمين... ولكن بلا جدوى".
واشنطن تايمز Washington Times ... فاشية إسلامية
كتب كال توماس مقالا يوم 8 فبراير تحت عنوان "كارتون الحروب"، وتحدث فيه عن أن الإعلام المسيطر عليه حكوميا في الدول العربية والإسلامية ينشر بصور عادية ومتكررة مواد إعلامية تشوه صورة اليهود والإسرائيليين في استعراض مستمر للعداء للسامية، ومع ذلك لم يتم مهاجمة سفارات عربية ولا مصالح إسلامية في الغرب، كذلك لم تتم المطالبة بمعاقبة الصحف العربية من قبل عصابات يهودية. وذهب الكاتب بتحليله إلى أن أزمة الكارتون الدانمركي عكست حقيقة أن العالم يعيش خبرة "صدام الحضارات" وهذا الصدام ليس بين شعوب وثقافات مختلفة، بل بين خبرة وتقاليد قرنين متباعدين... القرن السابع والقرن الحادي والعشرين.
وأضاف الكاتب أن الفاشية الإسلامية تهدف إلى التحكم في حرية التعبير لتعرض فقط الصحف ما يتفق مع معتقدات هؤلاء المتطرفين. واستعان الكاتب بمقولة رسام الكارتون الفرنسي الذي ذكر أن ما نراه الآن هو فقط البداية، وأن المسلمين يريدون أيضا أن يقولوا للآخرين حتى ما يجب أن يلبسوه. وأنهي الكاتب مقالته بذكر ما جاء على لسان نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني من أن "الإرهابيين الإسلامين إما ينجحوا في تغيير أسلوب حياة الغرب، وإما أن ينجح الغرب في تغيير أسلوب حياتهم".
وول ستريت جورنال Wall Street Journal لماذا أشعل رجال الدين الإسلامي الحريق؟
عرضت الصحيفة المرموقة مقالا للكاتب أندرو هيجينس بعنوان "كيف أشعل رجال الدين الإسلامي العالم العربي ضد الدانمرك؟"، وفي هذا المقال ذكر الكاتب أن محرر الصحيفة الدانمركية التي نشرت الكارتون المسيء للرسول محمد تمنى أن يكون قد تعلم المزيد عن المحرمات في الإسلام خاصة ما يخص منها الرسول محمد. وذكر الكاتب أن حكومات الشرق الأوسط العلمانية استغلت الأزمة لصالحها لتسجل المزيد من النقاط لتبدو أكثر تدينا أمام شعوبها شعوبها، وذكر أن مجموعة من قادة المسلمين الدانمركيين قاموا بجولة شرق أوسطية لعرض الملف الذي أحتوى على ما تم نشره من صور وكارتون مسيء للرسول. وأضاف أن محرري الصحيفة الدانمركية قاموا بالفعل بالاعتذار عن نشر هذه الرسومات، بالإضافة إلى أن رئيس تحرير الصحيفة الدانمركية ظهر على شاشات قناة الجزيرة وقناة العربية للاعتذار ولتوضيح قصد الصحيفة من أن هذه الرسومات كانت لتساهم فقط في نقاش محلي داخل الدانمرك حول حرية التعبير الصحفي.
يو أس أي توداي USA Today ... إحترام ثقافة الآخر
كتبت صحيفة يو أس أي توداي عن موجة الغضب التي اجتاحت العالم الإسلامي بسبب الرسوم المسيئة إلى الرسول محمد، ورأت أنه لا يجب ألا ينظر إليها من زاوية حرية التعبير فحسب، بل كذلك من زاوية احترام قيم ديانات وثقافات الآخر.
واعتبرت الصحيفة أن الصحف الغربية والمحتجين الإسلاميين كلاهما أظهرا قدرا كبيرا من غياب احترام الآخر، مما سيؤدي إلى توسيع فجوة عدم التفاهم بين الغرب والشرق.
وأضافت أن على الغربيين إذا كانوا يريدون أن يدركوا الاعتبار الذي يوليه المسلمون لرسولهم أن يعلموا أنهم يذكرونه في صلواتهم اليومية 38 مرة، كما أنهم يقولون إنهم يحبونه أكثر مما يحبون أنفسهم.
وفي السياق ذاته كتبت كاثلين باركر مقالا في ذات الصحيفة بعنوان "التهدئة المخزية"، قالت فيه إن الأيام القليلة الماضية أظهرت للعالم أجمع ما يواجه الغرب بسبب القواعد الراديكالية لتعاليم العقيدة الإسلامية.
وأضافت أنها بينت أن الغرب والشرق ليسا مختلفي الثقافات فحسب، بل أنهما يعيشان في عصور مختلفة، معتبرة أن بعض العناصر في العالم الإسلامي تحاول جر العالم إلى العصور الظلامية.