مقاتل
02-15-2006, 01:28 AM
Gmt 19:00:00 2006 الثلائاء 14 فبراير
إيلي الحاج من بيروت
عادت اليوم روح الانتفاضة اللبنانية إلى بيروت بالموقف والتصميم على المواجهة في الذكرى السنوية الأولى لرئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، بعدما نجح تحالف "قوى 14 آذار/ مارس" المناهض لسورية في حشد جمهور كبير في ساحة الشهداء والحرية وسط المدينة قدّرت "وكالة الصحافة الفرنسية" أنه تجاوز المليون ، فنسخ مشهد التجمعات البشرية الضخمة التي شهدتها الساحة نفسها وأدت قبل عام إلى خروج الجيش السوري من لبنان
. لكن الأهم من اجتماع الشمل الشعبي مجدداً من كل المناطق والطوائف اللبنانية هو سقف الكلام الذي قاله قادة القوى الثلاث الأساسية في التحالف، والتي كان يلهج بها الجمهورفي هتافات ملأت المكان. وقد بدا واضحاً أن ثمة تنسيقاً بين هؤلاء القادة: رئيس تيار "المستقبل" سعد رفيق الحريري، رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وحلفائهم ، تنسيقاً جعلهم يصوّبون ثلاثتهم في كلماتهم على النظام السوري ورئيسه بشار الأسد ورئيس الجمهورية إميل لحود، فيما الحشود تهتف " قوات، مستقبل، اشتراكيي" . ووصف سعد الحريري لحود بأنه "وديعة تركها خلفه نظام الوصاية (السوري)" ، ليضيف على وقع هتافات "إي ويللا لحود إطلع برّا" : "نقول اسحبوا وديعة وصايتكم من بعبدا، اسحبوا رمز وصايتكم من بعبدا، اسحبوا رمز قهركم للبنان وشعب لبنان من بعبدا". و"لن نساوم على دماء رفيق الحريري ودماء جميع الشهداء. لن نتخلى عن حلفائنا . ولبنان أولاً ، لبنان أولاً، لبنان أولاً".
أما جعجع الذي أطل على أول مهرجان شعبي جامع بهذه الضخامة بعد خروجه من السجن فقاطعته الحشود خمس دقائق بالهتافات الحماسية العالية. وما أن بدأ بإلقاء كلمته حتى وصل إلى المنصة بعد جهد لشق الطريق وليد جنبلاط، وتلاه سعد الذي اضطر مرافقوه إلى حمله ، فتعانقوا ورفعوا أيديهم متشابكة ومعهم عميد "النهار" النائب غسان تويني والوزير مروان حماده. وعلى وقع الهتافات أكمل جعجع خطابه مهاجماً لحود :
"رئاسة الجمهورية لنا وسنستردها مهما كان الثمن . رئاسة الجمهورية لنا وسنستردها مهما طال الزمن" . ليضيف كلاماً جديداً موجهاً إلى "حزب الله" وحليفه المستجد الجنرال ميشال عون: "الجنوب لجميع بنيه، لن نتركه ورقة في مهب الريح. لن يكون لبنان من جديد ألعوبة في يد أحد." وبعدما قال للبنانيين " البحر من أمامكم والعدو من ورائكم" توجه إلى النظام السوري وحلفائه في لبنان بالقول: " " نحن نراكم ونعرفكم ونعرف ماذا تخططون . ان الطرق الملتوية والمجرمة لم تؤد يوما إلى نتيجة. أقول لكم اتقوا الله ، ولا تحاولوا من جديد لأننا إذا حاولتم فسنتصدى لكم من جديد (...) أيها اللبنانيون إن حرباً غير معلنة تشن عليكم فابقوا متحسبين صامدين" .
يخيّل إلى السامع أن لا كلام أقوى ، لكن جنبلاط عندما اعتلى المنصة صعّد في كلمته إلى الصراخ ليسمع الجمهور: "بدنا التار ( الثأر) بدنا التار، من لحود ومن بشار( الأسد)" ، وليضيف: "لا سيادة ولا استقلال ما دام رمز العمالة والارتهان قابعاً في قصر بعبدا " ، و"جاء به بشار وسيرحل به شعب لبنان الأبي". وليفتح النار الكلامية على الرئيس السوري بالقول: " يا حاكم دمشق يا طاغية الشام نقول لك ولرفاقك ولحلفائك لسنا قلة عابرة، ولسنا أكثرية وهمية. أنت قلة عابرة مجرمة حاقدة (...) ويا حاكم دمشق أنت العبد المأمور ونحن أحرار. ولا سيادة واستقلال فيما الحدود مشرعة وسلطة الجيش اللبناني تقف عند حدود الضواحي والمخيمات والجنوب ومن دون تطبيق القرارات الدولية . ونرفض حجة مزارع شبعا والمحور السوري الإيراني ومصادرة الوطن. بدل مزارع شبعا فلنحرر مزرعة بعبدا(...)".
وكان الوزير حمادة ، القريب من جنبلاط، اعتذر في كلمته من الرئيس الراحل الحريري "لأننا لم نفلح بعد في اقتلاع رأس النظام الأمني القابع في بعبدا، في قصر لم يعد يستحقه دستورياً وموقع لم يعد يملأه عملياً" . أما النائب
أما أكثر الكلمات حدة ضد الرئيس السوري فصدرت عن النائب باسم السبع ( كتلة "المستقبل" ) الذي قال عن لحود : "ليسقط الطغاة المجرمون، ليسقط رمز النظام الأمني في بعبدا". وركز على تغيير اسم عائلة الرئيس السوري قبل عقود من "الوحش" إلى "الأسد" ، متوجهلً إلى الحشود بالقول:" أنتم في عرين الحرية والكرامة وهم في أقبية الوحوش والغابات. إنهم آل الوحش ، حكام باسم الغابة وحكام باسم النظام . إنهم أهل الحقيقة السوداء التي صنعت التمديد لإميل لحود . إنهم آل الوحش حكام الزمن الرديء . وحوش بمواقع عالية في بعبدا وفي قصر المهاجرين ( دمشق) . الوحش سيسقط في النهاية . والوحش لا يصلح دكتوراً بل ديكتاتوراً طاغية ، وأعمار الطغاة قصار".
بعد كلمة السبع وكانت الوقت يقترب من الموعد الذي اغتيل فيه الرئيس الحريري، أخذ الكلام عريف الحفل ، الصحافي والشاعر والمسرحي يحيى جابر. وأخذت أجراس الكنائس المحيطة بالساحة تقرع، واستعاد الفاجعة ممسرحة بالكلمات: " دولة الرئيس رفيق الحريري غادر الآن البرلمان . أخذ الطريق البحرية. مشى . أكمل . حكى مع باسل ( فليحان) مع ( مرافقه) أبو طارق. لا يزال يمشي . لوّحوا له . لوّحوا له أكثر. ذاهب إلى قدره . أنتم وحريتكم قدره . يلف الكوع ... طلع ، الرئيس يحبكم كثيراً . استشهد الرئيس".
وكانت دقيقة صمت ، ثم النشيد الوطني . وألقيت الكلمات التي بلغ عددها أربع عشرة، وكانت أكثرها تأثيراً كلمة نايلة ، ابنة جبران تويني التي عاهدت والدها والشهداء على إكمال مسيرة الاستقلال والحرية. وعندما تلت قسم والدها النائب والصحافي الشهيد جبران ردده معها الشعب ثم ارتفع صوت والدها يلقي القسم ، تماما كما قبل سنة ...
وختاماً تحدثت إلى المحتشدين الإعلامية مي شدياق بالهاتف من باريس حيث تُعالج من جروحها ، فقالت : "ذكرتوني ب 14 آذار" .
وهكذا سنة مرت ، ليقتنع أركان "14 آذار/ مارس" بما كتبه لهم سمير قصير، الشهيد الرؤيوي فارس الساحة ، تحت عنوان "ليس الإحباط قدراً" ( 15/4 /2005 ) : "عودوا إلى الشارع ، أيها الرفاق، تعودوا إلى الوضوح".
إيلي الحاج من بيروت
عادت اليوم روح الانتفاضة اللبنانية إلى بيروت بالموقف والتصميم على المواجهة في الذكرى السنوية الأولى لرئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، بعدما نجح تحالف "قوى 14 آذار/ مارس" المناهض لسورية في حشد جمهور كبير في ساحة الشهداء والحرية وسط المدينة قدّرت "وكالة الصحافة الفرنسية" أنه تجاوز المليون ، فنسخ مشهد التجمعات البشرية الضخمة التي شهدتها الساحة نفسها وأدت قبل عام إلى خروج الجيش السوري من لبنان
. لكن الأهم من اجتماع الشمل الشعبي مجدداً من كل المناطق والطوائف اللبنانية هو سقف الكلام الذي قاله قادة القوى الثلاث الأساسية في التحالف، والتي كان يلهج بها الجمهورفي هتافات ملأت المكان. وقد بدا واضحاً أن ثمة تنسيقاً بين هؤلاء القادة: رئيس تيار "المستقبل" سعد رفيق الحريري، رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وحلفائهم ، تنسيقاً جعلهم يصوّبون ثلاثتهم في كلماتهم على النظام السوري ورئيسه بشار الأسد ورئيس الجمهورية إميل لحود، فيما الحشود تهتف " قوات، مستقبل، اشتراكيي" . ووصف سعد الحريري لحود بأنه "وديعة تركها خلفه نظام الوصاية (السوري)" ، ليضيف على وقع هتافات "إي ويللا لحود إطلع برّا" : "نقول اسحبوا وديعة وصايتكم من بعبدا، اسحبوا رمز وصايتكم من بعبدا، اسحبوا رمز قهركم للبنان وشعب لبنان من بعبدا". و"لن نساوم على دماء رفيق الحريري ودماء جميع الشهداء. لن نتخلى عن حلفائنا . ولبنان أولاً ، لبنان أولاً، لبنان أولاً".
أما جعجع الذي أطل على أول مهرجان شعبي جامع بهذه الضخامة بعد خروجه من السجن فقاطعته الحشود خمس دقائق بالهتافات الحماسية العالية. وما أن بدأ بإلقاء كلمته حتى وصل إلى المنصة بعد جهد لشق الطريق وليد جنبلاط، وتلاه سعد الذي اضطر مرافقوه إلى حمله ، فتعانقوا ورفعوا أيديهم متشابكة ومعهم عميد "النهار" النائب غسان تويني والوزير مروان حماده. وعلى وقع الهتافات أكمل جعجع خطابه مهاجماً لحود :
"رئاسة الجمهورية لنا وسنستردها مهما كان الثمن . رئاسة الجمهورية لنا وسنستردها مهما طال الزمن" . ليضيف كلاماً جديداً موجهاً إلى "حزب الله" وحليفه المستجد الجنرال ميشال عون: "الجنوب لجميع بنيه، لن نتركه ورقة في مهب الريح. لن يكون لبنان من جديد ألعوبة في يد أحد." وبعدما قال للبنانيين " البحر من أمامكم والعدو من ورائكم" توجه إلى النظام السوري وحلفائه في لبنان بالقول: " " نحن نراكم ونعرفكم ونعرف ماذا تخططون . ان الطرق الملتوية والمجرمة لم تؤد يوما إلى نتيجة. أقول لكم اتقوا الله ، ولا تحاولوا من جديد لأننا إذا حاولتم فسنتصدى لكم من جديد (...) أيها اللبنانيون إن حرباً غير معلنة تشن عليكم فابقوا متحسبين صامدين" .
يخيّل إلى السامع أن لا كلام أقوى ، لكن جنبلاط عندما اعتلى المنصة صعّد في كلمته إلى الصراخ ليسمع الجمهور: "بدنا التار ( الثأر) بدنا التار، من لحود ومن بشار( الأسد)" ، وليضيف: "لا سيادة ولا استقلال ما دام رمز العمالة والارتهان قابعاً في قصر بعبدا " ، و"جاء به بشار وسيرحل به شعب لبنان الأبي". وليفتح النار الكلامية على الرئيس السوري بالقول: " يا حاكم دمشق يا طاغية الشام نقول لك ولرفاقك ولحلفائك لسنا قلة عابرة، ولسنا أكثرية وهمية. أنت قلة عابرة مجرمة حاقدة (...) ويا حاكم دمشق أنت العبد المأمور ونحن أحرار. ولا سيادة واستقلال فيما الحدود مشرعة وسلطة الجيش اللبناني تقف عند حدود الضواحي والمخيمات والجنوب ومن دون تطبيق القرارات الدولية . ونرفض حجة مزارع شبعا والمحور السوري الإيراني ومصادرة الوطن. بدل مزارع شبعا فلنحرر مزرعة بعبدا(...)".
وكان الوزير حمادة ، القريب من جنبلاط، اعتذر في كلمته من الرئيس الراحل الحريري "لأننا لم نفلح بعد في اقتلاع رأس النظام الأمني القابع في بعبدا، في قصر لم يعد يستحقه دستورياً وموقع لم يعد يملأه عملياً" . أما النائب
أما أكثر الكلمات حدة ضد الرئيس السوري فصدرت عن النائب باسم السبع ( كتلة "المستقبل" ) الذي قال عن لحود : "ليسقط الطغاة المجرمون، ليسقط رمز النظام الأمني في بعبدا". وركز على تغيير اسم عائلة الرئيس السوري قبل عقود من "الوحش" إلى "الأسد" ، متوجهلً إلى الحشود بالقول:" أنتم في عرين الحرية والكرامة وهم في أقبية الوحوش والغابات. إنهم آل الوحش ، حكام باسم الغابة وحكام باسم النظام . إنهم أهل الحقيقة السوداء التي صنعت التمديد لإميل لحود . إنهم آل الوحش حكام الزمن الرديء . وحوش بمواقع عالية في بعبدا وفي قصر المهاجرين ( دمشق) . الوحش سيسقط في النهاية . والوحش لا يصلح دكتوراً بل ديكتاتوراً طاغية ، وأعمار الطغاة قصار".
بعد كلمة السبع وكانت الوقت يقترب من الموعد الذي اغتيل فيه الرئيس الحريري، أخذ الكلام عريف الحفل ، الصحافي والشاعر والمسرحي يحيى جابر. وأخذت أجراس الكنائس المحيطة بالساحة تقرع، واستعاد الفاجعة ممسرحة بالكلمات: " دولة الرئيس رفيق الحريري غادر الآن البرلمان . أخذ الطريق البحرية. مشى . أكمل . حكى مع باسل ( فليحان) مع ( مرافقه) أبو طارق. لا يزال يمشي . لوّحوا له . لوّحوا له أكثر. ذاهب إلى قدره . أنتم وحريتكم قدره . يلف الكوع ... طلع ، الرئيس يحبكم كثيراً . استشهد الرئيس".
وكانت دقيقة صمت ، ثم النشيد الوطني . وألقيت الكلمات التي بلغ عددها أربع عشرة، وكانت أكثرها تأثيراً كلمة نايلة ، ابنة جبران تويني التي عاهدت والدها والشهداء على إكمال مسيرة الاستقلال والحرية. وعندما تلت قسم والدها النائب والصحافي الشهيد جبران ردده معها الشعب ثم ارتفع صوت والدها يلقي القسم ، تماما كما قبل سنة ...
وختاماً تحدثت إلى المحتشدين الإعلامية مي شدياق بالهاتف من باريس حيث تُعالج من جروحها ، فقالت : "ذكرتوني ب 14 آذار" .
وهكذا سنة مرت ، ليقتنع أركان "14 آذار/ مارس" بما كتبه لهم سمير قصير، الشهيد الرؤيوي فارس الساحة ، تحت عنوان "ليس الإحباط قدراً" ( 15/4 /2005 ) : "عودوا إلى الشارع ، أيها الرفاق، تعودوا إلى الوضوح".