المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسرار الاختراق الإسرائيلي للجماعات الإسلامية في العالم



على
02-10-2006, 07:20 AM
"وحدة الفتاوى الإسرائيلية" ترصد تحركات رجال الدين في منطقة الشرق الأوسط

إسرائيل تحاول التسلل إلى دول الخليج العربية من خلال عملائها المزروعين داخل الجماعات الإسلامية




أوضحت دراسة المعهد السياسى في جامعة تل ابيب التى تحمل عنوان »دول تحارب نفسها ..دراسة في الجماعات الاسلامية بارض الحجاز« ان عملاء الاجهزة الامنية الاسرائيلية المتواجدين في هذه الجماعات اهتموا وفي الاساس بنقل كل كبيرة وصغيرة لما يحدث من تطورات في هذه الجماعات الى تل ابيب, وذلك اما عن طريق وسطاء بينهم وبين اسرائيل تم اختيارهم خصيصا لهذه المهمة او عن طريق رسائل مشفرة كانوا يرسلونها بصورة دورية سواء عن طريق اجهزة الهواتف المحمولة او عن طريق الرسائل المشفرة التي يتم ارسالها عن طريق البريد الالكتروني او عن طريق محادثات الدردشة " شات" التي كان يجريها هؤلاء العملاء في مقاهي الانترنت كل فترة.

وكانت اسرائيل ترسم ستراتيجيتها الكبرى للتعامل مع هذه الجماعات, بل والدول العربية, عن طريق الرسائل والمعلومات التي يستطيع عملاؤها في الجماعات الاسلامية تسريبها,حيث باتت هذه المعلومات مهمة للغاية بالنسبة لاسرائيل في ظل التطورات السياسية في الدول العربية والتعاطف الذي تبديه الجماهير والشعوب العربية في التعامل مع الجماعات الاسلامية التي تتصاعد شعبيتها خاصة في ظل التحولات السياسية التي قادتها القوى الكبرى في المنطقة وعلى رأسها الولايات المتحدة التي قررت الاطاحة بنظام الحكم في العراق والضغط على الدول العربية من اجل التغيير والتحول الى الديمقراطية بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001.

أسس التعايش

اللافت ان هناك كتبا اسرائيلية اعترفت بوجود تغلغل لاسرائيل في قلب الجماعات الاسلامية في الولايات المتحدة نفسها وهو التغلغل الذي بات مهما للغاية بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر السابق ذكرها ومحاولات تضييق الولايات المتحدة الخناق على عمل الجماعات الاسلامية بل والتجسس عليها .

ومثال ذلك كتاب »عملية المتعقبة«, والذي كشف ان اسرائيل كانت على علم بكافة الاتصالات التي تجريها الجماعات الاسلامية في الولايات المتحدة مع نظيراتها في الدول العربية,وكانت نصوص هذه المكالمات تصل لاسرائيل اولا فأول وتبلغ للولايات المتحدة ايضا خاصة في اطار عمليات التعاون الامني والاستخباراتي بين الطرفين الاسرائيلي او الاميركي حيث كانت الجماعات الاسلامية في الولايات المتحدة تتوجس من قيام الولايات المتحدة بالتجسس عليها نتيجة للتطورات السياسية بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر, وهو ما دفعها لتشفير كافة الخطابات او الرسائل التي توجهها للجماعات المناظرة لها في بقية دول العالم,حيث كانت الولايات المتحدة تضيق الخناق على عمل هذه الجماعات بل وتحظر عليها ان تتعامل مع المنظمات الفلسطينية وعلى رأسها حركة »حماس« الفلسطينية بسبب دعم هذه الحركة لما تسميه اسرائيل ب¯ »الارهاب«. غير ان الموساد كان على علم بهذه الاتصالات, حتى انه كشف عن ارقام الحسابات البنكية السرية لهذه الجماعات الاسلامية.

المثير ان هذا الكتاب بالتحديد وما تضمنه من معلومات بالغة الخطورة عن تفاصيل الاختراق الاسرائيلي للجماعات الاسلامية في الولايات المتحدة -صدر قبل الازمة الكبيرة التي اثارها مجلس الشيوخ الاميركي ضد الرئيس جورج بوش الابن عقب سماحه للاجهزة الامنية الاميركية بالتجسس على عدد من العائلات المسلمة التي تعيش في الولايات المتحدة لتوجسه منها .

واشارت الدراسة الى ان اسرائيل اكتشفت,ومن خلال عملائها في الجماعات الاسلامية, ان هناك العديد من الاسس التي من الممكن ان يتم على اساسها بناء علاقات قوية مع دول الخليج,بداية من ارتباط هذه الدول بعلاقات متميزة مع الولايات المتحدة او وجود اخطار مشتركة بين الطرفين,بداية من الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين الذي تمت الاطاحة به او الجماعات الاسلامية المتطرفة سواء السنية او الشيعية التي ترى في اسرائيل الخطر الاكبر الذي يجب القضاء عليه.

واستشهدت الدراسة بما حدث من تطور في مسار العلاقات الخليجية الاسرائيلية منذ الغزو الصدامي للكويت عام1990, حيث قصف صدام حسين اسرائيل باربعة وثلاثين صاروخا, الامر الذي جعل اسرائيل ودول الخليج يواجهان عدوا مشتركا هو الرئيس العراقي, وهو ما دعم العلاقات بين الجانبين الى حد كبير, بل وبات الحديث عن اقامة علاقات مع اسرائيل امرا مقبولا, الامر الذي استغلته تل ابيب ونجحت في اقامة علاقات سرية مع اغلب دول الخليج, بل ووصل الامر الى حد انشاء مكاتب تمثيل ديبلوماسية اسرائيلية في هذه الدول .

وكان قادة الجماعات الاسلامية غاضبين من توجه دولهم لاقامة علاقات مع اسرائيل خاصة ان العشرات من قادة هذه الجماعات الاسلامية كانوا, ومازالوا الى الان, ينظرون لاسرائيل على اساس انها المغتصبة الاساسية للقدس والاماكن الاسلامية المقدسة في فلسطين .

وكان عملاء المخابرات الاسرائيلية في الجماعات الاسلامية المتواجدة في اوروبا والولايات المتحدة بالتحديد يعنون برصد كل المحادثات التي يجريها قادة جماعاتهم مع قادة الجماعات والمؤسسات الاسلامية في الدول العربية وبالتحديد دول الخليج.

وزعمت الدراسة في فصل كامل لها ان زعماء الجماعات الاسلامية في دول الخليج كانوا يسببون ازمات كبيرة لاسرائيل عن طريق الفتاوى التي رددوها عقب الانتفاضة الفلسطينية في سبتمبر عام 2000 حيث بلور قادة الجماعات افكارا متشددة, على حد زعم الدراسة, واخذوا يدلون بتصريحات في منتهى الخطورة عن اسرائيل مثل الزعم بانها »الشيطان الاكبر« و»ان اي مسلم سيتعاون معها سيكون مصيره الهلاك« و»ان خدمة اسرائيل هي خدمة للمشاريع الاستعمارية الغربية« التي يرغب العالم في بلورتها لمحاربة اسرائيل, الامر الذي دفع بتل ابيب الى الحرص على التجسس على كافة هؤلاء بل ومراقبتهم مراقبة دقيقة خاصة فيما يتعلق بجوانبهم الحياتية الشخصية التي يقومون بها ودراسة نقاط الضعف المتعلقة بهم وبحياتهم .

الفتاوى الإسرائيلية

انشات المخابرات الاسرائيلية بالفعل وحدة خاصة معنية برصد كافة التطورات المتعلقة برجال الدين في العالم الاسلامي, وهى الوحدة التي اكتسبت اهمية كبيرة للغاية مع الهجوم الذي كان العلماء المسلمون يشنونه على السياسات الاسرائيلية, واطلق على هذه الوحدة اسم »وحدة الفتاوى الاسرائيلية« والمعنية برصد كل كبيرة وصغيرة في عمل الجماعات الاسلامية ومتابعة تحركات كبار رجال الدين الاسلامي.
ومن ابرز الشيوخ الذين عنيت وحدة الفتاوى الاستخباراتية برصدهم ومتابعتهم متابعة دقيقة الشيخ العلامة يوسف القرضاوي الذي تصفه الدراسة بأحد ابرز المؤثرين في القرار الاسلامي خاصة في ظل الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها بسبب ارائه السياسية او بسبب البرنامج الذي يقدمه على احد الفضائيات العربية وتحركاته المتعددة في الدول العربية,الامر الذي ازعج الوحدة وبقية الاجهزة الامنية او السياسية او حتى الاعلامية في تل ابيب بسبب الشعبية التي يكتسبها هذا البرنامج الذي يشاهده العشرات من المشاهدين في العالم كله وليس فقط بالدول العربية. بالاضافة الى عدد من رجال الدين البارزين في منطقة الخليج.
وعرضت الدراسة للسير الذاتية الشخصية لهؤلاء الشيوخ زاعمة ان اسرائيل استطاعت في احدى المراحل وعن طريق من سمتهم ب¯ »ابنائها الابرار« في وحدات المتأسلمين وفي غيرها من الوحدات الاخرى المتواجدة في المخابرات الاسرائيلية بمختلف توجهاتها ان تعرف عن هؤلاء الشيوخ اكثر مما يعرفون هم عن انفسهم.

وزعمت ان عددا من هؤلاء الشيوخ كانوا على اتصال بالجماعات الاسلامية في اوروبا, والمثير ان بعض مسؤولي الاتصال في هذه الجماعات كانوا اما من ابناء وحدات المتأسلمين الاسرائيلية سواء من اليهود الذين زعموا انهم مسيحيون او يهود يرغبون في الدخول للدين الاسلامي وسافروا الى اوروبا او الولايات المتحدة للانضمام للجماعات الاسلامية بها هربا من بطش عائلاتهم في اسرائيل بهم, او كانوا من العملاء العرب للمخابرات الاسرائيلية, حيث نجحت تل ابيب في تجنيد الكثير منهم في ظل بلورتها لخطط سرية للايقاع باكبر عدد من ابناء هذه الجماعات في مصيدتها او حتى توجيه عملائها في اوروبا الى ضرورة التعرف على اعضاء الجماعات الاسلامية في اوروبا ومحاولة معرفة تفاصيل عملهم منهم بطرق غير مباشرة.

وسربت الدراسة عددا من المعلومات المهمة المتعلقة بعمل هذه الجماعات لتؤكد صحة مزاعمها, وعلى سبيل المثال: عرفت اسرائيل كل التفاصيل المتعلقة بالتوجهات السياسية او الدينية التي كان الازهر الشريف وكبار رجال الدين المصريين بالتحديد يتخذونها وبالتعاون مع الاجهزة الامنية المصرية للضغط على رجال الدين في منطقة الخليج من اجل تغيير ارائهم السياسية.

وكان اهم تكليف للمخابرات الاسرائيلية هو البحث وراء الاخبار المتعلقة ب¯ »لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية« التي كونها عدد من الاصوليين الخليجيين وهي الهيئة التي تشكلت في الثالث من شهر مايو عام 1993 والتي رأت اسرائيل انها تتحدى انظمة الحكم في جميع الدول العربية التي تتمتع فيها الجماعات الاسلامية بقوة كبيرة, الامر الذي اكسب هذه اللجنة اهمية كبيرة للغاية خاصة ان التقديرات الاستخباراتية الاسرائيلية لمتابعة الاوضاع السياسية في الدول العربية زعمت ان نجاح هذه الهيئة في عملها من شأنه ان يدعم انشاء عدد من اللجان او الهيئات التي على شاكلتها في مختلف الدول العربية خاصة مع الهاجس الديني المسيطر على اغلب الشباب العربي في مختلف دول المنطقة والشعبية التي تتمتع بها الجماعات الاسلامية.
عقول الشباب

وضعت الدراسة تقييمات عن عمل هذه الشخصيات, زاعمة انهم وصلوا في كثير من الاوقات للمتحكمين الفعليين في عقول العشرات من الشباب الخليجي خصوصا مع الشعبية الكبيرة التي يتمتعون بها وسط هؤلاء الشباب بالاضافة الى ممارستهم المتميزة في مجال الدين الاسلامي, حيث يقومون بالتعامل وبصورة محنكة مع هؤلاء الشباب ويسخرون الدين الاسلامي واحاديثه المقدسة بالصورة التي تخدم مصالح هؤلاء الشيوخ في الاساس.

وزعمت الدراسة ان الولايات المتحدة لعبت دورا مهما في محاولات التوفيق بين المعارضة الاسلامية المتمثلة في هذه الجبهة بالتحديد وبين السلطات موضحة ان السفارات الاميركية في جميع الدول العربية تلعب دورا مهما في السياسات الداخلية للدول العربية, مشيرة الى ان هذه السفارات في الدول العربية تعتبر دولا مستقلة داخل الدول العربية .

واشارت الى ان اعضاء هذه الجماعات المعارضة نجحوا في فتح قنوات للاتصال مع اعضاء السلك الديبلوماسي في السفارات الاميركية بالمنطقة, غير ان هذا التواصل لم يرض الحكومات العربية التي رات ان هذا التواصل سيتيح للجماعات الاسلامية شرعية كبيرة وحقا لا يجب ان تتمتع به.

وتعترف الدراسة بان عملاء المخابرات الاسرائيلية داخل الجماعات الاسلامية عمدوا الى رصد كافة التحركات التي تقوم بها الجماعات الاسلامية والعلاقات التي ارتبطوا بها في اوروبا خاصة ان الكثير منهم كانوا يظهرون كوافدين جدد على الدين الاسلامي ويريدون الاطلاع على كل كبيرة وصغيرة به,الامر الذي مثل لهم غطاء مهما للتعمق في كل انشطة الجماعات الاسلامية في اوروبا وصلاتها مع مختلف الدول العربية واسماء الهيئات التي تتعاون معها في هذه الدول وحجم المساعدات التي تقدم لها وطريقة تحويل اموال المساعدات من بعض الشخصيات في الدول العربية اليها.

وتطرقت الدراسة بعد ذلك للحديث عما سمته بظاهرة " المجاهدين العرب" والذين كان على راسهم حسن السريحى الذي مثل احد اهم هؤلاء المجاهدين الذين عادوا من افغانستان بعد ان كانت دول الخليج وغيرها من بقية الدول العربية قد دعمتهم من اجل الخروج للجهاد في كابول ضد القوات السوفياتية التي كانت توصف في وسائل الاعلام العربية ب¯ »الدولة الكافرة«.

وجند الكثير من الدول العربية الاموال والامكانات من اجل خروج ابنائها للاشتراك في المعارك التي تقع بين القوات الافغانية بزعامة الاسلاميين المتشددين والقوات السوفياتية وهو ما اسفر عن اكتساب الشباب العربي الذي خرج للحرب في افغانستان للمهارات القتالية اللازمة لخوض الحرب ضد دولهم الاصلية من اجل تطبيق الشريعة الاسلامية التي حارب من اجلها في افغانستان.
ولم ترض الدول العربية او الخليجية بالطبع بتطبيق هذه السياسة, الامر الذي ادى لتصادم هؤلاء الشباب العائدين من افغانستان مع القوات الحكومية في بلادهم, وهو ما اهتمت به اسرائيل وسعت لوضع قوائم لهؤلاء الشباب وعن حياتهم, واطر تعليمهم وامكانية ان يقوموا بعمليات خارجية في اي مكان بالعالم في المستقبل.

وتطرقت الدراسة بعد ذلك لرصد بقية القوى الاسلامية في العالم العربي والمنطقة واسلوب تعاونها وتعاملها سواء في الدول المتواجدة بها او في العالم,ومثال ذلك الشيعة او الدروز او حتى الشراكسة .
واهتمت بعد ذلك بالاقليات الاسلامية المتواجدة في الدول العربية وعلى رأسها الاقليات الشيعية موضحة ان القوة التي باتت عليها ايران وتتحلى بها اكسبت الشيعة بالتحديد قوة كبيرة يرغبون في نقلها للعام العربي كله, زاعمة ان الشيعة باتوا كالقنابل الموقوتة التي من الممكن ان تنفجر في اي لحظة في هذه الدول.

وتنتقل بعد ذلك لتضع تقييمات لانظمة الحكم في الكثير من الدول العربية, زاعمة ان هذه التقييمات شارك بها الكثير من الاسلاميين من اعضاء الجماعات المنتشرة في اوروبا.

وتنتهي الدراسة بالتأكيد الى تخوف اسرائيل مما اسمته ب¯»الاسلام المتطرف«,وهو الاسلام الذي لن يؤثر فقط على اسرائيل بل سيؤثر على جميع دول المنطقة, الامر الذي يتطلب ضرورة مواجهته بقوة وحزم وتعاون جميع دول المنطقة استخباراتيا من اجل وضع حد لهذا الارهاب والعنف.
وتشيد الدراسة بقوة الاجهزة الامنية الاسرائيلية التي تواصل عملها لحماية اسرائيل واليهود في مختلف انحاء العالم,وهو ما اعتبرته الدراسة بمثابة مهمة مقدسة يجب الاهتمام بها ودعمها دوليا .

انتهت كلمات هذه الدراسة ولكن يبقى الكثير من المعلومات التي اوردتها مثيرا للجدل خاصة ازاء الاعتراف الاسرائيلي بوجود اختراق للجماعات الاسلامية الامر الذي يجب معه ضرورة "التوجس " او "الحيطة" سواء من الاعضاء الجدد في الجماعات الاسلامية او الوافدين الجدد للاسلام خاصة مع حساسية موقف هؤلاء الوافدين وامكانية استخدامهم في اغراض تضر بالجماعات الاسلامية.