زوربا
02-15-2006, 12:32 AM
«نكهة خاصة وهدف خيَّر للثراء عنده ولم يترك مجالاً للغيرة في نفسي» ...
نازك الحريري لـ «الحياة»: مواجهة التحديات عاشت مع رفيق منذ طفولته أتمنى تحقيق أحلامه وسعد يسعى الى توحيد تحرك اللبنانيين
باريس – رنده تقي الدين الحياة - 14/02/06//
http://www.daralhayat.com/special/02-2006/Item-20060213-64fc9cd9-c0a8-10ed-0118-a7706ef42cef/Hariri_08.jpg_200_-1.jpg
رفيق ونازك الحريري
«الوفاء للرئيس الشهيد يقضي بأن نتابع مسيرته». هذه العبارة قالتها السيدة نازك الحريري عشية 14 شباط (فبراير)، الذكرى الأولى لاغتيال الرئيس السابق للحكومة اللبنانية الشهيد رفيق الحريري والتي تصادف اليوم.
في ذلك اليوم فقد لبنان زعيماً سياسياً وعملاق العلاقات الدولية الذي دفع حياته ثمناً لتحرير بلده.
وفقدت عائلته الزوج والأب المحب والكريم والحميم القريب من اولاده: بهاء وسعد وعدي وجمانة وأيمن وفهد وهند، وأحفاده العشرة: بهية ودانا ابنتا بهاء، حسام ولولوا وعبدالعزيز اولاد سعد، نازك وآية ابنتا جمانة، نور وسلطان ولدَي عدي، رفيق ابن ايمن الذي ولد مثل عبدالعزيز بعد اغتيال جدهما.
نازك الزوجة التي احبها الرئيس الشهيد، وكان يقول لها: «وجهك خير عليّ»، تتألم بصمت وشجاعة.
تقاوم عندما يتغلب عليها ألم اغتيال «رفيق عمري» الذي كلما نظرت الى صورته تشعر بأنه يقول: «اكملي مسيرة العمل الإنساني والخيري، فهو العمل الذي يدوم».
كان رفيق الحريري «يرفض نصيحة» كثيرين من الأصدقاء بالغياب عن لبنان. تقول السيدة نازك في حديث الى «الحياة»، وتضيف: «كان يردد ان احداً لن يجرؤ على التعرض له بعد محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة، خصوصاً انه لم يؤذ احداً في حياته».
وإذ تؤكد ان «الثراء كان له دائماً عند رفيق الحريري نكهة خاصة وهدف خيّر»، تتذكر ان «مواجهة التحديات عاشت معه منذ طفولته حتى استشهاده»، وتتحدث عن التواضع الذي كان «من الميزات الأساسية» للرئيس الشهيد.
هل كانت تغار عليه؟ تقول السيدة نازك انه «لم يكن يترك أي مجال للغيرة» في نفسها، وأن الهاتف كان «يختصر الغياب في كل يوم».
تتمنى «تكملة مشروع الرئيس الشهيد وتحقيق أحلامه»، وتشدد على ان سعد الحريري «يمارس دوره بما يجمع اللبنانيين ويوحد تحركهم»، وهنا نص الحديث:
> كيف بدأت حياتك مع رفيق حياتك؟ أين عشتم وكيف أصبح ثرياً؟
- عندما بدأت حياتي مع رفيق كان بدأ يؤسس شركة صغيرة يتعاطى من خلالها المقاولات، وتؤمن له دخلاً متوسطاً. أذكر اننا عندما ذهبنا في شهر العسل الى روما كان التزم مشروعاً في الرياض، وصادف ان ارتفع سعر الاسمنت بالتالي سعر الكلفة عليه، فشعرت بأن أمراً ما يُقلقه، وكنت أسأله عن السبب فيجيب: «لا أبداً، لا شيء...». في روما فاتحني بمشكلة ارتفاع سعر الاسمنت واحتمال ان يؤدي بمشروعه الى الخسارة. بعد عودتنا الى الرياض، اتصل به شخص وابلغه عن مشروع لانشاء مبنى لزوجة الملك الراحل خالد بن عبدالعزيز، وان المطلوب هو ايجاد شركة معروفة لتنفيذ المشروع. فقال لي: «نازك، اذا مشي الحال فمعنى ذلك ان وجهك خير عليّ، وحياتنا ستتغيّر كلياً». أجبته: «يكفيني ان نعيِّش اولادنا براحة». فبادر الى الاتصال بشركة ايطالية كنا تعرفنا عليها في رحلة شهر العسل، وتولت هذه الشركة تنفيذ المشروع. بذلك استطاع رفيق ان يسدّد دينه وأن يصبح لديه حساب في المصرف ويبدأ في تحقيق هدفه في مساعدة أهل وطنه، ألا وهو لبنان الحبيب.
وفي ما بعد تبين لرفيق ان الشركة الايطالية لم تعد قادرة على تحمل المشاريع التي ازداد عددها، فاتصل بشركة فرنسية اسمها «اوجيه» كانت تعاني تراجعاً في اعمالها في فرنسا، وبدأ العمل معها على اساس شراكة ثم اقدم على شرائها.
عندما تحسنت اوضاعنا المادية انتقلنا من الفندق الذي نقيم فيه الى منزل صغير بنيناه، وكان أولادنا يحضرون في العطل المدرسية: عدي وجمانة من عند والدتي في عمان، وبهاء وسعد وحسام من صيدا، وكنت عندئذٍ حاملاً بأيمن.
> لو لم يتحوّل رفيق الحريري الى شخص ثري وصاحب سلطة، هل كان غيّر شيئاً في طبيعة علاقتكما؟
- ليس الثراء ولا السلطة هي التي جعلت من رفيق الحريري الإنسان الطيب وذا القلب الكبير الذي عرفناه. قد يكون لهما تأثير على العلاقات العائلية من حيث التواجد أو الغياب، لكنهما لم يؤثرا لا على طبيعته ولا على تفكيره. كان رفيق يعتبر الثراء نعمة من الله عز وجل، وانه في خدمة اهداف خيّرة. هكذا علمنا وهكذا كان يردد على مسامعنا ومسامع المقربين منه. كان يقول: «أما وقد انعم الله علينا، فلا يحق لنا ان نتباهى بالثــراء في مواجهة الآخرين. الثراء كان له دائماً عند رفيق الحريــري نكــهة خــاصة وهـــدف خيِّر.
> هل رفيق الحريري الذي تزوجتيه بقي نفسه أو تغيّرت نظرته الى الأمور عندما أصبح ثرياً ومعروفاً، أو أنه بقي طبيعياً ومتواضعاً؟
- رفيق الحريري من معدن أصيل لا يتبدل ولا يتغيّر إلا الى الأفضل. فمناقشة الأمور في هذه الحياة، ومواجهة التحديات، عاشت معه منذ طفولته حتى استشهاده. كان التواضع من ميزات شخصيته الأساسية، لذلك كان رفيق الحريري يناقش نفسه دوماً ويحاسبها باستمرار، بحيث إن التغيرات في حياته لم تؤثر عليه وبقي طبيعياً ومتواضعاً في كل مراحل عمره.
> كيف كان في البيت؟ هل رغم مسؤولياته كان أباً له حضور مع أولاده؟ وهل كنتِ تعانين من غيابه؟ هل كنتِ تغارين عليه؟
- كان رفيق رب اسرة بكل معنى الكلمة. على رغم مشاغله ومسؤولياته الكبيرة كان يجد متسعاً من الوقت للاهتمام بشؤون كل واحد من اولادنا، ويخص كلاً منهم بعناية تشعره وكأنه الولد الوحيد. طبعاً كنا نطمح الى وجوده معنا الوقت كله، لكننا كنا ندرك ايضاً اهمية مسؤولياته بخاصة عندما اصبحت على مستوى الوطن كله. كان الهاتف يختصر الغياب في كل يوم.
هل كنت أغارُ عليه؟ ان الغيرة لم تعرف طريقاً الى قلبي، كأن عظمة حبه لي وما كان يحيطني به من عاطفة عميقة وحنان وإخلاص، لم تكن تترك اي مجال للغيرة في نفسي.
> كيف تريدين الاستمرار في رسالة الرئيس الشهيد؟ كيف تساعدين سعد الحريري في الاستمرار في هذه الرسالة؟
- بعد اغتيال الرئيس الشهيد شعرنا كعائلة ان علينا واجب الاستمرار في حمل رسالة رفيق الحريري. واليوم، كلما نظرت الى صورة رفيق عمري اشعر بأنه يقول لي: «نازك أكملي مسيرة العمل الانساني والخيري فهو العمل الذي يدوم». لقد انشأ رفيق في حياته مؤسسة تحمل اليوم اسمه، ساعدت 35 الف طالب وطالبة على متابعة تحصيلهم العلمي، والوفاء له يقضي بأن نتابع مسيرته. اجتمعت العائلة ووزّعت المهمات بين أعضائها وطلبت من ابننا سعد ان يتولى مسؤولية العمل السياسي، وهو والحمد لله على قدر هذه المسؤولية، وأرجو ان يوفقنا الله في تكملة مشروع الرئيس الشهيد وتحقيق احلامه.
> يتطلع الجمهور في لبنان الى حضوركم الى البلد. هل أنتِ وسعد والعائلة ستبقون في الخارج؟ والى متى؟
- نحن أيضاً في شوق الى العودة الى وطننا الحبيب لبنان. في ذكرى استشهاد رفيق لم يتمكن ولدنا العزيز سعد من البقاء بعيداً عن مشاركة الأحباء الذكرى المؤلمة على رغم كل الأخطار والتهديدات.
> هل كنتِ تشعرين بأن الرئيس الشهيد مهدد؟ وهل كان قلقاً على حياته في الأيام الأخيرة؟
- كان رفيق يحاول ان يخفي عني الأخطار التي يتعرض لها. لكنني كنت اعرف ان كثيرين من الاصدقاء نصحوه بأن يغيب عن البلد، ولو لفترة من الزمن. لكنه رفض النصيحة، وكان يردد أن أحداً لن يجرؤ على التعرض له بعد محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة، خصوصاً انه لم يؤذ أحداً في حياته، وكان يمد يده للجميع. وهو كان مؤمناً ايماناً اصيلاً بأن المرء لا يصيبه الا ما كتب الله له.
> كيف حياتك اليومية الآن وهل أنتِ على تواصل مع مؤيدي الرئيس الشهيد؟
- في المجال الذي اخترته لنفسي بعد استشهاد رفيق الحريري، أنا على تواصل مع محبي الرئيس الشهيد في المجالات الخيرية والاجتماعية والثقافية ومسيرة الرئيس الحريري الانسانية، كما أن ولدنا سعد يمارس دوره بكل ما لديه من نشاط وفكر بما يجمع اللبنانيين ويوحد تحركهم على الساحة اللبنانية. انها مهمة صعبة، لكن سعد وأشقاءه والعائلة بأجمعها يقفون صفاً واحداً لتذليل كل العقبات. ففي صدرنا وقلوبنا وأعماق أعماقنا يبقى عز لبنان مبتغانا، وغده المرجو أمانة في ضميرنا.
نازك الحريري لـ «الحياة»: مواجهة التحديات عاشت مع رفيق منذ طفولته أتمنى تحقيق أحلامه وسعد يسعى الى توحيد تحرك اللبنانيين
باريس – رنده تقي الدين الحياة - 14/02/06//
http://www.daralhayat.com/special/02-2006/Item-20060213-64fc9cd9-c0a8-10ed-0118-a7706ef42cef/Hariri_08.jpg_200_-1.jpg
رفيق ونازك الحريري
«الوفاء للرئيس الشهيد يقضي بأن نتابع مسيرته». هذه العبارة قالتها السيدة نازك الحريري عشية 14 شباط (فبراير)، الذكرى الأولى لاغتيال الرئيس السابق للحكومة اللبنانية الشهيد رفيق الحريري والتي تصادف اليوم.
في ذلك اليوم فقد لبنان زعيماً سياسياً وعملاق العلاقات الدولية الذي دفع حياته ثمناً لتحرير بلده.
وفقدت عائلته الزوج والأب المحب والكريم والحميم القريب من اولاده: بهاء وسعد وعدي وجمانة وأيمن وفهد وهند، وأحفاده العشرة: بهية ودانا ابنتا بهاء، حسام ولولوا وعبدالعزيز اولاد سعد، نازك وآية ابنتا جمانة، نور وسلطان ولدَي عدي، رفيق ابن ايمن الذي ولد مثل عبدالعزيز بعد اغتيال جدهما.
نازك الزوجة التي احبها الرئيس الشهيد، وكان يقول لها: «وجهك خير عليّ»، تتألم بصمت وشجاعة.
تقاوم عندما يتغلب عليها ألم اغتيال «رفيق عمري» الذي كلما نظرت الى صورته تشعر بأنه يقول: «اكملي مسيرة العمل الإنساني والخيري، فهو العمل الذي يدوم».
كان رفيق الحريري «يرفض نصيحة» كثيرين من الأصدقاء بالغياب عن لبنان. تقول السيدة نازك في حديث الى «الحياة»، وتضيف: «كان يردد ان احداً لن يجرؤ على التعرض له بعد محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة، خصوصاً انه لم يؤذ احداً في حياته».
وإذ تؤكد ان «الثراء كان له دائماً عند رفيق الحريري نكهة خاصة وهدف خيّر»، تتذكر ان «مواجهة التحديات عاشت معه منذ طفولته حتى استشهاده»، وتتحدث عن التواضع الذي كان «من الميزات الأساسية» للرئيس الشهيد.
هل كانت تغار عليه؟ تقول السيدة نازك انه «لم يكن يترك أي مجال للغيرة» في نفسها، وأن الهاتف كان «يختصر الغياب في كل يوم».
تتمنى «تكملة مشروع الرئيس الشهيد وتحقيق أحلامه»، وتشدد على ان سعد الحريري «يمارس دوره بما يجمع اللبنانيين ويوحد تحركهم»، وهنا نص الحديث:
> كيف بدأت حياتك مع رفيق حياتك؟ أين عشتم وكيف أصبح ثرياً؟
- عندما بدأت حياتي مع رفيق كان بدأ يؤسس شركة صغيرة يتعاطى من خلالها المقاولات، وتؤمن له دخلاً متوسطاً. أذكر اننا عندما ذهبنا في شهر العسل الى روما كان التزم مشروعاً في الرياض، وصادف ان ارتفع سعر الاسمنت بالتالي سعر الكلفة عليه، فشعرت بأن أمراً ما يُقلقه، وكنت أسأله عن السبب فيجيب: «لا أبداً، لا شيء...». في روما فاتحني بمشكلة ارتفاع سعر الاسمنت واحتمال ان يؤدي بمشروعه الى الخسارة. بعد عودتنا الى الرياض، اتصل به شخص وابلغه عن مشروع لانشاء مبنى لزوجة الملك الراحل خالد بن عبدالعزيز، وان المطلوب هو ايجاد شركة معروفة لتنفيذ المشروع. فقال لي: «نازك، اذا مشي الحال فمعنى ذلك ان وجهك خير عليّ، وحياتنا ستتغيّر كلياً». أجبته: «يكفيني ان نعيِّش اولادنا براحة». فبادر الى الاتصال بشركة ايطالية كنا تعرفنا عليها في رحلة شهر العسل، وتولت هذه الشركة تنفيذ المشروع. بذلك استطاع رفيق ان يسدّد دينه وأن يصبح لديه حساب في المصرف ويبدأ في تحقيق هدفه في مساعدة أهل وطنه، ألا وهو لبنان الحبيب.
وفي ما بعد تبين لرفيق ان الشركة الايطالية لم تعد قادرة على تحمل المشاريع التي ازداد عددها، فاتصل بشركة فرنسية اسمها «اوجيه» كانت تعاني تراجعاً في اعمالها في فرنسا، وبدأ العمل معها على اساس شراكة ثم اقدم على شرائها.
عندما تحسنت اوضاعنا المادية انتقلنا من الفندق الذي نقيم فيه الى منزل صغير بنيناه، وكان أولادنا يحضرون في العطل المدرسية: عدي وجمانة من عند والدتي في عمان، وبهاء وسعد وحسام من صيدا، وكنت عندئذٍ حاملاً بأيمن.
> لو لم يتحوّل رفيق الحريري الى شخص ثري وصاحب سلطة، هل كان غيّر شيئاً في طبيعة علاقتكما؟
- ليس الثراء ولا السلطة هي التي جعلت من رفيق الحريري الإنسان الطيب وذا القلب الكبير الذي عرفناه. قد يكون لهما تأثير على العلاقات العائلية من حيث التواجد أو الغياب، لكنهما لم يؤثرا لا على طبيعته ولا على تفكيره. كان رفيق يعتبر الثراء نعمة من الله عز وجل، وانه في خدمة اهداف خيّرة. هكذا علمنا وهكذا كان يردد على مسامعنا ومسامع المقربين منه. كان يقول: «أما وقد انعم الله علينا، فلا يحق لنا ان نتباهى بالثــراء في مواجهة الآخرين. الثراء كان له دائماً عند رفيق الحريــري نكــهة خــاصة وهـــدف خيِّر.
> هل رفيق الحريري الذي تزوجتيه بقي نفسه أو تغيّرت نظرته الى الأمور عندما أصبح ثرياً ومعروفاً، أو أنه بقي طبيعياً ومتواضعاً؟
- رفيق الحريري من معدن أصيل لا يتبدل ولا يتغيّر إلا الى الأفضل. فمناقشة الأمور في هذه الحياة، ومواجهة التحديات، عاشت معه منذ طفولته حتى استشهاده. كان التواضع من ميزات شخصيته الأساسية، لذلك كان رفيق الحريري يناقش نفسه دوماً ويحاسبها باستمرار، بحيث إن التغيرات في حياته لم تؤثر عليه وبقي طبيعياً ومتواضعاً في كل مراحل عمره.
> كيف كان في البيت؟ هل رغم مسؤولياته كان أباً له حضور مع أولاده؟ وهل كنتِ تعانين من غيابه؟ هل كنتِ تغارين عليه؟
- كان رفيق رب اسرة بكل معنى الكلمة. على رغم مشاغله ومسؤولياته الكبيرة كان يجد متسعاً من الوقت للاهتمام بشؤون كل واحد من اولادنا، ويخص كلاً منهم بعناية تشعره وكأنه الولد الوحيد. طبعاً كنا نطمح الى وجوده معنا الوقت كله، لكننا كنا ندرك ايضاً اهمية مسؤولياته بخاصة عندما اصبحت على مستوى الوطن كله. كان الهاتف يختصر الغياب في كل يوم.
هل كنت أغارُ عليه؟ ان الغيرة لم تعرف طريقاً الى قلبي، كأن عظمة حبه لي وما كان يحيطني به من عاطفة عميقة وحنان وإخلاص، لم تكن تترك اي مجال للغيرة في نفسي.
> كيف تريدين الاستمرار في رسالة الرئيس الشهيد؟ كيف تساعدين سعد الحريري في الاستمرار في هذه الرسالة؟
- بعد اغتيال الرئيس الشهيد شعرنا كعائلة ان علينا واجب الاستمرار في حمل رسالة رفيق الحريري. واليوم، كلما نظرت الى صورة رفيق عمري اشعر بأنه يقول لي: «نازك أكملي مسيرة العمل الانساني والخيري فهو العمل الذي يدوم». لقد انشأ رفيق في حياته مؤسسة تحمل اليوم اسمه، ساعدت 35 الف طالب وطالبة على متابعة تحصيلهم العلمي، والوفاء له يقضي بأن نتابع مسيرته. اجتمعت العائلة ووزّعت المهمات بين أعضائها وطلبت من ابننا سعد ان يتولى مسؤولية العمل السياسي، وهو والحمد لله على قدر هذه المسؤولية، وأرجو ان يوفقنا الله في تكملة مشروع الرئيس الشهيد وتحقيق احلامه.
> يتطلع الجمهور في لبنان الى حضوركم الى البلد. هل أنتِ وسعد والعائلة ستبقون في الخارج؟ والى متى؟
- نحن أيضاً في شوق الى العودة الى وطننا الحبيب لبنان. في ذكرى استشهاد رفيق لم يتمكن ولدنا العزيز سعد من البقاء بعيداً عن مشاركة الأحباء الذكرى المؤلمة على رغم كل الأخطار والتهديدات.
> هل كنتِ تشعرين بأن الرئيس الشهيد مهدد؟ وهل كان قلقاً على حياته في الأيام الأخيرة؟
- كان رفيق يحاول ان يخفي عني الأخطار التي يتعرض لها. لكنني كنت اعرف ان كثيرين من الاصدقاء نصحوه بأن يغيب عن البلد، ولو لفترة من الزمن. لكنه رفض النصيحة، وكان يردد أن أحداً لن يجرؤ على التعرض له بعد محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة، خصوصاً انه لم يؤذ أحداً في حياته، وكان يمد يده للجميع. وهو كان مؤمناً ايماناً اصيلاً بأن المرء لا يصيبه الا ما كتب الله له.
> كيف حياتك اليومية الآن وهل أنتِ على تواصل مع مؤيدي الرئيس الشهيد؟
- في المجال الذي اخترته لنفسي بعد استشهاد رفيق الحريري، أنا على تواصل مع محبي الرئيس الشهيد في المجالات الخيرية والاجتماعية والثقافية ومسيرة الرئيس الحريري الانسانية، كما أن ولدنا سعد يمارس دوره بكل ما لديه من نشاط وفكر بما يجمع اللبنانيين ويوحد تحركهم على الساحة اللبنانية. انها مهمة صعبة، لكن سعد وأشقاءه والعائلة بأجمعها يقفون صفاً واحداً لتذليل كل العقبات. ففي صدرنا وقلوبنا وأعماق أعماقنا يبقى عز لبنان مبتغانا، وغده المرجو أمانة في ضميرنا.