المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوم عاشوراء المتجدد



yasmeen
02-09-2006, 04:05 PM
علي يوسف المتروك



ثورة الحسين , او فلنقل صرخة الحسين, ليس لها علاقة بالزمن, أو المكان بل هي ثورة تتجدد منذ ان انبثقت في العاشر من محرم سنة 60 للهجرة. وهي انطلاقة لايزال هديرها يصم آذان الظالمين , والمستبدين, والطغاة في كل انحاء العالم.

وقف الحسين يوم العاشر من محرم ليقول لاؤلئك اللصوص, وقطاع الطرق, الذين احاطوا به من كل جانب ليذكرهم ويوعظهم ولكنهم صموا آذانهم واستحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله. فوقف فيهم خطيبا: ايها الناس انسبوني من أنا وارجعوا الى احسابكم. ويحكم أهؤلاء تعضدون, عنا تتخاذلون, ولنا تقاتلون, أجل والله غدر فيكم قديم, وشجت عليه اصولكم, وتآزرت عليه فروعكم, وتوارثته عروقكم, وثبتت عليه قلوبكم, وغشى صدوركم, فكنتم اخبث ثمر شجيء للناظر, وأكلة للغاصب, ألا لعنة الله على الظالمين, ألا لعنة الله على الكاذبين, ألا لعنة الله على الناكثين, الذين ينقضون الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا, فأنتم والله هم.

ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين: بين السلة والذلة. وهيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون, وجدود طابت, وحجور طهرت , وأنوف حمية, ونفوس أبية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام, ألا واني زاحف بهذه الاسرة, مع قلة العدد, وكثرة العدو, وخذلان الناصر, ثم تمثل بأبيات فروة بن مسيك المرادي:


فان نهزم فهزامون قدما
وان نهزم فغير مهزمينا
وما أن طبنا جبن ولكن
منايانا ودولة آخرينا
كذاك الدهر دولته سجال
تكر صروفه حينا فحينا
اذا ما الموت زحزح عن أناس
كلا كله أناخ بآخرينا
فافنى ذلكم سروات قومي
كما أفنى القرون الأولينا
فلو خلد الملوك اذا خلدنا
ولو بقي الملوك اذا بقينا
فقل للشامتين بنا أفيقوا
سيلقى الشامتون كما لقينا


ثم قال: وأيم الله لا تلبثون بعدها إلا كريثما يركب الفرس حتى تدور بكم دور الرحى , وتقلق بكم قلق المحور, عهد عهده الى ابي عن جدي رسول الله صلى الله عليه وآله. ثم تلا قوله تعالى: (فاجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن امركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون), (إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم). ثم رفع يديه نحو السماء قائلا: اللهم احبس عنهم قطر السماء وابعث عليهم سنين كسني يوسف, وسلط عليهم غلام ثقيف, يسقيهم كأسا مصبرة, فانهم غرونا وكذبونا وخذلونا, وانت ربنا عليك توكلنا, واليك أنبنا, واليك المصير.

ولقي الحسين ربه شهيدا صابرا بعد ان تقدم امامه اخوانه واولاده واصحابه يلبون نداء الحرية والفداء وبقيت تلك الثورة شامخة, ما بقي الدهر, يشتد أوارها وترتفع مبادئها غضة طرية, لاينال منها الزمن, ولا توهنها الأيام.

فسلام على أبي الشهداء الحسين, يوم ولد, ويو استشهد, ويوم يبعث في الخالدين.


* رجال أعمال