المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شبان بغداد يجدون في مقاهي الإنترنت متنفسا



لمياء
02-11-2006, 04:11 PM
http://www.asharqalawsat.com/2006/02/11/images/front.347774.jpg

الإنترنت النشاط الأكثر ازدهارا رغم انقطاع الكهرباء والتشويش الناجم عن التنصت على المقاتلين


بغداد: روبرت وورث *


جلس احمد نادر علي أمام جهاز كومبيوتر في مقهى الانترنت «شريفي نت»، وبدأ يتبادل الرسائل الفورية عبر الماسنجر مع شقيقه المقيم في فنلندا، وخطيبته نور، في نفس الوقت. وكانت فوق جهاز الكومبيوتر كاميرا صغيرة تنقل مشاهد حية لأحمد وهو جالس يتبادل الرسائل الفورية. يقول احمد، 20 سنة، انه بسبب الأوضاع في العراق لا يستطيع ان يرى خطيبته كثيرا، وان كثيرين غيره يفعلون نفس الشيء.
وإضافة الى احمد كان هناك داخل المقهى 11 شاباً آخر نظرهم مركز على شاشات اجهزة الكومبيوتر، وكل واحد منهم يتبادل الرسائل الفورية مع ثلاثة او اربعة آخرين. ويدفع كل واحد من هؤلاء 1500 دينار (أي نحو دولار) في الساعة لاستخدام الانترنت والهروب مؤقتا من مشاهد جدران بغداد التي مزقتها الانفجارات.

قبل ثلاث سنوات لم يكن الانترنت على ما يبدو معروفا في العراق، اما اليوم فبغداد تمتلئ بعشرات المحلات التي تقدم خدمة الانترنت، مثل محل «شريفي نت»، الذي يضم 34 كومبيوترا وصحنا لالتقاط إرسال الأقمار الصناعية مثبتة فوق السطح.

وقد اصبحت خدمات الكومبيوتر والانترنت من ابرز المجالات انتعاشاً في اقتصاد العراق الراكد. فمقاهي الانترنت ومحلات بيع البرامج وأدوات الكومبيوتر تنتشر في شارع سيناء وسط بغداد، كما ان شركات تركيب الشبكات اللاسلكية وأطباق التقاط إرسال الأقمار الصناعية ومقاهي الانترنت تشهد نموا وازدهارا متزايدين رغم الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي.

ويقول علي انه يسعى لإقناع الزبائن لزيارة محل بيع الأقمشة الذي يملكه، لكن اصحاب مقاهي الانترنت لا يحتاجون إلى إعلانات تجارية لاجتذاب الزبائن. ويضيف ان غالبية المداومين على استخدام غرف الدردشة عبر شبكة الانترنت من الشبان والشابات.

وليس هناك رقم دقيق لعدد مستخدمي الانترنت في العراق، لكن هناك 215 الف مشترك في الشركة الحكومية المشرفة على تزويد خدمة الانترنت، وهذا الرقم لا يشمل مرتادي مقاهي الانترنت الذين يزيد عددهم بكثير عن عدد المشتركين، حسبما يقول ايفا وون، المستشار القضائي بوزارة الاتصالات العراقية.

وهناك نحو 15 مقهى للانترنت في حي الكرادة المزدحم تجارياً ببغداد، حسبما يقول شريفي الذي يريد ان يوسع نشاطه، إلا انه يشير الى عدم وجود قوانين تضبط فتح محلات خدمة الانترنت. ولا يستبعد شريفي ان الخدمة البطيئة احياناً تكون ناجمة عن جهود المسؤولين الاميركيين الموجودين في المنطقة الخضراء، وهم يحاولون التنصت على اتصالات المقاتلين. لكن بالمقاييس العراقية يعد النشاط التجاري لشريفي جيداً، اذ يشير الى ان «المكان يمتلئ بالزبائن في غالبية الايام».

* خدمة «نيويورك تايمز»